صدمة للموالين للنظام.. لماذا روجت كتائب العسكر لأكذوبة توقف سد النهضة؟

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
صدمة للموالين للنظام .. لماذا روجت كتائب العسكر لأكذوبة توقف سد النهضة؟


لماذا روجت كتائب العسكر لأكذوبة توقف سد النهضة.jpg

كتبه: ناصر المنشاوي

(26 أغسطس 2018)

روجت كتائب العسكر الإلكترونية أمس واليوم تصريحات نسبتها إلى رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد تزعم توقف الأعمال في سد النهضة الإثيوبي؛ حيث هاجم الشركات المسئولة عن بناء سد النهضة، وحذر من فشلها في تسليم المشروع وفق الجدول الزمني.

التصريح الأهم الذي تناقلته كتائب النظام بفرحة عارمة ونسبته لرئيس الحكومة الإثيوبية "لقد سلمنا سدا مائيا معقدا لشعب لم ير سدا في حياته، وإذا سرنا على المنوال الحالي، قد لا يرى المشروع النور في أي يوم".

وتلقفت كتائب النظام الإلكترونية هذه التصريحات وفسرتها تفسيرات مجافية للواقع والحقيقة مدعية توقف الأعمال في بناء السد؛ حتى وصل وسم #سد_النهضة لقمة قائمة الأكثر تداولاً، مصحوباً بتفاعل المنتقدين وسخرية المعارضين، جنبا إلى جنب مع تطبيل الكتائب للتصريح المزعوم.

بالطبع كل المصريين يتمنون بشغف إلغاء سد النهضة الإثيوبي بعيدا عن الخلافات السياسية والأخلاقية والاستقطاب الحاد الذي مزق النسيج المجتمعي للشعب المصري بعد انقلاب 30 يونيو 2013م، وما تبعه من مذابح دموية نفذتها عصابات منسوبة للجيش والشرطة؛ لأن أضرار السد ستصيب الجميع ، وإذا تفشت مجاعة لا قدر الله فإنها لن تصيب سوى السواد الأعظم من المصريين، بينما سينجو كبار القادة والجنرالات وأثرياء القوم وأبنائهم.

لكن المرفوض هو ترويج الأكاذيب والشائعات ودغدغة المشاعر بخلاف الحقيقة، خصوصا أن الجنرال السيسي هو من شرعن إقامة السد بالتوقيع على اتفاق المبادئ في مارس 2015 بالعاصمة السودانية الخرطوم. المثير في الأمر أن مواقع عالمية شهيرة تناقلت تصريحات رئيس الحكومة الإثيوبية لكنها لم تشمل العبارة الأخيرة المثيرة للجدل "وإذا سرنا على المنوال الحالي، قد لا يرى المشروع، النور في أي يوم".

رغم أن هذه العبارة إذا صحت فإنه يجب أن تفهم في سياق الحث على مزيد من العمل وليس تعبيرا عن توقف المشروع، إنها تشبه مدير غاضب من مستويات ومعدلات العمل فيقول لمهندسيه وعماله "بهذا الشكل لن ننتهي أبدا ولن ير المشروع النور أبدا" فهذا لا يعني مطلقا توقف العمل بل انتقاد مستويات ومعدلات العمل البطيئة وغير المرضية.

يعزز هذا باقي تصريحات رئيس الحكومة الأثيوبية

"بناء سد النهضة الإثيوبي الكبير كان قد تم تخطيطه للانتهاء في خمس سنوات ولكن لم نتمكن من ذلك؛ بسبب إدارة فاشلة للمشروع وخاصة بسبب تدخل شركة ميتيك (شركة تابعة لقوة الدفاع الإثيوبية)".

وانتقد الشركة التابعة للجيش الإثيوبي، مضيفا

"الشركة وإدارتها لم تكن عندها خبرة ولا معرفة للعمل في مثل هذه المشروعات الكبيرة".

وذكر رئيس الوزراء أن شركة ساليني الإيطالية سألت الحكومة التعويضات المالية بسبب تأخر شركة ميتيك للانتهاء من المشروع بالوقت المحدد له. وفي نفس السياق قال رئيس الوزراء إن مدير مشروع سد النهضة المهندس سميو بقل كان يخدم وطنه وضحى بروحه لأجل الوطن وإن إجراءات التحقيق حول القاتل تجري على قدم وساق.

وكل هذه التصريحات تؤكد العزم الأثيوبي على إتمام بناء السد رغم العقبات التي تواجهه باعتباره مشروعا قوميا يحظى بدعم شعبي وحكومي واسع. وإذا صحت "وهي غير ذلك" فإنها تعتبر من قبيل التخدير الذي عودتنا عليه أديس أبابا خلال السنوات الماضية والتي يتعين عدم تفسيرها على هذا النحو الساذج من جانب مخابرات النظام التي لا تجد شيئا تقدمه للشعب سوى الأكاذيب والشائعات والمشروعات الوهمية التي لا تسمن ولا تغني من جوع.

وتتفاوض السودان ومصر وإثيوبيا حول قضية سد النهضة منذ العام 2014، في ضوء وجود خلافات معقدة بينهم. وبحسب تقرير لمركز دراسات Stratfor الأمريكي، فإن الجولات الدبلوماسية المستمرة بين الدول الثلاث لا تبشر بأن تلك الأزمة ستهدأ قليلاً. ففي منتصف مايو الماضي، اجتمع مسئولون من مصر وإثيوبيا والسودان في أديس أبابا لمناقشة مشروع سد النهضة الكبير، المُقدَّرة كُلفته بحوالي 6.4 مليار دولار، ومن أجل التوصل إلى حلٍّ للمأزق المصري الإثيوبي حول مشروع توليد الطاقة الكهرومائية المزمع إقامته على ضفاف نهر النيل.

وبالرغم من أن المفاوضين، بمن فيهم وزراء خارجية هذه الدول، ورؤساء المخابرات ووزراء المياه، فشلوا في كسر حالة الجمود للخروج من المأزق، وقَّع هؤلاء على خارطة طريق جديدة لتأسيس مجموعة دراسة علمية لمراقبة واحدٍ من أكبر الشواغل التي تعتري الدولة المصرية؛ وهو معدل ملء الخزان بالمياه.

ويبدو أن المحادثات لا تفعل شيئا سوى أنها تُوَلِّد مزيدا من المحادثات؛ نظرا إلى أن القاهرة لن يكون أمامها كثير من الخيارات إلّا تبنّي نبرة تصالحية في الأشهر القادمة، إذا كانت تريد تقليل آثار السد الجديد - وكذلك آثار أي مشروعات مستقبلية - على نشاطات المصب.

المصدر