سجون السلطة لا زالت تعج بأنصار حماس والاستدعاءات يومية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث

النائب منصور: سجون السلطة لا زالت تعج بأنصار حماس والاستدعاءات يومية

نابلس– فلسطين الآن– خاص– أكدت النائب عن حركة حماس في المجلس التشريعي منى منصور (أم بكر) أن القضية الفلسطينية تمر بأسوأ مراحلها لا سيما على ضوء الموقف السياسي المتهاوي للسلطة الفلسطينية، وما يصاحب ذلك من تدهور خطير على الصعيد الداخلي في ظل حالة الكبت وقمع الحريات التي تحياها الضفة الغربية المحتلة.

وشددت النائب منصور في حوار خاص عبر الهاتف مع موقع شبكة فلسطين الآن أن القضية الفلسطينية تمر حالياً بأخطر مراحلها، و"أن المشروع الوطني على وشك الانهيار" خاصةً إذا ما استمرت السياسة الفلسطينية على ذات الصورة التي يسير بها محمود عباس.

وجددت أم بكر تأكيدها أن الضفة الغربية تعيش الآن في أجواء بوليسية في ظل استمرار الاعتقالات وعمليات الفصل الوظيفي وكبت الحريات وقمع الرأي الآخر، وأخيراً ملاحقة نواب الشرعية بصورة غير مسبوقة من ذي قبل.

وأبدت النائب منصور رغبتها وأمنيتها بإبرام مصالحة حقيقية بين الفصائل الفلسطينية وتحديداً حركتي فتح وحماس ، مؤكدة على أنها مصلحة عليا للشعب الفلسطيني، وأنها بمثابة الصخرة التي ستتحطم عليها كل المؤامرات سواء الداخلية أو الخارجية.

وفيما يلي نص الحوار..

* لو تحدثينا قليلاً بصورة ملخصة عن أبرز معالم الوضع السياسي الفلسطيني حالياً؟

أولاً: الوضع السياسي سيء جداً، والقضية الفلسطينية تمر بأخطر مراحلها، والمشروع الوطني على وشك الانهيار، ومواقف السلطة الفلسطينية وتصريحات قادتها تبعث على الشك والريبة وعدم الارتياح بالإضافة إلى أن سياستها على الأرض لا تبشر بأي خير.

ثانياً: الأحداث المتلاحقة أثبتت صوابية وصحة توجه الحركة الإسلامية منذ زمن طويل، فزوجي الشهيد جمال منصور رحمه الله سمعته في إحدى المرات عام 1996 يقول: "من الكوارث استمرار المفاوضات في ظل استمرار الاستيطان، لأنه خلال 5 سنوات لن يتبق للفلسطينيين أرضاً يعيشوا فوقها".. وها نحن نرى كيف أن الاستيطان لم يتوقف طوال 17 عاماً، والاحتلال يضرب بعرض الحائط كل الاتفاقات والالتزامات، وبما أن الحديث الآن يدور عن الاستيطان، فإنني أتمنى أن يثبت الموقف الفلسطيني على موقفه بعدم التفاوض ما لم يتوقف الاستيطان بصورة كلية.

ثالثاً: هناك ثقة تامة أن أي مفاوضات بدون أوراق قوة لا يمكن أن تكون ناجحة، ولا شك أن المقاومة هي أقوى هذه الأوراق، علماً أن المقاومة حق مشروع كفلته كل المواثيق السماوية والأرضية لأي شعب يتعرض للاحتلال.

رابعاً: السياسة الأمريكية التي يعول عليها البعض أثبتت أنها سابقاً وحاضراً تكيل بمكيالين، فهي من جانب تعطي الفلسطينيين الوعود والتطمينات، وعلى الجانب الآخر تعطي الاحتلال الصهيوني أفعالاً وخطوات عملية على الأرض، وعليه فإن أوباما ما هو إلا نسخة محدثة عن بوش.


* ماذا بخصوص خطاب محمود عباس وتلويحه بعد الترشح للانتخابات القادمة؟

برأيي أن خطاب عباس يأتي في سياق الموقف الفتحاوي المرتبك، فهم يخرجون في كل يوم بتصريحات ومواقف متناقضة من جانب ومن جانب آخر يعودون عنها في اليوم التالي، وكلنا رأى كيف أنهم كانوا يؤكدون ألا مؤتمر لحركة فتح دون مشاركة أعضاء غزة وكيف أن المؤتمر حدث بدون غزة ، وكلنا رأى كيف أنهم كانوا يصرون ألا مفاوضات دون وقف الاستيطان ثم سرعان ما اجتمعوا مع قادة الاحتلال في واشنطن، والآن نرى أنه صرح بأنه لن يشارك بالانتخابات لكن في المستقبل القريب أعتقد أنه سيعود عن موقفه ويقرر المشاركة بحجة أو بأخرى.


* حذرتي في تصريحات سابقة من تعرض نواب الضفة لعلميات اغتيال.. ما الذي دفعك لمثل هذه التصريحات!؟

الذي دفعني لإصدار مثل هذا التصريح، هو ما نعايشه في الوقت الراهن من أفعال وتصرفات وممارسات من أجهزة السلطة تجعلنا نعتقد كل شيء، فعملية الملاحقة من جانب أجهزة السلطة لنواب كتلة التغيير والإصلاح لم تتوقف طوال السنوات الثلاث السابقة، إلا أن وتيرتها في الأسابيع الأخيرة ازدادت بصورة ملحوظة ومثيرة للاستغراب، وهو ما دفعنا لتحذير كل الجهات، وألقينا بالمسؤولية الكاملة على أجهزة السلطة في حال تعرض أي نائب منا لأي أذى.


* هل لكِ أن تذكري لنا أبرز هذه الممارسات التي تتعرضون لها!؟

لعل أبرز هذه الممارسات ما درجت عليه أجهزة السلطة قبل نحو أسبوعين من عملية مراقبة حثيثة ومكثفة لمكاتبنا ومنازلنا وسياراتنا، حتى وصل بهم الحال لتصويرنا في عرض الشارع بصورة علنية وأمام الجميع، وتصوير أبنائنا عند خروجهم من المنازل، وتصوير سياراتنا بمجرد ركوبنا فيها، وملاحقتنا أينما نذهب، وسؤال بعض جيراننا عن معلومات شخصية تتعلق بنا... ودعني أضرب لكم مثالاً للدلالة على حجم ما نتعرض له...

قبل بضعة أيام وبينما كنا نجلس داخل مكتبنا في بناية "البيان" برفيديا فوجئنا بأربعة مسلحين يدخلون إلى المكتب، ويتجولون به بصورة استعراضية، وقمت لهم على الفور، وسألتهم ألا تعلمون أين داخلون! فردوا أنهم يعرفون، قلت لهم وماذا تفعلون!؟ فأجابوا بكل استخفاف "قاعدين بنكزدر"، ثم رفع أحدهم جواله وأخذ يتكلم ويقول: نعم إنهم موجودين لكن ليس الآن!!!

لذلك فإننا حذرنا ونحذر من هذه الممارسات الخطيرة والمريبة والتي تجعلنا نفترض أسوء الاحتمالات في الفترة القادمة، هذا بالإضافة إلى أهداف أخرى تسعى أجهزة السلطة لتحقيقها من هذه التصرفات لعل أبرزها زرع الخوف والرعب في قلوب الناس التي تريد مراجعتنا في مكاتبنا والتحدث لنا عن همومهم ومشاكلهم، علما أنهم يصورون أيضا كل من يدخل لمكتبنا أو يخرج منه من عامة الناس!!!


* ماذا بخصوص المعتقلين في الضفة الغربية!؟

لا زالت سجون السلطة تعج بالمئات من أبناء حماس في مختلف مدن الضفة الغربية، والبلاغات التي تصل لأنصار حماس أو حتى المؤيدين لهم هي بالعشرات يوميا، وكذلك من يفرج عنه عليه أن يقابل بصورة دورية ومستمرة، فبضعهم يقابل يوميا، وبعضهم مرتين في الأسبوع، وأما الحد الأدنى فهو مرة أو مرتين في أسبوعياً.


* وما هو دوركم في قضية المعتقلين!؟ وماذا عن عمليات التعذيب داخل السجون!؟

كل ما نستطيع فعله لهؤلاء المعتقلين هو متابعة المؤسسات الحقوقية التي نقدر دورها الكبير في محاولاتها الحد من ظاهرة الاعتقال السياسي، وبالفعل فقد نجحنا في الآونة الأخيرة بالتعاون مع المؤسسات الحقوقية من رفع دعوات وقضايا لمحكمة العدل العليا التي أصدرت قرارات للإفراج عن عشرات المعتقلين السياسيين، وبعد تلكؤ ومماطلة بدأت أجهزة السلطة مؤخراً بتطبيق هذه القرارات والإفراج عمن يصدر بحقه قرارا بالإفراج.

وأما بخصوص التعذيب داخل السجون، فإننا قبل نحو شهر فقط بدأنا نلاحظ أن عمليات التعذيب والإجرام التي كانت تمارس بحق المعتقلين في السجون قد خفت كثيراً على ضوء الجهود الجبارة للمؤسسات الحقوقية، لكنني في الوقت ذاته أؤكد أن عمليات التعذيب لم تتوقف بل هي مستمرة بوتيرة أقل وخاصة في المقرات التي يمكث فيها المعتقل لبضعة أيام قبل نقله إلى السجون. وكذلك فإنني أنوه إلى أن عمليات التعذيب الجسدي هي التي خفت، أما بخصوص التعذيب النفسي فإنه مستمر بصورة كبيرة، كالعزل الانفرادي داخل زنازين مظلمة وتفتقد لكل مقومات الحياة البشرية، والتهديد بالضرب، ومنع الزيارة... إلى غير ذلك من الأساليب الممنوعة دوليا.


* هل لا زالت عملية الفصل الوظيفي مستمرة في الضفة؟

بالتأكيد عمليات الفصل الوظيفي على خلفية الانتماء السياسي لم تتوقف طوال الفترة السابقة، بل على العكس تزداد وتيرتها يوما بعد يوم، وما يصلنا من شكاوى أو إلى المؤسسات الحقوقية ما هو إلا النذر النذير، ويمكننا بناء على الإحصائيات التي لدينا أن نؤكد أن عمليات الفصل الوظيفي هي بالمئات شهرياً.

والأدهى من ذلك كله، أن عمليات الفصل امتدت من المؤسسات الحكومية ثم إلى المؤسسات الخاصة كالمدارس الإسلامية مثلا، وأخيراً وصل بهم الحال لتهديد أصحاب المصانع والشركات التجارية وغيرها بأنهم إذا وظفوا أشخاصا من حماس فإنهم سيفقدون الخدمات المقدمة من جانب السلطة، وقد حضر لنا أشخاص اضطر أرباب العمل للاستغناء عنهم بعد التهديدات التي تلقوها من جانب الأجهزة الأمنية.


* ما هي تداعيات عمليات الفصل الوظيفي؟

لا شك أن تداعيات عمليات الفصل الوظيفي خطيرة جدا وكثيرة وتمس كل مناحي المجتمع الفلسطيني، فهي أولا تشكل خسارة للعقول والكفاءات العلمية، ولها انعكاسات نفسية واجتماعية، والأهم من ذلك كله أن الأجهزة الأمنية تحارب الناس في لقمة عيشهم وقوت أطفالهم، وتقتل روح الإبداع، وتدفع بالشباب إلى الهجرة بحثا عن مصدر رزق لهم.


* هل أسدل الستار على باب المصالحة! أم لا زال هناك أمل!؟

بخصوص المصالحة الوطنية لم يغلق الباب، وآخر المعلومات الواردة لنا أن مصر وافقت على استقابل وفد من حماس في القاهرة، والحديث الآن يدور عن ملحق تتم إضافته للورقة المصرية، وأما سبب إصرارنا على عدم التوقيع على الورقة المصرية فهناك نقاط متعددة، وسأضرب لكم مثالا واحداً.

فمثلاً: في الورقة المصرية التي تم الاتفاق عليها، كان هناك بند يقول: "تعويض المتضررين على خلفية الانقسام"، لكننا وجدنا أن هذا البند تغير في الورقة المطلوب منا التوقيع عليها، وأصبح "تعويض المتضررين على خلفية الانقسام إن أمكن"، فهذا التلاعب رغم بساطته من حيث الصياغة إلا أن له أثار كبيرة جدا على أرض الواقع، فهو يعني على سبيل المثال أن من تم فصله من وظيفته بسبب الانقسام، يمكن ألا يعود إلى وظيفته لأنه قد تم استبدال آخر مكانه وبالتالي لا توجد إمكانية لعودته!!!! ولذلك نحن كان موقفنا واضح، نريد أن تكون ورقة الاتفاق واضحة لا لبس فيها بعيدا عن أي ألفاظ أو تلاعب بالكلمات يؤدي في مجملها إلى فشل الاتفاق عند تطبيقه على أرض الواقع.


* هل من كلمة أخيرة!؟

أتمنى في الختام أن ينتهي هذا الانقسام المدمر، وأن يلتئم الجرح الفلسطيني، وأن تضمد الجراح، وأن يبرم اتفاق مصالحة حقيقية باعتبارها مصلحة عليا لشعبنا الفلسطيني، فالمستفيد الوحيد من استمرار الانقسام هو الاحتلال، وأقول لحركة فتح لقد فاوضتم الاحتلال 17 سنة فهل استكثرتم الآن أن تفاوضوا إخوانكم في حماس لبضع ساعات أو أيام أخرى فيما يتعلق بالورقة المصرية، فالمطلوب منا الآن أن نصبر على بعضنا البعض، وألا يكون هناك فيتو بيننا، والأصل بنا أن نكون كجسد واحد حتى نتغلب على الاحتلال الذي يتربص بنا ويمكر بنا ويتحين الفرص للانقضاض علينا.


المصدر:فلسطين الأن