عودة الروح

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عودة الروح

بقلم: عميد / محمود قطري – عميد شرطة سابق

كنت أظن أن حبيبتنا مصر قد ماتت ، فإذا بها عروق تنبض ، تحسست نبضها في شباب هذا الموقع ، سبحان الله يخرج الحي من الميت ، فلقد خرج هؤلاء الشباب من رحم هذا البلد ، ولطالما اشعر بالذنب لان أجيالنا والأجيال السابقة ربما جنوا على جيل الشباب ، وسلموا إليهم بلدا يحتضر ولطالما توجعت في داخلي عندما أجد خريجي الجامعات وكأنهم لم يتعلموا شيئا ولا يحملوا اية ثقافة

فان يكون هناك شباب مثل القائمين على هذا الموقع هو بمثابة عودة الروح إلى هذا البلد وأرى أن قرار السادات بحظر الدور السياسي في الجامعة وفرض الحرس الجامعي عليها أضر ضرراً بليغا بالمجتمع المصري بكاملة وارتكب جريمة في حق الثقافة المصرية

فشريحة الطلبة الجامعيين هي القاعدة التي تحمل شعلة الثقافة الأساسية وهى أهم الفئات القادرة على التفكير والتأثير حيث كل طالب واحد له تأثير في أكثر من عشرة آخرين من أفراد أسرته ومعارفه وأصدقائه

الدور السياسي في الجامعة مع تباينه( ليبراليون واشتراكيون وناصريون وإخوان مسلمين ) لا يقتصر على مجرد معرفة السياسة ولكنة يتعدى ذلك بتوسيع مدارك الطلبة في الأمور الأخرى مثل التعليم نفسه والثقافة عموما ولذلك فإنني أرى تناسبا طرديا فيما بين السياسية والتعليم والثقافة

ولقد تفتحت مداركنا ونحن طلبة في الثانوي مع منظمة الشباب الاشتراكي الناصري وحثنا ذلك على معرفة الشيوعية والرأسمالية والأيدلوجيات الدينية وهذا التفتح ساعدنا على فهم الأمور والبدء من العموميات التفصيلات أو العكس

ولقد ساعدت المنظمة على تأهيلنا فخرجنا منها ومنا من ذهب إلى الإخوان مثل الدكتور جمال حشمت ومنا من ذهب إلى الشيوعية مثل الدكتور زهدي الشامي ومنا من أصبح ليبراليا مثلى ، بالطبع لم تكن المنظمة تقصد ذلك ولكننا نحفظ لها الجميل

لهذا فانا فرح بشباب هذا الموقع وبغيرهم الذين نطحوا فى الصخر وأصبحوا مثقفين على درجة تدعوا إلى الفخر والاعتزاز

كشف التزوير الذي يضلع به هذا الموقع من أصعب واكبر المشكلات فالتزوير هو حجر الأساس في الفساد والذي أصبح كالماء والهواء في حياتنا علاوة على ذلك فإن هذا المجال ربما يعرض بعض هؤلاء الشباب لمحنة الصدام مع الحكومة والجهاد الرسمية التي تملك السجون والمعتقلات والمحاكم العسكرية

لكنني أقول أن العمر واحد والرب واحد وما هو الفارق أذا مت الآن أو بعد مائة سنة !! ولكنها المبادئ هي التي تبقى وتعيش

إذن علينا أن نحاول في التغيير فإما أن تتغير الحكومة .. وإما أن تبقى وتعطينا حقوقنا .. وحقوقنا هي حقوق الإنسان .. الأمن والطعام والشراب والسكن والعلاج والتعليم وفرصة عمل وأجور مجزية .. وزوجة لكل شاب وزوج لكل فتاة .. نريد أن يكون الواحد منا إنسانا وبناء علية نقول للحكومة أما أن ترحلي في انتخابات حرة نزيهة ، وإما أن تبقى بانتخابات حرة نزيهة .. ولكن حقوقنا التي هي حقوق كل إنسان هي المهم.

وبما أنكم فشلتم في الاستجابة فإنه يقع على عاتق المثقفين المصريين عبء تفهيم الناس حقوقهم وواجباتهم ونحثهم على رفع شعار ( صندوق الانتخابات = لقمة العيش )

لكي يفهم الناس البسطاء أن السياسة والحكومة لها تأثير مباشر على لقمة العيش ، فإذا تمسكوا بحقوقهم الانتخابية وتمكنوا من منع التزوير قدر طاقتهم فربما ارتفع مستواهم بما فيه مستوى دخولهم وأجورهم

وللحديث بقية

المصدر

المركز الفلسطسني للتوثيق والمعلومات