عيد حزين في فلسطين

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عيد حزين في فلسطين


بقلم : خالد معالي

ما يعانيه ويكابده الشعب الفلسطيني من تجرع مرارة الوقوع تحت آخر احتلال في العالم ساعة بساعة ويوم بيوم دون توقف، تعجز الألسن عن وصفه لحدته وجبروت وقوة صبر أهل فلسطين. مع حلول عيد الفطر السعيد تتجدد ذكريات وآلام الكل والمجموع الفلسطيني في الضفة والقطاع والأراضي المحتلة عام48 واللاجئين المطرودين من أرضهم والمشتتين في دول العالم المختلة.

دول العالم الإسلامي تحتفل وتفرح بالعيد كل على طريقتها، ولكن الشعب الفلسطيني يفتقد الفرحة التي تحل محلها أحزان متعددة لأحوال متراجعه ومتردية، فعائلات الشهداء تتذكر فلذات أكبادها تحت الثرى وسط الدموع، وأحد عشر ألف أسير فلسطيني تأكل القضبان الحديدية من أجسادهم ولحومهم، وجرحى ومعاقون يئنون من وقع آلامهم التي سببها الاحتلال لهم طيلة فترته التي طالت وما عادت تحتمل.

في الضفة جدار يلتهم أخصب أراضيها ويقطعها ويحولها إلى معازل وكانتونات يتحكم بفتحها وإغلاقها جندي صهيوني أتى من دولة أخرى وادعى أن هذه الأرض له منذ آلاف السنين تحت منطق القوة الغاشمة، وحول مدينة القدس إلى سجن معزول وحرم الفلسطينيين في الضفة وغزة من فرحة الصلاة فيه طيلة شهر رمضان وصلاة العيد فيه. الجدار ليس وحده يدمر ويخرب في الضفة ، فالحواجز ال 630 تذل وتقهر الفلسطينيين قاتلة بذلك فرحة العيد ومضيفة مزيدا من الحقد والكره والذي قد ينفجر في لحظة ما في وجه الاحتلال.

المستوطنون بدورهم يقومون بدور لا يقل خطورة عن قوات الجيش، فلا يكاد يخلوا يوما من ممارساتهم التوسعية وقتل وجرح وحرق حقول الفلسطينيين، ومنظر المستوطنات على تلال الضفة يضيف غصة في القلب لما وصل إليه حالنا.

غزة لا يختلف حالها عن الضفة إلا في شدة حصارها وخناقها من قبل الاحتلال، فهي معزولة عن العالم ويتحكم الاحتلال بمعابرها وموتى الحصار تجاوز المئة منذ زمن، عدا عن الموت البطيئ والآثار السلبية المميتة مع مرور الوقت، ولا تكاد ترى الفرحة أو البسمة على وجوه أهل غزة إلا تصنعا من اجل فرحة الأطفال الصغار، وهو ما ينطبق على أهل الضفة الغربية وحتى 11 مليون فلسطيني هم عدد الفلسطينيين في العالم.

ما يزيد حالة الحزن والوجع الفلسطيني ألما هو حالة التراجع والتراشق والخلاف ما بين شطري الوطن، ففي القوت التي تتحد فيه دول أوروبا في "الاتحاد الأوروبي" لتزيد بذلك قوتها وكحالة متقدمة ومتطورة، نرى أنفسنا نسير نحو تجزئة غير مقبولة وغير معقولة وكأن عقولنا في حالة سبات لا نعرف إلى أي مدى سوف تطول. لسان حال أهل فلسطين يدع الله أن لا تطول هذه الفترة، وان يتحقق جمع الشمل الفلسطيني بعد العيد لعلها تعوض شيئا من فرحة العيد المفقودة، ويتحول عيدنا القادم من عيد حزين إلى عيد سعيد.

نواميس الكون قضت أن الظلم لا يدوم سواء على مستوى الأفراد أو المجوعات أو الدول والحضارات، فالكون وجد على أساس ميزان دقيق في كل شيء وخاصة في تحقيق العدالة والتي تتحقق بعدة وجوه ولو بعد حين والأمثلة كثيرة لمن أراد، والحكمة الربانية لا يدركها الكثيرون... فقط قلة قليلة هم من يحصلوا الحكمة ويستوعبوا ما يحصل "ومن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا".

المصدر