عمرو خالد.. من لبنان إلى بريطانيا
بقلم : أيمن المصري
هل تجاوز الداعية عمرو خالد الحدود المسموح له بها على شاشات الفضائيات؟
لطالما حرص الداعية عمرو خالد على إعلان تمسّكه بلاءاته الثلاث: لا للسياسة، لا للحزبية، لا للفتوى، بمعنى أنه حرص أن يتجنّب منافذ الضغوط والحساسيات سواء مع الدول أو الأحزاب أو المرجعيات العلمية.
دأب عمرو خالد على ممارسة دوره الدعوي العام على الفضائيات وفي دروسه المسجدية، وهو يحمل رسالة هامة: إبراز الصورة المشرقة للإسلام مستنداً إلى التاريخ الإسلامي والسيرة النبوية، إضافة إلى دعوته الدائمة أن يكون المسلم كالشامة بين الناس، محبوباً متميزاً في دراسته وعمله وبيته، يمارس شعائره الدينية بعيداً عن أيّ تعصّب أو تنطّع.
عمرو خالد الذي واكب أحداث العراق عبر برنامج يومي تحت عنوان "حتى يغيّروا ما بأنفسهم"، يبدو أنه أزعج بعض الجهات بسبب موقفه من العدوان الأميركي على العراق ونشاطه اللافت خلال فترة الحرب، حيث قدّم مشروعاً لنصرة الشعب العراقي نشره على موقعه ومجموعات البريد الإلكتروني. فمارست هذه الجهات ضغوطاً على مسؤولي قناة "اقرأ" لمنع بث حلقاته. وتشير بعض المصادر أن هذه الضغوط تقف وراءها الولايات المتحدة الأميركية.
مصدر مضطلع في العمل الدعوي في لبنان قال في حديث خاص لجريدة "الأمان" اللبنانية: "كنت أتابع الحلقات التي كان يبثها تلفزيون ART للداعية الأستاذ عمرو خالد خلال فترة الهجوم الأميركي – البريطاني على العراق، وكنت أكبر الجهد الذي يبذله الرجل في توجيه المشاعر الإسلامية التي كانت موزّعة ما بين التعاطف مع ظلامة الشعب العراقي المبتلى بنظامه وبالهجوم الأميركي الذي دمّر البنى الأساسية وضرورات الحياة الإنسانية لهذا الشعب". يتابع المصدر "وأستطيع الجزم بثقة أن أسلوب عمرو خالد ودعواته الحارة كانت كفيلة بأن توجّه أبصار واهتمام المشاهد والمتابع نحو التماسك بدل التفكك، والتراحم بدل التنافر.. خاصة عندما كان يشمل بدعائه "إخواننا في الكويت" كما كان يدعو لكل المعذبين والمستضعفين في الأرض.. مما ساهم في توجيه المشاعر الإسلامية – لدى شريحة واسعة من المتابعين – الوجهة الصحيحة البنّاءة.. في وقت كانت فيه برامج أخرى على الفضائيات تضخ الشتائم وأقذع الاتهامات، وتزرع الحقد والضغائن".
ونشرت بعض المواقع على الإنترنت كلاماً مفاده أن الدولة اللبنانية سحبت الإقامة من عمرو خالد وأنها تنوي طرده من أراضيها، وعلم من مصادر رسمية أن هذا الكلام عار عن الصحة وأن إقامة عمرو خالد على أراضيها لا غبار عليها.
وقد تنادى محبو الداعية عمرو خالد عبر منتديات شبكة الانترنت لتنظيم حملة "مناصرة عمرو خالد.. من يشاركنا". وتنوّعت الاقتراحات الداعمة، ومنها:
مراسلة القنوات الفضائية – مراسلة قنوات فضائية أخرى بطلب بث البرامج واستضافة الأستاذ خالد في برامجها – مناشدة الحكام والأمراء بتوفير إقامة آمنة للأستاذ خالد – تنظيم حملة توقيعات عبر البريد الإلكتروني لطلب إعادة بث البرامج – التعاون على نشر دروسه وبرامجه المسجلة عبر أشرطة التسجيل والفيديو وإسطوانات الكومبيوتر – تفريغ الدروس والحلقات كتابةً ونشرها في الصحف والمجلات.
وقد نشر منتدى عمرو خالد عناوين البريد الإلكتروني وأرقام الهاتف والفاكس للمحطات الفضائية، بهدف تنشيط حركة إرسال رسائل الاحتجاج. وحرص منظّمو الحملة على أن يكون "الخطاب بصورة لا تهاجم أحداً بعينه وتحمّل الشخص الأمانة بصورة ملطّفة وحتى تلامس قلوب من يقرأها".
وتنوعت تحليلات محبّي الداعية عمرو خالد لقرار وقف البرامج، فقال أحدهم: إنهم يريدون الآتي: شباب مغيّب عن الوعي السياسي لا يدري أين تتجه الأمة"، شباب لا يريد إلا "الشهوة" مثلما أوضحت البروتوكولات، شباب يقلد الغرب، يريدون عهراً، دعارة، خموراً وحفلات.. أما عمرو خالد.. أما الدين، أما الأخلاق، أما الله، فلا وألف لا.
وقد بالغ بعض محبي عمرو خالد في تعاطفهم وتأييدهم له، فدعا أحدهم إلى استنساخه: "هل تريد أن تكون نسخة من عمرو خالد؟ هل تريد أن تكون مؤثراً في الناس؟ هل تريد أن تكون من الجنود الذين ينصرون دين الله ويكون جزاؤهم الفوز بجنته؟"، ثم يستعرض الخطوات العملية لتنفيذ ذلك.
وسط حملات الدعم والتأييد والاستنكار، الداعية عمرو خالد متوقف الآن عن تسجيل حلقات جديدة. وحسب مصادر موثوقة، فإن عمرو خالد متوجه إلى بريطانيا الأسبوع القادم ليتابع تحضير رسالة الدكتوراه التي بدأها..
لكننا – كما نعرفه دائماً – مستمر في رسالته، وهو يعدّ برامجه الجديدة.
المصدر
- مقال:عمرو خالد.. من لبنان إلى بريطانياموقع:الشبكة الدعوية