زيارة المستشار حسن الهضيبي للشام عام 1954م

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
زيارة المستشار حسن الهضيبي للشام عام 1954م

موقع إخوان ويكي (ويكيبيديا الإخوان المسلمين)

مقدمة

لقد تولى المستشار حسن الهضيبي مهمة الإرشاد في جماعة الإخوان عام 1951م، وظل يسير على نهج الإمام البنا في تربية الإخوان بالرغم من تغيير الظروف والواقع، وبعدما قامت ثورة 23 يوليو 1952م وشارك فيها الإخوان، تغيرت الوجوه الحاكمة حيث كان الجميع يبنى أمالاً على إرساء مبادئ الديمقراطية وإطلاق الحريات في ظل الحكم الجديدة، غير أنه لم يتغير شئ بل قيدت الحريات أكثر من العهد الملكي، بل زج بالمطالبين بها في آتون السجون.

شهد عام 1954م أحداثا كبيرة مثل حل جماعة الإخوان المسلمين في يناير واعتقال قادتها، ثم ثورة الشعب في مارس من نفس العام والتى أعادت محمد نجيب لمكانه في رياسة الجمهورية، ثم توقيع معاهدة الجلاء بين مصر وبريطانيا وهذه المعاهدة كان لها أثارا سلبية جعلت المستشار الهضيبي يكتب لرئيس الجمهورية وجمال عبد الناصر ينتقد هذه المعاهدة مما دفع عبد الناصر أن يكن البغضاء للهضيبي.

ومما كتبه في نقد الاتفاقية:

في 31 يوليو نشرت صحيفة بيروتية بأحرف ضخمة وعناوين بارزة رأي المرشد العام في الاتفاقية .. والنقاط الأساسية في هذا النقد هي ما يلي :

  • 1 – كان المفروض أن ينتهي أجل معاهدة 1936 بعد أقل من عامين .. وإذ ذاك كان علي بريطانيا أن تجلو عن القاعدة ، وأن تتركها دون أساس قانوني يمكنها من العودة إليها فيما بعد – أما المعاهدة الجديدة فتمنحها هذا الحق باشتمالها علي مادة تسمح بإعادة تشغيل القاعدة في حالة حدوث أي اعتداء علي أي دولة عربية أو علي تركيا .
  • 2 – المادة التي تسمح بإعادة تنشيط القاعدة في حالة الاعتداء علي تركيا تربط مصر والدول العربية بتركيا وبالتالي تربطهم جميعًا بالمعسكر الغربي .
  • 3 – الفقرة التي تسمح لبريطانيا بصيانة القواعد الجوية تمثل تهديدًا لمصر . وهي علي المدى الطويل أداة لدوام السيطرة .
  • 4 – المدنيون الذين سيناط بهم المساعدة في تشغيل المعدات هم بطبيعة الحال شخصيات عسكرية في ثياب مدنية .
  • 5 – جددت الاتفاقية أجل المعاهدة 1936 لفترة خمس سنوات أخرى ، وسمحت بإجراء تشاور لمراجعة الموقف عند انتهاء فترة العمل بها ، وهو نفس النوع من البنود التي تكفل في الواقع الاستمرار الدائم لمعاهدة 1936 .
وقد طلب المرشد العام أن أي اتفاقية بين مصر وحكومة أجنبية ينبغي أن تعرض علي برلمان منتخب بإرادة حرة يمثل إرادة الشعب المصري ، وعلي صحافة متحررة من الرقابة وتملك حرية المناقشة.

يقول الأستاذ محمود عبد الحليم:

في تهيئه لإنجاز اتفاقية للجلاء يحرز بها تعسرًا نصرًا يكون له رصيدًا سياسيًا يقربه إلي نفوس الشعب – وضع خطة يضمن بها تقليم أظافر الإخوان فحال بينهم وبين جميع وسائل التعبير عن الرأي ، وأخذ يتحرش بهم فيعتقل بين يوم وآخر عددًا من شبابهم من النظام الخاص ذوى النشاط في القاهرة ، ويسلط عليهم جهازه الإجرامي – البوليس الحربي – الذي يرأسه أحمد أنور ، وصار كل يوم يزيد من عدد المعتقلين من هذا النوع من الشباب ويزيد من ألوان التعذيب .. كل هذا آملاً في أن يشغل الإخوان بأنفسهم فلا يجدون جهدًا ولا وقتًا للنظر فيما سوي ذلك من الأمور السياسية . وكان في هذه الأثناء جادًا في أسباب الوصول مع الانجليز إلي اتفاقية . وكلما قطعت المفاوضات مرحلة من المراحل زاد ضغطه علي الإخوان وتحرشه بهم ، وكان في حسبانه أنه حتى تصل هذه المفاوضات إلي نهايتها وتنجز الاتفاقية يكون الضغط والتحرش قد قطع أنفاسهم فلا يقوون علي نقد هذه المعاهدة إلا همسًا وأين لهم من وسائل إعلام تنشر همسهم.

ويضيف محمود عبد الحليم:

ولا أعتقد أن نقد اتفاقية يراد إبرامها بين دولة وأخري ، هذا النقد الموضوعي مما يثير شجنًا أو يبعث ضغنًا أو يعتبر انتهاكًا لكرامة حكومة .. فالمفروض أن الحكومات ليست معصومة من الخطأ ، وأن النقد الموضوعي من حق أي مواطن إن لم يكن من واجباته ، ولكن الذي حدث هو أن عبد الناصر اعتبر هذا النقد كبيرة الكبائر ، وهجومًا عليه بسلاح بتار في مقتل . وقد يكون لعبد الناصر بعض الحذر من وجهة نظره فهو حاكم لا رصيد له من قاعدة شعبية ولا إنجاز سياسي ، وهذا هو العمل السياسي الوحيد الذي يريد أن يكون له رصيدًا ، فمهاجمته فيه يعتبرها بمثابة القضاء عليه سياسيًا . هذا من وجهة نظره ولكن من الوجهة مرفوضة شكلاً وموضوعًا لأن الاتفاقيات تمس كل فرد من أفراد الشعب فلكل فرد أن ينقدها وأن يعلن وجهة نظره فيها – ولا أنسي أيام تم الاتفاق علي أسس معاهدة 1936 ولم يكن الذي قام بالمفاوضة في شأنها فرد ولا حزب بل مجموعة من الزعماء .. ومع ذلك فقد امتلأت الصحف بمقالات ضافية في نقدها واستمر هذا النقد فترة طويلة ، ومع ذلك لم يغضب الحكام ولا المفاوضون بل انتفعوا بكثير مما جاء في هذا النقد وكان ذلك سببًا في تعديل بنودها حتى صارت أقل إضرارًا بالبلاد . فماذا كان يضير عبد الناصر أن يتقبل هذا النقد كما تقبله سابقوه وأن يطلق للصحافة الحرية في نقدها هي الأخرى ويستخرج من هذا النقد ما يواجه به الانجليز لتعديل الاتفاقية كما فعل سابقوه ؟ .. ولكن يبدو أنه كان متفهمًا موقفه فهو ليس كسابقيه فهو ليس كسابقيه فهو لا يمثل حزبًا ولا كتلة شعبية ويعرف أن الانجليز يعرفون ذلك .. فلابد أن يرضي بالقليل ولابد أن يوهم الشعب بأن هذا القليل هو الكثير الذي يريده المواطنون.
ففي أثناء التوقيع بالحرف الأولى على المعاهدة في أغسطس من عام 1954م على أن يكون التوقيع النهائي في 19/ 10 من نفس العام، كان المستشار حسن الهضيبي في زيارة لبعض الأقطار العربية وحينما علم بها أرسل ملاحظاته لرئيس الجمهورية ورئيس الوزراء.


الإنطلاق

استهل المستشار الهضيبي زيارته بفلسطين، حيث يصف محمود عبد الحليم ذلك بقوله:

غادر مصر في النصف الأخير من شهر يونيه 1954 وزار فلسطين وتناول طعام الغداء علي مائدة الأنبا ياكوريوس مطران النصارى . وفي أثناء تجواله في لبنان وسورية وفي 27 يوليه سنة 1954 أعلنت حكومتا مصر وبريطانيا موافقتهما علي رءوس موضوعات اتفاق لمعاهدة جديدة تسوي النزاع الانجليزي المصري.


الرحلة

المستشار حسن الهضيبي ومستقبليه في سوريا

سافر المستشار الهضيبي فزار الأردن وسوريا ولبنان، يقول هاشم عزام في شبكة اللواء الإخبارية:

زار الأردن صيف عام 1954م فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين حسن الهضيبي ومن ضمن زيارته قام بزيارة مخيم عقبة جبر في اريحا، حيث تفقد جمعية البر بأبناء الشهداء وشعبة الإخوان المسلمين وزار ضريح مؤسس الجمعية والشعبة المرحوم زكي سعيد، ثم تناول طعام الغداء مع أبناء الشهداء وإدارة الشعبة وبعض وجهاء مخيم عقبة جبر وكان طعام الغداء الأكلة الفلسطينية المشهورة المفتول وقامت بصناعة هذا الطعام الوالدة رحمها الله مع بعض النسوة.

ويقول عباس السيسي في كتاب في قافلة الإخوان المسلمين:

  • فقد جاء في مجلة ( الإخوان المسلمون) السنة الأولي العدد العاشر 22 ذي القعدة 1373 الموافق 22 من يوليو 1954 – وصفا لرحلة الأستاذ المرشد تجنزئ منه هذه السطور .
  • خرج من دمشق وفد الجماعة الرسمي الذي ذهب لمرافقة فضيلة الأستاذ المرشد في لبنان مؤلفا من فضيلة المراقب العام الدكتور السباعي والأمين العام الأستاذ أديب صالح وأعضاء المكتب ورئيس مركز دمشق والإخوان – وعند الحدود السورية كان وفد رابطة العلماء والتمدن الإسلامي والجمعيات الإسلامية ورئيس مركز حلب ورئيس مركز درعا وفد مركز حماة .
  • وعندما بلغا دمشق نزل فضيلة المرشد ليستقبل المهنئين في قاعة الجمعية الغراء الكبرى وقد جاءت تسلم عليه من جميع المحافظات وفود الإخوان و في المساء أقيم حفل في الدار نفسها فلم ينفض حتى انتصف الليل .
  • وقام الأستاذ المرشد بزيارة القصر الجمهورية وسجل اسمه في سجل التشريفات تم تشرف بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية لمدة نصف ساعة وزار أرضا دولة الأستاذ سعيد الغزي رئيس مجلس الوزراء .
  • اعتذرت حكومة العراق عن قبول زيارة الأستاذ المرشد وتعللت بتأجيل الزيارة لرحلة أخري .
  • استعرض فضيلة المرشد فرق الفتوة للإخوان في سوريا وقد خرجت فرقها لاستقباله خارج دمشق.
  • توجه الأستاذ المرشد إلى الأردن وقام بزيارة جلالة الملك حسين في القصر الملكي .
  • وقام بزيارة صور باهر وبيت لحم وقري الخطوط الأمامية في لواء الخليل وتناول طعام الغذاء على مائدة الأنبا يا كوربوس مطران الأقباط – وأدي صلاة الجمعة بالمسجد الأقصي المبارك .
  • وزار بعد بعد ذلك نابلس ومنطقتها يرافقه عدد من الضيوف كما زار خلال يومين جنين وطولكرم وقلقيلية وغيتا والخطوط الأمامية .
  • كما زار الزرقا وجرش والكرك ومعان ومؤتة – مكان الغزوة الإسلامية بقيادة الصحابة الأجلاء زيد بن حارثة وجعفر بن ابي طالب وعبد الله بن رواحه رضي الله عنهم .

ومن كلمات الأستاذ المرشد في هذه الرحلة الهامة :

لقد زرت فلسطين ووجدت أشياء تحزن النفس ووجدت أشياء تسر – وأما الذي يحزن فهو الاستكانة التي رانت على القلوب فلم نعمل شيئا من أجل فلسطين منذ عهد هدنة رودس حتى الآن . وقال : لقد أصبحت ( فلسطين ) ( إسرائيلي المزعومة ) حقيقة قائمة وأخشي أن أقول أننا نحن أصبحنا مزعومين . إن الدول العربية مشغولة بنفسها وإسرائيل ماضية في عملها .
وقال إن هذا الواقع الأليم جرح عميق في قلوبنا وليس من دواء له إلا الحديد والنار – لا تنتظروا من الحكومات الأجنبية مثل انجلترا وأمريكا شيئا فاعتمدوا على الله ثم على أنفسكم

كما يضيف عصام العطار قوله:

زرت الأستاذ القليني في بيت محمد كامل التونسي وكان مريضاً ممدداً على السرير متورم الأطراف مصفر الوجه بادي الإعياء. وذهبت بعد ذلك بأيام لزيارة الأستاذ المرشد حسن الهضيبي في بلودان أثناء زيارته التاريخية لسوريا سنة 1954 م فسألني: كيف حال الأستاذ القليبي؟ فأخبرته باشتداد المرض عليه، فقال: إذا رجعت إلى دمشق فأبلغه سلامي وقل له على لساني: إن المسلمين لا يريدون منك الآن إلا أن تهتم بصحتك وزرته في المستشفى الجراحي في (دوما) وقد نقلوه إليه لاشتداد المرض، وأبلغته سلام المرشد الهضيبي وأنه حملني إليه رسالة.. قال: وما هي؟ قلت: إنه يقول لك: إن المسلمين لا يريدون منك الآن إلا أن تهتم بصحتك وتترك ما تقوم به. فانتفض انتفاضة شديدة وقال: وما هي فائدة حياتي وصحتي إذا لم أؤد حق الله عليّ وأقم بواجبي.
وخلال زيارة أ/ حسن الهضيبي أسس المكتب التنفيذي للإخوان المسلمين في البلاد العربية وكان يمثل سورية فيه بشكل طبيعي الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي ومعه عصام العطار.

ويقول فتحي يكن تحت عنوان (زيارة المرحوم الأستاذ حسن الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين إلى لبنان عام 1954):

زار المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ حسن الهضيبي مدينة طرابلس حيث ألقى محاضرة في مركز جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية ..
كلف رئيس الجمعية في تلك الفترة الشيخ صلاح الدين أبو علي رئس البعثة الأزهرية في لبنان ، المرحوم الدكتور " صبحي الصالح " بتقديم المرشد العام للحضور، وكان يرافق الأستاذ المرشد في جولته تلك " المرحوم صالح أبو رقيق "
القى فضيلة المرشد العام كلمة مطولة تناول فيها الأوضاع العامة التي تمر بها بالبلاد في أعقاب هزيمة عام 1945 والانقلاب الذي قاده محمد نجيب ضد الملك فاروق بدعم من جماعة الإخوان المسلمين ، كما تحدث عن لقاءاته مع المسئولين في المملكة العربية السعودية ، ودعا إلى تكاتف العرب والمسلمين ، والى اعتماد الإسلام منهجا لحياة المسلمين .
أذكر أنني وبعض الإخوة رافقناه في جولة قام بها على المؤسسات الإسلامية في المدينة كان منها " كلية التربية والتعليم " وخلال التقاط بعض الصور الفوتوغرافية ابتدر المصور الأستاذ المرشد قائلا :" أرجو من فضيلتكم الانحناء قليلا لتظهر الصورة كاملة " فما كان من فضيلته إلا أن أجابه باللهجة المصرية وعلى الفور : [ ما تعود تش ] أي أنني لم اتعود الانحناء إلا إلى رب العالمين .

ويقول العقيل:

في عام 1954م عقد المؤتمر الإسلامي المسيحي في بحمدون بلبنان، وشارك فيه السباعي للرد على أعداء الإسلام من المستشرقين والصليبيين، كما حضر الاجتماع الذي دعا إليه الأستاذ حسن الهضيبي ـ المرشد الثاني للإخوان المسلمين ـ في لبنان، حيث ضم قادة الإخوان المسلمين في البلاد العربية، والذي حضره من مصر مع الأستاذ الهضيبي كل من: عبد الحكيم عابدين وسعيد رمضان وصالح أبو رقيق ومنير الدلة، ومن سورية مصطفى السباعي، ومن الأردن محمد عبد الرحمن خليفة، ومـن الســــودان علي طالب الله، ومن العراق محمد محمود الصواف، ومن الكويت عبد العزيز المطوع

ويقول جابر رزق في كتاب الإخوان والمؤامرة على سوريا:

وقد أقيم عام 1954 فى مدينة حمص مخيم ضخم للإخوان حضره المرحوم حسن الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين فى مصر وجاءت هذه الزيارة لسوريا قبل محنة الإخوان فى مصر بشهور قليلة حتى إن الإخوان المسلمين فى سوريا نصحوا المرحوم الأستاذ حسن الهضيبي بعدم العودة إلى مصر بعد أن بدت الغيوم تتجمع فى سماء العلاقات بين رجال الانقلاب وقيادات الإخوان فى مصر ولكن الأستاذ الهضيبي عليه رحمه الله رفض هذه النصيحة وأصر على العودة إلى القاهرة ليكون على رأس الجماعة فى مواجهة العسكرين عام الإخوان المسلمين على مستوي مصر والعالم كله لسوريا ذات أثر كبير فى دفع الأحداث فقد كشفت عن قوة الإخوان المسلمين فى سوريا وعن التجاوب العميق الذي يربط الشعب السوري بالإخوان المسلمين وأظهرت الإخوان فى صورة التحدي السافر للتيار اليساري يحمل لواءه !! لقد استقلت سوريا الأستاذ الهضيبي عن بكرة أبيها وكان فى استقباله المسيحيون أنفسهم وكانت فرصة عبر فيها المسلمون المضيق عليهم عن عواطفهم الإسلامية الكامنة فى الأعماق وعن وجودهم وتجاوبهم مع الحركة الإسلامية بصورة أذهلت الخصوم وكشفت النقاب عن كمون القوة الإسلامية فى الشعب السوري وأنه لا يزال مستمسكا بعقيدته وبإسلامه وعندما تتاح له أسباب التحريك يظهر على حقيقته بحميته الإسلامية الأصيلة والعميقة فى مدينة حماة خرج المطران وزعماء الطائفة المسيحية ورجال الكنيسة هناك يستقبلون المرشد العام للإخوان المسلمين الذي أكد لهم تسامح وأهداف الحركة الإسلامية التي تضمن لهم حقوقهم وتضمن لهم حرياتهم ودعوة الإخوان المسلمين تمثل العودة إلى الإسلام الذي ضمن بنصوصه بواقعه التاريخي البقاء لهذه الأقليات وأعطاها حريتها حقوقها وأمورها الخاصة ولولا الإسلام ما بقيت هذه الأقليات , وأن بقاء الإخوان المسلمين وبقاء الحركة الإسلامية قوية ينطوي ذلك على الحفاظ على الأقلية المسيحية!! هذا ما كان يدركه زعماء الطائفة المسيحية فى سوريا أما المتعصبون منهم الذين لا تتجاوز نظرتهم أنوفهم فلا شك أنهم يراهنون لضرب الحركة الإسلامية لأنهم ينظرون بمنظار الخصومة للإسلام دون أن يفطنوا إلى ما يفطن إليه عقلاء المسيحية من أن القضاء على الإسلام فيه قضاء على المسيحية ما عاشت إلا فى ظل قوة الإسلام حينما كان الإسلام قويا فى نفوس المسلمين وفى ظل قوة الإسلام حينما استطاعت المسيحية أن تبقي فى بلاد الإسلام كل هذه القرون ).
لقد كان فى استقبال المرشد العام للإخوان المسلمين الذي استقبل به فى سوريا ما أثار حفيظة أعداء الإسلام وعملائهم . وقد كتب يحذر فيه من أنه إذا استمر الوضع فى سوريا على ما هو عليه فسوف يصل الإخوان المسلمون إلى الحكم فى غضون خمس سنوات !!.
وأحست التنظيمات والأحزاب اليسارية والقومية بهذا الخطر الذي يهددهم ويتمثل فى جماعة الإخوان المسلمين فأخذوا يتكتلون ضد الإخوان ويحيكون الخطط والمؤامرات ضدهم وبدأت الأيدي الخفية تنسج خيوطها حول سوريا فسيقت سوقا بفعل مسلسل الانقلابات الرهيب الذي لم تشاهد دولة عربية أخري مثيلا له فى طريق الاشتراكية وتفريغ الشعب السوري من التيار الإسلامي وإجهاض حميته الإسلامية ووضعت الخطط ودبرت المؤامرات وزرع الجواسيس وهيئت الظروف لتمكين الاشتراكيين من حكم سوريا ولعبت الصهيونية دورها وساندتها الصليبية الأمريكية

العودة والمحنة

المستشار حسن الهضيبي ومنير الدلة وصالح أبو رقيق أمام الطائرة للعودة الى مصر


بدأت نذر المحنة تطل برأسها أثناء زيارة المستشار لبلاد الشام حيث بدأت العلاقة بين الإخوان وعبد الناصر تتوتر فنصح الإخوان المستشار الهضيبي بالبقاء وعدم الرجوع إلى مصر فرفض وقال: لو تعرض الإخوان بمصر لمحنة لكان أولى بي أن أكون وسطهم مشاركا لمحنتهم، فعاد من رحلته يوم 22 من أغسطس عام 1954م بعد أن حققت زيارة الشام أهدافها.


كان يشاركه في هذه الرحلة الأستاذ سعيد رمضان والمستشار منير الدلة والأستاذ عبد الحكيم عابدين وصالح أبو رقيق، حيث بقى عبد الحكيم عابدين وسعيد رمضان وعاد الباقون، فكانوا على رأس من اعتقل بعد محنة أكتوبر عام 1954م.


ألبوم صور زيارة الهضيبي للشام

ألبوم صور زيارة المستشار الهضيبي لسوريا عام 1954م


إضغط علي الصورة لتظهر بحجمها الكامل