ضَياع المسؤولية.. مَن المسؤول عنه؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ضَياع المسؤولية.. مَن المسؤول عنه؟


بقلم: الأستاذ عبد الله شمس الدين

كلما تأمّلت أوضاعنا الاجتماعية والتربوية والإقتصادية، سواء على صعيد البلاد أو المؤسسات أو المدن والقرى الصغيرة، لاحظت مدى الإهمال في المعالجات وترك الأمور تجري على غير هدى، دون تخطيط أو ترشيد للخطوات.

لا بل أكاد أجزم أن الكثيرين من أصحاب القرار يستثقلون تحمّل المسؤولية والقيام بدورهم المطلوب لإصلاح أي خلل في الأداء من قِبل موظفيهم أو مَن هم دونهم في العمل والوظيفة. لكأنما يترك الحبل على غاربه لكل عامل أو موظف، ولسان الحال يقول: يصطفلوا!

وهنا لا بدّ من لفت النظر الى بعض الأمثلة في مجتمعنا:

هذه مثلاً مصابيح البلديات على الطرقات تضاء طيلة النهار دون إطفائها من قبِل الموظف المسؤول.. وقد يجري قطع التيار ليلاً.
وهذه مواسير المياه تسيل على الطرقات العامة بسبب عطل أو تكسير ولا تدخّل من المسؤول لإصلاحها، وهذه سيارات دون أية إشارات ضوئية تسير وتنقل الركاب دون أن يتدخّل رجل الشرطة لإيقافها.

وهذه الدرّاجات النارية رغم قرار ملاحقة أصحابها المخالفين، لا تزال تجوب الطرقات ولا مّن يحاسبهم، وهذه الحفر في الطرقات العامة تسبب الأخطار للسيارات وللمارة على السواء، ولا مّن يسعى لترميمها، وهذه الأنهر الجارية شتاءً والجافة بل الممتلئة أعشاباً وأقذاراً صيفاً، تبقى كما هي من عام الى عام دون أن تسعى الوزارة المختصة لتنظيفها.

وهذه القرارات المتكررة بمنع الصيد على مدار العام لا تنفّذ، حيث ترى العشرات بل المئات من الصيادين يجولون ببنادقهم على مرأى ومسمع من رجال الأمن.. ولا يتمّ منعهم من الصيد!

وهذه المحالّ التجارية التي تضع أسعارالسلع كما تشاء، فيضطر المواطن المسكين لدفع ثمنها مهما كان دون أن يقول: كيف ولماذا؟.. بل يبتلع الحسرات، ولا تتدخّل مصلحة حماية المستهلك لحمايته!

وهذه أجيال من الشباب والفتيان تمضي معظم أوقاتها في الفراغ أو الألعاب والتسلية، ولا تدخّل من الأهل لتوجيههم نحو المجدي والمفيد.

وهذه أعطال في المنشآت والأبنية العامة: مدارس، مؤسسات، مستشفيات، أبنية حكومية، مساجد، الخ.. تترك دون معالجة أوتصليح الى أجلٍ غير مسمّى.. فالناس اعتادوا هذه المشاكل، والمسؤول يغضّ الطرف عنها!

أكاد لا أحصي كل هذه المشاكل والخلل في الأداء هنا أو هناك، بل كل ما يمكن قوله: إن مَن يعتمد نظرية «يصطفلوا.. ليس لي علاقة» إنما يدلّ ذلك على ضياع المسؤولية وعدم الأهلية لأن يكون هذا الشخص مسؤولاً.

ومع ذلك، لا بدّ من النقد الهادف والبنّاء لإصلاح الخلل ومنع الفساد وتحسين أداء المسؤولين في أي موقع كانوا.. فالحق ّأحقّ أن يُتّبع، والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل!

المصدر