علاج الرأي بالرأي

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
علاج الرأي بالرأي

بقلم: الأستاذ محمد حامد أبو النصر

المرشد العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين

مركز الدراسات التاريخية

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

المخلصون الغيورون على صالح وحاضر ومستقبل هذا البلد يقلقهم بل ويفزعهم ويدمي قلوبهم وأفئدتهم أن يسمعوا أو يقرءوا أن واحدًا من جماهير هذا الشعب الطيب، العريق في أصالته، سقط صريع رصاصة مصرية وقنابل حارقة أطلقتها يد مصرية في شارع من شوارع مصر أو حارة من حواريها أو داخل منزل أو مرفق من مرافقها.

وإذا كانت الأحداث على الساحة الأمنية تطورت خاصة في الآونة الأخيرة في غير الاتجاه الصحيح، حتى برز وتضخم وتفاقم على هذه الساحة العديد من المشاكل والعديد من المآسي التي تركت بصماتها دامية على العديد من البيوت والعديد من الأسر وبشكل بات يهددنا جميعًا وتنذر بالشر فنحسب أن وقفة للمراجعة والمحاسبة وإمعان النظر وتبادل الرأي باتت أمرًا ملحًا وعاجلا وضروريًا.

إن الأحداث حين تتلاحق وتتصاعد إلى المستوى المأساوي تصبح ولا شك مصدرًا للإزعاج والإقلاق وتدفع إلى سرعة الحركة للمواجهة الواعية المخلصة المتجردة من هوى النفوس التي تغلب العام على الخاص، العادلة المنصفة، تعطي الحق ولو من نفسها لأصحاب الحق، وتنتصف للآخرين حرصها على انتصافها لنفسها.

ونطرح هذه القضية بعدما سمعنا وقرأنا من مصادر موثوقة عن أحداث هالنا فيها ومنها أمور ثلاث:

  1. أنها تصاعدت حتى وصل أسلوب التعامل إلى مستوى الرصاص والقنابل الحارقة.
  2. وتطورت حتى وصلت النتائج فيها إلى مستوى إراقة الدماء.
  3. واتسعت وتعددت ساحاتها حتى وصل الصدام والتصادم إلى ساحة المساجد فلم يراع فيها لله حرمة.

وتكرار هذه الأحداث ثم تصاعد أحجامها وضخامة نتائجها من وجهة نظرنا يؤكد على عدة أمور وحقائق هي كلها أكثر من هامة وخطيرة!

أن هناك تباينًا في الرؤية خطير بين أجهزة الأمن وأطراف الأحداث وكأن كلا في واد لا يعيشون على أرض واحدة ولا تربط بينهم مصالح مشتركة ووشائج من المفروض أنها هي والجذور والروابط أقوى من المصالح إن لم تكن منطلق المصالح والأهداف.

انعدام في الثقة ترتب عليه التحفز والتربص، ولا مجال لالتماس الأعذار ولكن تلمس للعثرات وترقب للهفوات وتقديم للاتهامات على تبرئة الساحات والطعن في النوايا قبل إحسان الظن في الباطن والطوايا والظاهر من السلوك والعمل.

اعوجاج في الفهم والمفاهيم، فحيث تلتقي الآراء من خلال الدراسات والبحوث وبعد العديد من التجارب والممارسات حول أهداف وغاية الأجهزة الأمنية ودورها وساحات نشاطها تجدنا مختلفين على ساحتنا حول هذه الأهداف والغايات والأدوار وأنماط النشاط ومضينا في الطريق الآخر ندير ظهرنا لما صار مشهورًا ومعروفًا ونولي وجوهنا نحو غايات أخرى وأهداف أخرى وعبر أساليب نحسب أنها بل هي السبب الرئيسي في المشكلة والمأساة.

ومن مظاهر اعوجاج الفهم والمفاهيم أن البريء عندنا متهم حتى تثبت براءته والاتهام متصل وموصول إلى ما بعد البراءة حتى يؤكد من خلال ممارساته أنه غيَّر الوجهة والاتجاه أو جمد المسيرة، من ذلك أيضًا أننا رفعنا شعار "منع الأحداث قبل وقوعها" وخلطنا بين الأحداث التي كانت بالفعل على وشك التنفيذ وما أندرها والأحداث التي لم يكن على الساحة ظل لها بل ولم يجر في الأذهان تفكير فيها أو حولها.

وبالتالي صرنا منحازين لأنفسنا وللمواقف الشخصية لا لمصر وصالحها.. وصعب علينا أن نتجرد من أحكام المزاج والذات فافتقرت أحكامنا إلى الإنصاف وجافت الحق والعدل.وافتقرنا إلى ضبط النفس لأن الشحنات التي ملأتنا داخليًا صارت أقوى من ضوابط ودوافع الإنصاف والانتصاف للغير في نفوسنا.

إن السياسات الأمنية لا ترسم اعتباطًا ولا تأتي نتيجة اجتهادات فردية كما يجب ألا تتأثر مصالح الناس الذاتية، ورفع شعار الشرطة في خدمة الشعب يجب أن يكون واقعًا نعيشه ونلمسه يقرب ويؤلف ويبعث الدفء والود في القلوب ويقوي الوشائج والروابط.. وذلك كله إنما يأتي من خلال التخطيط المدروس والدراسات الموضوعية الجادة ومن خلال الانتفاع بتجاوب الآخرين الذين قطعوا في ذلك المضمار شوطًا بعيدًا.

وأجهزة الأمن الحديثة التي تعرف حقيقة الدور وتعرف طريقها الصحيح نحو غاياتها الصحيحة تأخذ بسبيل العلم الحديث والدراسات الحديثة عبر أجهزة مختصة وعلى المستوى العصري في معالجة قضايا الأمن وتقدم علاج الفكر بالفكر والرأي بالرأي على علاج السلاح.. وتحرص على ربط الصلات وإحلال الثقة والتقريب والتقارب بدل الإبعاد والتباعد.

كما أن الأمر يحتاج إلى تضافر كل أجهزة الدولة في علاج الموقف من مختلف نواحيه وزواياه لمنعه من الانهيار والتدهور فأسلوب الإثارة والتحدي من قبل العاملين في مجال الفن والذي تصل الممارسات فيه إلى مستوى الهبوط والتدني مثله مثل أسلوب الهجوم والتهجم على شرع الله والدعاة إلى الله من قبل أجهزة معروفة في المجال الإعلامي وكُتَّاب صاروا أيضًا معروفين واضحين يجب أن يوقفا بالقانون أو يتوقفا.. فهذا وذاك يجافيان أصالة هذا الشعب وهويته وأعرافه وتقاليده ويثيران جماهيره.

إن الأمر كله كما سبق وقلنها يحتاج إلى وقفة.. وقفة للدراسة والبحث وإمعان النظر والفكر ووضع أصول وضوابط وسياسات تشارك فيها كل الجهات وكل القوى العاملة والمتواجدة على الساحة.. لأن القضية.. قضية الجميع.

للمزيد عن دور الإخوان في الإصلاح

كتب متعلقة

من رسائل الإمام حسن البنا

ملفات وأبحاث متعلقة

مقالات متعلقة

الإصلاح السياسي:

الإصلاح الإجتماعي ومحاربة الفساد:

تابع مقالات متعلقة

رؤية الإمام البنا لنهضة الأمة

قضايا المرأة والأسرة:

الإخوان وإصلاح التعليم:

موقف الإخوان من الوطنية:

متفرقات:

أحداث في صور

.