ضجة حواتمه حول رغبته في العودة.... المعاني والأهداف ومضامين رسالته

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ضجة حواتمه حول رغبته في العودة.... المعاني والأهداف ومضامين رسالته
48.gif


بقلم : جهاد خزموالقدس

أبدى نايف حواتمه، الأمين العام للجبهة الديمقراطية، رغبته في المشاركة الفعالة في اجتماعات المجلس المركزي التي عقدت في 18 تموز الماضي.. فقدمت السلطة الوطنية طلباً للسلطات الإسرائيلية حتى تسمح بدخول حواتمه إلى رام الله.. الحكومة الإسرائيلية أقرت السماح له بدخول الأراضي الفلسطينية ولكن لفترة محددة فقط.. حواتمه من جانبه رفض الشروط الإسرائيلية مؤكداً حقه في ممارسة العودة من دون قيود أو شروط؟

هذه الرغبة في العودة والمشاركة في اجتماعات المجلس أثارت ضجة كبيرة في وسائل الإعلام، سرعان ما هدأت، مع عقد المجلس المركزي اجتماعاته التي استمرت على مدى يومين متتاليين، واتخاذه العديد من القرارات المهمة.

ما هي أهداف هذه الضجة وأهدافها ورسالة حواتمه في إبداء رغبته في العودة إلى الوطن؟

وكان قد أبدى رغبة مماثلة سابقة وسمحت الحكومة بذلك قبل انطلاق الانتفاضة الثانية ولكنه لم يعد، ورفض الشروط الإسرائيلية؟

الأهداف العامة

من الأهداف العامة التي سعى حواتمه إلى تحقيقها، وقد حققها بالفعل:

1-أثار قضية حق العودة مجدداً أمام الرأي العام الفلسطيني والعالمي.. وأكد ضرورة ممارسة هذا الحق من قبل جميع القيادات الفلسطينية التي تعيش أو تقيم في الخارج.

2- أكد أهمية اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني، مما أثارت رغبته في العودة والمشاركة فيها نظراً لحساسية الوضع الداخلي الفلسطيني.

3- أكد مجدداً دعم الجبهة الديمقراطية لكل جهود السلطة في الحصول على حقوق شعبنا بالوسائل السلمية، رغم معارضة الجبهة نفسها لاتفاقيات أوسلو واعتبارها هزيلة وضعيفة جداً.

4- أكد أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، وهي المرجعية الأساسية للسلطة الوطنية الفلسطينية، ويجب عدم التغاضي عنها بل العمل من أجل تفعيل دورها وإعادة بنائها على أسس سليمة ومتينة.

5- إثبات أن الجبهة الديمقراطية فصيل أساسي داخل إطار المنظمة وعلى الساحة الفلسطينية أيضاً.. وهي قادرة على أن تلعب دوراً توفيقياً من خلال طرح مبادرات للجمع بين الأخوة الفلسطينيين، وإعادة اللحمة مجدداً للوحدة الوطنية.

6- استطاع تسليط الأضواء عليه شخصياً وخاصة أنه كان وما زال من القيادات الأساسية التي شاركت في بناء منظمة التحرير الفلسطينية.. وتسليط الأضواء على أن القيادات الوطنية الفلسطينية في الخارج، لها دورها وهي جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني ومن منظمة التحرير.

مضامين رسالته

لا شك أن حواتمه رجل ذكي وقيادي فلسطيني بارز وسياسي محنك ولذلك فهو لم يثر هذه الضجة فقط من أجل تحقيق أهداف سياسية، بل أراد إبلاغ فحوى رسالته من خلال هذه الضجة الإعلامية حول رغبته في العودة.

ومن أهمها أنه أراد تذكير المجلس المركزي بحق العودة وعدم التنازل عنه، وان الاحتلال الإسرائيلي ما زال قابعاً على أراضينا فهو يقرر من يعود إلى وطنه أو لا يعود، وهو، أي الاحتلال، سبب المشاكل، فيجب بالتالي عدم نسيان وجوده وآثاره السلبية حتى على الساحة الفلسطينية، وأنه ضد سيطرة حماس وبالقوة العسكرية على مقرات السلطة في القطاع، وأن دعمه لعقد اجتماعات المجلس المركزي هو دعم للسلطة الوطنية بصورة غير مباشرة، ودعمه لكل الجهود الدبلوماسية في الحصول على الحقوق الفلسطينية المشروعة والثابتة والمعروفة للجميع..

أراد أن يُفهم العالم وإسرائيل إنه صاحب قراره، وهو مستقل فيما يتخذه من خطوات أو يبدي من رغبات، وأنه رغم إقامته في دمشق فإن سورية تدعم المقاومة من دون التدخل في شؤونها، بل هي تدعم أي قرار يتخذه الشعب الفلسطيني ويراه من مصلحته..

وأن سورية مع مسيرة السلام الحقيقية، وهي تدعو إلى تحقيق السلام الشامل والدائم الذي ينهي الاحتلال الإسرائيلي عن جميع الأراضي العربية المحتلة، وأن الجو العربي يدعم أية خطوات سلمية شريطة أن تكون مبنية على الثوابت الأساسية وأهمها تنفيذ جميع قرارات الشرعية الدولية.

ومن أهم مضامين رسالته هي الدعوة إلى إنهاء كل الإجراءات التي قامت بها حماس، والعودة إلى الحوار والى الوحدة الوطنية..

وأراد أيضاً أن يكشف للعالم كله، أن إسرائيل هي المعرقل لعمل مؤسسات المنظمة وتسعى إلى التدخل في شؤونها، عبر وضع شروط على دخوله ومشاركته في اجتماعات المجلس المركزي للمنظمة.. وهذا أمر غير مقبول، بل هو مرفوض أيضاً..

لقد طرحت الجبهة الديمقراطية مبادرة وطنية، للعودة إلى الحوار ما بين «فتح» و« حماس »، إلا أن دعوتها لم تلق الآذان الصاغية حتى الآن، وإنها ستواصل بذل كل جهد ممكن ومستطاع من أجل رأب الصدع..

ووجه حواتمه رسالة واضحة لحركة « حماس » مفادها أنه يدعم منظمة التحرير ولا يمكن التخلي عنها، وعلى حماس الاعتراف بحقيقة وجود المنظمة، وأن تدعمها لا أن تضعف دورها المرجعي والأساسي.

لقد أثار حواتمه ضجة إعلامية وحقق أهدافه من وراء إثارتها..

وبعث برسالة إلى الجميع، جميع القادة المسؤولين السياسيين الفلسطينيين.. ولكن هل استوعبت هذه الرسالة نظراً لأهميتها، وهل تذكّر الجميع أن الخلاف ليس من مصلحة القضية الفلسطينية، فهو طعن لها، وهو يصب في مصلحة الأعداء.

حواتمه يشعر بأنه من الضروري أن يعمل جميع القادة والأمناء العامون لمختلف الفصائل والقوى الوطنية، على بذل جهد كبير لتجاوز هذه المرحلة الصعبة التي تعيشها ساحتنا الفلسطينية الداخلية..

ولإنهاء كل أسباب التوتر..

ولهذا يطالب الجميع بأن يكون لديهم نفس الشعور، حتى يتحملوا المسؤولية الكبيرة وينقذوا قضيتنا من الخطر المحدق بها.

المصدر