سقطت ورقة التوت عن الجميع

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سقطت ورقة التوت عن الجميعد
22-07-2006
سمير الوسيمي

بقلم: سمير الوسيمي

اسمح لي أستاذي الدكتور المناضل المعتقل عصام العريان أن أستعيرَ كلمتَك الشهيرةَ.. "إن ورقةَ التوت قد سقطت عن الجميع"، ونحن فعلاً أمام الحقيقة الآن، فها هي الأنظمة المتخبطة في ظلمات العمالة التي كانت متواريةً عن الأنظار تُفضح الآن أمام العالم أجمع، ولا أقول لأنها وقفت عاجزةً عن فعل شيء، ولكنِّي أقول إنها وقفت في صفِّ المحتلِّ المعتدِي وتحاملت على الضحية، والجميع يشم رائحةً عفنةً تهب علينا في صورةِ تشبيه المقاومة الباسلة "بالتصرفاتِ غيرِ المحسوبة".

في الزَّمن البعيد كانت تنشب الحروب ولا يشاهدها أحد، بل يسمع عن أخبارِها فقط، أما في زمننا هذا فنحن نشاهد الحربَ على الهواء مباشرة، ألم يتأثرْ حكامنا بمشاهدِ الهدم اليومية لمقدرات الأمة؟! ألم يشاهدوا قَتْلَ أطفال وشيوخ ونساء الأمة من المدنيين والعسكريين والمقاومين أيضًا؟! متى سيتأثر هؤلاء القادة الذين اختاروا السلام خيارًا دائمًا وإلى الأبد؟!!

وأقول لهم: إن هذا السلامَ الوهميَّ المتبدِّد- بإذن الله- ليس خيارَ شعوبِنا، ولكنَّه خيارُكم فقط، أما نحن فاخترنا المقاومة خيارًا إستراتيجيًّا ودائمًا للحصول على حريتنا وكرامتنا السليبة.

ماذا تفعل الحكومات العربية بالبترول وقناة السويس والسلاح الذي نسمع عن شرائه ليل نهار؟ وكلام للاستهلاك المحلي فقط.

إن المصالح الشخصية ظهرت أمام الجميع، وتغليب المصلحة الخاصة لدى القادة طغت على المصلحة العامة للأمة الكبيرة، فالجميع بات يؤثِّر السلامةَ على التحرك لنصرة الأمة، ووقفت المقاومة بمفردِها ليس لها إلا الله، ثم ما تبقى من ضمير عند شعوب الأمة.

أراضي الأمة ومقدراتها وشعوبها تضيع أمام أعيننا جميعًا في فلسطين ولبنان والعراق وغيرهم من بلاد الإسلام بطرق مختلفة، ولا يشغل القادةَ إلا تعديلاتٌ دستوريةٌ تضمن لهم البقاءَ والاستمرارَ في كراسي زائلةٍ لا محالةَ أو توريثٍ لأبناء تستكمل مسيرة الانبطاح العربي من أجل ضمان استمرار هيمنة أمريكية صهيونية على المنطقة.

ولكني أقول لحكامنا إن كل هذه السيناريوهات مكشوفةٌ ولن تجديَ مع أمة أصبحت مستيقظةً ورفعت غبار النوم عنها وستستمر في مطالبتها بالتحرير من القيود، وتدعو اللَّهَ أن يرفعَ عنها إثمَ السلبية الذي التصق بها لفتراتٍ طويلة، فانتفاضة الشعوب هي الرهان الذي يراهن عليه جميع الإصلاحيين في هذه الأمة، وهو متحققٌ لا محالة.

ومن الأكيد أن ورقةَ التوت لم تسقطْ عن المقاومة، بل ارْتَدَت المقاومةُ ثوبَ العزةِ والكرامةِ والصمودِ والدفاعِ عن أمةٍ بأكملها، والتساؤل الآن هو هل ستلحق الشعوب العربية والإسلامية بركاب المقاومة وترتدي معها ثوبَ الكرامة أو ستقف عاجزةً أمام قهر الحكام لها وتسقط عنها ورقة التوت؟!!

المصدر