عندما يفقد النظام عقله

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عندما يفقد النظام عقله


بقلم د. توفيق الواعى

ذكرني حادث طلاب الأزهر بحقب طويلة من الافك والتجني والبله الذي كان يتعامل به النظام مع معارضيه ، كان زوار الليل من المخابرات العسكرية والمباحث السياسية يستبيحون كل شيء ويتهمون من يريدون، ويفعلون ما يشاءون بدم بارد ، فكان من يوجد في مطبخ عائلته سكينة يوصف بأنه أحد أفراد الجهاز السري ، ومن يوجد عنده مطواة ، يكون هذا نكالا عليه وعلى أسرته لأنه من كبار المجرمين

بل أغرب من ذلك ، من يوجد عنده كتاب لأحد الإخوان يكون قد استكمل أدوات الجريمة ، ومن كان مدرسا مثلا ، ووجد عنده كشف بأسماء تلاميذه ، أو مدربي فريق لكرة القدم وبحوزته أسماء فريق المدرسة ، يكون قد كشف عن فصيل من الجهاز السري

ولا بد أن يوصل بالشبكة الأم وليس هذا فقط ، بل كانت تؤلف في السجون التهم بعد الاعتقالات أو أخذ النصيب من الأحكام الباطلة فكان من يعطى لزميله المسجون حبة طماطم يأكلها أو فانلة يلبسها يكون هذا عنوان للترابط والتجميع الذي لا بد أن يجازى عليه ويحال إلى التحقيق لأن هذا مشروع جهاز سري ، إلى أخر تلك المهازل

ولما سمعت عن طلبة الأزهر واتهاماتهم بالجهاز السري ، قلت : رجعة ريمة لعادتها القديمة ، طلبة ظلموا وأزيحوا عن تمثيل زملائهم من أعوام عدة فلما أرادوا أن يقيموا اتحاد لهم قامت الدنيا ولم تقعد ، وأخذ الطلبة ورفدوا وأريد أن يضيّع مستقبلهم ، فحزُن إخوانهم لما حلَّ بهؤلاء واحتجوا بطريقة سلمية ، وقاموا باعتصام وأنشطة سلمية رياضية

ولم يوجد معهم حتى عصا أو مطواة ولم يشتبكوا بأحد ، ولم يأتوا ببلطجية ولم يمارسوا هم بلطجة بل كانوا يرددون حسبنا الله ونعم الوكيل ، فكيف يفعلون ذلك وهذا شيء مجرَّم يدل على تنظيم سرى للجماعة ، وكأن التنظيم السري هذا لعبة أو هزار أولاد في ساحة من الساحات ، يذكْرُني هذا بحادث الطائرة التي سقطت بالضباط في أمريكا ، واتُهم فيها الطيار ، لأنه قال : توكلت على الله ، وصدَّقت السلطات ذلك لأن هذا كان أمر أمريكا.

وأريد أن أفترض أن هؤلاء الطلاب أقاموا حفلا للرقص أو للمجون والمسخرة هل كان أحد يعترض ، وهل كان رئيس جامعة الأزهر الإسلامية سيعترض على هذا الرقص ، وهل هذا الهمام أعترض على منع الحجاب ، أو فتح فمه ضد أي فساد ، لا ، وألف لا ، لأن الفساد له حماية ، واتهام الطلاب بالخروج على القانون بعملهم استعراض رياضي.

ولم لا تتهم الشرطة التي تخرج على القانون دائما أبدا حتى في أمور الدولة المصيرية ، وما تدخلها في الانتخابات ومنعها الناس وتزوير إرادة الجماهير بالشيء الخفي ، وما قتلها للناس وإرغامهم على التزوير وعلى الجلوس في بيوتهم ولا يخرجون منها إذا لم يوافقوا على ذلك إلى منتهى الإرهاب أم أن هذا أصبح قانونا معترفا به ، وأصبح المسجلين الخطرين الذين يضربون الناس بالسنج ، حمامات سلام ، وموجهين وآمرين بالمعروف وناهين عن المنكر..

إن اتهام جماعة الإخوان المسلمين ، بالإرهاب أصبح اسطوانة مشروخة ، وأصبح صوت هذه الاسطوانة لا ينطلي على أحد ، حتى على أعداء الأمة فضلا عن أصدقائها ، وقد تتبعت ما قاله الحقوقيون في مسألة الافتراءات على الطلاب ، فكان مما قالوا:

الأستاذ محمد زارع رئيس جمعية المساعدات القانونية لحقوق الإنسان : إن ما حدث من اتهامات للطلبة ومن اعتقالات موسعة في صفوف الجماعة يؤكد أن البلد مقبلة على كارثة محققة ، وما يحدث في مصر الآن لا يصلح إلا في الغابات. هذا وتتوالى الردود والتصريحات من كبار الساسة والقانونيين على تلك الحوادث المقززة التي لا تصب إلا في مصلحة الأعداء وتمنع التقدم والاستفادة من قوى الإصلاح في الدولة.

ويستغرب الإنسان من موقف الصحف العالمية من الاعتقالات الأخيرة للإخوان ومن اتهامهم بالإرهاب ، وفي هذا دلالة على أن هناك من الباحثين من يحترم الحقيقة ويحترم نفسه. فنرى جريدة " نيويورك تايمز " الأمريكية تؤكد أن الإخوان المسلمين لا حاجة لهم بتأسيس جناح عسكري لأنهم يهتمون بالعمل الجماعي ، كما أنهم يحققون نجاحات سياسية ، وقد حصلوا على 88 مقعداً في مجلس الشعب.

وقالت جريدة (واشنطن بوست) إن هذه التهم جاءت على خلفية منع الطلبة من المشاركة في اتحاد طلاب الجامعة ، واستندت التهمة إلي مجرد الظنون ، ورأت الجريدة أن الاعتقالات ليست مبررة بحال. وقالت (أسوشيتدبرس) إن الحملة جاءت في أجواء المواجهة بين الإخوان والنظام بسبب رفض الإخوان خطة التوريث المتوقعة في مصر ، وسارت الصحف الأجنبية على هذا المنوال الذي ينطق بالحقيقة.

وبعد ، فنحن نقول : لا داعي أبداً لمثل هذه التهم الباطلة التي تزيد من عزلة الحكومة من الشعب وتعميق الكراهية للنظام ، وتلهيه عن جلائل الأمور الأمنية الحقيقية في البلد ، ولقد نشرت مجلة بريطانية متخصصة في العلوم العسكرية ، إن مصر مغزوة بالجواسيس الإسرائيليين الذين بلغ عددهم نحو مائتي جاسوس ، هذا عدا العلماء الذين يقدرون بالآلاف

فأولي بهذه الأجهزة الأمنية أن تمارس عملها الفعلي في حماية البلد من الاختراق ، وأن تحافظ على أمنها من أعدائها ، أما أن تُقلب الموازين ، ويُتهم المخلصون وتُلهي الأجهزة الأمنية على الأخطار الداهمة.. فهذا شيء يحتاج إلي وقفات ووقفات ، نسأل الله السلامة والتوفيق آمين...

المصدر