صمود ثورة .. انتصار أمة
بقلم : أحمد القاعود
(19/08/2014)
قبل عام انقسم الشعب المصري إلي قسمين ، بشر و أشباه بشر ، أحرار و عبيد ، أصحاب ضمير و خونة . قبل عام قتلت في مصر الانسانية . محرقة رابعة العدوية التي راح ضحيتها ألاف الشهداء الأبرار تحت سمع وبصر العالم ، ستظل يوما مشهودا في تاريخ النضال الثوري العالمي و الانساني ، يوما كيوم كربلاء ، سيحفر في التاريخ بأحرف من نور . بعد عام من المحرقة الأسوأ و الأبشع في التاريخ الانساني الحديث حيث لم يتخيل أبدا و لم يدر في خلد أحد أن يخطط جزء من البشر لقتل جزء أخر بدم بارد و تحت سمع و بصر الجميع ودون خوف من الله أو تأنيب ضمير . أصبح التمايز أكثر وضوحا في المجتمع و في كافة المجالات .
المعركة الآن أصبحت واضحة للعيان الحرب هي بالأساس حرب علي الاسلام و الانسانية و محاولة قتل الصحوة الاسلامية لدي الشعوب المسلمة ، وجعلها شعوبا مستعبدة و مستذلة للغرب و الصهاينة ، حدث ذلك بعد أن استشعر هذا الغرب خطور الثورة المصرية عليه و تصدر جماعة الإخوان المسلمين المشهد ، و توق الشعوب للتحرر و الخروج من التبعية المذلة التي دمرت مقدرات الشعوب و قيمهم .
محاولة وأد الثورة المصرية بأوامر صهيونية أمريكية و بأموال سعودية اماراتية تبعه عمل دؤوب من هذه الأنظمة العميلة للغرب لقمع كل الثوار العربية و اخمادها خوفا من بناء نظام ثوري جديد يقود المنطقة و يقضي علي العملاء بها ، فكانت المحاولة البائسة لسرقة ثورة الشعب الليبي الا أن الثوار في ليبيا كانوا أكثر يقظة وقاموا بسحق أنصار النظام القديم الممولين و المدعومين بأموال النفط في شبه الجزيرة العربية ، و كانت المحاولة الفجة من قبل نظام 30 يونيو الارهابي و انظمة النفط في الخليج لسحق حركة المقاومة الاسلامية حماس ، و حث اسرائيل و الوقوف خلفها لاتمام مهمتها ، الا أن حماس خرجت أكثر قوة و حققت مطالب في المفاوضات مع العدو الصهيوني جاءت نتيجة الحرب و لم تكن لتأتي نتيجة السلم .
ثبات الثوار في مصر هو كثبات الثوار في ليبيا كثبات حركة حماس ضد الأنظمة الخيانية العميلة ، هذا الصمود سيؤدي الي انتصار الأمة كلها في معركتها ضد أعداء الداخل و الخارج ، و سيؤدي الي قيادة المنطقة بأسرها الي الحرية و النمو و الازدهار . ومع الثبات و الصمود الأسطوري للثوار في مصر ، يحاول البعض الترويج بما يوهن من عزيمة هؤلاء الثوار بأنه لا فائد مما يقومون به لأن النظام الدموي القمعي سائر في طريقه ، لكن مالا يعلمه هؤلاء أن هذا الثبات و الصمود ، يمثل قيمة مضافة و حالة غير مسبوقة في التاريخ الانساني كله ، حيث لم يشهد العالم كله مثل هذا الحراك القوي الذي استمر لأكثر من عام كامل .
التظاهر اليومي و الابداع الثوري سينهك بالضرورة النظام الارهابي و لن يهنئه علي فعلته الاجرامية لا هو ولا كفلائه في الخارج ، فالضغط اليومي علي هذا العبث الموجود كنظام للحكم ، سيدفع بالضرورة رعاة الانقلاب لتغيير أرائهم و تةجهاتهم ازاء الواقع الفعلي علي الأرض ، تماما مثلما حدث في العراق مع السفاح نوري المالكي الذي طرد من رئاسة الوزراء رغم رئاسته أكبر كتلة برلمانية ، و تركه رعاته في الخارج ليدخل مزبلة التاريخ ، استبدال المالكي لم يكن من الساسة أو الأنظمة المتحالفة معه ، و انما جاء تحت قوة الثورة التي اضطرت لحمل السلاح لانتزاع حقوقها من نظام طائفي عميل .
المصدر
- مقال:صمود ثورة .. انتصار أمة موقع:نافذة مصر