عبد العزيز الطويل
بقلم: علاء محمد عبد النبي
محتويات
مقدمة

من الناس من يعيش لنفسه، لا يُفكِّر إلا فيها، ولا يعمل إلا لها، فإذا مات لم يأبه به أحد، ولم يحس بحرارة فقده مواطن، ومن الناس من يعيش لأمته واهبًا لها حياته حاضرًا فيها آماله، مضحيًا في سبيلها بكل عزيزٍ غالٍ، وهؤلاء إذا ماتوا خلت منهم العيون وامتلأت بذكرهم القلوب.
ومن هؤلاء الذين يعيشون بيننا الآن, أحد الرعيل الأول للإخوان المسلمين ببني مزارتجاوز عمره التسعين عاما وما زال وفيا لبيعته ولم تتركه أمن الدولة أسبوعيا قط دون استجوابه في منزله رغم سنه إنه الحاج عبد العزيز الطويل:
هو:عبد العزيز محمد أحمد محمد - الشهير بالحاج عبد العزيز الطويل, من مواليد14/6/1922 في مدينة بنى مزار- محافظة المنيا بصعيد مصر,متزوج وعنده 4 أولاد جميعهم يعملون بالتجارة والتوزيع للمواد الغذائية حيث يعد الحاج عبد العزيز من أكبر تجار المنيا.
دعوة الإخوان المسلمون
يروى الحاج عبد العزيز عن فترة التحاقه بركب الجماعة قائلا" تعرفت على الإخوان المسلمين عام 1938 تقريبا عن طريق الشيخ محمود ياسين عيسي- إمام مسجد سليمان ببني مزار في المنطقة البحرية عندما كان يخاطر الناس والمصلين بخواطره ثم يعرج على تعريف جماعة الإخوان ومؤسسها الشيخ حسن البنا ومبادئ وأهداف الجماعة ومن يومها التزمت وبايعت الجماعة والعمل من خلالها حتى اللحظة, اسأل الله أن يثبتنا ويُحسن ختامُنا ",
إخوان بنى مزار
وممن أتذكرهم من جنود الدعوة وقامت على عاتقهم الجماعة وتأسست ببني مزار محمد المنجد, مصباح البارودي, محمد الفاتح, إسماعيل بتاع الكراسي, الحاج أحمد صيام, محمود صفوت من بردونة الأشراف
شُعب ومقر الإخوان ببني مزار
في فترة عملي بالجماعة كان مقر الإخوان في شارع العيايدة ثم انتقل عند ورشة الخطيب وبعدها في شارع العربجية ومنها النهائي عند منزل الألفي على ترعة الإبراهيمية و وكانت هناك مقرات وشُعب للإخوان في قرى بنى مزار مثل شُعبة قرية كوم الشلابى, وشُعبة بردونة, وشُعبة البهنسا, وغيرها الكثير التي كانت تتزايد بصورة سريعة نظرا لانتشار دعوة الإخوان بصورتها الصحيحة وشمولية الإسلام.
الإمام حسن البنا
حضر الإمام البنا إلى بنى مزار عام 1938 وعام 1940 التي كنت شاهدا عليها, وأتذكره بالطربوش والسمت الإسلامي وهيئته المحترمة وكان رجل بمعنى الرجولة في القرآن الكريم وما تحمله من معان وعندما تكلم لم يزد عن تذكير الإخوان بعلاقتهم بالله ومدى ترابطهم وتراحمهم وتوثيق رباط الإخوة فيما بيننا, ثم تعارف علينا واحد تلو الآخر من الألف إلى الياء.
اغتيال الشهيد حسن البنا
- وفى يوم 12 فبراير عام1949 تم اغتيال الإمام البنا وحزنت والإخوان حزناً شديداًَ وعزاؤنا فيه أنه استشهد في سبيل دعوته ودينه وما فرط يوما أو تقاعس هفوة لإعلاء كلمة وراية الإسلام وضحى بنفسه ووقته وماله حتى لقي الله ونحسبه ولا نزكيه على الله من الشهداء.
الاعتقال الأول وهواش

في أوائل عام 1949 أيام حكم جمال عبد الناصر بدأت فترة الاعتقالات في صفوف جماعة الإخوان المسلمين وأتذكر هذا اليوم جيداً عندما جاؤا إلىّ في منزل والدي وأخذوا كل ما عندي من أوراق وكتب واعتقلوني في مركز شرطة بنى مزار القديم ومنها رحلونا إلى المنيا وبعدها إلى سجن مزرعة طرة مع المستشار الإمام الهضيبى وسيد قطب وهواش وغيرهم, وأول من استقبلنا حمزة البسيوني على باب السجن وضربنا كل واحد كفين على قفاه وبعدها بالسياط حتى باب الزنزانة ولا أنسى الشهيد محمد يوسف هواش كان نحيف الجسم و الذي كان يعذب عذابا شديدا من أكثر من عُذب في السجن وعندما كان يعود أول ما يدخل الزنزانة إذا به يصلى ركعتين لله رغم ما به من جروح وتعذيب.
وكانت مدة اعتقالي للمرة الأولى سبعة شهور ونصف مع كان الحكم علىّ في المحكمة برئاسة حتاتة 5 سنوات مع إيقاف التنفيذ, ولكن الله شاء أن تكون 7 شهور ونصف فقط, وهذه المرة شهور لاحظ العدد لأن نفس العدد ولكن سنوات كانت في المرة الثانية وكانت ولله الحمد للمدارسة وحفظ القرآن الكريم ومدارسة السيرة النبوية, وأتذكر أثناء المحاكمة تطاول حتاتة على الإخوان بالسب والشتم ولكن الإخوان لم يقفوا مكتوفي الأيدي وردوا عليه بأن الإخوان جماعة منظمة لها مكانتها وكرامتها ويجب عليك احترامها واحترام أفرادها.
وكانت المعاملة في مزرعة طره معاملة قاسية حيث كنا نقف في الشمس المحرقة في الصيف من السابعة صباحا حتى الثانية عشرة ولما أُفرج عنى مع إخواني أحسست عندما عدت إلى منزلي أنى حُرمت الكثير ممن تعلمناه مع القرآن في الزنزانة, وأثناء واعتقالي توفى والدي عليه رحمة الله تعالى.
الاعتقال الثاني
- أعلن جمال عبد الناصر أثناء وجوده في روسيا أنه أعتقل 14 ألف من الإخوان المسلمين وبالفعل هذا ما تم أعتق ناصر كل من سبق اعتقاله من قبل والمشتبه فيهم ويقصد الإخوان المسلمين وبناء عليه تم اعتقالي للمرة الثانية عام 1966 لمدة سبعة سنوات ونصف سنين وليست شهور تلك المرة والحمد لله اسأل الله أن تكون خالصة لوجهه الكريم وأن تكون في ميزان حسناتنا يوم القيامة.
- وقد أعتقل معنا أحمد صيام وعبد الرحمن أبو غنيمة من بنى مزار, وكانت الزنزانة يضع فيها 70 معتقل من الإخوان التي لا تسع سوى 10 معتقلين ومع ذلك كنا نتناوب في النوم ونحرص على نظافتها صباحا ومساء ومن ضمن المعتقلين أساتذة وأطباء يشاركونا النظافة.
محمد نجيب وعبد الناصر
الإخوان المسلمون هم الذين آتوا ب محمد نجيب وسهلوا له الطريق بعد ثورة يوليو 1952 ولكن جمال عبد الناصر انقلب عليه مع إنه كان عضو في التنظيم في الجيش الأحرار ولكن النفس غلبته بأهوائها وطمعت نفسه في كرسي الحكم فعزل نجيب بالتدرج ونصب نفسه قائد مجلس قيادة الثورة وتحلل من البيعة وعهوده مع الهضيبى عليه رحمة الله, وأعدم الشهيد سيد قطب ومحمد هواش عليهما رحمة الله.
اغتيال السادات
لما اغتيل محمد أنور السادات عام 1981, كان تفكيرا خطئا لأن الإسلام لم يبيح القتل للنفس المؤمنة وهذا الأمر موكول إلى الله.\
مبارك وثورة 25 يناير
عانت مصر في ظل المخلوع محمد حسني مبارك أشد المعاناة من ظلم وطغيان وفساد لمدة 33 سنة وكان الإخوان فيها مكبلين لدرجة مع كبر سني حتى قيام ثورة 25 يناير كانت مباحث أمن الدولة أسبوعيا يسألوني ويكتبوا تقرير ويرفع إلى رؤسائهم أسبوعيا وانتهى ولله الحمد مع قيام الثورة بلا رجعة إن شاء الله تعالى.
ومن بنى مزار إخوان كٌثر ذهبوا إلى الميدان وكان نفسي أروح معاهم والله يشهد على ذلك وكان سني الذي تجاوز التسعين لم يساعدني ولكن الله قيض لها شباب من الإخوان ضحوا بأنفسهم في سبيلها.
مرسى وما يحاك له
أخونا الدكتور محمد مرسي رجل ماشى بما يرضى الله ورسوله والناس اللي معاه شغالين كويس لكن الناس مستعجلة وإن شاء الله ربنا ينصره ويمكن في الأرض و وما يحدث الآن من مظاهرات ممن يدعون أنفسهم جبهة الإنقاذ هذا ما سيضر البلد ولن ينقذها كما يدعون والله غالب على أمره
وصية للإخوان المسلمين
اسأل الله أن يثبت قادتنا ومرشدنا وكل جند من جنود الدعوة على الحق وعلى الشباب أن يلتف حول قادتهم ومسئوليهم وأن يقدموا النصح وفقا لتعاليم أدب الاختلاف الإسلامي وأن يسهروا إذا نام الناس لخدمتهم لأنهم ينتظرون منهم الكثير والكثير