عبد الحليم سعفان
موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)
محتويات
المولد والنشأة

- ولد الشيخ عبد الحليم بن وهبة سعفان بشبن الكوم محافظة المنوفية عام 1914 . و كان والدة الشيخ وهبة يعمل مؤذنا بمسجد سيدي لاشين بشبين الكوم ووالدته هي الحاجة فطومة وهيب .
- كف بصرة و هو في الخامسة من العمر , و حفظ القران و هو صغير فى كتاب الشيخ عبد العزيز حوي و راجعة علي والدة .
- التحق بالأزهر الشريف و حصل علي الابتدائية الأزهرية في عام 1933م من المعهد الديني بطنطا و كان ترتيبه الرابع , ثم حصل علي الشهادة الثانوية القسم الثاني في عام 1933م من المعهد الديني بشبين لكوم و كان ترتيبه الخامس .
- ثم أكمل دراسته بالأزهر حتى حصل علي شهادة العالية بكلية أصول الدين عام 1942م , ثم علي شهادة العالمية في أصول الدين مع إجازة التدريس من الأزهر الشريف عام 1944م , ثم حصل علي شهادة العالمية في أصول الدين مع الإجازة في الدعوة و الإرشاد من الأزهر عام 1947م و كان الثاني علي الدفعة , وكرمة الملك فاروق تكريما يليق به .
- عين بعدها واعظا بمساجد الصعيد ثم مدرسا بمعهد قنا الأزهري مدة عامين و بعدها انتقل للعمل بمعهد منوف الديني , ثم استقر بالمعهد الأزهري بشبين الكوم لتدريس الحديث الشريف و الفقه الشافعي بجانب لدعوة إلى الله.
علمه رحمة الله
- كان رحمة الله امة في العلم و الفقه , و كان قلبه و بيته و مجلسة بمسجد الأنصاري بشبين الكوم مفتوحا لكافة الناس على مختلف أطيافهم و طبقاتهم , و كان لا يتورع أن يوجه السائل لغيرة من العلماء إذا لم يجد عنده المزيد , كالشيخ عبد المتعال سيف النصر العالم الفقيه ,أو الشيخ سليمان الشيمي الفقيه المالكي الذي كان ينادى الشيخ عبد الحليم بأستاذي و شيخي و هذا من تواضع العلماء .
- عكف رحمة الله على دراسة المحلى لابن حزم , و قام على ترتيبه و تهذيبه حتى أخرجه فى كتاب تيسير المحلى لابن حزم"ولم يكتف بذلك بل قام بتفسير شرح الإمام النووي لصحيح مسلم و كذلك مختصر الترغيب و الترهيب .
- وله كتاب للمرآة اسمه المرأة المسلمة بين حزب الله و أحزاب الشيطان ,وأرسل له احد المسلمين المهاجرين لليابان سؤلا فأجابه إلي سؤاله وأرفقه بوصية دينية جامعة أصدرها فى رسالة " هذه وصيتي "
- وكان رحمة الله معروفا محبوبا عند علماء عصره , ومنهم الشيخ عبد الحميد كشك , والشيخ إبراهيم عزت إمام الدعوة والتبليغ , والشيخ عبد اللطيف مشتهري إمام الجمعية الشرعية , والعالم الجليل الشيخ حسن أيوب , والمحدث الدكتور سيد نوح , وعالم القراءات الشيخ أحمد البربري وكان من أحبابه كذلك الشيخ الدكتور حافظ أيوب والشيخ محمد أبو السعود إمام مسجد العامودي بجدة , والداعية الحاج محمد عمارة والشيخ على شتلة.
جهاده وبلاؤه "رحمه الله"
تعرف فضيلة الشيخ على الإمام الشهيد حسن البنا أثناء دراسته بكلية أصول الدين بالقاهرة , وأحب الشيخ الإمام وبادله الإمام حبا بحب , وواظب الشيخ على حضور درس الثلاثاء الذي يلقيه الإمام الشهيد , وكان يقول عنة : كنت أقف مشدوها لخطاب الإيمان وكأني فى الجنة , وكأنني لست من أهل الدنيا فلا أحس بأي مشقة .
وكان الإمام البنا يستقبل الشيخ مرات كثيرة ولا يبدأ الدرس حتى يجلسه فى مجلسة , ويربت على كتفه ويقدره , وبعد المحاضرة يأتي ليصافحه مرة ثانية لأنه كان يحبه ويحترمه, وكانت حياة الشيخ جهاد خالص فى كل مراحل حياته.
فى محنته 1954م عندما اعتقل الإخوان، وبقي هو خارج المعتقل، وكان مرتبه ستة جنيهات شهريا، كان ينفق منها ثلاثة على اسر المعتقلين، والثلاثة الأخرى يعيش منها هو وزوجته وأولاده بالإضافة لامه وعمته اللتان كانتا تقيمان معه حتى وفاته ،فضلا عن انه كان يصل زوجة أبيه بالزيارة والمال فقد كان يصل الرحم التي أمر الله أن توصل.
وظل على هذا حتى قبض علية الطغاة بعد صلاة العصر بعد أن ألقى موعظة بمسجد مديرية الزراعة بشبين الكوم فى يوم الثلاثاء من صيف عام 1965 بتهمة مساعدة اسر المعتقلين, وإعادة نشاط الدعوة فى المنوفية .
وعذب الشيخ عذبا شديدا, وعلقه الجلادون ثلاثة أيام فى السجن الحربي وهو يقول تحت السياط : لا يستطيع احد أن يمنعني من الإنفاق فى سبيل الله , فيشتد علية العذاب ويقدم للمحاكمة فيقول للقاضي : كيف لا انفق فى سبيل الله ورسول الله (ص) يقول : "ليس منا من بات شبعانا وجارة جائع" .
فحكم علية بالسجن لمدة سنتين , ورحل من السجن الحربي إلى سجن أبو زعبل حتى ذكر الشيخ كشك والشيخ محمد أبو السعود بأنهما ومن فى السجن راو الشيخ عند ترحيلة محمولا كمثل الطفل الصغير بين يدي احد إخوانه لا يستطيع الحركة ولا القيام من هول التعذيب وحرمانه من الطعام الأيام الطويلة وكان كومة من العظام يكسوها الجلد فحسب ثم رحل إلي سجن القناطر ومنعت عنة الزيارات إمعانا فى إيذائه وآسرته .
وعندما سمح بالزيارات زارته زوجته الصابرة مع أبنائها الصغار فنصحها الشيخ بالصبر وقال لها بأنه يعطيها الحق فى الطلاق حتى لا تضار من غيبته عن بيته فعليها أن تستشير إخوانها فى ذلك أما أولاده فلهم رب يكلؤهم ويرعاهم , حينها ردت الزوجة المؤمنة الكريمة الأصيلة: أفيك أيها الداعية المؤمن أشاور أهلي ؟!لا والله إنا على العهد باقية ولدعوته راعية وللأولاد مربية وهذا شان المؤمنين والمؤمنات .
ونفذ الحكم الظالم علية ولكنه لم يفرج عنة بعد انتهاء الحكم لأنه لم يوقع اعتذار للطاغية يتعهد فيه بعدم الدعوة إلى الله ثانية , وعندما عرض علية احد الإخوة أن يكتب هو الاعتذار ويوقع علية الشيخ ويقدمه هو نهره الشيخ وأبى ، وعندما حاول الرجل أن يفعلها من خلف ظهر الشيخ وذهب لتقديم الاعتذار تعثرت قدمه ووقع وشجت رأسه وغاب عن الوعي ثلاثة أيام حالت دون تقديم الخطاب فعاد وحكى للشيخ وضحك وقال : حتى لا تهادن وتعتذر لطاغية . ولم يفرج عنة إلى بعد ست سنوات عام 1971م .
وكان يقول لقد كنت اخرج نصف راتبي ثلاثة جنيهات فى سبيل الله فحصلت على السجن ولو استقبلت من امرى ما استدبرت لأخرجت الستة جنيهات ولم أكن اجلس هذه الأعوام الستة .
وكانت حياته فى المعتقل متصلة بين صلاة وعبادة وتدريس لحلقات الفقه لبعض الإخوان ومنهم من تعلم الفقه من الشيخ حتى حصل على الشهادة العالية من الأزهر الشريف ثم بعدها الدكتوراه فى أصول الدين وهو الشيخ العابد القوام المجتهد حافظ أيوب .
ومنهم من حفظ القران مشافهة من الشيخ بالمعتقل وهو الشيخ أحمد باشا ومنهم التاجر الحاج محمد الشال الذي صمد طول اعتقاله وكان بعد المعتقل يستشيره فى كل صغره وكبيرة من أمور تجارته .
اعتقل الشيخ وترك زوجته وولداه وابنتان كان أكبرهم احمد عبد الحليم الذي حفظ القران وهو الحادية عشر من عمرة وأبوه فى المعتقل وقبل خروجه من المعتقل بأسبوع جاءته بشرى بنجاح احمد فى الثانوية بمجموع يؤهله لكلية الطب , وكان نعم الابن الحاني لأبويه وحوكم فى المحاكمات العسكرية بعد ذلك وحكم علية بالسجن ثلاث سنوات .
وعند خروجه من المعتقل وقف عبد العال سلومة يمعن فى إذلال الأسرى والتحقق من هواياتهم فلم يخرج الشيخ رغم شوقه للخروج وظل يصلى حتى يئس الظالم وخرج الشيخ دون أن يصافحه .
ورفض أن يرفع له احد إخوانه قضية للحصول على تعويض وقال انه يتمنى التعويض من الله .
يقول الأستاذ عباس السيسي:
- ولا تعجب أن تري الأخ الشيخ عبد الحليم سعفان العالم الجليل وهو شيخ كبير السن " فاقد البصر" وقد عاش معنا في السجن الحربي في هذا الجو الكئيب المشحون بالألم والغضب دون أن يكون للأسباب المتقدمة مبررا للإفراج عنه ونذكر بالتقدير جهد وشعور الأخوين الكريمين صالح السعداوي والعشيري سليمان حيث قاما بخدمته ورعايته حال وجوده في السجن الحربي .
جهاده الاجتماعي
ساهم الشيخ فى تزويج الشاب والفتيات , وكان من أهل العزائم وكان يقول عمن فاتته صلاة الفجر:هل تفوت الأخ المسلم صلاة القيام حتى تفوته صلاة الفجر وكان يصلى كل ليلة إحدى عشر ركعة لا تسل عن حسنها وتمتعه بها .
وكان قادة الدعوة يوقرونه ويقدرونه حتى انه طلب من الأستاذ محمد عمارة أن يزور المرشد الثاني الأستاذ حسن الهضيبي فلما علم المرشد قال : بل أزوره أنا ولكن القدر لم يمهله فمات فذهب الشيخ للعزاء فعرض علية قادة الدعوة فى القاهرة أن يتولى شئون الدعوة بالمنوفية فأبى واختار أن يكون جنديا.
وعندما زار المرشد الثالث أ. عمر التلمساني المنوفية وألقى خطاب بجوار مدرسة الثانوية التجارية ذكر الشيخ عبد الحليم بأنه إمام الإخوان بالمنوفية , وكان الشيخ رحمة الله مشغولا بهموم المسلمين فى مشارق الأرض ومغاربها , ويسمع الإذاعات فيفرح لفرحهم ويبكى لألمهم ويجمع التبرعات الكثيرة لفلسطين وغيرها وكان يعتكف فى رمضان من كل عام عشرة أيام واعتكف فى العام الذي مات فيه عشرون يوما .
مـرضـه ووفـاتـه
وعندما ناهز الشيخ الثلاثة وثمانون عاما، داهمه المرض فلزم الفراش يعانى من أمراض الرئة وتليف الكبد ، وكان فى مرض موته لا يأكل إلا نادرا ، وفى أخر ليلة من عمرة طلب طعاما وتناوله ونام ، ثم استيقظ وأيقظ أهله لصلاة الفجر جماعة ثم قرأ وصلى الضحى وبعدها أحس بقرب لقاء ربه.
فدعا ابنه المجاهد د أحمد واخذ يستعرض ويقرا معه آيات الجنة كلها آية آية حتى فاضت روحه إلى بارئها.
وكانت جنازته مشهودة وصلى علية الشيخ احمد باشا بالمسجد الأنصارى بشبين الكوم وكانت وفاته يوم الأربعاء 31 من يوليو 1996م .
المصدر
- تقرير: العالم العامل المجاهد الشيخ / عبد الحليم سعفان ،موقع إخوان المنوفية