سرطان أولمرت يشعل الصراع على خلافته
بقلم : محمد أبو شريفة
بعد الإعلان عن إصابة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بسرطان «البروستات» تباينت المواقف الإسرائيلية تجاهه ما بين متعاطف ومشكك بقدرته على مواصلة دوره السياسي.
وحذرت غالبية الأصوات من تداخل الاعتبارات السياسية والانتخابية مع الاعتبارات الصحية وأثناء بحث أولمرت عن التعاطف الشعبي معه يتأهب خصومه للانقضاض على المنصب الذي سيخلفه رئيس الوزراء المريض، وتعلو بينهم لغة الصراع على السلطة ومن سيكون الزعيم البديل للحكومة.
صراع من أجل البقاء
أضافت إصابة أولمرت بالسرطان حدثاً جديداً يضاف إلى سلسلة الأحداث السياسية الإسرائيلية منذ أن تقلد منصبه في العام 2006.
فسعيه إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التعاطف معه للحفاظ على حياته السياسية لم يأت إلا بعد مواجهته لاستحقاقات سياسية وقضائية تهدد بقاءه في منصبه.
والمرجح ألا تجدي محاولاته نفعاًَ في نيل استعطاف الشارع الإسرائيلي بكلامه وإعلانه عن قدرته على مواصلة مسيرته السياسية فالأمر هذه المرة مختلف تماماً إذ أن الكنيست الإسرائيلي لم يعد يتطرق لوضعه الصحي وعادت الأولويات على جدول أعمال الكنيست للقاء المرتقب في أنا بوليس ولمستجدات الأحداث في قطاع غزة.
وكما يصرح كبار المسؤولين على أولمرت أن «يسرع في اختيار علاجه وأن يكون قصير المدة ولا يسبب له آثار جانبية إذا ما أراد الاستمرار والبقاء في الحياة.. وليعلم أن كل شيء سيسير في مساره الطبيعي».
بالون اختبار
توقع المحلل السياسي الإسرائيلي «يوئيل ماركوس» في صحيفة «هآرتس» (3/11) تعاطف الجمهور ورجال السياسة الإسرائيليون مع أولمرت بسبب إصابته بمرض السرطان وأضاف ماركوس أن أولمرت ما زال يتعرض لضغوط سياسة داخلية تتعلق باجتماع أنا بوليس، وأن كل من سيشارك في الاجتماع سيكون مقيداَ، وهذا ما أقر به رئيس الدولة شمعون بيريس والذي أكد على أن نتائج اللقاء الدولي ستتراوح ما بين الإنجاز المحدود والفشل التام.
ويقول يوئيل: «إن الوضع الداخلي الإسرائيلي لا يتحمل عاصفة داخلية خصوصاً بعد ازدياد مظاهر الفساد السياسي والجريمة المنظمة، والفقر الاقتصادي».
ويرى أحد المعارضين اليمينين المتشددين أن ظهور أولمرت العلني وكشفه عن مرضه إنما يشكل بالون اختبار أطلقه لنيل التعاطف معه والتنصل من الأحكام القضائية المتوقعة بحقه.
ويسخر الصحافي الإسرائيلي بن كاسبيت في «يديعوت أحرونوت» من تحويل الورم المجهري إلى بالون إعلامي محكم، فيقول: «إن أولمرت مستعد للقيام بكل شيء حتى يجبرنا على أن نحبه أكثر فخطأه القديم لا يمكن التكفير عنه» في إشارة إلى فشل أهداف العدوان على لبنان.
صراع على السلطة
إعلان مرض أولمرت أطلق العنان لجولة من الصراع على السلطة انخرط فيها طامعون كثر بمنصب رئيس الحكومة.
فعلى ضوء الصراع العلني ما بين كل من بنيامين نتنياهو و إيهود باراك وتسيبي ليفني على منصب رئاسة الحكومة المقبلة، يتمحور السؤال حول أهلية أي من بين هؤلاء الثلاثة ليكون الزعيم القوي الذي سيحل مكان أولمرت وبحسب آخر استطلاعات للرأي حصل بنيامين نتنياهو زعيم تكتل الليكود على نسبة 36% من رأي الجمهور الإسرائيلي، وهذه النسبة الأوفر حظاً لكسب الصراع على السلطة.
بينما إيهود باراك حقق 17% من الأصوات في حين أنه يتحرك ضمن خطة تسعى لشق «كاديما» ونقل الجناح اليساري فيه «برئاسة ليفني دون موفاز وديختر» إليه ويطمح وزير الدفاع الإسرائيلي أيهود باراك بالتوجه إلى «الانتخابات القادمة من خلال الاتحاد بين حزبين ينضويان تحت بطاقة واحدة» على أمل الحصول على مقاعد أكثر مما سيحصل عليه نتنياهو في تركيبة الحكومة القادمة، كما أنه يتحدث بشكل علني عن هذه الخطة الآن في الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها قريباً ويتحدث البعض من «كاديما» عن هذا الخيار كاحتمال قائم.
وبحسب ما تورده التقارير الإسرائيلية في حال تقرر خضوع أولمرت لفترة علاجية، فسوف تتولى وزيرة الخارجية تسيبي ليفني أعماله وصلاحياته وستمسك بقمة الهرم الرئاسي للحكومة، وهي التي طالبت أولمرت من قبل بالتنحي وتقديم استقالته.
في كل الأحوال، يمكننا القول أن الصراع على السلطة قد بدأ الآن بشكل علني وواضح بين هذه الرؤوس الثلاثة.
المصدر
- مقال:سرطان أولمرت يشعل الصراع على خلافتهالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات