شاهد.. بعد تعنت بوتين.. العلاقات "المصرية- الروسية" من التحالف إلى المؤامرة
(14/11/2015)
كتب: هيثم العابد
لم تعد الليلة تشبه البارحة، فالعلاقات المصرية الروسية التي بلغت أوجها عقب انقلاب العسكر على السلطة المنتخبة في 3 يوليو الماضي وما تبعها من محاولات القاهرة لنيل ثقة الدب الجريح بصفقات أسلحة تنعش اقتصاد موسكو المنهك بالعقوبات، على حساب المصري المنهار، عاد الفتور ليسيطر على المشهد في ظل تداعيات حادث الطائرة المنكوبة والتي لم تفصح بعد عن تفاصيل الحادث.
المياه الباردة التي جرت في عروق العلاقات المصرية الروسية بعد تقارب لم يدم طويلا، كشفت عنها الأذرع الإعلامية في تناول متفاوت مع تغيرات الأحداث، فتحول بوتين من الزعيم الملهم الذي قرر الوقوف في وجه فاشية الغرب على وقع صور الرئيس الروسي التي سيطرت على الشوارع الجسور الرئيسية في مصر، إلى بوتين "الإخواني" المتآمر الذي يساند الغرب في دق مسمار آخر في نعش الانقلاب المنهار.
تطورات العلاقات بين القاهرة وموسكو وتراجعها الملحوظ، رصدتها شبكة "الجزيرة" الإخبارية، في تقرير لها، يبحث بعد مرور نحو أسبوعين على حادث تحطم الطائرة الروسية في صحراء سيناء، عن إجابة سؤالين مهمين لا زالا معلقين هما، كيف وقع الحادث؟ ولماذا؟.
وأوضح التقرير أنه:
- "بينما تؤكد القيادة الروسية أن الوقت لازال مبكرا وأنه من السابق لأوانه تخمين الأسباب، إلا أن القرارات التي اتخذتها تذهب في اتجاه آخر، حيث علقت جميع رحلات الطيران الروسي إلى مصر في السادس من هذا الشهر، وقيل ساعتها أن هذا إجراء احترازي، لكن سرعان ما تلت ذلك عمليات نقل جماعي لآلاف السياح الروس من مصر".
الإجراءات الروسية المتشددة لم تتوقف عن حدود ذبح قطاع السياحة المصرية بسكين إجلاء رعاياها الذي يمثلون رقمًا صعبًا في معادلة أحد أهم روافد الدخل القومي، وإنما امتدت في تطور مفاجئ إلى منع دخول الرحلات المصرية إلى أراضيها.
وأشار التقرير إلى أن الهيئة الروسية لتنظيم النقل الجوي قررت حظر رحلات شركة مصر للطيران إلى روسيا، حتى قبل أن تظهر نتائج فحص تسجيلات الصندوق الأسود للطائرة المنكوبة، وهو ما يعني ترجيح فكرة تعرض الطائرة المنكوبة لهجوم إرهابي لدي السلطات الروسية، وربما كانت المعلومات التي قدمتها الاستخبارات البريطانية إلى الكرملين ورفضا الإفصاح عنها تكشف عن تفصيلات الحادث قد تتكشف في قادم الأيام.
وتابع:
- "الجانب المصري بدأ يروج لنظرية "المؤامرة"، مؤامرة تقول القاهرة أن هدفها ضرب اقتصاد مصر والإضرار بعلاقاتها الاستراتيجية المتنامية مع روسيا، أما الفاعل بحسب مسئولين مصريين فـ"قوى غربية" تسعي لاستغلال الحادث المأساوي ضد روسيا بسبب تدخلها في سوريا، وخشيتها من عودة موسكو مجددا إلى قلب الشرق الأوسط ومياه البحر المتوسط الدافئة عبر البوابة المصرية".
تصريحات السيسي المرتبكة والتي لم يخرج منها المراقبون بجديد حول ملابسات الحادث أو مستقبل السياحة في مصر باستثناء الحديث عن الجوع الذي قد يخيم على مصر في الأفق المنظور ليفضح عجز العسكر، لم تعكس سوى حجم التخبط المسيطر على صناع القرار ما بين الإعلان عن خروج الطائرة بسلام من الأجواء المصرية ابتداءً، إلي الحديث عن عطل فني وراء الحادث، إلى تبني نظرية اتهام قوي غربية بإسقاط الطائرة لدق إسفين في العلاقة مع الدب الروسي.
ولفت التقرير إلى أن:
- "العلاقات المصرية الروسية قبل أزمة الطائرة شهدت تقاربا في ملفات عدة، إضافة إلى صفقات أسلحة وتعاون في المجال العسكري والطاقة النووية، فضلا عن التعاون التجاري، لكن ثمة من يري أن الحديث عن المؤامرة غير وجيه بصرف النظر عن وجود استغلال سياسي للكارثة من عدمه".
وختم التقرير:
- "يبقي السؤال الأهم هو، هل الكارثة مجرد أزمة عابرة أم أن تداعياتها المتتالية ستدفع مصر باتجاه مراجعة مواقفها وسياساتها الداخلية والخارجية بما فى ذلك علاقتها الاستراتيجية مع حليف يبدو أنه لا يبادلها نفس المستوي من الحماس".
المصدر
- تقرير: شاهد.. بعد تعنت بوتين.. العلاقات "المصرية- الروسية" من التحالف إلى المؤامرة موقع بوابة الحرية والعدالة