شاهد - "مؤتمر الشباب".. فنكوش السيسى الجديد للتغطية على فشله

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شاهد - "مؤتمر الشباب".. فنكوش السيسى الجديد للتغطية على فشله


نكوش السيسى الجديد للتغطية على فشله.jpg

(24/10/2016)

كتب: محمد فتحي

مقدمة

في ظل أجواء مشحونة وعواصف عاتية من الغضب، وعلى مدار ثلاثة أيام، تشهد مدينة شرم الشيخ، غدا الثلاثاء، "المؤتمر الوطني الأول للشباب"؛ لبحث عدد من القضايا الاقتصادية والسياسية، تحت رعاية قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي. ويأتي هذا المؤتمر بعد أيام قليلة من مؤتمر مماثل عقده برلمان العسكر بنفس المكان، وجه فيه الدعوة إلى 1500 ضيف، وتم إنفاق قرابة 3 ملايين دولار رغم ما تمر به البلاد من أزمة اقتصادية طاحنة وتفاقم الأزمات.

كما يذكرنا هذا المؤتمر بالبروباجندا غير المسبوقة التي سبقت المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ، منتصف مارس 2015م، والذي تحول إلى "فنكوش" لا يزال محل تندر ومسخرة حتى يومنا هذا ولأجيال قادمة، كما يعد دليلا على توظيف النظم الاستبدادية للإعلام في ترويج الأكاذيب والأوهام للجماهير؛ لكسب مزيد من الوقت لتكريس الحكم الديكتاتوري.

وأعلن المكتب الإعلامي لرئاسة الانقلاب، في بيان له، عن انطلاق المؤتمر، اعتبارا من 25 أكتوبر، في إطار تنفيذ دعوة السيسي لعقد مؤتمر وطني للشباب، التي أطلقها خلال احتفالية يوم الشباب المصري في التاسع من يناير الماضي. ويأتي المؤتمر قبل أيام من الدعوة التي أطلقها معارضون تحت شعار "ثورة الغلابة"، للتظاهر في 11 نوفمبر المقبل.

وفي هذا التقرير نرصد أبرز التحفظات والملاحظات على المؤتمر.

وبحسب "وكالة أنباء الشرق الأوسط"، "يشرف على الاستعدادات مكتب قائد الانقلاب؛ وذلك لتوفير متطلبات الوفود المشاركة بالتنسيق مع وزارة الشباب والرياضة ومحافظة جنوب سيناء". ويشارك السيسي بجانب الشباب في ماراثون بالمدينة لتوجيه رسالة سلام لنشر الأمل من شباب مصر للعالم. كما يطلق جائزة الإبداع السنوي للشباب المتفوق في المجالات كافة، وفق الوكالة.

وتم استنفار أجهزة الأمن بمدينة شرم الشيخ، وفرضت خطة أمنية محكمة، وكثفت تواجدها بأرجاء المدينة ومداخلها، وفرضت كردونات أمنية، لتأمين المؤتمر.

برنامج المؤتمر

اليوم الأول للمؤتمر، يشمل سبع جلسات عامة عن تقويم تجربة المشاركة السياسية الشبابية في البرلمان، والعلاقة بين ملف الحريات العامة وتلك المشاركة، أما اليوم الثانى فيتضمن أيضا سبع جلسات عامة تناقش الفرص المتاحة للمشاركة الفعالة للشباب في انتخابات المحليات.

ويتضمن اليوم الثالث والأخير، ست جلسات، تناقش موضوعات الاقتصاد المصري، ورؤية شبابية لآفاق المستقبل، ودراسة التأثيرات السلبية على الشخصية المصرية، وتأثير وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي في تكوين الوعي وصناعة الرأى العام.ويختتم المؤتمر فعالياته بحفل غنائي شبابي، يتم فيه إلقاء قصائد شعر ومجموعة من الأغاني الوطنية.

مخاوف من تكرار تجربة المؤتمر الاقتصادي

"نريد نجاحا بسيطا محدودا لكنه حقيقى أفضل مليون مرة من الحديث عن وعود وكلام عاطفى مجرد، لن يصمد كثيرا على أرض الواقع". كانت هذه رسالة عماد الدين حسين، رئيس تحرير جريدة الشروق، للقائمين على المؤتمر، في مقاله المنشور بالشروق في عدد اليوم الإثنين 24 أكتوبر، تحت عنوان "لا تكرروا مأساة المؤتمر الاقتصادى فى مؤتمر الشباب".

ويحذر رئيس تحرير الشروق من الفشل المتوقع للمؤتمر؛ على غرار ما جرى في المؤتمر الاقتصادي منتصف مارس 2015، والذي وصفه بفرح ابن العمدة.

وقال حسين في مستهل مقاله

"أرجو أن يعى القائمون على أمر مؤتمر الشباب فى شرم الشيخ تجربة المؤتمر الدولى لدعم الاقتصاد المصرى، الذى انعقد فى نفس المدينة، وربما نفس القائمة فى منتصف شهر مارس 2015"، لافتا إلى أن السياسة الجيدة هى التى تتعلم من الدروس القريبة والبعيدة، ولا يعقل أن نكرر الخطأ مرتين وفى توقيت قريب!!".

افتكاسة وإهدار للمال

الإعلامي الموالي للسلطات مجدي طنطاوي من جانبه شن هجوما حادا على الحكومة بسبب المؤتمر، واعتبر الإنفاق عليه سفاهة، واصفا إياه بـ"افتكاسة". وقال، في برنامجه "كلام جرايد"، عبر فضائية "العاصمة"، مساء الأحد: إنه ضد أي مؤتمر يتم عقده في هذه الفترة الاقتصادية العصيبة.

وتابع:

"عايزين نوقف البلد على رجليها، وإزاي نقول للمواطن اصبر، وإحنا عاملين مؤتمرات ملهاش لازمة، وكان ممكن نوفر الفلوس دي، ونعمل مشاريع نشغل بيها الشباب أحسن"، بحسب قوله. ويشارك في المؤتمر 3 آلاف شاب وفتاة يقيمون في فنادق فخمة بتكاليف باهظة الثمن، في ظل معاناة اقتصادية غير مسبوقة.

انتقد الكاتب الصحفي أنور الهواري سياسات السيسي في إدارة البلاد، وقال في تدوينة عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك": "المؤكد أن سيادة الرئيس أنفق المليارات بغير حساب في مشروعات غير ذات نفع قريب ولا جدوى مدروسة، ثم ترك خزائن الأرض خاوية على الحديدة.. حديدة يأكلها الصدأ".

مقاطعة وانتقادات

ومن جانبه أعلن "تحالف التيار الديمقراطي" عن رفضه للدعوة الموجهة لأحزابه لحضور المؤتمر، والتي تضم أحزاب التحالف، وهي "الكرامة"، و"التحالف الشعبي الاشتراكي"، و"الدستور"، و"مصر الحرية"، و"التيار الشعبي" (تحت التأسيس).

وعلل التيار موقفه بـ"إهدار أحلام الشباب وطموحهم في دولة العدل والكرامة والحرية؛ بسبب سياسات الحكم الحالي، وإصراره على استمرار حبس العشرات من شباب 25 يناير 2011، و30 يونيو 2013 في قضايا تظاهر سلمي، أو لدفاعهم عن أرضهم".

وأضافت أحزاب التحالف، في بيان أصدرته، أن "القرار راجع أيضا إلى نكوث النظام بوعود عديدة سابقة بالنظر في الإفراج عن الشباب المحبوسين، إضافة إلى أن سياسات الحكم الحالي أغلقت الأفق أمام حق الشباب في التعبير السلمي عن الرأي".

كما أعلن مائة وخمسون شابا من النشطاء المنتمين لمختلف الاتجاهات السياسية، في بيان جماعي، عن رفضهم للمؤتمر، مؤكدين أنّ "ممارسات السلطة تؤكد عدم إيمانها في الأساس بالحوار الديمقراطي الجاد"، وأن المؤتمر يعد محاولة "لتزيين عروة هذه السلطة بالشباب"، وفق بيان أصدروه.

الشباب في سجونك يا سيسي

المحامي الحقوقي طارق العوضي انتقد المؤتمر، وخاطب السيسي بحدة، قائلا: "عاوز تقعد مع الشباب.. روح لهم، هاتلاقيهم عندك في السجون، شباب الثورة، وشباب الأولتراس، وشباب الجامعة، والبقية في القبور، وليس في شرم الشيخ".

وبحسب مراقبين، فإن المؤتمر يأتي في هذا التوقيت قبل أيام قليلة من ثورة الغلابة التي دعا إليها نشطاء معارضون بهدف التغطية على الأزمات المتفاقمة وإلهاء الجماهير ببرامج التوك شو ومانشيتات الصحف، التي تسعى لتكريس حالة التخدير والإلهاء حتى تمر الأحداث على سلطات الانقلاب بسلام.

المصدر