سياسة الطهارة

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سياسة الطهارة

13-05-2012

بقلم: لطفي القيسي

سياسة الطهارة

في إحدى الفضائيات (الإسلامية) مساء الجمعة 12 جمادى الآخرة 1433هـ، اتصل أحد الذين يُعدَّون لمثل هذه الاتصالات واتهم الإخوان المسلمين بأنهم يجهلون السياسة وليسوا أهلاً لها.

والغريب أن المذيع لم يردّ عليه، فالسياسة التي أُشربها هذا المتصل وأمثاله هي سياسة الكذب والتدليس والظلم والطغيان والسجون والمعتقلات والسلب والنهب وتهريب الأموال وبيع البلاد وتصفير الأرصدة وتهريب أموال الدولة بعد نهبها والتسليم للعدو بكل ما يريد حتى قال مستشار الرئيس المنزوع: إن رئيس مصر تُعَيِّنُهُ أمريكا ويجب أن توافق عليه الصهاينة.

السياسة العسكرية التي خضع لها هذا المتصل وأمثاله هي الخضوع والذل والهوان حتى أصبح العسكر لا مهمةَ لهم إلا قمع الشعب وإذلاله واستباحة دمه والسطو على أمواله والهروب أمام العدو في أي لقاء، وليست أيام عام 1967 منا ببعيد! هذا الذي قدمناه هو السياسة التي أطلق عليها المرحوم إبراهيم طوقان شاعر فلسطين الأكبر: "نجاسة".

نعم هذه ليست سياسة إنما هي نجاسة. وهذه السياسة "النجاسة" هي التي يرفضها الإسلاميون بعامة- والإخوان المسلمون بخاصة-، أما السياسة التي يتقنها الإسلاميون فهي سياسة الصدق والعدل والحرية وحماية الوطن وافتدائه بالأنفس والأموال والثمرات، السياسة التي تبني ولا تهدم، تعزُّ ولا تذل، تعامل العدو بما يستحق من مجابهة وعقاب، وتعامل المجتمع الدولي بندية لا تقبل الخنوع والخضوع والذل.

سياسة الأيادي المتوضئة والجباه المرفوعة والنفوس الطاهرة سياسة الجهاد المتواصل من أجل نصرة الدين ورفعة الوطن وخدمة الأمة.. سياسة نكران الذات من أجل الوطن والمواطنين، سياسة الذوبان في نسيج الأمة الذي تضرر على مرّ العهود التي كانت فيها السياسة هي النجاسة.

نعم الإسلاميون لا يجيدون اللعب على حبال الذل والهوان والتبعية والانحلال والفقر والمرض والاعتقال والتعذيب، وكف البنادق عن الأعداء وإشراعها على المواطنين، وإنما يجيدون سياسة العزة والكرامة والاستقلال والعفة والاستقامة وانتشال الشعب من بؤر الفقر والمرض التي صنعها أتباع سياسات النجاسات، ويجيدون أيضًا إطلاق الحريات، واحترام الذات الوطنية، وكبح البنادق أن تصوب إلى الشعب وتصويبها نحو العدو والعدو فقط. هذه هي السياسة التي يجيدها الأطهار من أبناء هذه الأمة، وأنا واثق بأن الله سوف ينصر هذه الفئة الطاهرة المجاهدة بعد أن قدمت التضحيات بالأنفس وبالأموال، والتي قضت شطرًا من أعمارها في السجون بدون ذنب أتته سوى حبها لدينها ووطنها وشعبها.

وبعد.. فعلى قيادة الإخوان المسلمين في مصر أن تعلم أن قلوب المسلمين في جميع أنحاء العالم متعلقة بهم، وأن هذه الشعوب التي تتعطش للحكم الإسلامي بعد أن ذاقت من الحكم الجبري الجاهلي ألوانًا من العذاب، تتابع تحركاتهم ذراعًا بذراع وشبرًا بشبر، وأنها تكاد أن تستيقظ على فضائياتكم وتنام عليها، متابعة حملات مرشح النهضة الإسلامية المرجوة، فكونوا أهلاً لما حمَّلكم شعب مصر، وما تحملكم شعوب المسلمين جميعًا. لا ننفك عن الدعاء لكم ليلاً ونهارًا وسرًّا وإعلانًا، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.


المصدر