شــهــادات حــول إتــهــام سيــد قطــب بـ تكـفـيـر الأمــة الإســـلاميــة
محتويات
شهادة سيد قطب نفسه
12/07/2004
أرسل أعضاء مكتب الإرشاد "عبد الرؤوف أبو الوفا" إلى سيد قطب في سجن طرة يستفسر منه؛ لأن المخالفين اتهموه بأنه يكفر الناس! فقال سيد في كتابه "لماذا أعدموني"[1]:
- "وقد حضر من عندهم للعلاج في طره الأخ عبد الرؤوف أبو الوفا فأبلغني خبر هذا الانزعاج من ناحية، واتجاه المجموعة في الواحة إلى عدم تكفير الناس من ناحية أخرى!.
وقد قلت له: إننا لم نكفر الناس وهذا نقل مشوه إنما نحن نقول: إنهم صاروا من ناحية الجهل بحقيقة العقيدة، وعدم تصور مدلولها الصحيح، والبعد عن الحياة الإسلامية، إلى حال تشبه حال المجتمعات في الجاهلية، وإنه من أجل هذا لا تكون نقطة البدء في الحركة هي قضية إقامة النظام الإسلامي، ولكن تكون إعادة زرع العقيدة والتربية الأخلاقية الإسلامية.. فالمسألة تتعلق بمنهج الحركة الإسلامية أكثر مما تتعلق بالحكم على الناس!.
ولما عاد أبلغهم الصورة الصحيحة، بقدر ما فهم منها، ولكن ظل الآخرون في القناطر يلحون عليهم بوجوب وقف ما أسموه بالفتنة في صفوف الجماعة. وظل الحال كذلك حتى نقل إلى مستشفى طره الأستاذان عبد العزيز عطية وعمر التلمساني من أعضاء مكتب الإرشاد الباقين في السجون، والتقيا بي وأفهمتهما حقيقة المسألة فاستراحا لها".
وكانت بداية هذه الأفكار والأحداث عام 1962م واستمرت حتى 1964م [2].
ويوضح سيد قطب عدم تكفيره للأفراد في اعترافه المسجل في محضر التحقيق الذي أجراه معه صلاح نصر ونقله سامي جوهر في كتابه "الموتى يتكلمون":
س: هـل كنتم ترون أن وجود الأمة المسلمة قد انقطع منذ مدة طويلة ولا بد من إعادتها للوجود؟.
ج : لا بد من تفسير مدلول كلمة "الأمة المسلمة" التي أعنيها؛ فالأمة المسلمة هي التي يحكم كل جانب من جوانب حياتها (الفردية والعامة، السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأخلاقية) شريعةُ الله ومنهجه. وهي بهذا الوصف غير قائمة الآن في مصر، ولا في أي مكان في الأرض، وإن كان هذا لا يمنع من وجود الأفراد المسلمين؛ لأنه فيما يتعلق بالفرد الاحتكام إلى عقيدته وخلقه، وفيما يتعلق بالأمة الاحتكام إلى نظام حياتها كله [3].
[1] لماذا أعدموني، ص36-37
[2] كما ينص على ذلك صلاح الخالدي في: سيد قطب – سلسلة أعلام المسلمين ص476
[3] صلاح الخالدي، سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، ص 433.
شهادة المرشد العام عمر التلمساني
قال الأستاذ عمر التلمساني في كتابه "ذكريات لا مذكرات"[1]:
"... وأذكر أن الشهيد سيد قطب له مؤلفات عدة وجيدة، وعلى مستوى رفيع، منها "في ظلال القرآن"، و"العدالة الاجتماعية في الإسلام"، و"معالم في الطريق". وتمتاز هذه المؤلفات بالنقمة على الظلم في كل مظاهره، والحرص على رفع المعاناة عن كلّ الطبقات، وأن تسود مصر الحرية التي ليس لها حدود إلا فيما أحلّ الله وحرم، وما تواضعت عليه الأمم الراقية ذات الحريات الواسعة.
وهذه هي المبادئ والمتطلبات التي تسود مؤلفاته، والتي سعى إلى تحقيقها طوال حياته، مع إيمانه الكامل بأن ذلك لن يكون إلا إذا طبقت الحكومات شرع الله. فهو لا يرى في غيره إصلاحًا ولا نجاحًا.
فليس في "معالم في الطريق" جديد في فكر سيد قطب، ولكن بما أن الشهيد كتبه في السجن، بعد أن ذاق ألوان العذاب على مختلف قسوتها ووحشيتها، فقد بدتْ نقمتُه على مخالفة الشرع أوضح وأظهر!..
وما أراد الشهيد الأستاذ سيد قطب في يوم من الأيام أن يكفِّر مسلمًا؛ لأنه من أعلم الناس بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في أكثر من حديث: "إن مَن قال لا إله إلا الله موقنًا بها قلبه لن يخلد في النار". ونحن نعلم أنه لن يخلد في النار إلا الكافرون! وهم الذين ينكرون وحدانية الواحد القهار! هذه واحدة.
والثانية: إن كثرة ترداده "للمجتمع الجاهلي" لم يقصد بها تكفير المجتمع، ولكن تشديد النكير على الظلمة والطغاة والمستغلِّين والمشكِّكين.. وهو أسلوب تعرفه اللغة العربية، ففي العذاب –وهو ترهيب وتخويف- يقول الله تعالى: (فبشره بعذاب أليم)، والبشرى لا تساق إلا في مجال الخير والنعيم .. وفي كثير من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ليس منا من فعل كذا"، أو "قال كذا". ولم يقصد بذلك التكفير، ولكن: أنّ ذلك ليس من سنتنا أو عملنا، والقصد تقليل الدرجات!.
والذين يعرفون الشهيد سيد قطب، ودماثة خلقه، وجمَّ أدبه، وتواضعه، ورقة مشاعره، يعرفون أنه لا يكفِّر أحدًا!
إنه داعية إسلامي، من عيون دعاة المسلمين.. ظلمه من أخذ كلامه على غير مقاصده، ومن هاجموه متجنِّين، لما رأوه من عميق تأثير كلماته وكتاباته على الشباب الطاهر النظيف..
هذا موجز مقتضبٌ للمبادئ التي قام عليها كتاب "معالم في الطريق" وقد كان لي شرف الاطلاع عليه قبل طبعه، ونحن في مستشفى ليمان طرة".
[1] ذكريا لا مذكرات، ص280-281
شهادة زينب الغزالي وعبد الحليم خفاجي
أثير لغطٌ على كتاب "معالم في الطريق" في حياة سيد قطب وبعد استشهاده، وصدر هذا اللغط في محيط الإخوان المسلمين وغيرهم، واعتمدوا عليه في تكفير المسلمين، وردَّ عليهم آخرون متهمين سيد بأنه خرج عن خطِّ الإسلام والدعوة وفهم الإخوان؛ لأنه يكفِّر المسلمين!.
أجرت مجلة المجتمع الكويتية عام 1402هـ - 1982م[1] مقابلة مع المجاهدة زينب الغزالي، وطرحت عليها في المقابلة هذا السؤال: هل حقًّا أن الفكر الذي كان يتبناه سيد قطب ويُدرِّسُه للإخوان، هو تكفيرُ أفراد المجتمع؟
أجابت زينب الغزالي على ذلك فقالت: هذا وهم، توهَّمهُ بعض تلاميذ الشهيد سيد.. لقد جلستُ مع سيد في منزلي عندما سمعت بتلك الشائعة. وقلت له: إن منزلتي عند "السيدات المسلمات" تجعلهن يحترمنني احترامًا عظيمًا، ولكنَّهن مستعدات أن ينسفن كل هذا الاحترام إذا علموا أنني أقولُ عنهن -أو عن أحدٍ من أقاربهن- إنهن كفار!.
واستغربَ نفسُه هذا القول! وبيَّن أن هذا فهم خاطئ لما كتبه.. وبيَّن أنه سيوضِّحُ هذا في الجزء الثاني من "المعالم".
ويروي الأخ عبد الحليم خفاجي في كتابه "عندما غابت الشمس" [2] أن فكرة التكفير نبَتت في السجون، من قِبَل بعض الشباب، وأنهم ادَّعوا نسبتها لسيد قطب، وزعموا أنه يقول بها، وهذا في حياته، فتبرأ من ذلك!
قال خفاجي: "وحمَّلنا الأخ إبراهيم الطناني المرحَّل إلى سجن طرة للعلاج رسائل للأستاذ سيد قطب، بتفاصيل تفكير وسلوك هؤلاء الإخوة.
فأرسل منكرًا عليهم ذلك، وقال عنهم: لقد فهموني خطأً!
وقال سيد قطب أيضًا: "لقد وضعتُ حملي على حصانٍ أعرج!!".
[1] مجلة المجتمع، عدد 565، 12 جمادى الآخرة 1402هـ ص21. عن صلاح عبد الفتاح الخالدي، سيد قطب، أعلام المسلمين، دمشق، دار القلم، ط1، 2000م، ص482
[2] عندما غابت الشمس، ص446-447 عن المرجع السابق، ص483
شهادة "سيد نزيلي" من قيادات تنظيم 65
إعداد: مصطفى عاشور**
12/07/2004
تقديم
كان لدعوة الإخوان المسلمين أثرها الملحوظ على كثير من رجالات مصر منذ نشأتها وحتى اليوم، غير أن أثرها الأكبر وزخمها الأكثر كان على رجالاتها الأول الذي عاصروا ولادتها ونشأتها، وإذا كان الشهيد "سيد قطب" قد انضم إلى الدعوة بعد وفاة مؤسسها الأول "حسن البنا"؛ فإن تأثير الرجل في الدعوة وفي الفكر الإسلامي المعاصر كان كبيرا وغير محدود، بل ومتجددًا أيضا، ومن ثم كانت موجات المد والانحسار متكررة في مسيرتنا الفكرية والحركية الإسلامية حول الرجل وأفكاره، بل وحول ما فهمه البعض من أفكاره فرفعه بعضهم مكانا عليًّا، أما الآخرون فتوزع موقفهم منه بين متهم له بـ"التكفير" أو "المنهج العنيف" الذي نمت جماعات عالة على ما كتب وأنتج من أفكار.
وإذا كان الشهيد "سيد قطب" هو في ذمة الله، فإن من الحق والإنصاف ألا نصدر الحكم عليه من خلال انتزاع بعض أفكاره من سياقها ثم تحميلها ما لا تحمل ثم إصدار الحكم على الرجل، وإذا كان تاريخنا الثقافي غير مدون في كثير من فصوله، فإن شهادة المعاصرين للتجربة ونمو الفكرة قد تمثل ضوءا هاديًا في الحكم على الأشخاص والأحداث؛ خاصة أن الفترة التي نشأت فيها أفكار "قطب" وتجربته كانت فترة عصيبة في وجدان من عايشها من أبناء الحركة الإسلامية في مصر، وكانت فترة يدون فيها تاريخ وفكر الحركة من خلال المحاكمات والتحقيقات، وليس من خلال التفاعل الفكري الحر والديمقراطي.
وشهادة الأستاذ "سيد نزيلي" لها أهمية كبيرة، فهو من كبار قيادات الإخوان المسلمين، وأحد قيادات تنظيم 1965 م الذين تأثروا وتربوا على أفكار سيد قطب، وما يزال متأثرا بها، ويعتبرها من أدبيات الإخوان المسلمين التي من الواجب التمسك بها، ويرفض ما يتردد عن وجود تعارض بين ما جاء به "حسن البنا" وما طرحه "سيد قطب" من أفكار، بل يرى أنها اجتهادات متنوعة في حقل دعوة الإخوان، و"سيد نزيلي" من مواليد قرية كرداسة بمحافظة الجيزة في مارس 1938م، وخريج كلية الآداب جامعة القاهرة 1961، و"العريس" الذي لم يهنأ بعرسه إلا أياما معدودات حتى سيق إلى السجن الحربي، وتعرضت قريته الكبيرة لمحنة كبيرة ذكرتها أدبيات الإخوان، وكان ممن حكم عليه بالمؤبد في تنظيم 1965 ، وكان من آخر من خرج من السجن في مارس 1975.
أثار "نزيلي" عددا من القضايا فيما يتعلق بسيد قطب، وما يتردد من كونه كان يتبنى منهجًا تكفيريًّا، فأكد أن "قطب" عندما رأى الهجمة الشرسة على الإسلام في تلك الفترة من الصهيونية العالمية، والصليبية العالمية، والشيوعية الدولية، غلف أفكاره بعبارات حماسية حتى يوقظ الشباب والأمة المسلمة، فكانت أفكاره أجراس إنذار، وليست تكفيرا، بل كانت اتهاما بالسير في طريق العلمانية للدولة عشية استقلالها، وليست دعوة للتمرد عليها وتكفيرها، وساق الرجل بعض المواقف لسيد قطب تؤكد صدق ما ذهب إليه، كما أنه والشباب الموجودين في تنظيم 1965 لم يعرفوا فكرة التكفير، وهم من أقرب الناس إليه، وإنما كانوا يفهمون أفكار سيد قطب على أنها أفكار مغلفة بشحنات عاطفية وأدبية، وليست أحكاما على المجتمع.
وأكد "نزيلي" على أن قضية التكفير نشأت بفعل الأهوال التي تعرض لها الشباب المسلم في السجون، والتي جعلته يصل إلى قناعات بتكفير النظام الذي يظلمه ويتعمد إيذاءه، ومن ثم فإن "التكفير" نشأ بعيدا عن "سيد قطب" وأفكاره، وبفعل ضغوط وظلم الدولة في تلك الفترة، ولم ينشأ كتعبير عن منهج فكري لهؤلاء الشباب في تلك الفترة، وأن التكفير كان سينشأ حتى إن لم يوجد "سيد قطب" لأنه في الأساس هو رد فعل على الظلم والتعذيب.
شخصية سيد قطب
تحدث الأستاذ "نزيلي" عن شخصية سيد قطب وأدبه حديثا مستفيضا، ومما ذكره "أن للأديب العقاد بصماته الواضحة على سيد قطب، وأن قطبا تأثر بالمناخ الفكري والثقافي والكتابات في الفترة التي سبقت انتماءه للإخوان، إلا أنه كان متأثرا بالفكرة والمرجعية الإسلامية، وظهر ذلك في كتابيه "دراسات إسلامية" و"العدالة الاجتماعية في الإسلام"، وكانت نزعته الأدبية تلمح فيها النضج الروحي واللمسة الأدبية والعاطفية التي لم تقتصر عليه وحده، بل شملت أخاه محمدًا وأختيه حميدة وأمينة حيث أخرج الأربعة ديوانًا واحدا باسم "الأطياف الأربعة".
وتعرض الأستاذ "نزيلي" لكيفية انضمام "قطب" لجماعة الإخوان حيث جاءت استجابة لما لاحظه من ابتهاج غربي أثناء بعثته في الولايات المتحدة الأمريكية لمقتل الشهيد "حسن البنا"، ومن ثم عزم على الانضمام لصفوف الإخوان، وبايع الأستاذ "حسن الهضيبي"، ووضعته الجماعة في مكانته اللائقة به، فكان مسئولا عن جريدة "الإخوان المسلمون".
قطب .. والتكفير
أكد الأستاذ "نزيلي" أن "للمحنة بصماتها على فكر سيد قطب، ليس من حيث انقلابه على الماضي، ولكن من ناحية شحنة العاطفة التي غلفت كل أفكاره، وفتحت عينيه على أمور كثيرة تحاك للإسلام، حيث وقف طويلا أمام الآيات التي تتحدث عن الصراع بين الحق والباطل، ومن تداعيات المحنة عليه: أنها جعلته يتعمق في جذور هذا الصراع، ووجد ضالته عندما دخل السجن، وذاق ما ذاق، ورأى ما يُفعل به وبإخوانه من صنوف العذاب، والإعدامات، وما حدث في مذبحة طرة (22 شهيدا من الإخوان)، ولكن كل هذا لم يجعله ينقلب على ماضيه، وإنما نظر للصراع نظرة معمقة، ولم يكن يرى أن هذا الصراع هو صراع بينه وبين الأنظمة التي تحكم العرب والمسلمين، وإنما ذهب بعيدا ورأى أنه صراع الإسلام مع الصهيونية والصليبية والشيوعية، فهذه هي رءوس العداوة للمسلمين، ولم يكن ينشغل بزعامات أو رئاسات البلاد العربية.
ولم يعرف عنه قبل السجن أنه يميل إلى التكفير على مستواه الشخصي أو الفكري، فهو لم يتهم عامة المسلمين بالكفر، وكان يصلي خلف الإمام العادي، وكان يأكل ذبائح المسلمين، ويؤثر عنه في سجنه أنه سئل: "هل أنت تكفر عامة المسلمين؟". فقال: كيف أكفر عامة المسلمين، وهم يشهدون أن لا إله إلا الله، وحب الدين متغلغل في وجدانهم وقلوبهم، ثم نادى على سجين من أرباب الإجرام والمعروفين بالشراسة وسوء الخلق، وقال له: يا فلان: إذا قابلك رجل ولعن دينك ماذا يكون موقفك؟. فقال هذا السجين: أقتله.
فاستشهد "سيد قطب" بذلك في أن للإسلام قدسية واحترامًا في نفوس حتى الذين يُخيل إلينا أنهم أبعد ما يكونون عن الإسلام بأعمالهم، فوجدانهم ومشاعرهم متقدة بالإسلام.
ومن يتعمق في كتاباته يجد أنه لم تحكمه قضية التكفير، ولم تكن هدفه وغايته التي يجند فكره لها، بل كانت قضية الإسلام في العصر الحاضر المحارب من كل الاتجاهات الراغبة في اجتثاثه من جذوره، وانتزاعه من قلوب المسلمين، ولا شك أننا نسلم بهذه القضية، ومن هنا كانت كتاباته للدفاع عن الإسلام، وبعث الغيرة في نفوس أبنائه، وبث الإيمان في قلوب الطليعة المؤمنة حتى تبقي هذا الدين حيًّا في النفوس أمام هذه الهجمات.
ونحن الجيل الذي تربى على فكر سيد قطب لم نلحظ هذه الدعاوى التي تتهمه بالتكفير، وهو لم يطلب منا ذلك في الكتابات التي كان يرسل بها إلينا ويربينا عليها نحن جيل 1965 ، نحن كنا نعيش بإسلامنا بين أهلينا ومجتمعنا، ولم يخطر على بالنا أننا متميزون بأي شيء عن غيرنا من المسلمين، اللهم إلا أننا نعتبر أنفسنا أكثر الناس غيرة على الإسلام وحدوده وثوابته، وكنا ندعو الناس إلى ذلك، و"سيد قطب" لم تكن كتاباته لانعزال هذه الفئة التي يربيها؛ بل كان يطلب من الشباب أن يندمجوا مع المجتمع حتى يغيروا هذا المجتمع.
تجربة شخصية مع دعوى التكفير
ففي سجن قنا أثيرت قضية التكفير عام 1968م، بعد تلك الفترة العصيبة الدامية في السجن الحربي (18 شهرا) حيث كنا محبوسين سبعة أفراد في زنزانة واحدة ضيقة لا يكاد المرء ينام فيها على شقه (استمرت 22شهرا) ، هذه المرحلة تركت بصماتها على ذوي النظرة المحدودة وغير المتعمقة في الفقه الإسلامي، والذين لم ينالوا قدرا مناسبا من التربية الإخوانية، وما يتصل فيها بقضية التكفير، مما جعل البعض يتجه نفسيًّا إلى التكفير، فكيف يساوي بينه وبين الجلاد، أو بينه وبين من يأمر بتعذيبه، ومن ثم فإن التكفير هو في حقيقته "فكر أزمة" معاصرة لم تخضع للدراسة، ووجد التكفير بعيدا عن "سيد قطب"، حيث وجد التكفير بعد عام 1965 م، وكان متغلغلا في الجيل الذي لم يدخل الإخوان، ولم يتأثروا بسيد قطب، وفي هذه الفترة تدخل الأستاذ "حسن الهضيبي" وأرسل إلينا ملازم من الكتاب الفيصل في هذه القضية وهو "دعاة لا قضاة" الذي كنا نسميه "البحث"، وقد دفعني ذلك إلى أن ألتقي بمن كان معي قبل 1965 ، وأتذكر معهم ما كنا عليه قبل السجن، والحال الذي وصلنا إليه بعد أربع سنوات، وكانت الأسئلة التي طرحتها محددة وهي:
- هل كنا ُنكفر قبل دخولنا السجن؟
الجواب: لا
- هل كنا لا نصلي وراء الإمام الذي ليس منا؟
الجواب: لا
- هل كنا لا نأكل ذبيحة المسلمين العادية؟
الجواب: لا
- هل كنا نُكفر والدينا وأشقاءنا؟
الجواب: لا
إن ما دخل على فكر بعض الذين يتمسحون في فكر سيد قطب هو من آثار المحنة، وكرد فعل على القسوة التي تعرضوا لها في السجن، وهو ما انعكس على أحكامهم وتعاملهم مع آيات القرآن الكريم، وبعضهم لصق ذلك زورًا بسيد قطب.
وقد انتهيت بعد لقائي بإخواني واستجلاء حقائق الأمور إلى: أننا لم نكفر مسلمًا، ولم نعلم من الأستاذ سيد قطب أنه يأمرنا بالتكفير، أو الانعزال عن المجتمع، أو المفاصلة الشعورية التي يفهمها البعض خطأ بمعنى الانعزال. والذي كنا نفهمه من "المفاصلة الشعورية" هو البعد النفسي عن المسلم الذي يرتكب المعاصي والموبقات، وهذه مسألة مطلوبة منا جميعا، ولكن ليس معناها أن أشعر أنني مسلم، وأن هذا المسلم العاصي كافر!.
وعموما فإن سيد قطب كان أديبا يمتلك ناصية قلمه، وتعبيره في أغلب القضايا التي عالجها هي تعبيرات المحب لدينه، الغيور على دعوته، الكاره للظلم والظالمين، المشفق على أمته من الانزلاق بعيدا عن دينها، وهداية ربها.
التغير في فكر سيد قطب
ما طرأ على فكر "سيد قطب" في المحنة من 1954 إلى 1965 م لا نقول إنه انقلاب على أفكاره السابقة، ولكن أعطى لكتاباته لونًا متميزا، فقد لاحظ بثاقب نظره أن المشروع العلماني الذي تبنته الأنظمة الحاكمة في البلاد الإسلامية، من شأنه أن يفصل بين الدين والدولة، بحيث يتسنى للدولة أن تصبغ حياة المسلمين بعيدا عن الإسلام، وهو ما أصاب "سيد قطب" بنوع من القلق والخوف على الدعوة، وهذا الأمر مؤكد ومهم في أدبيات هذه الفترة، فليس عندنا الكنيسة المتسلطة، وليس لدينا الذين يستعبدون الناس بذواتهم أو برامجهم، وكما نعلم أن شعار العلمانية: "اشنقوا آخر ملك بأمعاء آخر قسيس"، ومن هنا فإن "قطبا" استشعر خطورة الفصل العلماني بين الدين والحياة، وكانت كتاباته تنقض هذه الأفكار، وتربي أجيال المسلمين على الإسلام الشامل، ويفهم من كتاباته أن عامة المسلمين ليسوا متهمين بالعلمانية، وأنه كان يتهم الأنظمة القائمة التي تحذو حذو العلمانية الغربية، وكانت آراؤه اتهامًا لهذه الأنظمة بالسير في العلمانية، وليست تكفيرا.
وإن محاولة إلصاق تهمة التكفير بسيد قطب إنما يخدم دوائر معينة، خاصة في ظل حالة الاستعداء الدولي ضد الحركة الإسلامية، ومحاولة استعداء هذا المجتمع على الإخوان، والادعاء بأن الإخوان خرجت من عباءتهم كل الأفكار العنيفة والمتطرفة، وهذا ظلم لفكر سيد قطب.
إلى فضيلة الشيخ القرضاوي!
وبعث "نزيلي" برسالة إلى فضيلة الشيخ القرضاوي في هذا الشأن حيث قال: "كنت أود أن يظل الأستاذ الفاضل يوسف القرضاوي على ما هو عليه من تجميع الأمة والعاملين للإسلام بكل توجهاتهم، بعيدا عن نقاط الاختلاف والخلاف، وألا ينكأ جراحًا قديمة، حيث إن الوقت غير مناسب، خاصة مع الحملة الشرسة ضد الإسلام والمسلمين ببرامج ووسائل معلومة ومعروفة، يرصد لها الأعداء الأموال الطائلة، ويضغطون على الأمة بكل الوسائل حتى يغيروا من هوية الأمة، وأريد أن أستعير الكلمات الآتية: "إننا نجمع ولا نفرق، ونتعاون فيما اتفقنا عليه، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه" والله على ما أقول شهيد.
شهادة أحمد عبد المجيد من تنظيم 65
إعداد: مصطفى عاشور**
12/07/2004
تقديم
يبدو أن الأفكار الحية لا ينتهي ما تثيره من جدل وتجاذب، واختلاف في القراءة، رغم مضي السنين، وقد أثارت مقالات العلامة الجليل فضيلة الشيخ القرضاوي حول الشهيد "سيد قطب" وأفكاره وقراءته الفقهية لما ورد في بعض كتابات "قطب"، خاصة تفسير "في ظلال القرآن" وكتاب "معالم في الطريق"، كثيرا من ردود الأفعال، خاصة ممن عاصر "قطب" وأخذ عنه واقترب منه، كما أن تأكيد فضيلة الشيخ "القرضاوي" على أن "أخطر ما تحتويه التوجهات الجديدة لسيد قطب في هذه المرحلة (منتصف الستينيات) هي ركونه إلى التكفير"، وأن "سيد قطب ينظر إلى مسلمي اليوم نظرته إلى مشركي الجزيرة العربية قبل البعثة"، وأن "مشكلة سيد قطب أنه لا يعرف سوى الإيمان والكفر"، دفع بعض المعاصرين للمرحلة والتجربة إلى الإدلاء بشهاداتهم اعتقادًا منهم بأن هذه الشهادة هي واجب ديني وتاريخي.
وإذا كانت فكرة أو منهج التكفير نشأ في نهاية الستينيات نتيجة للضغوط القاسية التي تعرض لها الشباب المسلم في السجون الناصرية، والتي جعلت البعض يصدر أحكامه من واقع ما يعانيه من ضغوط وتعذيب، قبل أن يستند إلى آراء فكرية وفقهية، فإن التكفير في حقيقته هو "فكر أزمة" وليس منهجًا في الحركة الإسلامية، رغم جنوح البعض إليه.
ومن هنا تأتي شهادة المعاصرين والقريبين للشهيد "سيد قطب" والمتأثرين بأفكاره، أو بالأحرى الذين أخذوا منه مباشرة، وتربوا على يديه، وملأت أفكاره نفوسهم، وكانت سببًا في تعرضهم للإيذاء الشديد، كنوع من الدليل القوي حول منهج الرجل الذي تعرض لكثر من الظلم في حياته وبعد مماته.
تأتي شهادة الأستاذ "أحمد عبد المجيد" لتلقي الضوء على شخصية الشهيد "سيد قطب" باعتباره كان من الدائرة الأولى التي تجالس "قطب" وتأخذ منه مباشرة، وتأثرت بأفكاره تأثرا كبيرا، لم تستطع أربعة وثلاثون عامًا أن تمحو منه هذا التأثير رغم تقلبات الدهر؛ لذا يحسبه البعض على التيار القطبي، والرجل حقوقي من مواليد 1933م، وحكم عليه بالإعدام في قضية تنظيم 1965 م، لكن خفف الحكم إلى المؤبد، وبالمناسبة فإنه متزوج من ابنة الشهيد "محمد هواش" الذي كان من كبار قادة تنظيم 1965 م، ونُفذ فيه حكم الإعدام، ثم خرج الأستاذ "أحمد عبد المجيد" في السبعينيات، وله كتاب حول حقيقة تنظيم 1965 صادر عن دار الزهراء للإعلام العربي، وعدد من المقالات عن الحركة الإسلامية في مجلة "المنار الجديد".
وقد نبه الرجل في شهادته إلى أن فكرة التكفير كانت بعيدة عن "قطب"، وأن التكفير لم يتبنَّه القريبون منه أو الذين تربوا على يديه، ولم يتبنَّه تنظيم 1965 م، ولكن الذي تبنى التكفير هم الذين لم يتربوا على يد "قطب"، ولم يكونوا من الإخوان المسلمين، وأشار إلى حقيقة تاريخية وهي أن التكفير نشأ عام 1968م، وأنهم (أي قيادات تنظيم 1965 ) عاشوا في عزلة تامة في السجن الحربي لمدة تزيد على السنتين، وعندما تم ترحيلهم إلى سجن قنا فوجئوا أن قدامى الإخوان في السجن يسألونهم عما تردده الصحافة عنهم من أنهم يكفرون المجتمع ويسعون لقتل "أم كلثوم"، فكان الحديث مفاجأة، ويذكر الرجل أنه عندما أخبر عن "التكفير" لم يسترعِ الأمر انتباهه؛ لأن المسألة لم تكن مطروحة في فكرهم الذي فهموه من "قطب".
وأشار -أيضا- إلى حقيقة، وهي أن الذي أطلق عبارة "نحن دعاة ولسنا قضاة " هو الشهيد "سيد قطب" وهي العبارة التي صارت منهجًا للإخوان في عهد المرشد الثاني للإخوان "حسن الهضيبي".
شخصية سيد قطب
تحدث الأستاذ "أحمد عبد المجيد" عن شخصية "قطب"، وأشار إلى نقطتين مهمتين كانت تتميز بهما تلك الشخصية وهما: الحب للمجتمع، وعدم الانعزال عن هذا المجتمع، فأكد أنه "كان رحيمًا لا يغضب، عف اللسان، لا تفارقه الابتسامة الوقور، وذا دعابة مؤدبة، رقيق المشاعر مرهف الحس، وأنه كان في فترة شهرته الأدبية من مؤيدي "العقاد"، وكان ممن له سبب في شهرة الأديب الكبير "نجيب محفوظ"، وأن "محفوظًا" ممن زاره في بيته بعد خروجه من السجن عام 1964م، بحكم الصلة والمعرفة القديمة بينهما، وهو دليل على أنه غير منغلق، وغير انعزالي، كما كانت صلته بالضباط والجنود في السجن صلة طيبة، حتى إن مأمور سجن طرة قال: إن سيدًا هو مدير السجن لصلته القوية بالجميع".
سيد قطب .. والتكفير
وتعرض الأستاذ "أحمد عبد المجيد" في شهادته لمسألة "التكفير"، وأكد "أن سيد قطب لم يكن من دعاة التكفير، لأن هذا الاتجاه نشأ في سجن "مزرعة ليمان طرة" عام 1968م وما بعدها، على يد "شكري مصطفى" وأمثاله، ولو كانت هذه الفكرة عند سيد قطب لكان من باب أولى أن تكون عند من تتلمذ على يديه، ومن كان يقابله ويجالسه، وهو ما لم يحدث، وأحب أن أقول: إنه هو أول من قال عبارة "نحن دعاة ولسنا قضاة"، وأذكر أنه قال لنا: "عندما تعرضون الإسلام على الناس، اعرضوا الإسلام بوضوحه ونصاعته، وإياكم أن تعرضوا عليهم النتائج، اتركوا للمستمع أن يستنتج موقعه في أي مرحلة هو من هذا الدين".
"فلم تكن قضية التكفير تشغل باله، وإنما الذي كان يشغله هو قضية الدعوة، وكشف مخططات أعداء الإسلام، والدليل على أننا لم نعرف قضية التكفير إلا أوائل عام 1968م عندما ذهبنا إلى سجن قنا أبلغنا الإخوان القدامى في المعتقل أن موضوع التكفير أثير حولنا في الصحف، ولم نكن نعلم عنه شيئا منذ اعتقالنا؛ لأننا كنا نعيش في عزلة تامة لأكثر من عامين عن العالم، أما المرة الثانية التي سمعنا فيها عن موضوع التكفير فكان في نهاية 1968 عندما أثير في سجن مزرعة طرة".
التغير في أفكار سيد قطب
وتناول الأستاذ "أحمد عبد المجيد" مسألة التغير في أفكار "سيد قطب" والتي ظهرت بوضوح في السجن، لكن عزا التغيير إلى الدراسة والبحث، وزيادة إدراكه بمخططات أعداء الإسلام ضد هذا الدين، وليس انعكاسا للمحن التي تعرض لها في السجن فقال: "حدث تغيير في أفكار سيد قطب، فعندما كان في مستشفى ليمان طرة، طلب من أسرته كتب الشهيد "حسن البنا"، والأستاذ "أبو الأعلى المودودي"، فبدأ يتنبه إلى أمور كانت غائبة عنه، خاصة في ضرورة التركيز على موضوع العقيدة، ثم بدأ يطلب كتب "ابن تيمية" و"ابن القيم"، وبدأ التغير في تفكيره وكتاباته، وظهر ذلك جليًّا في الطبعة الثانية من الظلال، بدءا من الجزء (13) والأجزاء الأخيرة، وكتاب "خصائص التصور الإسلامي"، و"مقومات التصور الإسلامي" و"معالم في الطريق"، ولو فرضنا أن هناك أخطاء عند سيد قطب، وهو بشر، فإن التقييم العادل أن نأخذ الأفكار الراشدة، ونترك غيرها، ولا نرفض المنهج بأكمله، ومن عناصر هذا التغير:
- وصوله إلى شمولية الإسلام، وضرورة التعامل مع أعداء الإسلام من علٍ، وتجاهل التعامل معهم من باب الدفاع عن الإسلام، وكأن الإسلام مهزوم في المعركة، وظهر ذلك في فصل "استعلاء الإيمان" في كتاب "معالم في الطريق".
- الحديث عن المفاصلة الشعورية التي تكون بالقلب ولا يطلع عليها أحد إلا الله، فلا مناصرة ولا محبة مع أهل الباطل، وأما المفاصلة المادية فهي تكون في المعاملات المادية الظاهرة، وقد تكون في موقف أو أكثر، ولا يعني ذلك العزلة عن الناس، وبالتالي فهو لم يدع إلى الخروج على المجتمع أو الانعزال عنه.
- فكرة الحاكمية، وهو أخذها من "أبو الأعلى المودودي" وهي رد الحكم والتشريع إلى الله وحده، وليس لأحد كائنا من كان أن ينتزع هذه الحاكمية لنفسه أو لأي شخص، ومفهوم الحاكمية عنده يختلف عن مفهوم الدولة الدينية.
- فكرة الجاهلية، وهذه الكلمة هي مصطلح قرآني، وهي تعني "الجهل بحقيقة الألوهية، والجهل بما يحبه الله سبحانه؛ من إخلاص العبادة له وحده دون شريك، وهي ليست محددة بزمن معين أو مكان معين (أفحكم الجاهلية يبغون)، ولا يعني ذلك إطلاق الحكم بالكفر على من يقع تحت الحكم الجاهلي، وأذكر أن الشهيد "محمد هواش" كان يقول لنا ونحن في السجن الحربي: "الجاهلية كالمظلة التي تحتها أصناف شتى من الناس"، وهذا ما فهمه الرجل القريب جدا من سيد قطب والذي عايشه في السجن عشر سنوات، فالجاهلية ليست تحديدا لمجتمع معين".
- الاهتمام بمخططات أعداء الإسلام، وقد أوضح لنا الشهيد سيد قطب أن "الاستخبارات الفكرية" اكتشفت ما في الظلال من خطورة عليها، ولعل هذا ما جعله يدرك قرب نهايته.
أما محاولات إلصاق تهمة التكفير بـ"سيد قطب"، فهي محاولة للإساءة للرموز الإسلامية، لأن الإساءة للرمز تحول دون الأخذ عنه، أو التقدير له أو الاحترام له، وعلى سبيل المثال قال لنا "سيد قطب": إن بعض رجال المباحث عرض عليه وحاول إغراءه بالكتابة في الصحف، وقال لنا: "إنهم حريصون دائما على تلويث الراية، وتلويث راية الإخوان المسلمين ومن ينتمي إليها"، كما أن إلصاق تهمة التكفير تعطي تبريرا لممارسات الأنظمة ضد أبناء الحركة الإسلامية".
الموقف مما طرحه الشيخ يوسف القرضاوي
وأبدى الأستاذ "أحمد عبد المجيد" استغرابه مما طرحه فضيلة الشيخ "القرضاوي" حول "سيد قطب" وأفكاره، وتوقيت طرح هذا الكلام بعد مرور (34) عاما عليه فقال:" أنا أعجب لإثارة مثل هذا الموضوع حاليا بعد مرور حوالي (34) عاما عليه ،وما الدافع له وما المصلحة في ذلك؛ في وقت نحن محتاجون فيه إلى التئام الصف، وسد الثغرات، وما المصلحة الدافعة لمثل هذا الكلام، وكنت أتمنى أن ينأى فضيلة الشيخ القرضاوي عن الخوض في هذا الموضوع؛ وإن كانت هذه ليست المرة الأولى التي يقول فيها فضيلته مثل هذا الكلام، ففي مقالات نشرها بجريدة الشعب الصادرة 11،18،25 نوفمبر 1986م، انتقد فضيلته وعقب على آراء سيد قطب، وكذلك في ندوة "اتجاهات الفكر الإسلامي المعاصر" 1405هـ=1985م قدم الشيخ "جعفر شيخ إدريس" - وهو من إخوان السودان - بحثًا بعنوان "قضية المنهج عند سيد قطب في معالم في الطريق"، وكان تعليق الشيخ "القرضاوي": "وهذا اتجاه يجب أن يُقوّم" يعنى اتجاه سيد قطب كله يجب أن يُقوّم وليست مسألة أو مسائل فيه، وأخشى أن يستفيد أعداء الحركة الإسلامية من كلام فضيلته.
وأستند إلى كلام الدكتور "بكر أبو زيد" عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية الذي دافع فيه عن سيد قطب بالرد على أحد المهاجمين لقطب ومما قال: "لكن هول ما ذكرت، دفعني إلى قراءات متعددة في عامة كتبه؛ فوجدت فيها خيرا كثيرا، وإيمانا مشرقا، وحقا أبلجا، وتشريحا فاضحا لمخططات أعداء الإسلام".
المصدر
- مقال: شــهــادات حــول إتــهــام سيــد قطــب بـ تكـفـيـر الأمــة الإســـلاميــة موقع شبكة انا المسلم للحوار الإسلامي