عاكف يدعو الشعوب العربية إلى انتزاع حريتها

(01-04-2005)
كتب- محمد الشريف
دعا المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف الشعوب العربية والإسلامية إلى انتزاع حريتها من الحكام المستبدين.
وقال في رسالته الأسبوعية إن على شعوبنا أن تدرك أن حقوقها لن تتحقق من خلال ضغوطٍ أجنبية لها أهدافها وأجندتها الخاصة بها، وإنها ليست عاجزة عن انتزاعها بنفسها، خاصةً إذا تخلت عن سلبيتها ولا مبالاتها واستسلامها، وأصرَّت على رفضها وعدم قبولها للهوان، وعقدت العزم على المشاركة بإيجابية وفعالية في صنع الحياة وتقرير المصير..
إن الشعوب يجب أن يكون لديها الإيمان بقدراتها وطاقاتها غير المحدودة على الإصلاح والتغيير، كما يجب أن يكون لديها الاستعداد والإقبال على البذل والتضحية والفداء، فالحرية لها تكاليفها الباهظة وأعباؤها الضخمة وتضحياتها الكبيرة، والتاريخ القديم والحديث يدعم ذلك ويؤكده.
وأضاف كنا دائمًا وسنظل نؤمن بأن الحرية لن تؤخَذ إلا بسواعدنا وعلى أكتفانا، وأن التغيير لا يأتي إلا من داخلنا، والله تعالى يقول: "إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ" (الرعد:12)، وكنا دائمًا وسنظل نؤمن بقيمة الشعوب المسلمة، وقدرتها على تحقيق أهدافها وانتزاع حرياتها.
وانتقد فهم الحكام الخاطئ لصبر الشعوب على هذا الاستبداد واعتبار هذا الصبر ضعف أو عجز غير أننا ندرك أن مدى الصبر قد طال، وأن حدَّ الظلم الذي تتعرض له شعوبنا قد بلغ المدى، وأنه آن الأوان أن تدرك تلك الأنظمة الحاكمة أن العصر هو عصر حريات الشعوب، وأنهم إن لم يبدأوا مسيرة الإصلاح الحقيقي من أنفسهم فسوف يُفرض عليهم من خارجهم، وحتى يحدث ذلك سيكونون عرضةً للابتزاز، ولمزيد من التركيع والإذلال، وإن حجتهم السخيفة في وجوب الاستقرار وضرورته لم تعد تقنع أحدًا، فالاستقرار المفروض على الداخل بالحديد والنار لن يقف حائلاً دون التغيير القادم من الخارج لأغراضه الخاصة.
وحمل فضيلة المرشد العام على الدور الذي لعبته الأنظمة العربية والإسلامية مع أوربا والغرب وقال: منذ حوالي نصف قرن من الزمان كان العصر عصرَ ديكتاتوريات عسكرية غاشمة، تسلطت على شعوبها بالباطل، وإن تذرَّعت بذرائع العدل والقدرة على تحقيقه، وذلك في شتى أرجاء دول ما يُعرف بـ(العالم الثالث)، الذي تُمثِّل أقطارُنا الإسلاميةُ الشطرَ الأكبرَ فيه..
وجدنا تلك الأنظمة العسكرية الباطشة في مصر وسوريا وباكستان وإيران وإندونيسيا وتركيا، وغيرها الكثير على امتداد قارات العالم البائس في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، وقد وَجدت هذه الأنظمةُ الدعمَ لها من دول أوروبا وأمريكا، تلك التي طالما تحدثت عن الحريات، وتنعَّمت هي وحدها بها.
ونجح ذلك التحالف الأثيم في سرقة نتائج ثورات الشعوب ضد الاستعمار ومظالمه، وقامت تلك النظم المستبدة القاسية بدورها المطلوب منها في بلدان عالمنا الإسلامي.. ألا وهو تعويق الصحوة الإسلامية لهذه الشعوب، وتضليلها عن هويتها، وشغلها عن قضاياها الحقيقية، في الاستقلال الفكري، والعزة الدينية، والتنمية السوية في شتى مجالات حياتها، وفرض التخلف الاقتصادي والاجتماعي والعلمي والتقني عليها، وحراسة الكيان الصهيوني المزروع في القلب منها، حتى غدا قوةً إقليميةً نوويةً يُحسب لها ألف حساب..!!..
وقال فضيلته: ان هذه السياسة ولدت كراهية شديدة للغرب ومنظومته السياسية الجائرة، بقدر كراهية هذه الشعوب طغاتها من حكامها والمستبدين فيها، وازداد استمساك هذه الشعوب بالإسلام؛ حيث وجدوا فيه العاصم من الضياع، والمنقذ من الضلال، بل إن كثيرًا من تلك الشعوب قد أعاد اكتشاف حقائق الإسلام التي غيبتها عادات بالية، ومفاهيم مغلوطة.