طلاب الاخوان وخوض الانتخابات الطلابية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
طلاب الإخوان وخوض الانتخابات الطلابية


مركز الدراسات التاريخية ويكيبيديا الإخوان المسلمين

المبحث الأول:الاتحادات الطلابية .. الفكرة والانطلاق

مثلت مرحلة خوض الانتخابات الطلابية مرحلة هامة من تاريخ العمل الطلابي الإسلامي، فكما ذكرنا سابقاً كانت الاتحادات الطلابية تحت سيطرة الناصريين والشيوعين وكانت تمثل عقبة كبيرة أمام العمل الإسلامي داخل الجامعات، وخاصة في ظل الافتقار إلى الموارد المالية للأنشطة المختلفة التي دشنتها "الجماعة الإسلامية"؛

فكانت فكرة خوض الانتخابات الطلابية كرد فعل على تلك الممارسات التى يمارسها طلاب الاتحاد لإعاقة العمل الإسلامى داخل الجامعات وكمسار تطور طبيعى لحالة الصحوة الإسلامية التى عاشتها الجامعة خلال تلك الفترة وبدا هذا واضحاً من خلال الحضور الحاشد فى فعاليات وأشنطة الجماعة الإسلامية فى ذلك الوقت.

ويروى د. عبد المنعم أبو الفتوح تفاصيل تلك التجربة فيقول:

لم يكن الدخول في الاتحاد جزءا من همّنا في هذه الفترة، كان هدفنا الواضح والوحيد هو الوصول بدعوتنا للطلاب، وهو ما كان اتحاد الطلاب يسعى للحيلولة دونه، لذلك قررنا في عام 1973 لأول مرة -خوض الانتخابات الطلابية ردا على الموقف المتعنت.
وكان أول اتحاد قررنا دخوله اتحاد كلية طب قصر العيني باعتبارها معقل ومركز العمل الإسلامي وقتها، فترشحنا لجميع لجان الاتحاد الست!

ويضيف د. أبو الفتوح:

كان الفن أبرز نقاط ضعفنا ومن ثم كانت نقطة الضعف الكبرى في هذه الانتخابات ولزمن طويل بعدها هي اللجنة الفنية، ورغم ذلك استطعنا أن نفوز فيها وفي أربع لجان أخرى من اللجان الست، ولم نخسر إلا في لجنة الجوالة التي فاز فيها طلاب آخرون لم يكن لهم اتجاه فكري محدد ولكنهم كانوا مهذبين وغير معادين لنا، ومن ثم أصبحت قيادة الاتحاد معنا.
وحين فزنا باللجنة الفنية في الاتحاد لم يكن لدينا أي رؤية عن الفن سوى أنه حرام ومن ثم لم يكن لدينا أي تصور عن إدارة هذه اللجنة سوى إيقاف عملها تقربا إلى الله! ولا أتذكر لها نشاطًا يذكر لسنوات حتى بدأنا من خلال الجماعة الإسلامية نتبنى مفهوم الفن الهادف والفن الإسلامي الذي بدأ وقتها بالأناشيد الثورية والجهادية وكان عام 1973 أول عام ندخل فيه الاتحادات الطلابية لنفوز بمجالسها في كلية طب القصر العيني التي أصبح أول رئيس لاتحاد طلابها من الجماعة الإسلامية ومنها انطلقنا إلى بقية جامعات مصر.
كان الفوز بمجلس اتحاد كلية طب القصر العيني عام 1973 بداية قوية أعطتنا دفعة هائلة للعمل داخل جامعة القاهرة ومنها للجامعات الأخرى، في السنوات التي تلتها، فقد تحول مبنى اتحاد كلية طب قصر العيني (وكان مبنى ضخمًا وله ساحاته وملاعبه الخاصة) إلى المركز العام للنشاط الإسلامي لجامعات مصر كلها، حيث كان يأتيه الطلاب المتدينون من كل مكان في الجمهورية، فصارت كلية طب قصر العيني بحق هي الرائدة في العمل الإسلامي في الجامعة، وقد جاء ذلك كله بفضل الله وحده في صورة تلقائية قبل أن يصبح عملاً منظمًا.
وكان معنا في نفس الدفعة سناء أبو زيد رحمه الله وكان قارئًا مثقفًا وظل حتى وفاته عام 2008 من خيرة الإخوان علمًا وعملاً، ومحمد يوسف (يعمل أستاذا للباطنة في السعودية) وكانت دفعتنا هي التي بدأت النشاط الإسلامي الفعلي، ولكن كانت هناك بدايات لهذا التوجه موجودة قبلنا كان من رموزها عبد الرحمن حسن (ويعمل طبيبًا في التأمين الصحي وأظن أن علاقته انقطعت بالعمل الإسلامي)، وأحمد اللبان (أستاذ جراحة).
ثم جاءت الدفعة التي تلينا وكانت متميزة ونشيطة ومن أبرز رموزها عصام العريان ومحمد عبد اللطيف، وكانا أبرز اثنين في الدفعة. وكان معهما محمد يوسف وهشام الصولي...
ثم توالت الدفعات حتى كانت مجموعة أقوى وهي دفعة عام 1979 التي كان أشهر رموزها حلمي الجزار ومجموعته ومن أبرز أعضائها محمد مسعد وعبد الناصر صقر وأحمد سليم وإبراهيم مصطفي...وغيرهم.
كان دخولنا اتحاد الطلاب فرصة لزيادة نشاطنا في الجامعة، فازداد عدد الندوات حتى وصل إلى ندوة أسبوعيًا، كما كان له أثر كبير في الخدمات التي كنا نقدمها للطلاب، حيث تضاعفت قدرتنا على تقديم الخدمات نظرًا للميزانية الكبيرة لاتحاد الجامعة، وقد يسرت لنا تلك الميزانية أن ننشر زي الحجاب بين الطالبات وذلك ببيعه لهن؛

كما سمحت لنا بإصدار وطبع سلسلة كتيبات "صوت الحق" التي كانت منبرًا لنشر أهم الأدبيات الإسلامية التي شكلت وعينا، وصدر منها "رسالة المؤتمر الخامس" للإمام الشهيد حسن البنا، "المصطلحات الأربعة" و"نظرية الإسلام السياسية" لأبي الأعلى المودودي، و"هذا الدين" و"المستقبل لهذا الدين" للشهيد سيد قطب وكذلك فصولاً من كتبه أو بعض رسائله مثل "لا إله إلا الله منهج حياة"، و"الطريق إلى الله" للشيخ محمد متولي الشعراوي، و"تفسير سورة الفاتحة" للإمام ابن القيم، و"حجاب المرأة المسلمة في الكتاب والسنة" للشيخ ناصر الدين الألباني.

وكان الأخ محمود غزلان الأستاذ بكلية الزراعة جامعة الزقازيق وعضو مكتب الإرشاد الآن صاحب دور كبير في إصدار السلسلة سواء في اختيار الموضوعات أو صياغتها وتلخيصها في بعض الأحيان.
وقد كنت أعرف الأخ محمود غزلان قبل التحاقنا بالجامعة من مسجد الجمعية الشرعية الذي كنت أصلي فيه في منطقة الملك الصالح بمصر القديمة، وكان بيننا ارتباط صداقة ومحبة كبيرة، وقد كان يميل للقراءة والثقافة أكثر من الحركة، لذلك لم يكن نشيطًا حركيًا في كلية الزراعة حين كان طالبًا فيها، والتي كان المسؤول فيها الأخ يونس فهمي.
كما كان لدخولنا في اتحاد الطلاب أكبر الأثر في التوسع في إقامة المخيمات الطلابية في الصيف والشتاء، وقد كان لهذه المخيمات أكبر دور في الحشد والتربية للأفراد، وكان يصل العدد للآلاف حيث كانت كل مباني المدينة الجامعية تمتلئ عن آخرها بالطلاب لمدة أسبوعين كاملين صيفًا.
وكانت المخيمات الطلابية فرصة كبيرة لنشر دعوتنا بين الطلاب لوجود عدد من الكبار والمؤثرين الحريصين على الحضور معنا مثل الشيخ محمد الغزالي والشيخ يوسف القرضاوي الذين كان لهم دور توجيهي تثقيفي كبير، فضلا عن قيام الليل والمحافظة على الصلوات الخمس والأذكار، والنشاط الرياضي وتعلم النظام والانضباط ، فكانت هذه المخيمات محضنًا تربويًا كبيرًا للطلاب في ذلك الوقت وفي أغلب الأحوال كنا نقيم المخيمات الجامعية في المدينة الجامعية المخصصة لسكن الطلاب.
وأذكر أن الدكتور أحمد كمال أبو المجد وكان وقتها وزيرا للشباب والإعلام حضر معنا أول مخيم جامعي يقام على مستوى جامعة القاهرة كلها، كان ذلك عام 1973، وقد تكرر هذا في العام التالي فأقمنا المخيم عام 1974 في المدينة الجامعية بعدما زاد عددنا وتضخم، وحضر المخيم من العلماء الشيخ محمد الغزالي والدكتور يوسف القرضاوي… وبعد ذلك صارت كل كلية تقيم مخيمًا صيفيًا إسلاميًا.
وقد كانت المخيمات ميدانا لصنع القيادات الطلابية الإسلامية بطريقة عفوية وطبيعية، وكنت شخصيًا لا أشعر بأي عقبة في إدارة تلك المخيمات والتجمعات على الرغم من أنها كانت تجمع خليطا من الأفكار والاتجاهات الإسلامية، وقد كانت مسألة الطاعة شبه العمياء للأمير تسيطر على الجميع فتساعد القائد في إدارة المخيم من دون صعوبات كبيرة، هذا كله مع نضوج مسألة الشوري بيننا تدريجيًا حيث كانت المناقشات تدور بيننا في جو من الاحترام والود. (1)

ويقول د. عصام العريان عن تلك المرحلة وبداية المشاركة في الانتخابات الطلابية:

كانت تلك نقلة كبيرة في نشاطنا الطلابي؛ حيث تعتبر قفزةً نوعيةً؛ لأنها اقتضت قدرًا كبيرًا من التنسيق مع أعداد كبيرة من الطلاب للترشيح على قوائمنا؛ حيث كنا نتبادل الأفكار، وساهم حجم الفساد المالي في ميزانية اتحاد الطلاب إلى دفعنا إلى اتخاذ تلك الخطوة، وبعد سنتين استقرت سيطرتنا على اتحادات الجامعة، ولم يكن هناك توجيه من أي جهة أو صفقات، بل سار الأمر طبيعيًّا.
وكانت اللقاءات تمهيدية لأول اتحاد طلابي إسلامي كامل، ولم يخلُ الأمرُ من مفارقات مضحكة، فحين قررنا دخول الانتخابات كان المسيطر عليها بعض أصحاب المصالح، ولم تكن هناك وجوه معروفة، وكنا اتجاه جديد ليس لدينا خبرات كافية في عدد من المجالات، فمثلاً حصلنا على اللجنة الفنية، ولم يكن في ذهننا ماذا نفعل فيها كما حصلنا في تلك الفترة على اتحاد طلاب المدن الجامعية، وكان هناك اتحاد مع الإدارة، وكنا نستخدم عددًا من أوراق الضغط، أهمها الإضراب الذي كان يمكن تفعيله بسهوله بحكم المعايشة الكاملة.
وكان التوجه الخدمي هو الأصل لدينا، فإن كان اليساريون وغيرهم يتبنون قضايا قومية فنحن ركزنا في اتحاد الطلاب على الجانب الخدمي؛ مما ساعد في عدم وجود منافسين لنا؛ حيث كنا نطبع الكتب الدراسية للطلاب بأسعار رخيصة، وأقمنا رحلات للأقصر وأسوان ورحلات أخرى للحجِّ والعمرة بأسعار زهيدة، وكنا ندخل في مفاوضات مع الأساتذة لتعديل جداول الامتحانات وغيرها؛
وشعرت الإدارة أن هناك مساندةً شعبية للاتحاد الطلابي، فانسحبت الاتجاهات اليسارية باستثناء كليتي الإعلام، والاقتصاد والعلوم السياسية، ولم تكن تلك السيطرة في مصلحتنا؛ حيث كانت المنافسة دائمًا مع الاتجاه الحكومي الضعيف.
ويضيف العريان: دخلت اتحاد الطلبة منذ التحاقي بالجامعة في العام الدراسي 1975-1976م، وكنت أول من أطلق عليه أمير الجماعة الإسلامية، وكان ذلك خلال لقائنا مع الدكتور صوفي أبو طالب رئيس الجامعة حينئذ، الذي طالبنا بأن يكون هناك ممثل واحد للطلاب يتحدث باسمهم، كما قمنا بتكوين مجلس شورى للجامعة. (2)

وكان تشكيل مكتب الاتحاد العام لطلاب الجمهورية فى أول انتخابات شارك فيها التيار الإسلامى كالآتى:

  1. رئيس الاتحاد العام لطلاب الجمهورية: محمود طلعت جلال الدكش مستقل ومتعاطف مع الجماعات الإسلامية وهو مرشح الجماعات الإسلامية الذي اختاروه لتخفيف الصدمة على الحكومة إلى حد ما.
  2. النائب الأول لرئيس الاتحاد للشئون العربية: أبو العلا ماضي أبو العلا جماعة إسلامية.
  3. النائب الثاني لرئيس الاتحاد للشئون الخارجية: محمد جلال قنديل مستقل ومتعاطف مع الجماعة الإسلامية.
  4. النائب الثالث لرئيس الاتحاد للشئون الداخلية: عادل أسعد الخياط جماعة إسلامية.
  5. النائب الرابع لرئيس الاتحاد لشئون الإعلام والنشر: محسن عبد الفتاح الشرقاوي جماعة إسلامية. (3)

ويقول أبو الفتوح عن تلك المرحلة:

أثناء عملنا في الجماعة الإسلامية بالجامعة، وعندما قررنا خوض انتخابات اتحاد الطلاب فرض الواقع نفسه في الترشيحات، فرأى إخواني أنني أصلح لرئاسة الاتحاد، في الوقت الذي كان فيه الأخ سناء أبو زيد أميرًا للجماعة الإسلامية وقتها لأنه كان أكثرنا ثقافة وقراءة وفقهًا، وفي البداية لم يكن هناك فصل بين اتحاد الطلاب والجماعة الإسلامية، بل كان يشيع في الأوساط الطلابية أنني من يقوم بتعيين أمراء الجماعة، ولكن وبعد حدوث احتكاكات بين الاتحاد وإدارة الجامعة حاولنا عمل نوع من الفصل بين مهام إمارة الجماعة ومهام رئاسة الاتحاد.
كنّا نفصل بين مهمة أمير الجماعة الإسلامية وبين مهمة رئيس الاتحاد، وكانت السلطة الحقيقية في يد أمير الجماعة، وكان الأخ سناء أبو زيد أميرا للجماعة في نفس الوقت الذي كنت فيه رئيسا للاتحاد، ولكنه لأدبه الجم وأخلاقه الرفيعة وفرط محبته لي، كان لا يمارس سلطات هذا الدور معي حين أصبح أمير الجماعة، ولكنه كان يمارسه على الآخرين وكنت أساعده على ذلك طبعًا... فقد كنا نخشى أن تقضي أنشطة الاتحاد على أنشطة الجماعة الإسلامية، وكان لابد من هذا الفصل بينهما.
بعد أن تطورت الأمور وانتشرت الجماعة الإسلامية في الجامعة صار الاتحاد يمثل الجناح السياسي والاجتماعي للجماعة، فبدا الأمر وكأن الأمير هو المسيطر وصاحب القرار النهائي...
وقد تأكد هذا الملمح عندما صار الأخ عصام العريان أميرًا للجماعة الإسلامية في جامعة القاهرة ثم جاء بعده الأخ حلمي الجزار الذي كان أميرًا لمجلس أمراء الجماعة الإسلامية... أيامها صار الأمير هو المرشد للجماعة أو أقرب للقيام بهذا الدور وكان يرجع إليه بل كان يستطيع أن يوقف رئيس الاتحاد، طبعا لم يكن يحدث هذا بقرار شخصي لأن الجماعة الإسلامية كان لها ما يعرف بمجلس الشوري؛
وكان هذا المجلس يختار ممن برزوا في العمل الإسلامي وأثروا فيه... صحيح أنه لم يكن يشكل وقتها بالانتخاب لكن كان في معظم الأحيان يتشكل وفق انتخاب حقيقي للقدرات والإمكانات التي تكشف عن نفسها بسهولة... فقد كانت أجواء العمل الإسلامي كلها من النقاء والتجرد ولم يكن فيها آفات حب الظهور والسيطرة... كان بإمكان من يعمل أن يبرز ويقود دون أي اعتراض. (4)

المبحث الثانى:صور من الأنشطة الطلابية

لم يقتصر نشاط الجماعات الإسلامية على الجانب السياسي فقط، بل كان في الأساس نشاطاً اجتماعيا وثقافيا وتربويا و ترفيهيا..

ففي المجال الاجتماعي نذكر بعض الأنشطة التي تميزت بها الجماعات الإسلامية في السبعينيات،منها:

  1. طباعة الكتب العلمية وتوصيلها للطلاب بأثمان زهيدة. مساهمة في حل مشكلة الكتاب الجامعي ، وأقامت في كلية الهندسة جامعة القاهرة مركزا لتصوير المستندات والطباعة "الماستر" حقق نتائج ممتازة في تخفيضات أسعار الكتب وقامت بشراء مجموعات من الكتب الجامعية وإهدائها للطلاب من غير القادرين ماديًا. بل إن العديد من الأساتذة أعضاء هيئات التدريس ، كانوا يعطون الجماعة الإسلامية العديد من نسخ كتبهم لتوزيعها على الطلاب بمعرفتها.
  2. مشروع الزي الإسلامي المخفض للطالبات ، عن طريق بيعه بسعر التكلفة.
  3. مشروع أتوبيسات الطالبات، الذي نجح نجاحًا طيبًا، خصوصًا في كلية الطب جامعة القاهرة على سبيل المثال..
  4. المساعدات النقدية والعينية لغير القادرين من الطلاب ..

في المجال السياسي:

نذكر أن الجماعات الإسلامية ، تابعت الأحداث والمواقف سواء المحلية أو العربية أو العالمية، واتخذت منها مواقف وطنية مشرفة وعقدت المؤتمرات والندوات وأصدرت العديد من البيانات لتوضح موقفها من الأحداث.

كان من أبرز المؤتمرات التي عقدت:

  1. مؤتمر" الدين والسياسة" الذي عقد في مارس 1979
  2. مؤتمر لرفض استقبال شاه إيران
  3. ومؤتمر لرفض تطبيع العلاقات مع العدو الصهيوني ، وغيرها من المؤتمرات التي سنعرض لها في حينها.
وقد تميزت المواقف السياسية التي اتخذتها الجماعات الإسلامية بالنضج والوعي، وكان لها أثرها الواضح محليًا ودوليًا، مما دفع بالسلطة إلى اتخاذ مواقف أكثر صرامة في مواجهتها "وهو ماسنتعرض له بمزيد من التفصيل في موضع آخر"..

فى المجال الثقافي:

اهتمت الجماعات الإسلامية بإقامة معارض الكتب الإسلامية،التي انتشرت بشكل واضح،فلا يكاد يخلو أسبوع واحد من وجود معرض للكتاب الإسلامي بحرم الجامعة أو بإحدى الكليات،مما سبب انتشارًا واضحًا للكتاب الإسلامي في أوساط الشباب،وإنعاشًا واضحًا لدور النشر الإسلامية، خصوصًا الكتب المرتبطة بالواقع الإسلامي الراهن، السياسي والاقتصادي والفكري؛
وكتب الإخوان المسلمين عن السجون والمعتقلات، التي ساهمت في جذب مئات بل آلاف على صفوف الحركة الإسلامية .. وكانت معارض الكتب الإسلامية تقدم للطلاب بتخفيضات تتراوح بين 25,10% من أثمانها وهي نسبة الخصم التي تقدمها دور النشر والمكتبات لتجار الجملة..
وقامت الجماعة الإسلامية بعقد العديد من الندوات الإسلامية التي شارك فيها مختلف الدعاة والعلماء، كما أصدرت العديد من البيانات التي تتناول بعض الأحكام الفقهية مثل "حكم الإسلام في الموسيقي والغناء" .. كما أصدرت سلسلة "صوت الحق" وهي كتيبات إسلامية صغيرة الحجم، تتناول قضايا العصر من منظور إسلامي، وصدرت عن اتحاد طلاب الجمهورية المكتب التنفيذي .
وفي المجال الثقافي أيضا انتشرت الأسابيع الإسلامية المخصصة لقضية من القضايا،فهناك أسبوع عن "الأقليات الإسلامية في العالم " وآخر عن " المرأة المسلمة إلى أين " وثالث حول " الجهاد الأفغاني" ورابع عن "فلسطين. إسلامية" وخامس عن " العلمانية والإسلام" وسادس وسابع وعاشر.. الخ
وفي الأسبوع الإسلامي يتم إعداد اللوحات والصور والبيانات المطبوعة والندوات والمحاضرات ومعرض للكتاب.. الخ لشرح موضوع الأسبوع وإلقاء الضوء على القضية المطروحة، ومثل تلك الأسابيع كانت ناجحة، ومؤثرة..

في المجال التربوي:

أقامت الجماعة الإسلامية العديد من المعسكرات التثقيفية والتربوية وكانت المعسكرات التي تقام كل عام في الإجازة الصيفية هي معسكرات تربوية تثقيفية عامة، وقد دعمتها الجامعات والحكومة في بادئ الأمر، ثم حاربتها بل ومنعتها بعد ذلك..
إضافة إلى معسكرات خاصة للأعضاء البارزين من الجماعة الإسلامية، كانت تقوم على برامج معدة إعدادًا جيدًا، حيث يبدأ اليوم في مثل تلك المعسكرات قبل صلاة الفجر بنصف ساعة أو أكثر لصلاة قيام الليل والتهجد والدعاء ثم صلاة الفجر وتلاوة الأذكار المعروفة وبخاصة من "المأثورات" للإمام الشهيد حسن البنا ثم يتبع ذلك الطابور الرياضي،يتبعه الإفطار ثم محاضرة إسلامية لأحد الدعاة المعروفين..
وهكذا يمتد اليوم في المعسكرات التربوية الخاصة، حيث التعود على السلوك الإسلامي والحياة الإسلامية.. وكان لمثل تلك المعسكرات، أثرها الواضح في تهذيب وتكوين وإنضاج أعضاء الجماعات الإسلامية في تلك المرحلة..
وفى المجال التربوي أيضًا يبرز المنهاج الثقافي التربوي لعضو الجماعة، حيث يكلف العضو بتنفيذ البرنامج الثقافي، مثل حفظ القرآن الكريم، والأحاديث النبوية الشريفة، وقراءات السيرة والفقه وكتب الحركة.. وهذه البرامج الثقافية التي أعدت إعدادا جيدا كانت معلنة، خصوصًا في أواخر مرحلة السبعينيات ..

وننقل هنا ما جاء في بيان صادر عن اتحاد طلاب جامعة القاهرة تحت عنوان:" لماذا الجماعة الإسلامية؟" عن البرنامج التربوي.. يقول البيان:

" والجماعة الإسلامية وهى تقوم بدورها في إيجاد جيل من الشباب قادر على أن يواجه مخططات أعدائه، أعداء الله ، تدعوكم جميعًا لمشاركتها في برنامجها التربوي لهذا العام:
المقررات الدراسية:
السنة الأولى وما في مستواها:
  1. القرآن:حفظ الجزء (30) من القرآن وتجويده ومعرفة تفسيره.
  2. كتاب التفسير المقترح هو القرآن الميسر.
  3. حفظ 15 حديثًا من كتاب:الأربعين النووية.
  4. دراسة كتاب الباعث الحثيث في مصطلح الحديث.
  5. دراسة الجزء الأول من فقه السنة.
  6. معرفة الآداب والضوابط لدراسة الفقه.
  7. دراسة كتاب "الله في العقيدة الإسلامية" للإمام الشهيد حسن البنا.
  8. دراسة "مجموعة الرسائل" وخاصة المؤتمر الخامس وكتاب "هذا الدين" للشهيد سيد قطب.

السنة الثانية وما في مستواها:

  1. القرآن الكريم:حفظ الجزء (29) من القرآن الكريم وتجويده ومعرفة تفسيره.
  2. كتاب التفسير المقترح الواضح للشيخ حجازي.
  3. دراسة رسالة في عدة المفسر.
  4. حفظ الـ 15 حديثا التالية من كتاب الأربعين النووية.
  5. دراسة الجزء الثاني من فقه السنة.
  6. دراسة رسالة العقائد للشهيد البنا.
وذكر البيان مقررات السنوات الثالثة والرابعة والخامسة وأعلن عن وجود مكتبة عامة للاستعارة.. والملاحظ هنا أن السنوات المذكورة لم تكن السنوات الجامعية للطلاب بل كانت المرحلة الثقافية والتربوية التي عليها الطالب أو الطالبة، فالمبتدئ له مقررات السنة الأولى.. وهكذا..
ومن النشاط التربوي أيضا، استطاعت الجماعات الإسلامية بمختلف الجامعات أن تنفذ رحلات عديدة للحج والعمرة لحوالي مائة ألف من الطلاب والطالبات،بأسعار مخفضة،حيث كانت الاتحادات الطلابية تشارك في تحمل جزء من النفقات المادية..

في المجال الترفيهي:

لم يقف نشاط الجماعات الإسلامية عند حد التصدي لحفلات الفن الهابط، والرحلات المختلطة ، والبرامج الساقطة، بل إنها نظمت رحلات هادفة إلى معالم الجمهورية، يتم فيها التمرس على المرح الهادف، واللهو النظيف، كما أقامت فرقًا للأناشيد الإسلامية..
والملاحظ أن النشاط الترفيهي لم يأخذ الحجم المناسب بين سائر الأنشطة، نظرًا لطبيعة الظروف التي أحاطت بالعمل الإسلامي داخل الجامعة، وروح الحماسة بين الشباب، وربما لو كانت الظروف قد تحسنت ، لأخذ هذا المجال مكانته الطبيعية بين سائر الأنشطة الأخرى.
ومن الأنشطة التي شاركت في الإعداد لها الجماعات الإسلامية ، تنظيم العيدين في الخلاء تنفيذًا للسنة، ولعل صلاة عيدي الفطر والأضحى في ميدان عابدين بالقاهرة واستاد الإسكندرية، والتي شارك فيها في العام الأخير 1980-1981 أكثر من نصف مليون في كل منها من الشباب والشيوخ والنساء والأطفال، كانت سببًا في مزيد من التضييق والمحاربة المباشرة من جانب السلطة..
وكان يؤم الناس ويخطب فيهم مشاهير العلماء والدعاة، أمثال فضيلة الشيخ محمد الغزالي والعالم الشيخ د. يوسف القرضاوي وغيرهم.. وكانت الجماعات الإسلامية تقدم الهدايا للأطفال الحاضرين في هذه الأعياد ، مما سبب مزيدًا من التعاطف الشعبي معها..
هذا .. إلى جانب الأنشطة الرياضية وفرق كرة القدم وكرة السلة، وقد نظمت الجماعات الإسلامية العديد من الدورات الرياضية في مختلف الأنشطة. (5)

وسنتناول هنا "المعسكرات الإسلامية" بمزيد من التفصيل نظراً لأهميتها في تلك المرحلة والتى كانت بمثابة مقياس طبي لدرجة الحرارة بين الحكومة والجماعات الإسلامية.

المبحث الثالث:المعسكرات الإسلامية

تعتبر المعسكرات الإسلامية من أهم مظاهر الأنشطة الطلابية خلال تلك المرحلة وواجهت العديد من المصاعب حتى توقفت تماماً في نهاية السبعينيات، والمعسكر الإسلامي يبدأ الإعداد له بطلب يقدم من أحد أمراء الجماعة الإسلامية للسيد مدير الجامعة يطلب فيه السماح بإقامة المعسكر في أرض المدينة الجامعية وباستخدام حجراتها وصالات الطعام بها مع تكلفة مبدئية للدعم المالي المطلوب صرفه من الجامعة يسلم إلى إدارة المدينة الجامعية؛

وفي العادة كان يرفق بالطلب البرنامج اليومي للمعسكر والمحاضرين وكذلك قائمة بالمسئولين من الطلبة، وكان يختار أستاذ من أعضاء هيئة التدريس كمشرف عام على المعسكر.

ولم يحدث مرة أن اعترضت إدارة الجامعة على إقامة المعسكرات التي كان يحضرها من (500–800) طالب في المتوسط ولمدة عشرة أيام.ويُرجع د. السيد المليجى أسباب موافقة الجامعات على إقامة هذه المعسكرات خلال تلك المرحلة لعدة أسباب منها:

فمن الناحية السياسية:

كانت الاتجاهات المعادية لحكومة السادات ممثلة في الناصريين ما تزال لها نوع من القوة والسطوة في الجامعات، وكان يعقد في جامعة عين شمس ما يسمى المؤتمر الناصري العام الدولي الذي يجمع ممثلين للناصريين من البلاد العربية الأخرى كل عدة أعوام وكانت حاجة الحكومة المصرية ماسة لدفع النشاط الإسلامي حتى تكون له قوة حقيقية تقف في وجه هذا التيار.
ومن ناحية أخرى كان التحضير قائمًا على أشده لحرب أكتوبر 1973، ولم تجد الحكومة المصرية وسيلة للتعبئة العامة أفضل ولا أيسر من إذكاء الروح الإسلامية في الجنود والشعب، فلم يكن مقبولاً مقاومة الحركة الإسلامية بالجامعات بينما أجهزة الإعلام تدعو لأخذ الثأر وإعادة الأرض المغصوبة.

ومن الناحية الأمنية:

فإن أجهزة الأمن تدرك دائمًا أن النشاط العلني يمنع تواجد الأنشطة السرية كأمر طبيعي، ولذلك يسهل عليها متابعة هذه الأنشطة العلنية ورصد نموها وحركتها مما يسهل التعامل معها في الوقت المناسب وبالأسلوب المناسب.
أما الطرف الآخر وهو الشعب فكان إقباله جارفًا نحو الإسلام ودعاته خاصة بعد هزيمة يونيو 1967، وكانت المؤشرات كلها تشير إلى أن الأمة أصبحت تفكر بجدية في بديل للتجارب الفاشلة التي مرت عليها منذ داهمتنا حكومات العساكر سواء كانوا غربيين أو شرقيين.
لكل ما سبق من ظروف فإن إدارة الجامعة تركت الحبل على الغارب للجماعات الإسلامية، ولكن هذا لم يكن يعني أنها تركت الحبل من يدها خاصة وأن إدارة الجامعة نفسها كالعادة تكون مربوطة بحبل آخر تمسك به السلطات الحاكمة، وكلهم مربوط بحبل غليظ تمسك به القوة العظمى التي تحكم العالم.
وهكذا بدأت مرحلة المعسكرات الإسلامية وسط هذه الظروف البالغة التعقيد، وإثباتًا للحقيقة فقد كان الشباب الإسلامي لا يهتم بالتحليل السياسي للأوضاع التي يعمل في ظلها ولم نكن نفكر في غير التدين والعمل بالإسلام كما نعي ونفهم.
ففي المعسكر الصيفي ينضم إلى النشاط الإسلامي بالجامعة أكبر عدد من الطلاب الذين تعرف أقدامهم طريق العمل الإسلامي لأول مرة.
وفي المعسكر الإسلامي المجال الخصب لتعارف الشاب المتدين بأقرانه تعارفًا كاملاً من خلال المعايشة اليومية الكاملة ومدارسة ما تيسر من الأحكام الإسلامية المتعلقة بقضايا المجتمع الداخلي والعالمي.
والمعسكرات الإسلامية الصيفية كانت الفرصة للتحضير خطة العمل الإسلامي أثناء العام الدراسي القادم مع دراسة ما تم إنجازه في العام السابق وتلافي الأخطاء التنفيذية.

وكانت عملية التحضير هذه تتناول:

  1. الموضوعات الهامة على أساس المشكلات الفكرية التي تعرض للشباب.
  2. المحاضرين الذين سيتناولون هذه الموضوعات.
  3. المطبوعات التي تصدر.
  4. وقد انتشرت المعسكرات الإسلامية في جميع الكليات والجامعات المصرية حتى أصبحت أهم سمة لهذه المرحلة.

ففي عام 1973 عقد المعسكر الإسلامي الأول لجامعات القاهرة وعين شمس.وفي عام 1974 عقد المعسكر الإسلامي الثاني لجامعات القاهرة وعين شمس والأول بالنسبة لجامعة الأزهر.

وفي عام 1975 عقد المعسكر الإسلامي الثالث لجامعات القاهرة وعين شمس والثاني بالنسبة للأزهر والأول بالنسبة لجامعات المنصورة والزقازيق وطنطا.

وفي عام 1976 عقد المعسكر الإسلامي الرابع لجامعات القاهرة وعين شمس والثالث بالنسبة للأزهر والأول بالنسبة لجامعات المنصورة والزقازيق وطنطا والأول بالنسبة لجامعة المنيا وأسيوط والإسكندرية.

وفي عام 1977 كانت كل الجامعات المصرية قد بلغتها المعسكرات الصيفية الإسلامية وأصبحت تقليدًا متبعًا عند الجميع.وفي العادة كان يسبق المعسكر العام بكل جامعة معسكرات مصغرة بكل كلية من كليات الجامعة كعملية تنشيطية استعدادًا للمعسكر العام للجامعة الذي يمثل فيه عدد من طلاب الكليات الذين حضروا المعسكر الخاص بالكلية.

والمعسكرات الإسلامية يمكننا أن نسميها معسكرات تعريف بالإسلام وتربية الأفراد على ذلك ومن خلال البرنامج اليومي للمعسكر يمكنك أن تتبين ذلك بوضوح:

نموذج للبرنامج اليومي للمعسكر الإسلامي

الموعـــــــــــــــــــــــــــد النشـــــــــــــــــــــــــــــاط
3.00 ص:4.00 ص استيقاظ وتهجد
4.00 ص : 4.20 ص أذان الفجر
4.20 ص: 4.50 ص صلاة الفجر
4.50 ص: 6.10 ص أذكار الصباح
6.10 ص: 6.30 ص الاستعداد لطابور الرياضة.
6.30 ص: 7.30 ص طابور الرياضة.
7.30 ص: 8.00 ص الاستعداد للإفطار
8.00 ص: 9.00 ص الإفطار
9.00 ص: 10.00 ص فترة حرة للقراءة
10.00 ص: 12 ظ محاضرة الصباح
12 ظ: 12.45 ظ صلاة الظهر.
12.45 ظ: 2.30 ظ نوم وراحة.
2.30 ظ: 3.00 م استيقاظ للغذاء
3.00 م: 4.30 صلاة العصر
4.30: 6.00 محاضرة المساء
6.00: 7.00 أذكار المساء.
7.00: 7.30 م صلاة المغرب
7.30 م: 8.00 م العشاء
8.00 م: 8.30 م صلاة العشاء.
8.30 م: 9.30 م جلسات اللجان
9.30 م: 3.00 ص النوم والراحة
(6).

وبالرغم من الجوانب التربوية والفكرية التي كان يمارسها الطلاب خلال تلك المعسكرات إلا أنها لم تستمر طويلاً ومع سيطرة طلاب التيار الإسلامي على الاتحادات الطلابية بدأت الحكومة تفرض بعض التعقيدات على تلك المعسكرات ومن تلك التعقيدات ما واجهه معسكر جامعة المنصورة والذى أقيم في الفترة من 28 رجب واستمر حتى 6 من شعبان 1397، يوليو 1977؛

حيث يقول القائمون على إقامة المعسكر في جامعة المنصورة ، لقد عانينا الكثير من العنت من إدارة الجامعة ومن القائمين على رعاية الشباب بالمحافظة ومن المشرف على المدينة الجامعية ومن مدير أمن الجامعة فالسيد الدكتور مدير الجامعة بعد أن وافق على تقديم وجبات الطعام لأعضاء المعسكر وتسهيل الإقامة عاد ولم يوافق إلا على مائتي وجبة فقط، أما القائمون على رعاية الشباب بالمحافظة فقد طرقنا أبوابهم فلم يفتحوا لنا إلا نافذة ضيقة!

أما مدير المدينة الجامعية ومدير الأمن فقد حاولا أن يشغلانا بأشياء ما كان ينبغي أن نُشغل بها كإغلاق دورة المياه وفتحها ومشاكل الطعام والامتناع عن إعطائنا "المراتب" و"البطاطين" مما اضطرنا أن ننام ليلة فى العراء وعندما أعطونا لم يعطونا مايكفينا!. (7)

ولم تكتف إدارة الجامعات بذلك بل منعت إقامة المعسكرات في بعض الجامعات فقد فوجئ طلاب جامعة القاهرة في اليوم الذي حددوه لبدء معسكرهم بقوات الأمن المركزي وعدد من كبار رجال الأمن يحاصرون مبنى المدينة الجامعية لجامعة القاهرة ويتصدون للطلاب ويمنعونهم من دخول المدينة وهي المكان الذي اعتادوا أن يقيموا فيه معسكرهم السنوي على مدى السنوات الخمس الماضية؛

وبذل الطلاب جهودًا في التفاهم مع رجال الأمن لإقناعهم بالسماح لهم بالدخول ولكن كبار المسئولين الذين كانوا موجودين أمام المدينة الجامعية أقنعوا الطلاب بأن قوات الأمن المركزي ينفذون أوامر ولا يملكون مخالفتها وهم لايعرفون خلفية تلك الأوامر؛

وبحث الطلاب عن مكان بديل يقضون فيه بعض الأيام حتى لا تضيع عليهم فرصة العطلة الصيفية دون استغلال نافع ومفيد فبدأوا ينسحبون إلى مسجد صلاح الدين وهو أقرب المساجد الكبيرة من الجامعة وأسقط في يد المسئولين.. وحاولت قوات الأمن المركزي أن تمنع الطلاب من دخول المسجد ولكن الطلاب قد سبقهوهم بالدخول.

وحدث نفس الأمر مع طلاب الجماعة الإسلامية بجامعة الإسكندرية الذين اعتادوا أن يقيموا معسكرهم كل عام في مبنى اتحاد الطلاب ولكنهم اتفقوا مع المسئولين فى الجامعة على إعطائهم مبنى مدينة الطالبات ليقميوا فيه معسكرهم هذا العام لأن الإقبال على المعسكر أكبر هذا العام من الأعوام السابقة حتى أنهم اضطروا إلى تقسيم المشتركين إلى ثلاثة أفواج كل فوج يقيم عشرة أيام؛

وأرسلوا الدعوات إلى عدد من الدعاة الإسلاميين في الخارج أمثال الأستاذ يوسف العظم من الأردن، والأستاذ عبد البديع صقر الذى يقيم فى دولة الإمارات العربية، والأستاذ أبو بكر الجزائري وقد حضر الأساتذة الثلاثة ولكنهم فوجئوا بموقف المسئولين في الجامعة من المعسكر. (8)

وهكذا انتهت مرحلة المعسكرات الطلابية المفتوحة والتي كانت متاحة لجميع الطلاب، وبدأ بعد ذلك مرحلة المعسكرات المغلقة التي كانت تقيمها جماعة الإخوان المسلمين للطلاب من أعضائها وبالطبع كانت تواجه تلك المعسكرات مضايقات أمنية شديدة جداً حيث كانت تنظم هذه المعسكرات بعيداً عن أعين الأمن، وكانت غالباً ماتتوقف بسبب الظروف الأمنية والتضييق على الجماعة.

المراجع

  1. عبدالمنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر 1970-1984، حسام تمام، دار الشروق، ص47
  2. شهادة دكتور عصام العريان عن نشأة التيار الإسلامي بالجامعات المصرية
  3. د. السيد عبد الستار المليجي، تجربتي مع الإخوان من الدعوة إلى التنظيم السري، الزهراء للإعلام العربى،135
  4. عبدالمنعم أبو الفتوح شاهد على تاريخ الحركة الإسلامية فى مصر 1970-1984 ، حسام تمام، دار الشروق ص84
  5. الجماعة الإسلامية في جامعات مصر حقائق ووثائق ، بدر محمد بدر ص28
  6. د. السيد عبد الستار المليجي، تجربتي مع الإخوان من الدعوة إلى التنظيم السري، الزهراء للإعلام العربى،ص133
  7. مجلة الدعوة، العدد 15، السنة 26، أغسطس 1977
  8. مجلة الدعوة، العدد 27، السنة 27، أغسطس 1978