سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الثالثة )

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
سطور من حياة المجـاهدة زينب الغزالي ( الحلقة الثالثة )
ظروف كثيـرة منعتها من استكمال تعليمها لكنها لم تستسلمكانت أصغر عضو في مجلس إدارة الاتحاد النسائالمصري
بدر محمد بدر2.jpg

بقلم/ بدر محمد بدر

واصلت " زينب الغزالي " الدراسة في المرحلة الأولية ثم الابتدائية ( الإعدادية في مصر الآن ) وعندما توفى والدها ـ رحمه الله ـ انتقلت الأسرة إلى القاهرة, لتكون بجوار سعد الدين ( الابن الأكبر الذي يدرس الهندسة في العاصمة ), وبالانتقال إلى القاهرة تغيرت أمور كثيرة في حياة زينب.

كانت المرحلة السابقة مليئة بالحيوية والنضج المبكر, وفي المدرسة الأولية والابتدائية برزت شخصيتها القيادية, فقد كانت مولعة بحب بالخطابة وإلقاء الشعر والترحيب بالضيوف وكانت تلقي كلمة الصباح في طابور المدرسة.. كان هذا السلوك يثير غيرة شقيقها الأكبر " سعد الدين " ويسبب له الكثير من الحرج بين زملائه وأصدقائه الذين كانوا يتحدثون معه عن شخصية أخته القوية, وماذا قالت وكيف تصرفت, وكان هذا يزيد من غيرته عليها وغضبه من كلام الناس عنها.

وعندما انتقلت الأسرة إلى القاهرة بعد وفاة الوالد, سعى سعد الدين لمنعها من الدراسة واستكمال تعليمها, وقد كانت الظروف العامة في المجتمع المصري مهيأة لذلك؛ فتعليم المرأة لم يكن أساسياً ـ كما هو اليوم ـ والطالبات اللاتي كن يدرسن قلة قليلة, بالإضافة للظروف الخاصة في الأسرة من ضغط النفقات, ورغبة الأم في أن تؤهل ابنتها للزواج بديلاً عن التعليم.

حاولت زينب بكل ماتستطيع أن تواصل تعليمها, إلا أن الظروف كانت أقوى منها فتوقفت عند مرحلة أقرب إلى الصف الأول الثانوي الآن, ولكنها لم تستسلم ودفعتها روح التحدي وقوة الشخصية والحرص على تنفيذ وصايا والدها, إلى مواصلة القراءة الحرة والتعرف على رموز المجتمع السياسية والفكرية والأدبية والنسائية, وبدأت تراسل بعض هؤلاء الرموز ومنهم: الكاتب والأديب الكبير عباس محمود العقاد, الذي اتصل بها واستقبلها وأعرب عن سعادته بدأبها وإصرارها وحماستها برغم أنها كانت في الخامسة عشرة من عمرها, كما اتصلت بغيره أيضا من الشخصيات والرموز.

وفي تلك الفترة قرأت إعلاناً في إحدى الصحف عن دورة تدريبية في التمريض يقيمها الاتحاد النسائي المصري, الذي تتزعمه السيدة هدى هانم شعراوي, وأن هذه الدورة ستعقد في باريس, وقررت أن تخوض التجربة وأن تتقدم بأوراقها للاتحاد النسائي؛ عسى أن يقع عليها الاختيار للسفر إلى فرنسا.

هل كانت تسعى زينب للمشاركة في تلك الدورة بالفعل لتتعلم مبادئ التمريض؟, أم كانت تسعى للخروج من الواقع الذي تعيشه والضغوط التي تحاصرها؟ السياق العام لحياة " زينب الغزالي " يؤكد أن الاحتمال الثاني أقرب إلى الصحة؛ فقد كانت تبحث عن التغيير الذي يفتح أمامها الطريق لظهور شخصيتها وأداء رسالتها.. لكن الله قدر لها أمراً آخر, فقد تعرف عليها المسئول الذي يتلقى أوراق المتقدمين للدورة, وكان يعرف والدها وعائلتها الكبيرة, وبالتالي رفض بشدة أن تنضم إلى هذه الدورة المخصصة ل " الفقراء ", ولكنها أصرت على تقديم الأوراق والمشاركة في الدورة, وأصر هو على الرفض واحتكما في النهاية إلى رئيسة الاتحاد السيدة هدى شعراوي, التي أعجبت بشخصية الفتاة القوية والجريئة, ودعتها لزيارتها في مكتبها كي تتعرف عليها أكثر, بعد أن وعدتها بأن تسعى لقبولها في المجموعة المقرر سفرها إلى فرنسا.

الحاجه زينب.jpg


سارت الأمور بعد ذلك بشكل طبيعي, لكن رؤيا منامية غيرت وجهتها وقرارها.. جاءها والدها في المنام وطلب منها عدم السفر في هذه البعثة, فقررت على الفور إلغاء الفكرة, واعتذرت للسيدة هدى شعراوي واستقبلتها بعد ذلك رئيسة الاتحاد النسائي لتطلب منها الانضمام للاتحاد والمشاركة في أنشطته وفعالياته.. وبالفعل أصبحت زينب الغزالي عضوا في الاتحاد النسائي.. كان ذلك وهي في الثامنة عشرة من عمرها ( عام 1935 ).

وجدت السيدة هدى شعراوي في " زينب " قوة الشخصية, وأمارات التحدي, وملامح الزعامة, فاحتضنتها واهتمت بها وشجعتها, بل إنها رشحتها بعد ستة أشهر من انضمامها لعضوية مجلس إدارة الاتحاد النسائي المصري, وهي في هذه السن الصغيرة! في الوقت الذي كانت فيه عضوية مجلس إدارة الاتحاد مقصورة على زوجات كبار رجال الدولة من الأمراء والوزراء والباشوات, وبالتالي وجدت معارضة شديدة, لكن السيدة هدى شعراوي أقنعت عضوات المجلس بأهمية انضمام " زينب " لمجلس الإدارة, وبالفعل أصبحت عضوا في مجلس إدارة الاتحاد النسائي المصري عام 35 / 1936.

كان الاتحاد النسائي هو أول هيئة نسائية تنشط في مجال المرأة على مستوى القطر المصري, وربما على مستوى الوطن العربي كله, وكان يهدف إلى الدفاع عن حقوق المرأة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمرجعية علمانية غربية ليبرالية, وبالتالي اشتهر بابتعاده عن الدين, لكن هدى شعراوي ـ كما وصفتها زينب الغزالي ـ كانت شخصية متدينة تصلي وتصوم ولا تخاصم الدين عن علم, ولكن عدم المعرفة الصحيحة لتعاليم الدين كان عائقاً أمام رؤية الاتحاد النسائي.

المصدر


للمزيد عن الحاجة زينب الغزالي

روابط داخلية

كتب متعلقة

مؤلفاتها

مقالات متعلقة

.

متعلقات أخرى

.

وصلات خارجية

مقالات متعلقة

.

تابع مقالات خارجية

.

تابع مقالات متعلقة

أخبار متعلقة

وصلات فيديو