عاكف يصف الصمت العربي تجاه السودان بالكارثة

(05-08-2004)
كتب- محمد الشريف
وصف المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين- الأستاذ محمد مهدي عاكف- استمرارَ الصمت العربي الرسمي تجاه ما يجري في السودان بالكارثة التي ينبغي تداركها على الفور.
ودعا عاكف في رسالته الأسبوعية الحكومات العربية للالتئام في اجتماع طارئ للجامعة العربية لاتخاذ موقف ثابت وصلب يدعم الموقف السوداني في مواجهة دعوات التدخل الخارجي، ويؤكد حق السودان في حماية أراضيه، والتعامل مع مشكلاته الداخلية بما لا يفتئت على حقوق الدولة، ولا يضيع حقوق المواطنين، مطالبًا بضرورة دعم الموقف السوداني ماديًا ومعنويًا.
وأوضح عاكف أنه إذا كانت الجامعة العربية قد عجزت عن اتخاذ موقف قوي في مواجهة الغزو الأمريكي البريطاني للعراق بسبب انقسام الموقف العربي فإن الحال مختلف هذه المرة، خاصة وأن التجربة قد أثبتت أن النظام لا يستبعد أحدًا حتى الهاربين إلى أحضان الغزاة، مؤكدًا على أن التكتل العربي الإسلامي هو الخيار الحتمي الوحيد لمواجهة تلك الهجمات الشرسة.
وأضاف فضيلته لو لم تكن هناك مشكلة في دارفور لعبثت الأصابع الأمريكية المثيرة لخلق الفتن وإيجاد أكثر من مشكلة في السودان، الذي لا يُراد لمشروعه الإسلامي أن يكتمل، ولا يُراد له أن يكون همزة الوصل بين العرب والأفارقة، ولا قنطرة عبور الإسلام إلى مناطق غير المسلمين في مختلف أنحاء القارة السمراء، ولا أن يكون سلة غذاء العالم العربي التي تغنيه عن الاعتماد على القمح الأمريكي والزبد الأوروبي.
وأضاف: ولو لم تكن هناك مشكلة في دارفور لعبثت الأصابع الأمريكية الصهيونية لخلق أكثر من مشكلة؛ لضرب العمق الإستراتيجي لمصر وتعريض أمنها القومي للخطر.
وعلى الصعيد الدولي وصفت رسالة فضيلة المرشد العام النموذجَ الإمبريالي الأمريكي بأنه أسوأ ما ارتكست إليه البشرية حين تفقد بوصلة التوجيه الإلهي، وحين تسيطر ثقافة المُتع والشهوات، وحين تعلو المصالح والمنافع المادية فوق كل المبادئ.
واعتبر فضيلته أن مما زاد الأمور سُوءًا أن سيطرت على الإدارة الأمريكية الحالية نزعاتٌ وتوجيهاتٌ تصب كلها في خانة تأجيج الصراعات وإثارة الحروب والفتن على كل مستوى.