عندما يتعفن الضمير
بقلم: أ. سالم الفلاحات
عندما يتعفن الطعام يُترك، عندما يتعفن عضو في الجسم يبتر بعد اليأس من علاجه، وعندما يتعفن موقعٌ ما يمر الناس عنه مسرعين، لكن مصيبة المصائب عندما تتعفن الضمائر، وبخاصة الضمائر التي تحكم البشرية، فيا لسوء طالع سكان الأرض حينذاك، فأين المفر؟ ولا يصل العفن للضمائر حتى يقضى على اليد والعين والأذن والعقل والقلب.
وإلا ما معنى ما يجري اليوم في فلسطين و العراق و الشيشان و السودان و سوريا ؟ كيف تقصف الطائرات العملاقة آمنين آخر الليل؟! وتهدم بيوتًا على أصحابها في الفلوجة وخان يونس والنجف ومدينة الصدر وجنين، وتقتل الناس شرقًا وغربًا ثم تُسمي تلك العفونة "الحرب على الإرهاب" وإحلال الديمقراطية وإعادة ترتيب المنطقة؟!
ما معنى دعم المغتصب لأرض الغير وطرد الناس من أراضيهم بعد القيام بمذابح يتحدث بها الناس جيلاً بعد جيل في دير ياسين وقبية ونحالين والسموع وبحر البقر، ويكافأ الجزار بالمليارات والطائرات والمدافع والقنابل الذكية ليستمر في الذبح والتشريد؟!
وما معنى تبرير الاغتيالات للمشردين في أنحاء الأرض وفي دول أعضاء في الأمم المتحدة وليس آخرها اغتيال الشهيد البطل عز الدين الشيخ رحمه الله في دمشق، بينما تقوم الدنيا ولا تقعد عند قتل مغتصب واحد أو غازٍ واحد قطع آلاف الأميال لاحتلال العراق؟!
لولا أن الضمائر متعفنة حقًا لما كان الدفاع عن الأرض والعرض والمال والسيادة إرهابًا والغزو والاعتداء والظلم والقتل تحريرًا في عرف أمريكا والكيان الصهيوني، ومن سار في ركبهما.
لولا أن الضمير متعفن لما كان القصف اليومي على المدنيين حضارة وانتصارًا للسلام العالمي بينما قتل المحتل جريمة لا تغتفر.
وجود جيش عربي في بلد عربي برضا النظام في هذا البلد جريمة تستحق اتخاذ قرار من مجلس الأمن بضرورة الانسحاب وإلا..! بينما احتلال الكيان الصهيوني لأرض فلسطين بالرغم من مقاومة أهلها وصراخهم للأمم المتحدة والعالم حقٌ مقدس واجب الدعم والمساندة، بل والمحاربة نيابة عن الغاصب الصهيوني وكذا احتلال أمريكا للعراق.
تجديد ولاية الرئيس اللبناني من مجلس نوابه جريمة وخارج الأطر الديمقراطية التي تحملها أمريكا للعرب، بينما قوانين الطوارئ وحكم العسكر لعقود متتالية ديمقراطية "ونَصٌّ" ولا أحلى!!
أليست ضمائرهم متعفنة بالرغم من أناقتهم ومن نيتهم وتماثيل الحرية في بلادهم، بل إنها ميتة أو هم بلا ضمير حقًا؟
ألم يقولوا إنهم جاءوا لتطهير العراق من أسلحة الدمار الشامل ولم يجدوها؟
ألم يقولوا إنهم جاءوا لتحرير الشعب العراقي من الظلم فمارسوه على أبشع صورة؟
ألم يقولوا إنهم جاءوا لإعمار العراق وتعاقدوا بمال العراق مع شركاتهم فهدموا العراق مرات ومرات؟ هل لهم إعلام يصور الفلوجة وبغداد والنجف وبعقوبة؟
ألم يقولوا إنهم جاءوا لنشر الديمقراطية فجاءوا بحكومةٍ فرضوها على صدور الناس لا تملك من أمرها ولا لشعبها شيئًا سوى مباركة العدوان؟
لو لم تكن ضمائرهم قد غادرتهم قبل أن يتوجهوا إلى بلادنا لتوقفوا عن كذبهم في تضخيم أسطورة الزرقاوي والقاعدة، بعد أن ثبت للدنيا كلها كذب قصة (الغول) الخرافية، ولعوضوا الشعب العراقي ولاعتذروا عن حملتهم الصليبية.
ومعلوم أن الضمير إذا تعفن أو مات فإن شره سينقلب على صاحبه حتى لو أغراه تراخي سنن الكون حينًا من الدهر لن يطول؛ لأن الهزيمة تنبت في زحمة النصر بلا ضمير، كما أن النصر ينبت في ركام الهزيمة، والتاريخ خير شاهد لمن لا يؤمن إلا بالمحسوس فقط.
إن هذا الستار الرقيق من الدبلوماسية وادعاء التحضر لن يدوم، وستهتكه الحقائق على الأرض، ولن ينقذ البشرية ضمير فاسد متعفن لم ولن يستطيع الحفاظ على نفسه.
- الأستاذ سالم الفلاحات - أحد قيادات الإخوان المسلمين وعضو مجلس شورى الجماعة ب الأردن .
المصدر
- مقال:عندما يتعفن الضميرإخوان أون لاين
Locally Advanced Breast Cancer..., http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/smart-barleans-organic-oils-extra-virgin-coconut-oil-16-ounce-jar-price/210931995653191?ref=nf Barlean's Organic Oils Extra Virgin Coconut Oil, 16-Ounce Jar, 859618, http://www.facebook.com/notes/healthy-diet-products/today-chia-seeds-3-pound-chemical-free-coupon/210929392320118?ref=nf Chia Seeds 3 Pound (Chemical Free), ukaoxn,