شكرًا 6 أبريل

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شكرًا 6 أبريل

5 ابريل 2009

بقلم: عماد الدين حسين

بغض النظر عما سيحدث ــ اليوم ــ الاثنين 6 أبريل، وسواء نجح الإضراب الشعبى أم فشل، فلا يملك المرء سوى أن يشيد بهذه الظاهرة النبيلة والمتمثلة فى سعى قوى شعبية متنوعة إلى الإعلان بصوت عالٍ بأن المجتمع المصرى حى ولم يمت.

لم يعد كثيرون يجادلون فى أن الأحزاب المصرية بشكلها الراهن قد ماتت، بعضها تم دفنه، والآخر مايزال «يقاوح»، لكن أجدع حزب مصرى رسمى لا يستطيع حشد أكثر من 500 شخص فى أى مظاهرة.

قد يرى كثيرون، خاصة الحكومة وأجهزتها وإعلامها، أن 6 أبريل مجرد «ظاهرة صوتية» أخذت أكثر مما تستحق، وأن بعض صحف المعارضة «تنفخ» فى المسألة كى تغطى على عجزها الخاص عن التغيير أو حتى التأثير فى مجريات الأحداث بالمجتمع.

فى المقابل، فإن أنصار 6 أبريل قد يبالغون فى حجم تأثيره وقوته وقدرته على إحداث تغيير، وقد يتصور بعضهم أنه صار زعيما سياسيا بارزا يستطيع أن يحرك المجتمع.

كلتا الرؤيتين قد تكون صحيحة، فكل يدافع عن وجهة نظره ويراها هى الصحيحة دون غيرها.. لكن الأصح أن الطلاب، باعتبارهم الشرارة التى حركت أحداث 6 أبريل الماضى، هم ضمير المجتمع وهم قلبه البرىء غير الملوث، وغير المعترف بالتوازنات والمساومات والحلول الوسط.

هؤلاء الطلاب ومعهم قطاعات واسعة من المجتمع انضمت إلى 6 أبريل هذا العام، قد يستطيعون إحداث ثقب ولو بسيطا فى جدار التكلس الرهيب الذى تعانى منه الحركة السياسية.

المعلوم للجميع أن 6 أبريل أو حتى 6 مايو ويونيو وكل شهور السنة، لن تستطيع تغيير أوضاعنا المزرية بين عشية وضحاها.. التغيير له شروط صعبة وقاسية وهى غير متوافرة للأسف الشديد حتى الآن.

التغيير يحتاج قوى أكثر نظاما.. وكوادر تستطيع تحمل فاتورة التغيير.. قوى منظمة وليست عشوائية كما نشاهد الآن.. 6 أبريل وغيرها من الحركات قد تكون الشرارة والحافز لقوى أكثر تنظيما وتأثيرا كى تمارس دورها، الأهم كى تؤكد للمتكلسين فى الحكومة أن مصر لم تمت وأن الفساد والجمود ليس قدرا سرمديا.

المطلوب من كل القوى المشاركة فى 6 أبريل اليوم ألا تلجأ للتخريب، بل وتحارب من يحاول ذلك لأن هناك كثيرين يتربصون بهم.. عليهم إدراك أن كل منشأة أو سيارة حكومية هى ملك لهم قبل أن تكون ملكا للحكومة، كما عليهم الاحتراس ممن يريدون القفز على سفينتهم كى يستأثروا بما عليها.

وعلى العقلاء فى الحكومة إدراك أن التنفيس فى الشارع وعلنا أفضل كثيرا من يأس قوى كثيرة قد تضطر للنزول إلى تحت الأرض كى تعمل.

تحية لكل الأبرياء والشرفاء من تجمع 6 أبريل، وكل الأمل أن يقدموا صورة حضارية لتجمعات تسعى لتغيير الواقع القبيح.

المصدر