عيش اللحظة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عيش اللحظة


بقلم : أمل صبري

اللحظة الحاضرة هى نقطة العبور بين الماضي و المستقبل . ماضي يحتوي على أشياء نرضى عن بعضها و نندم على أخرى و لكن يحتفظ الماضي دائما بخصيصة يتميز بها عن الحاضر و المستقبل و هى أنه غير قابل للتغيير و لكنه مع ذلك ما زال قادرا على العطاء , عطاء الخبرة التى نسترشد بها في يومنا و غدنا حتى نحقق الأفضل في مستقبلنا

تكمن أهمية اللحظة في أنها تعد الزمن المشترك بين الماضي و المستقبل و على هذه اللحظة يتوقف نجاح الانسان في حياته فهى تحاسب الماضي و تستخلص منه العبر و العظات ليكون زاد لها في المستقبل و كذلك هى لحظة المشارطة و التى يأخذ الفرد فيها على نفسه المواثيق و العهود ماذا يفعل او لا يفعل في غده ؟!فهى لحظة تمنع اندماج الماضي بالمستقبل حتى لا يكونا لونا واحدا بل يكون المستقبل أفضل من الماضي و أزهى لونا

لحظة جرد

قال تعالى :

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا ((10)سورة الشمس

هى لحظة جرد مستمرة لما تملك في القلب و العقل و الجوارح من الغث و الثمين سواء من مشاعر أو أفكار أو سلوك و عليها تتم التخلية عن كل ما هو غث و التحلية بكل ما هو ثمين الزمن الوحيد الذي نملكه

نظل على مدى رحلة العمر نتقلب بين لحظات الحاضر التى ما تلبث أن تصبح ماضي و بين المستقبل الذي نرنوا إليه في يومنا على أنه حلم نتمنى ان ندركه فإذا هو بين أيدينا نعيشه و نحصد فيه ما أعددناه في سالف أيامنا و هكذا العمر يمضي بين الماضي و الحاضر و المستقبل و لكن تبقى اللحظة الحاضرة هى الزمن الوحيد الذي نملكه بين أيدينا فالماضي ذهب و لم نعد نملكه مهما

انفقنا لاسترجاع أى لحظة فيه و المستقبل ربما يملك علينا انفسنا كحلم نتمنى ان ندركه لتحقيق ما لم نستطع تحقيقه و بين الحلم الذي ربما نملكه أو نهلك دونه و بين زمن ملكنا بأفعال لم نستطع محوها يبقى الأمل حاضرا في اللحظة الحاضرة بين ايدينا لنهذب من خلالها نتائج أعمال الماضي التي لا ترضينا و نراجع فيها الافكار الخاطئة و نتعهد فيها بتوبة و نخطط لتحقيق احلام نتدارك بها ما فات في سابق ايامنا و في كل خير فهى لحظة تمنحنا إصلاح نية يصاحبها عمل صالح. قال الامام الشافعي:(1)

غفلنا لعمر الله حتى تداركت *** علينا الذنوب بعدهن ذنوب

فياليت أن الله يغفر ما مضى *** و يأذن في توباتنا فنتوب

ألم تر أن اليوم أسرع ذاهب *** و أن غدا للناظرين قريب

المصدر