عذرا يا صغيري ليس عندنا معتصم
بقلم: د. عز الدين الكومي
رب وامعتصماه انطلقت ملء أفواه السبايا اليتم
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة المعتصم
فقد مات المعتصم ومات صلاح الدين وماتت معهما النخوة والشهامة، فعندما صاحت امرأة في عمورية وامعتصماه لبّى المعتصم النداء وحشد الحشود وانتصف للمرأة المسلمة التي استغاثت به ومات صلاح الدين وبقينا فقط نندبه في الملمّات حسرةً على ما وصلت إليه أحوالنا كما يقول أحمد مطر:
أن تندبوا قم يا صلاح الدين قم
حتى اشتكى مرقده من حوله العفونة
كم مرة في العام توقظونه
كم مرة على جدار الجبن تجلدونه
أيطلب الأحياء من أمواتهم معونة
دعوا صلاح الدين في قبره واحترموا سكونه
لأنه لو قام حقا بينكم فسوف تقتلونه
لن يؤثر فينا مشهد إحراقك حيث لم يبق لنا من النخوة والرجولة ما يجعلنا نتأثر بمصابك فقد أصابنا التبلد حيث شغلنا عنك مسلسل حارة اليهود ونور ومهند والزمالك والدوري.
أنت متهم بأنك إرهابي ما عسانا أن نفعل لك فالقبر خير لك من العيش الذليل ويكفيك أن دحلان عميل الصهاينة يطالب بانتفاضة ثالثة!!.
نم يا صغيري بعد أن خذلنك وسلمناك لأبناء القردة والخنازير يسومونك سوء العذاب ليقتلوك حرقا ثم نقتلك نحن صمتا.
نحن الذين أنفقنا الملايين لتحسين صورة بني أنا متأكد أن نخوتك ترفض أن تعيش بينا في دنيا العبيد الأذلاء فشهامتك ورجولتك تأبى عليك ذلك لكننا نحن ألفنا العيش المهين.
نحن من حصرناك وجوعناك وأغلقنا أمامك المعابر منعنا عنك الدواء والطعام والشراب ومازلنا ندعوك للانبطاح والركون إلى السلام مع بني صهيون.
عذرا صغيري فإن مشايخنا فقط يعتذرون عن انفجار وقع أما القنصلية الإيطالية لكن لا يعتذرون لحرقك لأنك لست إيطاليا ولا سفيرا ودبلوماسيا.
عذرا صغيري أما سمعت أن روسيا قاتلة المسلمين في الشيشان أدانت حرقك واعتبرت أن حرقك حادث إرهابي ماذا تنتظر منا بعد ذلك.
عذرا صغيري فإن بانكي مون لم يعرب عن قلقه هذه المرة من أجلك بل أدان حرقك وطالب بتقديم من حرقوك للعدالة التي ستقول إن من حرقك كان مخبولا ومختلا.
عذرا صغيري ماما أمريكا لم تسكت وأدانت بكل حزم العمل الإرهابي العنيف وأنها تدعو كل الأطراف إلى ضبط النفس الضحية والجلاد على حد سواء.
حتى مصر أم الدنيا يا صغيري والتي أحرقت الآلاف في مجازر الحرس والمنصة ورابعة والنهضة أدانت حادث حرقك وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي "ندين بأشد العبارات حادث حرق منزل لعائلة فلسطينية في نابلس من قبل مستوطنين إسرائيليين مما أدي إلى استشهاد رضيع فلسطيني وإصابة أربعة من أفراد أسرته" وطالب السلطات الإسرائيلية بتحمل مسئولياتها القانونية والإنسانية كسلطة احتلال والمجتمع الدولي لتوفير الأمن والحماية للشعب الفلسطيني..
أنت لست في فرنسا حتى يجتمع لك زعماء العالم في تظاهرة منددة بالإرهاب والكباب في الضفة الغربية لينددوا بحرقك ويذرفوا دموع التماسيح من أجلك فأنت لست صحفيا من شارل أبيدو.
عذرا يا صغيري إن حرقك اليوم جريمة ارتكبها المنبطحون بصمتهم وتنسيقهم مع الكيان الصهيوني وأعلنوا أنها جريمة بشعة ولو قعت من مسلم لكانت من الإرهاب والكباب.
عذرا يا صغيري أن سلطة أوسلو لم تتمكن من الدفاع عنك وحمايتك من الحرق لأنها كانت مشغولة بمهمة وطنية أخري حيث كانت تداهم منزل الشهيد يحيى عياش لاعتقال نجله.
عذرا يا صغيري لو كنت مستوطنا صهيونيا لرأيت عباس يخرج عن طوره ويهاجم ويرغي ويزبد دفاعا عن الصهاينة والذي لم يحرك ساكنا حيال قضايا الأسري والمحاصرين في غزة ويقوم بهذا الدور متطوعا على الرغم من الإهانات التي يوجهها له نتنياهو صباح مساء وهل نسيتم موقفه أما مؤتمر وزراء خارجية مؤتمر منظمة التعاون الإسلامي في جدة 2014 عندما هاجم خاطفي الصهاينة الثلاثة عندما قال: إن من خطفهم يريد أن يدمرنا وإننا سنحاسبه، ودافع عن التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني وأنه لن تكون هناك انتفاضة ثالثة لأن الانتفاضة الثانية دمرت الفلسطينيين لكنك أنت من دمرت الفلسطينيين يا عباس وليست الانتفاضة!
المصدر
- مقال:عذرا يا صغيري ليس عندنا معتصم موقع: إخوان الدقهلية
