طلاب الاخوان في السبعينات.. قضايا ومواقف

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
طلاب الإخوان في السبعينات.. قضايا ومواقف


مركز الدراسات التاريخية ويكيبيديا الإخوان المسلمين

مقدمة

شهدت فترة السبعينيات وأوائل الثماننيات مواقف ساخنة عديدة وكانت الجامعات المصرية فى قلب هذه المواقف تبرز مواقفها الواضحة سواء بالدعم أو بالرفض من خلال وسائل عديدة كان أهمها خلال تلك الفترة المظاهرات والمؤتمرات والبيانات التى تتناول موقف الجماعة الإسلامية من القضايا المختلفة؛

وهناك العديد من المواقف التى تتطلب توضيح موقف الجماعة الإسلامية "الإخوان المسلمون" منها فى مجال تأريخنا للحركة الطلابية ولكننا سنكتفى بذكر بعض تلك المواقف والتى اعتمدنا فيها بصورة كبيرة على "مجلة الدعوة" وكتاب "الجماعة الإسلامية في جامعات مصر حقائق ووثائق" للأستاذ بدر محمد بدر والذى وثق فى كتابه لمجموعة من أهم البيانات التى أصدرتها الجماعة الإسلامية خلال فترة السبعينيات.

المبحث الأول: الجماعة الإسلامية والموقف من الكيان الصهيوني

تعتبر العلاقة بين مصر والكيان الصهيونى من أحد الإشكاليات المستمرة بين الحركة الإسلامية والأنظمة المصرية المتعاقبة منذ توقيع معاهدة السلام، فمع الإعلان عن زيارة السادات للقدس وما أعقبها من توقيع معاهدة السلام ثارت الجامعات المصرية احتجاجاً ورفضاً لتلك المعاهدة الظالمة، وصدرت العديد من البيانات لاستنكار الاعتراف والصلح وتطبيع العلاقات .

والمطالبة بالتمسك بحقوق المسلمين، ليس في الضفة الغربية وقطاع غزة والمرتفعات السورية وسيناء فحسب، بل في كل أرض فلسطين، ولم يكن موقف الجماعات الإسلامية من هذه القضية من فراغ، بل كان امتدادا لموقف الحركة الإسلامية في كل بقاع المعمورة من هذا الموضوع، وهو أنه لا سبيل لاستعادة أرض فلسطين المغتصبة ، وكل أراضى المسلمين إلا بالعودة إلى الله وإقامة حكمه في الأرض وإعلان الجهاد الاسلامى كحل وحيد لاسترداد الأرض وعودة الكرامة..

ونذكر هنا من البيانات التي أصدرتها الجماعة الإسلامية حول الصلح مع الكيان الصهيوني، هذا البيان الذي صد تحت عنوان " موقفنا من إسرائيل" والذي استهلته بهذه الآية الكريمة من كتاب الله" بسم الله الرحمن الرحيم (ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم ، قل إن هدى الله هو الهدى . ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولى ولا نصير).

يقول البيان:

يطغى على الساحة في هذه الآونة، صوت واحد، يفرض نفسه على كل الأسماع، منطلقا من كل الألسن والأجهزة الرسمية مستغلا الأوضاع المتردية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لإجراء غسيل مخ لهذا الشعب، بغية القضاء على بقايا مشاعر العزة والإباء الإسلامية حتى ينهار الحاجز النفسي بيننا وبين إسرائيل، فنفتح عقولنا وقلوبنا وديارنا ومواردنا لهم يعبثون بها كيفما يشاءون..
ونحن إذ نسعى لتبيان موقفنا من إسرائيل ، إنما نستمد هذا الموقف من الإسلام. ونهدف إلى القيام بما افترضه علينا هذا الدين من الجهر بالحق والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لتبصير المسلمين بمخاطر الطريق الذي إليه يساقون.

ونبدأ بتقرير حقائق لا سبيل إلى إنكارها تذكيرا وتحذيرا:

إن إسرائيل دولة مغتصبة، قامت على أرض فلسطين الإسلامية، ثم توسعت في سيناء والضفة الغربية والمرتفعات السورية، والإسلام لا يفرق بين أرض وأرض ، وإنما كل الأراضي الإسلامية في الحرمة سواء والقرآن يفرض على كل مسلم أن يهب مجاهدا، لاستنقاذ كل شبر من هذه الأرض وطرد المغتصبين من أرجائها "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم" ولقد أجمع الفقهاء على أن إعلان الجهاد يعد فرض عين إذا غلب العدو على بلد من بلاد الإسلام أو ناحية من نواحيها.
إن إسرائيل دولة قامت على أساس العقيدة اليهودية التي تعدهم بامتداد ملكهم من الفرات إلى النيل وهم لم يتخلوا عن تلك العقيدة.
إن إسرائيل تبغي استبدال أسلوب السيطرة العسكرية بالسيطرة الاقتصادية والفكرية والإعلامية التي تمكنها من السيطرة الكاملة في مراحل تالية، وما حدث في فلسطين ، كما أن ما هو حادث في أمريكا ودول الغرب من سيطرتهم على مؤسسات المال والإعلام والإغراء الأمر الذي أدى إلى سيطرتهم على السياسة في النهاية خير مصداق وأصدق دليل .
إن إسرائيل تهدف على تمزيق أوصال الأمة العربية والإسلامية، وزرع بذور الخلاف والعداوة حتى تجنى من وراء ذلك أعظم المكاسب.
إن إسرائيل أعلنت بإصرار،بل ونقلت عاصمتها من تل أبيب إلى القدس الإسلامية متحدية بذلك كل مشاعر المسلمين .

وإزاء هذه الحقائق السافرة فإننا نحدد موقفنا ونعرض رأينا فيما يلي:

إن بعد النظر والحكمة السياسية تفرض علينا أن ندرس طباع هؤلاء القوم التي جبلوا عليها، ولقد كفانا القرآن الكريم هذا الأمر ، فلم يحفل بأمة من الأمم مثلما حفل ببني إسرائيل، فقد بين لنا طباعهم وأخلاقهم ومن أهمها : أنهم لا عهد لهم ولا ميثاق.
"أو كلما عاهدوا عهدا نبذه فريق منه" وأنهم يستبيحون أموال غيرهم "ومنهم من إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك إلا ما دمت عليه قائما ، ذلك بأنهم قالوا ليس علينا في الأميين سبيل " وأنهم لا يتورعون عن القتل حتى الأنبياء " كلما جاءهم رسول بما لا تهوى أنفسهم فريقا كذبوا وفريقا يقتلون" إلى غير ذلك.
من أجل ذلك فإننا نعلن أنأى صلح أو اعتراف بإسرائيل باطل شرعا ومخاطرة أفدح مما يظنه البعض منافع.
إن العقيدة والتربية اليهودية لا يتصدى لها إلا العقيدة والتربية الإسلامية والدولة الإسلامية.
إننا ينبغي أن نستثمر المد الاسلامى في تجميع الجهود لتحرير الأرض واستعادة الكرامة.
إن السبيل إلى ذلك لا يكون إلا بإقامة الشريعة الإسلامية فهي أساس توحيد المسلمين .
إننا نرفض أن تدور بلادنا في فلك الشرق أو الغرب فإنهما لا يريدان بالإسلام إلا شرا.
إننا نعلم أن إسرائيل لن تقبل ثمنا لانسحابها إلا الرب على الإسلام والقضاء على الحركات الإسلامية..

وأخيرا فإننا نذكر المسلمين بقول ربهم سبحانه:

" يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء، بعضهم أولياء بعض ، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين. فترة الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين".
(لجنة الإعلام والنشر اتحاد طلاب مصر)

تطبيع العلاقات مع اليهود

وصدر بيان آخر تحت عنوان "حول تطبيع العلاقات مع اليهود" استعانت فيه الجماعة الإسلامية بفتوى صادرة عن لجنة الفتوى بالأزهر الشريف، باعتبارها هيئة إسلامية رسمية، تفيد بعدم جواز الصلح مع إسرائيل وجاء في البيان ما نصه:

" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"
هذه هي حقيقة اليهود كما بينها العليم الخبير، وفى هذا البيان كفاية للمؤمنين ، إلا أن تاريخ اليهود مع الإيمان وأهله، بل وواقعهم اليوم الذي يصفعنا صباح مساء ن ليؤكد هذه الحقيقة تأكيدا ينفى عنها كل شك.
من أجل ذلك نهانا المولى عز وجل أن نتخذهم أولياء، وتوعد من يفعل ذلك بأنه سيصبح منهم ودمغه بمرض في القلب وأنه من الظالمين، فقال سبحانه " يأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء ، بعضهم أولياء بعض، ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدى القوم الظالمين، فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم يقولون نخشى أن تصيبنا دائرة ، فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عنده فيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين".
ورغم هذه النصوص القاطعة الصريحة، فإننا ندير لها ظهورنا، بل ونكذبها بلسان حالنا، فها نحن أولاء نرى من يخلع على أشد الناس عداوة لنا يخلع عليهم أوصاف الأخوة والصداقة، ويستقبلهم بالأحضان، ويعادى من أجلهم كل المسلمين ، بل ويسارع في موالاتهم بفتح سفارة لهم في بلادنا، وإقامة علاقات طبيعية معهم ..
وهذا الأمر إنما يعبر بدقة عن موقفنا من ديننا ومن كتاب ربنا، في الوقت الذي يستلهم فيه أعداؤنا اليهود كتبهم، ويستمدون منها العقيدة والأطماع والخطة والمنهاج،بل إن تجمعهم من الشتات واغتصابهم لفلسطين، إنما هو وعد وأمر لهم من التوراة كما يزعمون.
ولو لم يكن في موقفنا إلا مصادمته لنصوص القرآن لكفى، فما بالنا وهو يهدد بالخطر أرضنا وحريتنا وحياتنا وأموالنا وأجيالنا، ويتجاهل عبرة التاريخ وحقائق الواقع، ويهيل عليها ركاما من النسيان، ونحن إذ نعرض هذه الحقائق إنما نعرضها للتذكير وللتحذير لمن ألقى السمع وهو شهيد؛

وقبل أن نعض أصابع الندم ولات حين مندم:

إن إسرائيل اغتصبت أرض فلسطين وشردت أهلها، ولا يجوز إقرار مغتصب على اغتصابه، وإن الإسلام لا يفرق بين أرض فلسطين وارض مصر، فكلها دار الإسلام يدافع عنها المسلمون أينما كانوا.

إن الشريعة الإسلامية تحرم الصلح مع العدو الصهيوني، كما جاء في فتوى لجنة الفتوى بالأزهر الصادرة في يناير سنة 1956 ما نصه:

" وتفيد اللجنة أن الصلح مع إسرائيل كما يريد الداعون إليه لا يجوز شرعا، لما فيه من إقرار الغاصب على الاستمرار في غصبه، والاعتراف بحقية يده على ما اغتصبه ، فلا يجوز للمسلمين أن يصالحوا هؤلاء اليهود الذين اغتصبوا أرض فلسطين، بل يجب عليهم أن يتعاونوا لرد هذه البلاد إلى أهلها، وأن يعينوا المجاهدين بالسلاح وسائر القوى على الجهاد في هذا السبيل ، ومن قصر في ذلك أو فرط فيه أو خذل المسلمين عنه أو دعا إلى ما من شأنه تفريق الكلمة وتشتيت الشمل، فهو في حكم الإسلام مفارق جماعة المسلمين ومقترف أعظم الآثام" .
إن أطماع اليهود لا تقف عند حدود فلسطين، ولكنها تشمل ما بين النهرين (النيل والفرات) وهذه الأطماع جزء من عقيدتهم التي جمعتهم أول مرة لاغتصاب فلسطين، ولا يزال هذا المطمع شعارهم المرفوع على مبنى الكنيست يصفع المتغافلين في كل حين.
إن اليهود قوم لا عهد لهم ولا ذمة، ولقد نبهنا القرآن إلى هذه الطبيعة فيهم، حيث نقضوا كل ما أخذه الله علهم من مواثيق، وغدروا بعهودهم مع الأنبياء جميعا، وما يمر يوم إلا ونطلع لهم على خيانة.
إن اليهود يسيطرون على سياسة كثير من الدول الكبرى وعلى رأسها أمريكا عن طريق سيطرتهم على أسواق المال وأجهزة الإعلام ، وعن طريق الإغراء بالمال والنساء، ولا ريب أنهم ينوون استغلال تطبيع العلاقات معهم لتحقيق سيطرتهم ، مستخدمين نفس الوسائل ، لا سيما في ظل الظروف العصيبة التي نمر بها.
إن اليهود يصرون على اعتبار القدس الإسلامية جزءا من عاصمتهم الأبدية، ويتخذون الإجراءات التي تكفل أغلبية يهودية فيها، كما أنهم يتبعون سياسة تفريغ المدن العربية من أهلها والاستيطان فيها الأمر الذي يؤكد طبيعتهم، ويكشف عن نواياهم.

ونحن ندعو الشعب المسلم في مصر إلى استيعاب هذه الحقائق أولا ثم:

استنكار الاعتراف بإسرائيل والصلح معها وتطبيع العلاقات.
مقاطعة إسرائيل مقاطعة كاملة، سياسيا واقتصاديا وثقافيا وإعلاميا، بألا يتم التعامل مع دبلوماسييها أو صحفييها أو تقديم الخدمات لسائحيها، ومقاطعة كتبها وصحفها وبرامجها الإعلامية وبضائعها (تجارة واستهلاكا) وحظر تصدير أي شيء إليها.
مقاطعة كل من يخرج على القرار السابق من المصريين .
دراسة أخلاق اليهود وطبيعتهم من القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة وتدريسها للناس وإطلاعهم على أطماع اليهود ومخططاتهم حتى يحذروا منهم.
التمسك بحقوق المسلمين ليس في الضفة والقطاع والمرتفعات السورية وسيناء فحسب بل وفى فلسطين ذاتها أيضا..
وأخيرا فهذا هو موقفنا الذي يمليه علينا الإسلام، فلينظر الآخرون.. ألا هل بلغنا .. اللهم فاشهد (الجماعة الإسلامية).

إسرائيل وضرب المفاعل العراقي

فى أعقاب قيام الكيان الصهيوني الغاشم بضرب المفاعل الذرى العراقي بالطائرات المقاتلة في ضربة جوية خاطفة، في شهر يونيو 1981 نددت الجماعة الإسلامية بهذا التصرف الهمجي، ودعت إلى إلغاء تطبيع العلاقات وسحب السفير المصري من تل أبيب وطرد السفير الاسرائيلى من مصر..

وعقدت مؤتمرا جماهيريا في مسجد النور بميدان العباسية بالقاهرة لاستنكار هذا الحادث الأليم. وأرسلت رسالة إلى رئيس الجمهورية كان عنوانها " خطاب مفتوح إلى رئيس جمهورية مصر العربية من شباب الجماعات الإسلامية"

وهذا نص الرسالة:

" يوم أن عارضنا معاهدة السلام، ما كنا نهدف إلى انتقاد تصرف أو معارضة عمل ما، أو الإثارة ضد شخص ما.. نحن أبعد ما نكون عن الشخصيات، لأن ديننا الإسلام الذي نعتز به، ونلح في تطبيق منهاجه يأمرنا أن نرتفع بنصحنا فوق مستوى الشخصيات.. كنا نعرف اليهود كما يعرفهم أي مسلم قرأ في كتال الله، أنهم أشد الناس عداوة للمؤمنين وليس بعد قول الله من قول.
وكنا على يقين أن هؤلاء الناس هم أعدى خلق الله للسلام، لأنه يقضى على طموحهم ومطامعهم، ودليلنا على ذلك أن خريطة إسرائيل الكبرى، ما تزال معلقة على جدران الكنيست، حتى بعد المعاهدة التي قيل إنها أنهت الحروب في هذه المنطقة.
وكنا على تفهم كامل من أن هذه الخريطة لم تبق معلقة هناك عبثا، ولكنها الإشارة إلى أن دور إسرائيل في هذه المنطقة، لا ينتهي إلا بالاستيلاء على كل ما رسم فيها من أرض المسلمين ، ولن يتأتى لهم هذه اعتباطا، ولكنه لا ينفذ إلا عنوة، فكيف نصدق أن معاهدة السلام قد أنهت الحروب في هذه المنطقة.
وكنا واثقين أن العدو الصهيوني لا يبتغى بالتعاهد مع مصر سلاما ولكنها خطوته الأولى في تمزيق شمل المسلمين ، وللحق نقول إن كثيرا من حكام البلاد الإسلامية كان لهم أكبر الأثر فيما دفع مصر إلى هذه المغامرة، غير مأمونة العواقب.
وكنا نعلم أن العدو الصهيوني بعد أن أمن جانب مصر، سيتجه إلى الدول الإسلامية، واحدة بعد الأخرى، ينتقص أطرافها، ويحطم اقتصادها، ويدمر أخلاقها، ويباعد بينها وبين عقيدتها.

والأحداث التي جرت بالأمس وتجرى اليوم أصدق شاهد على صدق ما نقول:

  1. الغارات المتواصلة على جنوب لبنان.
  2. عدم تنفيذ الحكم الذاتي الذي نرفضه.
  3. إقامة المستوطنات اليهودية على الأراضي الإسلامية عنوة واغتصابا .
  4. خرق المجالات الجوية للدول الإسلامية كما حدث أخيرا.
  5. تخريب المنشآت الإنتاجية في البلاد الإسلامية كما حدث في العراق.
  6. التخريب العقيد والخلقي الذي تبثه في كل البلاد الإسلامية عن طريق أجهزة الإعلام في خبث ودهاء.
  7. القضاء على اقتصادنا القومي بعد أن سمح لهم بتطبيع العلاقات وتبادل السفارات.
  8. مواقفهم الخبيثة الملتوية معكم مما جعلكم تصرحون وزراؤكم أن إسرائيل تخالف في تصرفاتها نصوص معاهدة السلام التي رفضناها من أول الأمر نصا وروحا.
  9. تمسكها إلى اليوم بخدعة الأمن الاسرائيلى التي ترتكب في ظلها كل جرائمها المنكرة ضد بلاد المسلمين
  10. وغير ذلك مما يمكن أن يحصيه العد من سيئات هذا الشعب اللئيم.

كل هذا الذي قدمناه ، رأيتموه وعلمتم به، فلا نقدم لكم ما لا تعلمون، ولكننا جعلناه توطئة للتقدم إليكم بطلباتنا التي تعالج هذه الأخطار باعتبارنا شباب هذا الجيل، الذي يحمل فوق عاتقه كل أعباء الجهاد والنضال في رفع شأن هذا الوطن الاسلامى العزيز؛

نبدى هذا لأننا مواطنون لهم كل الحق في عرض كل ما يعن لهم من آراء في صالح بلدهم:

أولا: لا يكفى أن تحتج مصر على ما فعلته إسرائيل في العراق بل وربد من اتخاذ خطوة عملية تردع إسرائيل، وتقضى على غرورها، وتوقظها على حقيقة الوعي الاسلامى واستعداد الشباب للتضحية الكاملة من أجل استعادة حقوق المسلمين كاملة .
ثانيا: سحب السفير المصري من تل أبيب وطرد السفير الاسرائيلى من مصر.
ثالثا: دعوة الشباب كله للجهاد المقدس تحت راية الإسلام بعد تطبيق شرع الله عز وجل وسترون من هذا الشباب ما يثلج الصدور ويحفز الهمم المستعدة للعمل الفدائي على كافة أنواعه وأساليبه.
خامسا: إعداد الأمة للجهاد ودعوة رجال الأزهر والأوقاف والفتوى إلى الانبعاث بين المدن والقرى لنشر الدعوة الإسلامية من الناحية التربوية لا من الناحية العلمية فقط.
سادسا: إيقاف أجهزة الإعلام عن المضي في مناهجها ، المخلة بالآداب ، المنافية لأبسط قواعد شرع الله.
سابعا: إشعار الولايات المتحدة بأن مواقفها المتراخية إزاء تصرفات العدو الصهيوني، أمر يستنكره الشعب المصري كله.
ثامنا: رفع العوائق عن طريق الجماعات الإسلامية حتى تباشر نشاطها، لأنها من أقوى العوامل في عودة الحياة على الوعي الاسلامى الذي لن يتم خير ولا صلاح ولا إصلاح في هذا البلد إلا على أيديهم.
تاسعا: فتح المساجد لدعاة المسلمين كي يقوموا بواجبهم في جو من الهدوء والطمأنينة وعدم الإثارة، فالمسجد هو دار الحكم في الإسلام ومجلس شوراه وإدارة التقنين والتنفيذ.
وأخيرا: يعلم الله أن هذا الشباب الذي يتقدم بهذه الطلبات يحمل الحب والخير لجميع المواطنين العاملين المخلصين ، وأنهم لا يبتغون من وراء ما يطلبون إلا الأعذار إلى الله بأنهم قد افصحوا عما يعتمل بين حنايا صدورهم بهدف واحد، هو أن يراهم الله عاملين في سبيله باليد واللسان والقلب، ما وجدوا إلى ذلك سبيلا إسلاميا نظيفا سليما.. وفق الله الجميع لكل ما يحب ويرضى..
(الجماعة الإسلامية بجامعات مصر)
(حلمي الجزار) (1)

المبحث الثانى: الجهاد الأفغانى

تفاعلت الجماعة الإسلامية بشكل واضح مع الجهاد الأفغانى وعقدت لذلك العديد من المؤتمرات الطلابية المؤيدة لدعم الأفغان فى مواجهة الإحتلال الروسى، ومن تلك المؤتمرات مؤتمر الأزهر عقب صلاة الجمعة 29 صفرعام 1400 هجرية مارس 1980؛

وقد حضر مؤتمر الأزهر عدد من الدعاة منهم الأستاذ عمر التلمساني، والأستاذ مصطفي مشهور والشيخ إبراهيم الدسوقى مرعي وكيل وزارة الأوقاف والشيخ صلاح أبو إسماعيل عضو مجلس الشعب وممثل الثورة الإسلامية فى أفغانستان الأستاذ هارون المجددى.

وقد أصدر المؤتمر عدة توصيات أهمها:

يطالب المؤتمر شعوب وحكومات الأمة الإسلامية بدعم المجاهدين الأفغان بما يلزمهم من مال وسلاح ورجال، وإرسال الأطباء والأدوية والمستشفيات الميدانية لهم.
يطالب المؤتمر الجهات الرسمية بتيسير أمر التدريب على حمل السلاح والسفر لكتائب الجهاد.. وتعلن الجماعة الإسلامية عن استمرار فتحها لباب التطوع بالنفس والتبرع بالمال لأسر المجاهدين الأفغان وذلك بمجلة الدعوة ومسجد صلاح الدين بالمنيل.
يطالب المؤتمر الحكومات والشعوب الإسلامية بقطع كافة العلاقات مع روسيا الملحدة اقتصادياً وثقافياَ وسياسياً وعسكرياً وفاء بحق الإسلام.
يعلن المؤتمر، أن بلاد الإسلام التى سقطت من قبل ليست بأقل حرمة من أفغانستان، ويجب عقد العزائم وتجميع الجهود من أجل تحريرها، بدءاً بالأندلس ومروراً بفلسطين والقدس.
يحذر المؤتمر من مغبة الإعتراف بدولة إسرائيل ويدعو إلى سحب هذا الاعتراف ومقاطعتها اقتصادياً وثقافياً وسياسياً. (2)

المبحث الثالث: إستضافة شاه ايران بالقاهرة

مثًل قبول مصر بمنح حق اللجوء السياسى لشاه إيران محمد رضا بهلوي أحد محطات الصدام بين الطلاب والرئيس السادات، فقد كان موقف الجماعات الإسلامية من وصول شاه إيران المخلوع إلى مصر وإعطائه حق اللجوء السياسي قويا وثائرا وهادرا، فقد رفضت استقباله في مصر تحت أي دعوى، بل وتمسكت بحق إيران في إلقاء القبض عليه ومحاكمته إسلاميا باعتباره طاغية، وأن مصر ليست وكرا للطغاة والسفاحين..

وجابت المسيرات شوارع الحرم الجامعي والمدن الجامعية تندد باستقبال الشاة المخلوع وتطالب رئيس الجمهورية بطرده من مصر..

ففى ساحة جامعة القاهرة عٌقد المؤتمر الطلابي عقب صلاة ظهر الأربعاء 26 من مارس 1980 وحضره حشد هائل من الطلاب للإعراب عن سخطهم واستيائهم من وجود الشاه المخلوع في مصر،

وتحت عنوان "لا مرحبا بالشاه السفاح" صدر بيان عن الجماعة الإسلامية هذا نصه:

" بينما تنهمر دماء المسلمين في كل مكان.. طالعتنا الصحف الصادرة صباح أمس بخبر وصول الشاه إلى مصر.. ولماذا مصر؟ إن دول العامل اجمع رفضت استقبال الشاه السفاح، حتى التي لم تخف منها صداقتها للشاه في عهد الطغيان ، سواء كانت سويسرا أو المكسيك أو جنوب إفريقيا أو الكيان الصهيوني في فلسطين نفسه، حتى جزيرة برمودا رفضت استقبال الشاه..
لقد تخلت عنه أمريكا بعنفوانها وقوتها، وإن حمته وكالة المخابرات الأمريكية، فهل تقوى الحكومة المصرية على ما عجزت عنه أمريكا، وهل تخلى العالم كله عن الإنسانية وتركها لمصر؟ أم نقول إن مصر صارت مرتعا لوكالة المخابرات الأمريكية، تدبر فيه مؤامراتها وأن الشعب المصري صار شعبا بلا عقيدة ولا أخلاق ولا مشاعر في نظر الحكومة المصرية..
لقد أخطأت الحكومة إن كان هذا ظنها، وسوف يعلم العالم كله أن المسلمين يأبون الظلم والطغيان في مصر أيضا، وأنهم يرفضون الشاه السفاح عدو الإسلام في بلادهم..
ومن هو الشاه؟ .. الشاه صديق الحكومة المصرية المريض المسكين البريء كما روجت وكالة المخابرات الأمريكية لتغرير البسطاء،هو أكبر من مجرم وأكثر من سفاح.. إنه يحق لنا أن نتساءل:لماذا لم نسمع عن مرض الشاه إلا بعد طرده من إيران، أو عند انتقاله من مكان إلى آخر..

وها هو الشاه يفر من طلب الوفد الإيراني بتسليمه للمحاكمة بدعوى تلبية دعوة الحكومة المصرية.. أيها الشعب المصري الطيب،ها هي جرائم الشاه تتحدث عنه:

عدد القتلى: عام 1963 (4 آلاف شهيد) عام 1978 (5 آلاف شهيد).
عدد المعتقلين: خلال حكم الشاه (100 ألف معتقل) قتل منهم (581 قتيل من التعذيب)
ثروة الشعب الايرانى المنهوبة: عائدات النفط الايرانى قطاع صيد السمك كله مجموع صناعة التبغ الخطوط الجوية الإيرانية السكك الحديدة سكك الشاه الملغاة من الضرائب ويتبعها أكبر مصرف إيراني وتملك 10% من مجموع المصارف المالية وشركات التأمين غير العقارات 10 % من مجموع مساحة إيران ومنطقتي وخز وسستان بكاملها، فكيف كان حال الشعب الايرانى في ظل حكم الشاه؟
60% من الشعب الايرانى يعيش دون الحد الأدنى لمستوى المعيشة، مع أعلى نسبة وفيات أطفال في العالم، وليس بإيران سوى 5 آلاف طبيب نتيجة هرب الأطباء إلى الخارج 30% نسبة البطالة 40% التضخم 10,5% مليار دولار عجز في ميزان المدفوعات 1978،في حين أن عائدات النفط بلغت 100 مليار في خمس سنوات 4,5% مليار دولار قروض على إيران للخارج في حين أن حسابات الأسرة الحاكمة تزيد على أرقام العجز والقروض.
التبعية السياسية والعمالة للصهيونية: النفط الايرانى تحت إشراف الشركات الغربية من سنة 1954 انضمت إيران لحلف بغداد عام 1955 ووقعت معاهدة دفاع مع أمريكا عام 1959 ثار الشعب عام 1963 على الشاه فسقط في مدن إيران أكثر من 4000 قتيل تشجيع البهائية المعادية للإسلام تصدير البترول للعدو الصهيوني (90% من واردات إسرائيل).
يشرف على المعسكر 40 ألف خبير أمريكي بمعدل خبير لكل 10 عساكر. فكيف استخدم الجيش؟ لخدمة المصالح الأمريكية في الخليج وقمع الشعب المسلم في إيران..
وبعد: فإلى هؤلاء الذين يعتبرون الشاه صديق مصر ويتجاهلون جرائمه، ويخشون الناس ولا يخشون اله.. إلى الطواغيت الذين يتشدقون بالحديث عن حقوق الإنسان، وهم يدوسون الحقوق ويشربون من دماء الإنسان.. إلى الذيول التي شغلتها الشهوات واستعبدتها رهبة السلطان وحب الدنيا وكراهية الموت.. إليهم جميعا صرخة، قد تعيد بعض الحياء إلى الوجوه أو بعض الحياة إلى الضمائر؛

يقول مسلم من طهران:

" خليل الله رضاي" أما اللجنة الإيرانية للدافع عن حقوق الإنسان، كان لديه سبعة أولاد أحمد أعدمه جهاز المخابرات الايرانى بتهمة التمرد (26 سنة) ، مهدي : مات في المعتقل من التعذيب (19 سنة) ، رضا: مات في السجن (24 سنة)، مديحة: قتلها رجال الشرطة في الشارع (18 سنة)، الخامسة والسادسة اعتقلتا مع أمهما نسرين:حكم عليها بالسجن لأنها كتبت تعارض ثورة الشاه البيضاء في موضوع إنشاء (17 سنة).

وبعد:

إن من حق الحكومة الإيرانية أنتلقى القبض على الشاه وتحاكمه وتقتص منه، بل إنه واجب إسلامي " ولكم في القصاص حياة يا أولى الألباب"
وإن مصر ليست وكرا للطغاة أو ناديا للطواغيت حتى تستضيف الصديق الأول لإسرائيل سابقا، وكيف تتفرغ الحكومة المصرية للزود عن الشاه، والضغوط المادية تثقل كاهل الشعب وجموح الأسعار والعزلة المضروبة على مصر لا يمكن تجاهلها، ولكن أيها الشعب المسلم لن يدوم طغيان على شعب يعتز بالإسلام، ويوحد صفه، ويوطن العزم على إزالة الطغيان.

انتهى البيان ونلاحظ تلك اللهجة الحارة في صياغته ونلاحظ أيضا أنه صدر في اليوم الثاني للإعلان عن وصول الشاه المخلوع إلى مصر، وهو ما يؤكد سرعة التفاعل مع الأحداث وأخذ موقف منها والتأثير في وقائعها وتطوراتها. (3)

المراجع

  1. مجلة الدعوة ،العدد الثالث والستون،السنة 31، يوليو 1981
  2. مجلة الدعوة، العدد السادس والأربعون، السنة 29،مارس 1980
  3. مجلة الدعوة ،العدد الثامن والاربعون،السنة 29، مايو 1980