عُشر المصريين يدمنون المخدرات في عهد الانقلاب
كتبه: رانيا قناوي
محتويات
مقدمة
يدخل المصريون في حالة عامة من الاكتئاب بسبب انهيار الحالة المعيشية والقمع الأمني الذي تفرضه سلطات الانقلاب في مواجهة حرية التعبير عن الرأي، والتصدي لأي مطالب مشروعة من تحسين مستوى المعيشة أو زيادة المرتبات، وفي سبيل ذلك كرس أمن الانقلاب جهده لمنع المظاهرات
واعتقال أي صوت يعارض السياسات الفاشية التي يتبعها النظام، ووقف الدروس الدينية وحلقات تحفيظ القرآن بالمساجد، في الوقت نفسه الذي راجت فيه تجارة المخدرات، بالتزامن مع انتشار حالات الاكتئاب والانتحار، لتصبح ظاهرة تعاطي المخدرات بديلا عن هاتين الظاهرتين.
وكشفت وزارة التضامن الاجتماعي في حكومة الانقلاب عن زيادة عدد متعاطي المخدرات في مصر خلال الشهور القليلة الماضية، والذي وصل إلى 9 ملايين مصري، وهو ما يعادل 10% من حجم السكان. وأضاف تقرير، أصدرته الوزارة مساء أمس الثلاثاء، أن 8% من طلاب المدارس يتعاطون المخدرات، كما أن 27.5% من السيدات و10% من الأطفال من عمر 12 حتى 19 عامًا يتعاطون المخدرات، موضحًا أن نسبة من يتعاطون المخدرات تحت سن 35 عامًا بلغت 40%.
وتطرق التقرير إلى أن زيادة الإقبال على الإدمان في مصر يُسبّب مخاوف لدى الحكومة؛ بسبب عدم قدرتها على التعامل مع أعدادهم المتزايدة، كما شدد على أن تلك النسبة تُشير إلى أن "مستقبل مصر في خطر". وكشف التقرير أن 24% من متعاطي المخدرات سائقين، و19.7% حرفيين بسبب ظروفهم المعيشية، ومتوسط الإنفاق الشهري على المخدرات 237.1 جنيهًا.
وعن أنواع المخدرات، كشف التقرير أن نسبة تعاطي الترامادول 51.8%، وتعاطي الهروين 25.6%، والحشيش 23.3%.
أسباب متعددة
وعن الأسباب التي تدفع المصريين للتعاطي في الظروف الاقتصادية غير المسبوقة التي يعيشها الغلابة، كشف التقرير أن 30.6% يتعاطون المخدرات من أجل العمل لفترة طويلة، و35.2% يتعاطون المخدرات من أجل نسيان الهموم، و34.8% يتعاطون المخدرات من أجل التغلب على الاكتئاب.
وكان الجهاز المركزي للإحصاء نشر تقريرًا عن الفقر فى مصر، مؤكدًا أن أسعار اللحوم والدواجن والسلع الغذائية ارتفعت بشدة، ما أدى إلى تراجع نصيب الفرد من الغذاء، وينذر بكارثة غذائية في مصر يدفع ثمنها الجيل القادم. وكشفت بيانات الجهاز عن انخفاض متوسط نصيب الفرد من اللحوم الحمراء بنسبة 29.4% إلى 9.6 كجم في 2016، مقابل 13.6 كجم عام 2015، لانخفاض الإنتاج والواردات من لحوم الأبقار والجاموس.
وحسب الجهاز انخفض نصيب الفرد من القمح بنسبة 2.3% إلى 137.8 كجم مقابل 141.1 كجم، كما تراجع متوسط نصيب المصري من الأرز بنسبة 11.3% إلى 34.7 كجم مقابل 39.1 كجم، ومن الخضروات بنسبة 7.3% إلى 86.3 كجم مقابل 93.1 كجم، ومن الفاكهة بنسبة 1.6% إلى 62.6 كجم مقابل 63.6 كجم، ومن لحوم الدواجن والطيور بنسبة 5.6% إلى 10.1 كجم مقابل 10.7 كجم.
وأوضح المركزي للإحصاء أن نسبة اكتفاء مصر الذاتي من اللحوم الحمراء بلغت 64.6% في 2016، كما بلغت نسبة الاكتفاء الذاتي من القمح 47.7%، ومن الأرز 99.7%، ومن الخضروات 103.4%، ومن الفاكهة 98.4%، ومن لحوم الدواجن والطيور 93.7%.
زيادة الفقر
ووفقًا لتقدير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء التابع لحكومة الانقلاب فإن نحو 28% من الشعب المصري لا يستطيع الوفاء باحتياجاته الأساسية من الغذاء وغير الغذاء، ورغم تلك الإحصائيات الرسمية إلا أن المواطن المصري دائمًا ما يجد نفسه أمام مطالبات مستمرة بالتقشف من جانب السفيه ووزرائه وبرلمانه وحتى إعلامه.
في الوقت الذي يُطالب السيسي المصريين بقبول الفقر والصبر عليه وعدم الشكوى تعبيرًا عن حب مصر والتضحية من أجلها، وكانت أبرز تلك التصريحات عندما قال: "إحنا فقراء أوي. محدش قال لكم إننا فقراء أوي؛ أنا بقول لكم إحنا فقراء"، ومن قبل ضرب السيسي بنفسه مثلًا على تحمّل الفقر حين قال إن ثلاجته ظلت فارغة إلا من المياه لعشر سنوات "ومحدش سمع صوتي" حسب زعمه.
وأصبح أهم ما يميز مصر في عهد السيسي، ما يلي:
- 10 % من المصريين مدمنين مخدرات
- 40 % من المصريين لا يستطيعون الوفاء باحتياجاتهم الأساسية
- معدل البطالة في مصر وصل إلى 12.9%
- تحتل مصر المرتبة الخامسة في مؤشر البؤس العالمي
- 9 ملايين طفل في مصر يعيشون تحت خط الفقر
- 50 % من المصريين يعيشون على هياكل الدجاج، بسبب ارتفاع أسعار الدواجن والسلع الأساسية
- 11 مليون مواطن ينفقون أقل من 330 جنيه شهريا
- 80 % من الفقراء في مصر لا تصلهم خدمات الدعم أو التأمين الاجتماعي
- مصر تحتل المرتبة الثالثة لارتفاع معدلات الجريمة بسبب انتشار الفقر والبطالة
- ارتفاع معدلات الانتحار بين الشباب بسبب الأزمات المادية
المصدر
- تقرير: عُشر المصريين يدمنون المخدرات في عهد الانقلاب بوابة الحرية والعدالة