سلسلة شهداء الجماعة الإسلامية
بقلم: د/ أحمد زكريا (فك الله أسره)
الهادي السيد عبدالفتاح أبوالمجد من مواليد قرية برقطة التابعة لمركز كفر شكر بمحافظة القليوبية،مواليد 1970،حاصل على ليسانس حقوق،متزوج وله ولدان 7سنوات ،و 4 سنوات.
عرفته داخل المعتقلات والزنازين صامتا هادئا رزينا يحمل من خفة الدم ما يناسب بشرته السمراء المصرية الطيبة،قاسى مع الكثير من شباب الجماعة الإسلامية مرارة الظلم في عهد المخلوع مبارك،ومكث في سجون الظلم قرابة 12 عاما،راضيا محتسبا صابرا خدوما لإخوانه ،متواضعا ،عازفا عن الدنيا ،زاهدا في متاعها،وكان أخوه الأكبر عبدالفتاح أيضا في سجون مبارك ،وقد حكم عليه ب 25 عاما ظلما وعدوانا،وكان أبوه وأمه من أكرم الناس وأصبرهم،تحملوا الضيم والظلم وتجرعوا الهوان ليواصلو زيارة أبنائهم،وبذلوا من أجل ذلك أموالهم وصحتهم راضين محتسبين.
وبعد أن من الله علينا بخلع مبارك في ثورة 25 يناير،ونجاح الدكتور مرسي في إنتخابات الرئاسة كان الأمل يحدو الجميع بأن نعيش جوا الحرية والسعة والأمن،ولكن أبى الظالمون إلا أن يبددوا ذلك الأمل ،ويحرقوا تلك النبتة الوليدة التي تنسمت عبق الإسلام،وشعر المصريون لأول مرة في تاريخهم الحديث بكرامتهم وآدميتهم،فيقولون مايريدون،ويفعلون مايشاءون،أصبح المصريون يشعرون أنهم يعيشون في وطنهم بحق لأول مرة ،وذلك ماتوجه ورسخه الرئيس الشرعي المنتخب الدكتور محمد مرسي،فلم يقصف قلما ،ولم يغلق قناة،برغم ما تعرض له من وابل السب والشتم ،ومع ذلك ضرب الرجل المثل في الحلم.
فغاظ هذا أعداء الين والوطن وكرهوا أن يحي الناس كراما في أوطانهم،فأعاقوا مسيرة الرجل بكل سبيل،ووضعوا كل العراقيل في طريقه،وأنكروا كل حسنة له،ولما يأسوا من إفشاله ،دبروا مؤامرتهم الوضيعة،واستخدموا الكذب والتدليس والمال الحرام لخداع الشعب المصري،وبدت البغضاء من أفواههم،وأظهروا حنقهم وكراهيته لكل ما يقترب من الإسلام ،فقاموا بخسة ونذالة فعزلوا الرئيس المنتخب في انقلاب عسكري مفضوح شارك فيه أصنام العجوة التي صدعت رؤسنا بالديمقراطية والحرية ،وهم كاذبون ،وزينوا الباطل في صورة الحق.
وظنوا أن أهل الحق سيرضون بالأمر الواقع ،أويخافون السطوة والبطش مستخدمين رجال الدين العملاء ستارا لجريمتهم،فخاب شيخ الأزهر،ومن ورائه حزب النور.
فثار الأحرار في وجه الظلم ،وثبتوا بثبات رئيسهم المنتخب،ودافعوا عن أصواتهم المهدرة،وحريتهم الضائعة،ومستقبلهم المهدد.
فأرغى قادة الانقلاب وأزبدوا وهددوا وتوعدوا،فلما رفض رئيسنا المفدى عروضهم الوضيعة لم يجدوا أمامهم إلا الراكعين الساجدين يطلقون عليهم الرصاص ،فيقتلون الأطفال والرضع والنساء والشباب والشيوخ ،وكلهم ساجدون راكعون عزل لايحملون في أيديهم إلا التسبيح والتحميد والتكبير والتهليل،فبدأ البغاة الظالمون يطلقون نيرانهم على المصلين فأوقعوا الكثير من القتلى يقتربون الآن من المائة وآلاف الجرحى،في مشهد غريب لم تريرتكبه كفار قريش مع المسلمين قديما،مافعله إلا اليهود مع المسلمين،وهاهم بعض بني جلدتنا من الجيش والشرطة يفوقون اليهود ظلما وعدوانا،ففي الوقت الذي قتل العديد من جنودنا على أيدي اليهود ،وماسمعنا منهم إلا الشجب والإدانة،أما مع المصريين العزل فقد استأسدوا ،وأخذوا ينتقمون من المصريين العزل الذين يطالبون بحقوقهم وعودة رئيسهم الشرعي.
وكان الهادي صاحبنا نائما في رابعة العدوية فما أن سمع بإطلاق النار هرول مع إخوانه يحملون الشهداء والجرحى،وكان موعده مع الشهادة فإذا بمجرم خائن من قوات السيسي يوجه إليه فوهة بندقيته ،وهو يحاول أن يحمل بعض الجرحى ،وكأنه لايريد أن ينجو أحد من المصلين فأصيب البطل الهادي في رأسه وعينه وبقية جسده فوقع شهيدا يشكو إلى الله ظلم السيسي وزبانيته،ويجعل من دمه لعنة على كل من تسببوا فيه من شيخ الأزهر وتواضروس والبرادعي وقادة الجيش والداخلية وحزب النور.
سيظل دم الهادي يطاردكم ويقض مضاجعكم.
ستظل دعوات أطفاله الصغار،وأنات أرملته الحزينة وصرخات أمه وأبيه تطاركم وتلعنكم.
لم يخف الهادي وإخوانه رصاصكم وقنابلكم،ولن يتراجع أنصار الحق والشرعية عن الصمود والتحدي حتى يعود الحق المسلوب ويعود الرئيس المنتخب.
ماعدنا نهاب أسلحتكم،ولا نخشى بأسكم،ومهما ضللتم وكذبتم وخدعتم الشعب،فلن تفلحوا وسيخيب سعيكم،وستندحرون أمام الشعب البطل.
رحم الله الهادي رفيق دربي،وأسأل الله أن يلحقني به شهيد ا
المصدر
- مقال:سلسلة شهداء الجماعة الإسلاميةموقع: حزب البناء والتنمية