عمارة يجلد الانقلاب.. ويكشف رأي "الغزالي" فى دولة العسكر وأزهر الطيب

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عمارة يجلد الانقلاب.. ويكشف رأي "الغزالي" فى دولة العسكر وأزهر الطيب


عمارة يجلد الانقلاب...jpg

(03/03/2016)

كتب: هيثم العابد

مع حلول الذكرى الـ20 لرحيل المفكر الإسلامي الكبير محمد الغزالي بعد حياة عامرة بالكفاح والنضال ضد الفاشية العسكرية آنذاك، حاول العلامة د.محمد عمارة أن يزيح الستار عن موقف الشيخ الراحل من سيطرة العسكر على مقاليد السلطة وأثرها السلبي على كافة مفاصل الدولة، وانبطاح الأزهر لخدمة دولة الجنرالات والتدليس على الشعب واستغلال الدين لما يوافق هوي الحاكم المستبد.

وأوضح عمارة –فى مقاله بموقع "عربي 21"- اليوم الخميس، أن الشيخ الغزالي إلى جانب علمه وخلقه وسيرته ومدرسته، رصد فى مذكراته التى كتبها بالجزائر، مواقف من فاشية حكام عصره ودور علماء الدين الذين نافقوا هؤلاء الحكام، مشيرًا إلى أنه شن هجومًا لاذعًا على جمال عبد الناصر بعد مباركته انقلاب أتاتورك على الدين فى تركيا.

ونقل عن الغزالي:

"ما معنى أن يعلن رئيس دولة - عبد الناصر - إعجابه بشخص مرتد مثل مصطفى كمال أتاتورك، وأن يأمر بإصدار طوابع بريد تخلد ذكراه، كيف تخلد ذكرى فصل الدين عن الدولة، وجعل الحكم علمانيًّا؟ كيف تخلد ذكرى ضرب الإسلام، وإسقاط رايته وخلافته؟!".

وأوضح د.عمارة استياء "الغزالي" من موقف علماء الأزهر الذين ساروا في ركاب السلطة، واعترافه بأن "الأعجب أن يصمت علماء السوء فلا يقولون كلمة أبدا في هذا الفسوق، ثم تراهم بعد يتسابقون في هجاء الإخوان لأنهم خرجوا على الحاكم، هل ولاؤكم أنتم هو الإيمان؟"، على خلفية استعار الخلاف بين الحكم العسكري والجماعة.

وأشار المفكر الإسلامي إلى أن الشيخ الراحل دخل فى خلاف مع الإخوان أدى إلى خروجه من رحابة الجماعة إبان انقلاب 23 يوليو، إلا أنه مع حل الجماعة للمرة الثانية شعر أن ذلك لا يُفيد إلا أعداء الدين، معترفًا: "لما بدأ التعذيب والتقتيل للإخوان، انضممت بقلبي وكياني كله إلى المستضعفين في الأرض، وبكيت لما يلقون!، وماذا عساي أفعل؟! إن المأساة التي يجب كشفها عن أن الإسلام نفسه يضرب باسم ضرب الإخوان، لو أن واحدًا أو أكثر يعاقبون لإخطائهم باسم الدين، لقلنا: العدل يأخذ مجراه، أما أن تصادر نصوص وتطمس معالم ويلغى نصف الكتاب والسنة، لأن جماعة ما أخطأت، فهذا هو العجب".

وألمح إلى حوار دار بين الغزالى وأحد الإعلاميين، عندما نقل له الأخير ما دار بينه وبين أحد معممي أزهر العسكر: "طلبنا من أحد الشيوخ أن يضع لنا جملة أحاديث في تحديد النسل، فقال الشيخ: أتريدون أن أكتب بالتحليل أم بالتحريم؟ فقال له المجيب ساخرا: خمسة أحاديث بالحل، وخمسة أخرى بالحرمة!، فقلت: هذا الشيخ يصلح مفتيا للجمهورية أو وزيرًا للأوقاف، فقال المشتغل بالإعلام: أو شيخًا للأزهر؟ فقلت، بعد تريث: أو شيخًا للأزهر".

واختتم عمارة مقالته:

"إن أولئك الثلاثة -المفتي ووزير الأوقاف وشيخ الأزهر- في إبان حكم العسكر، حملوا الإسلام ما لا يطيق، ليس في مصر وحدها بل في أقطار أخرى، إنهم ونظراؤهم سخروا الفقه لهوى الرجال والنساء، واخترعوا أحكامًا ما أنزال الله بها من سلطان، وما كسبوا إلا غضب الله سبحانه وتعالى، وكراهية الصالحين من عباده، وازدراء الجماهير المغلوبة على أمرها"

معقبا:

"إن الذين اتهموا الدين بأنه مخدر الشعوب، إنما استمدوا هذه التهمة من أقوال أولئك العلماء المفرطين، ولقد تجنبت من شبابي الباكر هذه القافلة الخائنة، وقلت: الوفاء لله ورسوله أبقى وأجدى".

المصدر