شهداء الدعوة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شهداء الدعوة

بتاريخ : السبت 29 يونيو 2013

د. عبير خليفة

بالأمس القريب كانوا هنا معنا يحملون دعوة ربنا عز وجل في صدق وإخلاص وحب وتضحية .... وها هم اليوم قد رحلوا عنا...

هنيئاً لكم الشهادة يا إخوانى فالشهادة بداية الحياة الحقيقية وليست نهايتها ..

بعد اليوم..لقد انتهى كل شيء مؤلم حزين مقلق لكم ولم يبق لكم إلا السعادة الغامرة منذ أن تنزلت عليهم ملائكة البشرى والنعيم وأنتم تلفظون أنفاسكم الأخيرة وهي تناديكم

(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ* نحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۖ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)

وكأنكم الآن قد غمستم في الجنة غمسةً واحدة قد أنستكم كل آلامكم وعذاباتكم وحزنكم ..واستقبلتكم كل الأرواح الطاهرة ممن سبقوكم من الشهداء والدعاة ولقد اجتمعتم بكل الأحبة المقربين فى عالم الصفاء والنقاء واللذة الأبدية فى البساتين والرياحين وجنة النعيم....هنيئا لكم بمرافقة الرفيق الأعلى .. ولقد فارقتم كل من كان ينكد وينغص عليكم حياتكم

فعن طيب هذه الحياة الخالدة ومقامكم الرفيع ولذة ما أنتم فيه ..

قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم : ما من نفس تموت(لها

عند الله خير) يسرها أن ترجع إلى الدنيا..وأن لها الدنيا وما فيها..إلا

الشهيد فإنه يتمنى الرجوع إلى الدنيا..لما يرى من كرامة الله له....

لقد أحسنتم والله صناعة حسن خاتمتكم فلابد و أنكم قد قدمتم لربكم أعمالاً صالحة خالصة رضى بها عنكم و اختاركم لهذا المكان العلى...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا أراد الله بعبده خيراً استعمله....قالوا : كيف يستعمله ؟ قال : يوفقه لعمل صالح قبل موته...

فأى عمل صالح وفقه الله لكم قبل موتكم؟! ...الخروج في سبيله و إعلاء كلمته ورفع رايته

ولأن من مات على شيء بُعث عليه فستبعثون يوم القيامة بدمائكم الزكية الطاهرة ويعرفكم كل الخلائق برائحة المسك ..رائحة دمائكم ..ترفعون لواء الله عز وجل

وكأننا نسمعكم الآن و أنتم ترددون لنا..مع الشهيد سيد قطب... ....نشيد أخي....

أخي إن ذرفت على الدموع ....وبللت قبري بها في خشوع*

فأوقد لهم من رفاتي الشموع..... وسيروا بها نحو مجد تليد

أخي إن نمت نلق أحبابنا .......فروضات ربي أعدت لنا...

وأطيارها رفرفت حولنا.. فطوبى لنا في ديار الخلود...

نعم إخواننا الشهداء ..طوبى لكم فى ديار الخلود ..وكأننا نسمعكم الآن تنادوننا :

يا أبناء الإخوان و يا أبناء كل الحركات الإسلامية ..هاهي دماء شهدائكم الزكية العطرة تخاطبكم...وأرواحهم الطاهرة تناديكم...تناشدكم :

إننا قد جسدنا لكم ركن التضحية و الجهاد والفداء.. و قد ضحينا بكل ما نملك ...بعرقنا ودمائنا حتى تظل راية الله عز وجل في الآفاق ...

فمن أراد منكم خاتمة كهذه.. فليسلك نفس طريقنا.. وليفعل مثل ما فعلنا ..

والله والله .. لا طريق آخر يوصل إلى مقامنا العلى هذا إلا هذا الطريق ..

ومن أحب منكم أن يصنع خاتمة حسنة يختصه الله بها فليصنعها لنفسه من الآن ..

ومن أحب منكم أن ينال مقام الشهداء فليعش سير وحياة الشهداء ويقدم المهر سريعا دون كسل أو تراخ

و من أحب الموت منكم داعياً لله عز وجل ..فيجب أن يسلك سير الدعاة ..ويجب أن تملك الدعوة شغاف قلبه ..وتكون هى أولى أولويات حياته ..فلا أعذار له

فبإجتهادكم يا أبناء الحركات الإسلامية في هذه الحياة القصيرة وتحملكم الأثقال والمتاعب والمشقات ...وما لقاء الأسرة والكتيبة والحزب والجمعية والإجتماعات والمؤتمرات والمسيرات ...والمليونيات و المعسكرات والإحتفاليات إلا وسائل

لهذه الحياة الخالدة مع من تحبون ..مع الرفيق الأعلى مع الأنبياء والشهداء والصالحين ...وحسن أولئك رفيقا ...

اعلموا علم اليقين أن هذه الدعوة التى سقيناها بدمائنا ...هى محفوظة ..محفوظة ..

المصدر