عز الدين مالك

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عز الدين مالك
  • شارك في الإعداد

مقدمة

خطأ في إنشاء صورة مصغرة: الملف مفقود

في زمن عز فيه الرجال وأصبحوا كالآثار النادرة ولد هذا الرجل وحمل هم دينه ودعوته.

النشأة والتعليم الأولي هو عز الدين يوسف محمد مالك (والد حسن مالك المحكوم عليه فى القضية العسكرية عام 2006م مع المهندس خيرت الشاطر) الذي ولد في عائلة كريمة عام 1921م بالسبتية، التحق بمدرسة عباس الابتدائية " السبتية " عام 1932م حيث عين الإمام الشهيد حسن البنا في المدرسة في هذا العام.

وعن أسرته يقول:

والدي كان يصلي الفجر والعشاء في المسجد وأذكر في أحد الأيام هاجم البوليس السياسي مبني الإخوان المسلمين في شارع محمد علي لأنه حدث انفجار من الذخيرة التي كان يجمعها الإخوان من أجل فلسطين فطلب مني عبد الرحمن السندي أن آخذ مسدسين وقنبلة وأخرج بهم وكانوا في المكتب فلما خرجت وجدت علي الباب محمد إبراهيم إمام ضابط البوليس السياسي، فقال لي: أين أنت ذاهب؟ فقلت له: إلي المنزل وصرخت فيه فتركني، وذهبت إلي المنزل فقابلني والدي، وقال لي: ماذا معك قلت له: مسدسين وقنبلة فأخذهم ووضعهم في جوال الأرز ودفنهم، فكان والدي متجاوبا.
وعندما جاءت معركة فلسطين أردت السفر فذهب والدي إلي الشيخ حسن البنا قال له أنا معي 9 أولاد خذ الثمانية واترك لي عز الدين لأنه كبير أولادي، وركبت السيارة مع الشيخ حسن البنا وجلست في أرضيتها لأنها كانت مزدحمة فمسك أذني وقال لي لن تسافر إلي فلسطين قلت له حاضر فكانت الطاعة لأهلي لأننا تربيتنا إسلامية فنحن في الأحياء الفقيرة مثل السبتية تكون بها نزعة إسلامية.
تخرج الأستاذ عز الدين مالك من مدرسة الدمرداش الثانوية الخاصة ثم التحق بكلية الحقوق والتي تخرج فيها ويعد عز الدين مالك الشقيق الصغر للأستاذ محمد مالك، أحد رجال النظام الخاص والذي أذاق البوليس السياسي الأمرين.

في صحبة الإمام البنا

يقول الحاج عز الدين عن الإمام حسن البنا:

(كان الأستاذ حسن البنا من أسرة اللغة العربية فكان مدرسا للغة العربية وكان رحمه الله يربي لحيته وكنا نناديه بالسني، وكان يدخل حصة المطالعة يقول كتب المطالعة وأقلام المطالعة وكان الطلبة الذين يجيدون القراءة يسميهم بالخواجات وكنت أحدهم حيث كنا نقف بجانبه علي منضدة التدريس يتابع معنا القراءة ويصحح .
كان رحمه الله في حصة الدين يكتب لنا جداول بفرائض الصلاة فمن الجداول كان يعرفنا السنن المؤكدة وغير المؤكدة وكان حريصا علي أن يعطينا جرعة كبيرة من تاريخنا الإسلامي وكانت فسحة في ذلك الوقت ساعة ونصف لأننا كنا نتناول طعام الغذاء في المدرسة وكان يستغل هذه الفسحة لكي يجعلنا نؤدي صلاة الظهر في المصلي وبعد الفراغ من صلاة الظهر كان يقص قصة ولا يدخل المصلاة لسماع القصة إلا الذي يؤدي صلاة الظهر وكنت في ذلك الوقت عمري 11 عام وكانت والدتي تنهرني لآن ملابسي كانت تبتل بسبب الوضوء ودخلت لسماع القصة في صلاة الظهر بدون وضوء وصليت فعلاً بدون وضوء ولكن ضميري أنبني بعد ذلك وداومت علي الوضوء .
كان رغم أننا كنا صغار يعلمنا صلاة الجنازة فيقوم بأمر طفل لينام كأنه جثة ثم يؤدي عليه صلاة الجنازة، وكان هناك حصة للإملاء وكان موضوع الإملاء لابد أن يكون ذا مغزى.
وكان فراش المدرسة يطرق باب الفصل ليعطيه مجموعة خطابات وكنا نتعجب من مجموعة الخطابات التي تصله في كل حصة . طلب ناظر المدرسة حسنين بيك رأفت وقال له وصلني خطاب بخصوصك وأعطاه الخطاب فكان الخطاب، فقال له الناظر سيكون لك شأن عظيم رغم ما كتب في هذا الخطاب.

يقول الأستاذ عز الدين:

بعد ما تركت المدرسة بسنين قابلته في محطة السكة الحديد في القاهرة وكنت شاباً يافعاً وقال لي: يا عز الدين، قلت له: نعم، قال: لقد أصبحت شاباً يافعاً لماذا لم تحضر للمركز العام، قلت: لا أعرف مكانه، فقال لي: في الحلمية الجديدة وكان ذلك عام 1941م وأنا فى المدرسة الثانوية بعد أن تركته قبلت يدي التي سلمت عليه بها بطريقة تلقائية
وذهبت إلي المركز العام فاستقبلني استقبالاً حاراً واعتني بي اعتناء خاصا فكان يأخذني إلي منزله بشارع سنجر الخازن بجوار المركز العام ويمسك يدي علي إني تلميذ له فأقضي معه في منزله ساعات وفي مرة أعطتني والدتي خاتما فيه فص ماس فلما أمسك بيدي أحس به فرفع يدي ونظر إليه ثم تركها فرفعها مرة ثانية ثم تركها ولم يقل لي اخلع هذا الخاتم فخلعته ولم ألبسه مرة ثانية إلي الآن.
وفي عام 1945 اصطحبني في رحلة إلي الصعيد زرنا فيها بني سويف واستقبل علي محطة القطار استقبالاً حافلاً رفضه رفضاً شديداً قال نحن لسنا حزباً وخرج من باب جانبي في المحطة ثم سافرنا إلي أسيوط وكان أحيا المولد النبوي في أسيوط إحياء عجيب قال أنا لا أقول أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جميل الصورة ناعم الشعر ولكن أقول انه ترك لنا القرآن الكريم الخالد الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه فكفاه هذا.
وفي أسيوط أخذنا مع السيد محمد حامد أبو النصر فانتقلنا من أسيوط إلي أسوان والتقي بالإخوان هناك ثم إلي قنا وكان لا ينام من الليل إلا قليلا ويلتقي بالآلاف المؤلفة حتى كتب عنا إحسان عبد القدوس الرجل الذي يتبعه نصف مليون فإذا عطس حسن البنا في القاهرة قال له جميع شعبة الإخوان المسلمين في أسوان يرحمكم الله وسار نهج هذه الدعوة علي هذا المنوال وعشنا سنوات مشرقة.
لما اغتيل الإمام الشهيد سألني محمد أبو النصر ما رأيك في الإمام الشهيد؟ فقلت: لقد كان حلماً جميلاً كنت معه في منزله في يوم ما فقال لي: هل تستطيع أن تقول لي يا عز الدين من الإخوان المسلمين الذين تحبهم؟ قلت له: حسن البنا فبكي بكاءً شديداً وكانت عاطفة لم أرها في حياتي لأي فرد؛
قلت له: أضحي لك بوالدي في سبيل أن تكون أمامي. فكان إذا ودعته وهو في رحلة الحج كان وداعه حاراً في آخر رحلة له في الحج صعدت معه للباخرة وكان علي رصيف الميناء 27 حاج تركي يهتفون يعيش جلالة الملك يعيش حكومة مصر " فسأل عن مشكلة هؤلاء الناس قيل له إنهم لم يقوموا بالحجر الصحي وسيتخلفوا عن ركوب الباخرة وهي آخر باخرة وكان في الباخرة عبد الحميد باشا بدوي وزير الخارجية فطلب مقابلة الإمام الشهيد فقال له: قبل أن تقابلني لا بد من حل مشكلة هؤلاء الحجاج، وبالفعل استفسر عن المشكلة وحلها لهم.
ولا أنسي أبداً صلاة الفجر في مسجد الإسماعيلية والتي قام فيها الإمام الشهيد مرتين يقرأ " يا أيها المزمل . قم الليل إلا قليلا " لا أسمعه من أي قارئ أبداً.

ويتذكر الأستاذ مالك فيقول:

أنا عندما مات حسن البنا رأيت رؤية أنه واقف في مربع فقال لي ياعز الدين هل تسمع القرآن قلت له لا قال أنصت جيداً فأنصت فقال هذا الخضر عليه السلام يرتل القرآن الكريم وأخرج قطعا من البرد وفرقها علي الإخوان فهو يبرد قلوبنا علي فراقه.
ورأيت رؤية أخري أنني أمام وراق العرب وجنبي محمد مصاب فنزلت في النهر وسبحت حتى وصلت الشاطئ الآخر نزلت تحت شجرة في الأرض وفرعها في السماء واهتزت اهتزاز عجيب جداً كادت تسقط ولكنها لم تسقط هي الدعوة وهذه الهزة هي الكارثة التي نحن فيها ولكنها لم تسقط وأخي كان مصابا لأنه كان قد حكم عليه .

عز الدين مالك والنظام الخاص

يقول الأستاذ عز الدين:

طلب مني الإمام الشهيد أن اتصل بعبد الرحمن السندي وكان ذلك عام 1944م فقابلته وألحقني بمجموعة من كرام الإخوان.
وبهذه المناسبة دخلت النظام رغم قدم معرفتي بالإمام الشهيد أكثر من شقيقي محمد فهو دخل النظام الخاص قبلي بعام فأنا بنيتي ضعيفة وهو كان بنيته قوية وكان شديد المراس رآه الإمام الشهيد في زيارة لمنزلنا في السبتية؟
وكنت أذهب إلي حديث الثلاثاء وقلت له: أن محمد راودته امرأة عن نفسه فرفض، وفي حديث من أحاديث الثلاثاء رأي محمدا فقال له أبشر يا محمد " سبعة يظلهم الله " وألحقه فوراً بالنظام الخاص وقام بعمليات ضد الإنجليز ناجحة ومنها أنه نسف مركب في بور سعيد محملة بالأسلحة لليهود ووضع المفجر فوق محرك المركب.
وكلفت بالسفر إلي السودان عام 1948م لزيارة جمعية تشريعية بالسودان مع محمود الشربيني فوجدت أن الإنجليز محكمين الحراسة هناك بعساكر سودانية لا يمكن الاقتراب من هذه الجمعية، فقابلت الأخ "علي" ومرنته علي الأسلحة اليدوية وعدت من السودان وكان حادث الخازندار، ووجدت الإمام الشهيد ثائر ثورة عنيفة جداً على عبد الرحمن السندي وكانت هذه العملية قام بها من تلقاء نفسه ودون الرجوع للإمام الشهيد أو مجلس النظام الخاص الاستشاري.
وقامت الدنيا وقعدت بالنسبة لرجال القضاء وأخذ الإمام البنا يعالج الموقف بسلب كل الاختصاصات من عبد الرحمن وكان عبد الرحمن تفكيره قبلي لأنه كان من أهل الصعيد . بلده في مركز منفلوط.
وكان دوري في النظام الخاص تنفيذي فأنا كنت أنقل القنابل والأسلحة من الصحراء الغربية إلي مصر أو من الإسكندرية إلي مصر حيث كنت في السكة الحديد ألبس بدلة السكة الحديد حتى لا أثير الشبهة وأسلمها لإخواننا في مصر لكي ترسل لفلسطين ، وكان دور أخي محمد أن يصطاد العساكر الإنجليز في قناة السويس.
كما أنني انضممت للحزب الشيوعي في السبتية وكنت آتي بأخبارهم للإمام البنا ومن المواقف التي اذكرها أن الحي الذي أسكن فيه (السبتية) كان به شيوعيون كثيراً جداً فكنا نبلغ عنهم أنا وحافظ سلطان كما أحضرنا خريطة لمخازن الإنجليز وسلمتها للإخوان.

مالك والمستشار الهضيبي

يصف الأستاذ مالك هذه الفترة فيقول:

وبعد سنين ذهبت مع عبد العزيز كامل لمنزل عبد الرحمن أتبين موقفه بالنسبة للأستاذ حسن الهضيبي وكان ذلك عام 1952م حيث كان المرشد والهيئة التأسيسية أصدرت قرارا بوقف أربعة من النظام هم محمود الصباغعبد الرحمن السنديأحمد زكيأحمد عادل كمال ، وقام محمد أبو النصر بمحاولات لتهدئة الموقف فاستجاب أحمد زكي ولم يستجب محمود الصباغ ولا عبد الرحمن السندي وحاول محمود الاعتداء علي ولكنه تراجع وكانت فتنة قاسية جداً ولكن مرت بفضل الله دون أن يحدث شىء بين الإخوان المسلمين.
كان بعض الشباب احتل المركز العام فكان الذي يقف علي البوابة المطراوي رحمه الله وأول ما رأني فتح الباب فدخلت فوجدتهم قد كتبوا بيانا ضد المرشد وعبد القاسم أخذ البيان والذي فعل هذا عبد الرحمن السندي وقد قلت أنني ذهبت مع عبدالعزيز كامل لإقناع عبد الرحمن السندي ليغير تفكيره فرفض .
وطلب مني أن أذهب مع مجموعة من شباب الإخوان عام 1953م لمنزل القائد العام عبد الحكيم عامر وهم علي صديق –عبدالفتاح ثروتحسن عبد الغنيجمال النهري، ووصلنا الساعة الخامسة بعد الظهر وجلسنا في حديقة منزل القائد العام واستقبلنا وفوجئت بجمال عبد الناصر يجلس في وسطنا وظل يتحدث أكثر من ساعة ونصف لدراسة أفراد الشباب وبعد ذلك أخذ يتحدث ثلاث ساعات ونصف يهاجم فيها قيادة الإخوان المسلمين،وتحدث عن رحلته لبني سويف حيث استقبله الإخوان في استعراض وأمام المنصة هتفوا " الله أكبر ولله الحمد" غير أنه أنكر عليهم هذا الهتاف.
وبعدها روج عبدالناصر أن الإخوان المسلمين يتصلون بالسفارة البريطانية لعمل اتفاق من وراء الحكومة . وفي اليوم السابق قابلت السيد محمد حامد أبو النصر فقال لي الحكومة تتهمنا بالخيانة بدعوة أننا اتصلنا بالسفارة البريطانية والحقيقة أنهم اتصلوا بالمرشد في منزله وطلبوا أن يقابله المستر إيفانز لمشروع الجلاء
فقال المرشد: اتصلوا بجمال عبدالناصر لأخذ الإذن، فاتصلوا به فكانت الإجابة: هذه المقابلة ستقوي ظهرنا فلابد أن تتم، وبعد ذلك قلبها جمال عبدالناصر وعملها عملية خيانة، والشباب الموجود لا يعرف عن هذا الموضوع شئ فقلت له إن الموضوع غير ذلك وهو أن السفارة اتصلت بالمرشد الذي قام بأخذ الإذن منك وقلت إنها ستقوي ظهرنا.
قال على كل حال أنا أعلم أن أطهر شباب مصر جميعاً هو شباب الإخوان المسلمين لا تضطروني أن أستخدم السيف ضدكم قال له علي صديق: نحن إخوانك ولا يصح أن تستخدم السيف لإخوانك، قال لنا: إنكم ستضطرونني إلي أن أفعل ذلك، فقلت: سأبلغ المرشد عن كل ما حدث وبدأت الاعتقالات فكان الاعتقال الأول في يناير عام 1954م لمدة شهر ثم أفرج عنا.

المحنة والمنحة

يقول:

وبعدها جاءت تمثيلية محاولة اغتياله في 26 أكتوبر 1954م، فاستخدمت جميع وسائل التعذيب التي لم تحدث قبل هذا فعلمت من أحد أقربائي يعمل بمعهد الأمن بجوار أخبار اليوم وكان كل خبرائه ألمان أن بعض الألمان حضروا لمصر لتدريب قوات الشرطة علي وسائل التعذيب الذي كان يقوم به هتلر وكانت الملحمة الكبرى في المحاكمات والإعدامات والتعذيب إلي الموت لشباب الإخوان المسلمين.
رأيت أحد إخواني الكرام فكانوا 150 أخ في محاكمة واحدة، ووقف حمزة البسيوني يقول مجموعة البراءة فخرجت مجموعة مجموعة ثم قال مجموعة الإيقاف فخرج مجموعة مجموعة ثم الخمسات فخرجت مجموعة ثم مجموعة العشرات ثم الخمسة عشرة ثم المؤبد فخرجت مجموعة فبقي شخص فسأله من أنت فعظمه وضرب رجله في الأرض وقال استشهاد يا فندم أي محكوم عليه بالإعدام فخفف إلي المؤبد بعد ذلك.
ورأيت شبابا عمالقة انحنت ظهورهم وأصبحوا أقزاما من شدة التعذيب، فرأيت السيد الحسيني أحد المجرمين وكان شاويش عنبر (4) ضرب أحد الإخوان 300 كرباج علي رجليه.

علاقة الضباط الأحرار بالإخوان

يقول الأستاذ مالك:

الضباط في الجيش والذين التحقوا بالإخوان كانوا ينطون تحت الصاغ محمود لبيب الذي كان علي صلة بعزيز المصري وكانت هناك حركة وطنية موجودة خلال الجيش وجمال عبدالناصر كان هو وكمال الدين حسين الذي يموت الآن علي صلة كبيرة بالإخوان المسلمين.
ولكن جمال عبدالناصر لما رأي الإخوان والحركة الإخوانية ونضارتها خرج والحركة السرية للجيش وهو شاب فأغوته لكن أراد الله أن يتوفي محمود لبيب قبل الثورة بشهر أو شهرين فلم يلحق أن يحكم الأولاد لأنه كان معتقلا معي في جبل الطور عام 1949م وكان فيه روح ثورية كبيرة جداً وكان له نفس عالية وجعل هؤلاء الأولاد نبتا من الإخوان المسلمين وكانوا من الإخوان المسلمين ولما انحرفت بهم الأحوال خرجوا عنهم.
وأتذكر محنة بعض رجال النظام الخاص مع المستشار الهضيبي الذين لم يدكوا الحقيقة فذهبوا للمستشار ليجبروه على التراجع عن إقالة السندي ورفاقه وكان ذلك عام 1953م، حيث إنني كنت في مطبعة محمد المنياوي شارع الجيش وكان الشيخ محمد الغزالي والشيخ سيد قطب سوياً وقال كلمة لن أنساها قال يكفي أن هذه الثورة لن يسيل فيها دماء وهؤلاء مشايخ والحقيقة أنه كان هناك صراع خطير جداً بين رجال الثورة والإخوان المسلمين فرجال الثورة كانوا يخافوا أن يسحب الإخوان المسلمين البساط من تحت أرجلهم.

مالك وفترة ما بعد عبدالناصر

لقد شارك الأستاذ عز الدين مالك إخوانه كل أمور دعوتهم وشاركهم إعادة بناء الجماعة مرة أخرى تحت رياسة الأستاذ عمر التلمساني ، كما كان له مواقف مع جماعة التكفير والهجرة بزعامة شكري مصطفى حيث يصف هذا الأمر بقوله:

أنا لي حادث مع أصحاب الجماعات الإسلامية فقد خطفوا بنتا من بناتي عام 1980م بسبب انها لا تأكل الفراخ المذبوحة فكانت في مدرسة إسلامية وقد ضحكوا عليها وخطفوها وسفروها بلد تسمي كفر البط وأنا كنت كبيرا في السن فقلت إن هذا عرض؛ وزوجوها بمعرفتهم.
هذه الحادثة هزتني هزة عنيفة جداً وكان ابن عمتي في هذا الوقت "مدعي اشتراكي" ووزير عدل فذهبت له فلم يفعل لي شيئا وذهبت إلي المباحث العامة وقابلني فؤاد علام فقال لي: ماذا حدث فقلت له أنا حضرت من المصنع وجاءت الساعة السادسة فلم تحضر ابنتي ولم تتعود أن تتأخر فكان في رئاسة السيدة زينب شخص لم أعرف رتبته فقال له اعمل له محضرا وكان هو الذي يكتب الكلام لكي يضخم الموضوع، وقال ستأتي فرقة مسلحة من أمن القاهرة وسيهاجمون البيوت، لكن قبل ما يحدث شيء والساعة الثانية اتصل بأنور السادات فقال لا تفعلوا هذا الكلام ويذهب هو إلي مباحث السيدة زينب، فبكيت مثل الأطفال فوجدت شابا من المباحث العامة يقول لي: يا أستاذ لن يفعلوا لك شئا فإذا لم تحضر ابنتك بيدك فإنها لن تأتي.
ابني حسن كان في جامعة الإسكندرية فبعثت له تلغرافا وبقينا أسبوعا لا نستطيع أن نفعل شيئا ثم سافر إلى الإسكندرية وأحضر مجموعة من هناك ومجموعة من القاهرة ومجموعة من المنيا منهم كرم زهدي وذهبوا لمهاجمة البيت وكانوا يقيموا اجتماعا فهجموا عليهم ونزلوا فيهم ضرب علي وجوههم وأخذوا زعيمهم وركبوه سيارتي وقالوا لي أين نذهب به فقلت اذهبوا به إلي مصنعي في شبرا الخيمة فحبسناه في مخزن فهاجت ذويهم فقالوا سنحضر لكم البنت وسلمونا الولد وسنحضر لكم البنت بعد 48 ساعة، لكن لم يحدث حتى أعدنا البنت بالقوة منهم.

تعرف على المزيد

روابط داخلية

كتب متعلقة

أبحاث ومقالات متعلقة

تابع أبحاث ومقالات متعلقة

متعلقات