عاصم وأبو النور.. صور ودماء ترصد الموت

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
عاصم وأبو النور.. صور ودماء ترصد الموت


عاصم وأبو النور...jpg

(18/11/2015)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

ما بين دماء المصور الصحفي أحمد عاصم، شهيد مذبحة الحرس الجمهوري في مصر، ودماء رفيقه على درب الشهادة المصور الصحفي "السوري" جمعة الأحمد "أبو النور"، الذي ارتقى خلال تغطيته لقصف روسي على بلدة حيان بريف حلب، مسافة تساوي صفر.

كلاهما حمل الكاميرا ومضى في طريقه يرصد الانتهاكات والجرائم، غير آبه إلى الرصاص المتناثر من حوله، أو الطائرات التي تحوم فوق رأسه، كلاهما لم ترتعش أصابعه وهى تضغط على زر توثيق مشاهد وحشية لا تسقط بالتقادم.

أبو النور

خرج المصور الصحفي "أبو النور" الذي يعمل بوكالة "شهبا برس" ينقل توجيه طائرات الإجرام الروسية 4 غارات جوية ببلدة حيان بريف حلب يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2015، وتمكن من تصوير 3 غارات جوية وفي الغارة الرابعة أغلق عدسة كاميرته إلى الأبد، بعد أن لقي الله شهيدا.

رحل "أبو النور" بعدما وجه فلاش كاميرته إلى وجه الرئيس الروسي فلادمير بوتين، والتقط عدة صور لدمويته في سوريا، ووثق هدم المنازل فوق رؤوس الأطفال والنساء، وفضح أكاذيب لا زال يرددها الغرب، بالحرب على الإرهاب ومواجهة داعش.

لم يكن "أبو النور" الأول الذي قدم التضحية وهو يحمل الكاميرا إلى قبره، ولن يكون الأخير بالتأكيد، فلا يزال المجتمع الدولي في حالة عطش من دماء السوريين، ولا يرغب في زحزحة الأسد عن كرسي الحكم، حتى يصل عدد الشهداء إلى نحو المليون شهيد.

أحمد عاصم

يوم استشهاد المصور الصحفي "أحمد عاصم"، في مذبحة الحرس الجمهوري التي قام بها الجيش المصري، اهتمت كبرى الصحف العالمية برصد اللحظات الأخيرة له، عرف وقتها أنه يعمل بجريدة "الحرية والعدالة"، وكان في مهمة توثيق عملية قنص المعتصمين من قبل قوات الجيش في مجزرة صلاة الفجر أمام دار الحرس الجمهوري.

وتداولت الصحف الفيديو الشهير والأخير لعاصم الذي يصور قناصا يرتدي لباسا عسكريا يعتلي أحد المباني ويوجه بندقيته إلى عدد من الجهات المختلفة ويطلق النار بشكل مستمر ثم يتوجه ناحية عدسة كاميرا عاصم لينتهي مقطع الفيديو وتنتهي حياة عاصم برصاصة في صدره.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية: "إن عاصم 25 عاما قتل على يد قناص تابع للجيش، وفقا لمقطع الفيديو الذي صوره الشهيد بنفسه ويتم تداوله بشكل كبير على شبكة الإنترنت ووسائل الإعلام الاجتماعية، الذي يعد أكثر المقاطع مشاهدة حول مجزرة "الحرس الجمهوري" التي خلفت أكثر من 51 شهيدًا" (100 شهيد حتى الآن). وأشارت الصحيفة إلى أن الفيديو الذي صوره عاصم أصبح رمزا للمذبحة التي وقعت ضد المتظاهرين السلميين أمام دار الحرس الجمهوري من قبل الجيش.

ونقلت الصحيفة عن إسلام عاصم -شقيق الشهيد الأكبر- أن عائلته تعتزم اتخاذ الإجراءات القانونية ضد الجندي الذي ظهر في الفيديو، والذي أطلق النار على المعتصمين وعلى عاصم، مضيفا أن الحزن خيّم على عائلته وعلى الحي الذي يقطن فيه على مقتل عاصم الذي كان مشهورا بين أصدقائه بـ "بندق".

وفي السياق نفسه، قالت صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية إن الشهيد أحمد عاصم صور القناص الذي أطلق النار عليه، مشيرة إلى أن كاميرا الشهيد هي الوحيدة التي قامت بتصوير أحداث المجزرة ضد المعتصمين العزل التي خلفت عشرات الضحايا ومئات المصابين. ولفتت الصحيفة إلى أن الشهيد بدأ مسيرته المهنية قبل ثلاث سنوات ليترك أرشيفا يضم أكثر من 10 آلاف صورة فوتوغرافية.

من جانبها قالت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية:

إن أحمد عاصم هو المصور الوحيد الذي صور لحظات موته وصور قاتله الذي وجه الرصاص مباشرة إليه، واصفة هذه اللقطات بـ"الصادمة"، مشيرة إلى أن مقطع الفيديو الذي صوره الشهيد ينسف رواية الجيش الرسمية بأن القوات العسكرية تعرضت لهجوم من قبل مجموعة إرهابية.

وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن الأحداث الأخيرة التي وقعت في مصر مع إعلان الانقلاب العسكري أسفر عن مقتل صحفيين اثنين في أثناء تغطيتهم المواجهات، لافتة إلى أن حرية الصحافة مهددة مع زيادة العداء للصحفيين واستهدافهم.

ونقلت الصحيفة استنكار "لجنة حماية الصحفيين الدولية" جريمة قتل الشهيد أحمد عاصم مصور جريدة "الحرية والعدالة" الذي قتل برصاص قناص في أثناء تصويره عملية قتل المتظاهرين أمام دار الحرس الجمهوري، لافتة إلى أنه قبل أسبوعين قتل الصحفي صلاح الدين حسن 37 عاما مراسل لموقع "الشعب" بمدينة بورسعيد.

المصدر