شاهد.. كيف قدمت سينما العسكر الإخوان على الشاشة
(06/01/2016)
كتب: أسامة حمدان
هل أنصفت سينما العسكر الإخوان المسلمين؟ ذلك ما ينفيه الناقد المصري محمد عبد الرحمن، الذي أكد أن سينما العسكر زجت نفسها في خندق الاستقطاب السياسي الذي أفقدها قيمتها الفنية بسبب توجّه صناع السينما إلى تسجيل مواقفهم السياسية والإيديولوجية في أفلام لا تعبر عن المجتمع بقدر ما تعبر عن توجّهات العسكر.
موجة الاستقطاب السياسي التي ركبها عدد من المخرجين المصريين، منذ سقوط نظام مبارك، إلى أحداث الثورة وصولا إلى الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي، تعاطت معها سينما العسكر بالكيل بمكيالين. ومع بداية ثورة 25 يناير وسقوط المخلوع مبارك، سارع عديد من المخرجين إلى تغيير نهايات أفلامهم لتتوافق مع الأحداث؛ وليقدموها على أساس أنها أفلام استشرفت ثورة 25 يناير لأهداف تجارية بحتة.
ومع انتخاب الرئيس محمد مرسي إلى الانقلاب العسكري، تم تقديم عدد من الأعمال التي تتحدث بلسان العسكر وتهاجم جماعة الإخوان المسلمين، في أعمال غلب عليها الطابع التجاري المتعجل لا لشيء سوى أن هناك من يرغبون في إطلاق قرارات نهائية على ما حدث في مصر، في محاولة لإقحام السينما في خندق الولاء للعسكر، وهو ما أدى حسبه إلى تراجع القيمة الفنية الإبداعية للسينما المصرية.
حالة الاستقطاب العسكري للسينما المصرية أفقدها وظيفتها الحقيقية، وهي تصوير واقع المجتمع العربي بهمومه وأحلامه وأفكاره، بأفلام تعيد لقاعات السينما المصرية وهجها، وبات مطلوباً من صناع الأفلام أن يتجاوزوا الانقلاب العسكري، والنزول بأعمالهم إلى الشارع الثوري، الذي ينفرّ من الأفلام "السيساوية" التجارية.
هجوم سينما العسكر على جماعة الإخوان أصبح مثل "طابع البوستة"، وهو ما جعل المخرج علي بدرخان، يهاجم دعوة "خلع الحجاب"، قائلاً: ما علاقة الحجاب بالإخوان؟ هل كل من يرتدي الحجاب إخوان؟ وهل الإرهاب إخوان؟! متهمًا نظام السيسي بتلفيق كل أحداث الإرهاب التي تحدث في مصر للإخوان، وأضاف: إحنا بنخدع الناس بتصريحات كاذبة ولازم نقولهم الحقائق، وتابع : "يعني عشان أنا ضد ناس أقوم ألبسهم كل التهم؟ كلام زيادة ومش هيوصل لنتيجة ومش هيكون في صالح حد لأنه بيقسم الشعب".
سينما الإخوان
ربما لا يذكر البعض أنه وخلال فترة الرئيس محمد مرسي، تم إنتاج فيلم "تقرير"، بطولة الفنان محمد شومان ومجموعة من الوجوه الجديدة، ومن إخراجِ عز الدين دويدار. حيث أكد دويدار، مخرج الفيلم الذي منعت نقابة المهن التمثيلية عرضه جماهيريا، أن أسرة الفيلم تعرضت لهجوم، من مجموعة من النقاد، خاصة بمنع عرض الفيلم بأي دار عرض بدعوى أن الفيلم لم يمر على الرقابة!.
جدير بالذكر أن فيلم "تقرير" هو أول فيلم سينمائي لشركة "سينما النهضة"، وأوضح دويدار، أن هناك المئات من الأفلام المستقلة القصيرة والطويلة لم تمر على الرقابة وعرضت جماهيريا، بل وفي قاعات "حكومية". وبعد ثورة 25 يناير وأثناء حكم المجلس العسكري، قام مجموعة من الشباب المصري أمام أحد المجمعات التجارية الكبرى في مدينة 6 أكتوبر، بتنفيذ عرض "سينما في الشارع لانتهاكات العسكر"، وذلك تحت إشراف مركز "مصرين".
العرض السينمائي الذي نظم باستخدام معدات بسيطة؛ فشاشة العرض تكون في الغالب عبارة عن قطعة من القماش الأبيض تشدّ بين أي عمودين أو شجرتين على الطريق العام، ويتم توصيل جهاز العرض بجهاز كمبيوتر محمول. وتم عرض عدة أفلام تسجيلية توثق بالصوت والصورة، الاشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين، ويكشف كيف يستخدم الجيش العنف، وحتى الرصاص الحي ضد المتظاهرين حينذاك.
المصدر
- تقرير: شاهد.. كيف قدمت سينما العسكر الإخوان على الشاشة موقع بوابة الحرية والعدالة
