شاهد "تسول السيسي".. التطور الطبيعي لإتاوة الزعيم عبد الناصر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
شاهد "تسول السيسي".. التطور الطبيعي لإتاوة الزعيم عبد الناصر


شاهد تسول السيسي.jpg

(28/07/2016)

كتب: أسامة حمدان

مقدمة

"هأو.. عملناها قبلك يا معلم بيومي" هذا ما يمكن لروح زعيم النكسة جمال عبد الناصر أن ترد به على زعيم الخراب عبدالفتاح السيسي، بعدما ذاع صيت الثاني في التسول، وغطى على صيت الأول في الشحاتة لأجل انتفاخ جيوب العسكر التي لا تشبع من أموال الشعب.

في الفيديو الذي تعرضه بوابة "الحرية والعدالة" يظهر عبد الناصر الذي اشتهر بالفمفمة والجعجعة والحنجورية القومية عالية الضجيج والخالية من أي طحين، وقد وقف بشكل دعائي يستقبل عدد من الفنانيين ظهر بينهم المطربان محمد فوزي وفريد الأطرش، بالاضافة إلى عدد من كتاب ذلك الزمان الذين شاركوا في جريمة دعم الانقلاب العسكري الذي قاده زعيم نكسة 67 ضد الرئيس محمد نجيب، الذي كان يرغب في تسليم السلطة للشعب وانتخاب رئيس مدني يقود البلاد.

حاجة عشان مصر!

ما قام به عبد الناصر يشبه إلى حد بعيد ما تقوم به "المتسولات" في عربات مترو الأنفاق، يكفي أن تحمل إحداهن طفلا مستأجرا تبدو عليه علامات البؤس، ولا بأس بوضع بعض اللمسات الفنية من الشاش والقطن والمراهم والمكركروم الأحمر، وبعد الأصباغ لزوم الحبكة التسولية أما زعيم العسكر فقد استجلب الفنانين والكتاب والمشاهير من تحت أغطيتهم وانتزع بعضهم بالأمر، ليظهروا وهم يتبرعون للزعيم الذي صرخ يومًا "سألقي إسرائيل في البحر"، وهو ما جرى عكسه في 67 وما تلاها إلى أن وصل الحال بخليفته في التسول عبدالفتاح السيسي أن يتعهد بحماية أمن إسرائيل قولًا واحدًا.

تسول عبد الناصر كان دون مقابل، وجاء السيسي وتفوق وجعل مقابل الرز الخارجي جزرًا وأراضي مصرية يتم التنازل عنها بجرة قلم، وفي الداخل منح أراضي للدول الداعمة وإعفاء من الضرائب، واستقطاع أموال من لحم الشعب لتشغيل مصانع عسكرية في روسيا، وحجة ناصر والسيسي التخويف من "أهل الشر".

ويتكرر كثيرا الحديث منذ انقلاب 3 يوليو 2013 عن "أهل الشر" الذين يتآمرون على مصر، وعلى الرغم من أنه لا تتم "تسمية" هؤلاء ولكن الجميع يفهم ضمنًا أنهم رافضو حكم العسكر ومؤيدو الشرعية وأنصار الرئيس المدني المنتخب "محمد مرسي"، خاصة عندما يرتبط المصطلح بكلمات أخرى مثل حروب الجيل الرابع والكتائب الإلكترونية والقوى التى تحاول تحطيم الأمل في نفوس المصريين.

على خطى أبو الهزائم!

وفي مفارقة غريبة واشترار -من الفعل يشترّ- أقوال زعيم نكسة 67 الملهم، يقول المهندس خالد عبدالعزيز وزير الشباب والرياضة في حكومة الانقلاب نصًّا "استغلّت قوى الشر طريقًا سهلاً للوصول إلى بعض الشباب من خلال ارتباطه بشبكة الإنترنت في محاولة للسيطرة على عقولهم من خلال تلك الوسيلة لأفكار وشائعات كاذبة تهدف إلى زعزعة عقيدته وإضعاف إيمانه بوطنه"، ولو عدنا 65 عامًا للوراء في خطابات عبد الناصر سنجد كثيرًا من العبارات تتعلق أيضًا بـ"أهل الشر" المتربصة بمصر.

نبرة الشحاتة والتسول تحت شعار صندوق "تحيا مصر" فكرة ناصرية قديمة أحياها قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح السيسي، ويؤكد ذلك المهندس ياسر الدسوقي محافظ أسيوط الحالي في حكومة الانقلاب، عندما يقول "السيسى سار على خطى جمال عبد الناصر في تحدي كل قوي الشر والأيادي الخفية، التي تحاول منع بناء مجد مصر"!

بينما يقول الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بأداب حلوان:

"قوى الشر هى القوى المعادية للحكم والدولة وكافة الإجراءات التى يتخذها النظام وفقا لرؤيته السياسية، فهى القوى التى تتكتل وتعمل فى الخفاء ضد النظام، وفى أيام الرئيس عبد الناصر، كانت قوى الشر على المستوى الداخلى تتمثل فى الإقطاعيين الذين وقفوا فى وجه الإصلاح الزراعى، وأعضاء الأحزاب السياسية التى صدر قرار بحلها من مجلس قيادة الثورة، والإخوان المسلمون، والجماعات الشيوعية التى اختلفت مع النظام الناصرى حتى تراجعت عن موقفها وقبلت بالانضمام للاتحاد الاشتراكى فى عام 1964".

أما أهل الشر اليوم والذين يتحدث عنهم السيسي ويقفون حجر عثرة أمام سقف طموحاته في العمالة والتسول، فهم يمثلون القوى الموالية للثورة في 25 يناير والمؤيدة للشرعية بعد انقلاب 30 يونيو، والتى تسعى لعدم السماح للانقلاب بتدمير مصر، من هذه القوى جماعة الإخوان المسلمون التى لم تتراجع عن الوقوف بجانب الشرعية وحق الشعب المصري في ان يختار رئيس الجمهورية.

عايش شحاتة منافع!

وعلى طريقة الفنان الداعم للانقلاب محمد صبحي "عايش شحاتة منافع"، تبرز ثقافة "التبرعات" في ذهنية الانقلاب العسكري، وهي عامل مشترك بين 1952 و2016، حيث وقف عبد لاناصر بعدما جرف هو وأتباعه الخزانة المصرية، يحث جموع الفنانين لإعداد لقاءات ثقافية وحفلات فنية وتخصيص إيراداتها لتصب في جيوب العسكر بحجة دعم المجهود الحربي.

وفي عهد السيسي ظهر فنانون في إعلانات تدعو للتبرع سواء لصالح صندوق "تحيا مصر" أو لبعض المستشفيات التي من المفترض أن ترعاها الدولة.. هذا إن كانت هناك دولة أصلاً. ولا ننسى في عام 1954 حينما انطلق ما يسمى بـ"قطار الرحمة"، هو قطار كان يحمل كل فناني مصر تقريبا في ذلك الوقت، ومهمة القطار كانت هي القيام من محطة مصر والمرور بمدن الوجه البحري الكبيرة وتقديم حفلات بها يظهر بها كل الفنانين.

أسبوع النكسة!

لم يكتف العسكر بظهور الفنانيين في الحفلات، بل أمروهم بالاختلاط بالشعب في الشوارع، واستغل العسكر شهرة الفنان الراحل محمود شكوكو أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956، وأمروه بجمع تبرعات مالية لصالح العسكر، وبعد نكسة يونيو 1967، أقيم أسبوعاً أطلق عليه اسم "أسبوع التسليح" وفيه كانت تقوم مجموعة من الفنانين بالمرور على العديد من الشوارع المصرية لجمع تبرعات من أجل العسكر المهزومين.

وذلك من خلال صندوق "ابتزاز" كبير كانت تحمله سيارة نقل، وبصحبته واحد من الفنانين المتطوعين، ومن خلال هذا الصندوق جمعوا مبالغ كبير من العديد من الأحياء الشعبية والنوادى التى يذهب إليها صفوة المجتمع، إلى جانب تبرعات الفنانين أنفسهم. ولا ننسى حفلات أم كلثوم لصالح العسكر، وحسب بعض الإحصاءات فإن المصريين يدفعون سنويًّا نحو 5 مليارات جنيه فى صورة تبرعات، والمدهش فى الأمر ليس فقط الرقم المرتفع لشعب يعيش نسبة 40% منه تحت خط الفقر، ولكن احتلال مصر المرتبة العربية الأولى فى تقديم التبرعات، على الرغم من أن ظروف الشعب الاقتصادية باتت لا تطاق.

فيما ينتقد د.محمود عبدالحي -أستاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومي- تلقي حكومة الانقلاب للتبرعات وتساءل: "لماذا لا تستغل كل الفرص المتاحة لعبور الأزمة، وأن تستخدم كل أدوات التمويل المتاحة، وليس هناك مانع من قبولها التبرعات لكن المهم هو كيفية إدارة هذه الأموال، كما إن الاعتماد على التبرعات لإنقاذ الاقتصاد صعب"، مؤكدا أن "الأثرياء في كل دول العالم يتبرعون لأغراض معينة مثل الإنفاق علي البحث العلمي في الجامعات وتعليم المتفوقين من الطلبة وليس مساندة الحكومة في علاج عجز الموازنة" .

المصدر