سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة السادسة )

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة السادسة )
قصة أول لقاء لها مع الإمام الشهيد حسن البنا ولماذا غضب منها بعد ذلك؟لماذا غيرت رأيها في جماعة الإخوان المسلمين بعد أكثر من عشر سنوات؟
بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

تعلقت زينب الغزالي بجمعية السيدات المسلمات أيما تعلق, ورأت فيها حلمها وحلم والدها الذي غرسه فيها, وأصبحت الجمعية هي كل حياتها, تذهب إليها في الصباح ولا تغادرها إلا في نهاية اليوم, وتقضي معظم وقتها في الاستقبالات وحل المشكلات الزوجية, والعمل الدعوي والوعظي والإداري, وكتابة المقالات للصحف والمجلات, وزيارة بعض الشخصيات المهمة من العلماء والمسئولين.. الخ.

ولأن الجمعية أخذت من زينب الغزالي هذه المكانة, لم تنجح محاولة الإمام الشهيد حسن البنا في بادئ الأمر, في إقناعها بالعمل مع الإخوان المسلمين وتولى مسئولية قسم الأخوات المسلمات, ففي عام 1937 ـ وهو نفس العام الذي تأسست فيه السيدات المسلمات ـ أرسل حسن البنا العالم الجليل الشيخ عبد اللطيف الشعشاعي برسالة إلى الآنسة زينب الغزالي ـ لم تكن قد تزوجت بعد ـ يطلب فيها أن يعملا معاً من خلال اندماجها في قسم الأخوات المسلمات, لكنها لم توافق على الاندماج, ورحبت في نفس الوقت بالتعاون مع الإخوان المسلمين في الدعوة إلى الله.

لم يكتف الإمام الشهيد حسن البنا بتكليف الشيخ الشعشاعي بتوصيل الرسالة إلى الآنسة زينب الغزالي, لكنه التقى بها لنفس الهدف.. تقول الداعية المجاهدة في كتابها " أيام من حياتي " عن هذا اللقاء: " بعد ما يقرب من ستة أشهر على تأسيس جماعة السيدات المسلمات, كان أول لقاء لي مع الإمام الشهيد حسن البنا, كان ذلك عقب محاضرة ألقيتها على الأخوات المسلمات في دار الإخوان المسلمين, وكانت يومئذ في العتبة.. كان الإمام المرشد في سبيله لتكوين قسم للأخوات المسلمات, وبعد مقدمة عن ضرورة وحدة صفوف المسلمين, واتفاق كلمتهم..

دعاني إلى رئاسة قسم الأخوات المسلمات, وكان هذا يعني دمج الوليد الجديد الذي أعتز به " جماعة السيدات المسلمات " واعتباره جزءاً من حركة الإخوان المسلمين, ولم أعده بأكثر من مناقشة الأمر مع الجمعية العمومية للسيدات المسلمات, التي رفضت الاقتراح وإن حبذت وجود تعاون وثيق بين الهيئتين, وتكررت اللقاءات مع تمسك كل منا برأيه, وتأسست الأخوات المسلمات, ولم يغير ذلك في علاقتنا الإسلامية شيئاً, وحاولت في آخر لقاء لنا في دار السيدات المسلمات, أن أخفف من غضبه بعهد آخذه على نفسي أن تكون السيدات المسلمات لبنة من لبنات الإخوان المسلمين , على أن تظل باسمها وباستقلالها, بما يعود على الدعوة بفائدة أكبر, على أن هذا أيضاً لم يرضه عن الاندماج بديلاً..".


الحاجه زينب.jpg

وفي عام 1940 استمعت زينب إلى حسن البنا في إحدى محاضراته في دار الإخوان المسلمين في ميدان العتبة بوسط القاهرة , وتأثرت به كثيراً, وبدأت تقتنع بوحدة طريق العاملين للإسلام وبأهمية العمل المشترك, لكن تنفيذ ذلك تأخر لأسباب كثيرة, حتى اقترب موعد رحيل الإمام البنا عن الحياة, وقبل نهاية عام 1948 بايعت زينب الغزالي حسن البنا على العمل في سبيل الله لإعلاء كلمة الله في إطار دعوة الإخوان المسلمين .. ولم تمض بضعة أشهر حتى استشهد حسن البنا في 12 من فبراير عام 1949 , لتبدأ مرحلة جديدة من حياة الداعية زينب الغزالي في علاقتها ب الإخوان المسلمين .

وحدث أمر غير من موقف الداعية الشابة زينب الغزالي تقول عنه: " في صبيحة اليوم التالي لحل جماعة الإخوان ( قرار الحل صدر في الثامن من ديسمبر عام 1948 ) كنت بمكتبي في دار السيدات المسلمات , وفي نفس الحجرة التي كان بها آخر اجتماع بالمرشد الإمام, وجدت نفسي أجلس إلى مكتبي وأضع رأسي بين يدي, وأبكي بكاء شديداً, فقد أحسست أن حسن البنا كان على حق, فهو الإمام الذي يجب أن يبايع من المسلمين جميعاً على الجهاد لعودة المسلمين إلى مقعد مسئوليتهم, وإلى وجودهم الحقيقي الذي يجب أن يكونوا فيه, وهو مكان الذروة في العالم يقودونه إلى حيث أراد الله, ويحكمونه بما أنزل الله.. "

" ..وأحسست أن حسن البنا كان أقوى مني, وأكثر صراحة في نشر الحقيقة وإعلانها, وأن هذه الشجاعة والجرأة هي الرداء الذي يجب أن يرتديه كل مسلم, وقد ارتداه حسن البنا ودعا إليه.. ثم وجدت نفسي أهتف بالسكرتير ليوصلني بالأخ عبد الحفيظ الصيفي ـ الذي كلفته سابقا بنقل رسالة شفوية للإمام البنا ـ يذكره فيها بعهدي له في آخر لقاء لنا, وحين عاد لي بتحيته ودعائه, استدعيت شقيقي محمد الغزالي الجبيلي وكلفته بإيصال وريقة صغيرة بواسطته أو بواسطة زوجته إلى الإمام المرشد, وكان في الوريقة: سيدي الإمام حسن البنا .. زينب الغزالي الجبيلي تتقدم إليك اليوم, وهي أمة عارية من كل شيء إلا من عبوديتها لله, وتعبيد نفسها لخدمة دعوة الله, وأنت اليوم الإنسان الوحيد الذي يستطيع أن يبيع هذه الأمة بالثمن الذي يرضيه لدعوة الله تعالى.. في انتظار أوامرك وتعليماتك سيدي الإمام..".

المصدر

للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو