زيارة السيسي للندن.. رحلة البحث عن شرعية

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
زيارة السيسي للندن.. رحلة البحث عن شرعية


رحلة البحث عن شرعية.jpg

(04/11/2015)

كتب: عبد الله سلامة

يبدأ قائد الانقلاب العسكري عبد الفتاح السيسي زيارة إلى بريطانيا، هي الأولى من نوعها، بعد تأجيل دام عدة شهور؛ حيث أعلنت رئاسة الانقلاب عقب تلقي الدعوة في يونيو الماضي أن تلبية الدعوة ستكون في خلال شهر من حينها، لكن تم التأجيل خوفًا من اعتقال السيسي ومرافقيه بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

اللافت أن تلك الزيارة تأتي علي الرغم من وجود رفض شعبي واسع في بريطانيا، شمل أعضاء مجلس اللوردات البريطاني والعديد من السياسيين والشخصيات العامة، ممن تقدموا بطلب للإلغاء زيارة من قتل شعبة ويعتقل عشرات الآلاف من المعارضين السياسيين، إلا أن الحكومة البريطانية تصر عليها، خاصة في ظل وجود تنسيق صهيوني للزيارة وتمويل إماراتي لها، لمساعدة السيسي في شراء شرعية مقابل توقيع بعض الاستثمارات مع الجانب البريطاني، فضلاً عن محاولة فتح ملف الإخوان.

ويرى مراقبون أن ملف "محاربة الإخوان" يأتي في مقدمة أولويات قائد الانقلاب السيسي خلال زيارته إلى بريطانيا، خاصة مع تكرار إرجاء صدور قرار الحكومة البريطانية بشان الإخوان، والذي كان السيسي وشركاؤه الخليجيون يأملون في أن يحمل وصمًا للإخوان ب"الإرهاب" ، ما ينبني عليه طرد كافة المنتمين للجماعة من الأراضي البريطانية وتسليم المصريين لها، فضلاً عن التضييق عليهم اقتصاديًا في بريطانيا.

ملف"محاربة الإخوان" يحاول السيسي فتحه خلال الزيارة من باب محاربة الإرهاب في المنطقة والذي يعد من أولوياته، وفقًا لما أعلنه علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الانقلاب، فيما يحاول السيسي استغلال إجراء المرحلة الأولى من انتخابات "برلمان الدم" في الترويج لمساعيه لتشكيل برلمان يعبر عن الشعب

إلا أنه يواجه صعوبات كبيرة في هذا الشأن، خاصة في ظل المقاطعة الشعبية الواسعة لهذه الانتخابات، فضلاً عن رفض عدد كبير للنواب البريطانيين لتلك الزيارة واللقاء المرتقب الذي يسعي لعقده مع هؤلاء النواب لإقناعهم بقبول "برلمان العسكر"

الاستثمارات العشوائية مقابل الاستقبال

يظل الإحساس بارتكاب جريمة الانقلاب علي الديمقراطية في مصر، عقدة تلاحق السيسي منذ أكثر من عامين؛ ما يدفعه إلى بذل قصارى جهده بمساعدة أصدقائه الصهاينة والإماراتيين ، من اجل نفي تلك الجريمة والضغط علي عدد من الدول الأوربية الكبرى من اجل استقباله مقابل عقد صفقات اقتصادية وعسكرية معها دون حاجة مصرية لها، كما حدث خلال زيارته لفرنسا وألمانيا وروسيا.

وقال علاء يوسف، المتحدث باسم رئاسة الانقلاب، إن السيسي سيجري عدة لقاءات مع كبريات الشركات البريطانية ومجتمع المال والأعمال، لاستعراض الفرص الاستثمارية الواعدة في مصر، وجذب المزيد من الاستثمارات البريطانية، علما بأن المملكة المتحدة تُعد أكبر مستثمر أجنبي في مصر، حيث تزيد استثماراتها حالياً عن 20 مليار دولار.

وكعادة زياراته الخارجية ، تلاحق السيسي ومرافقيه التظاهرات المناهضة والانتقادات الحقوقية والإعلامية لجرائمه بحق المصريين، حيث ينتظره في لندن تظاهرات حاشدة تندد بالزيارة، فضلاً عن رفض برلماني واسع، وقال عضو حزب العمال، بارونيس هيلينا كنيدي: إن "السيسي مسؤول عن مقتل ما لا يقل عن ألف معارض، ولم يسمح بتقديم الرعاية الطبية لمعتقلين في السجون، وتحولت مصر إلى أحد مراكز داعش بسبب إدارة السيسي القمعية، فهل هذا شخص يمكن دعوته إلى بريطانيا؟"، معربًا عن "رغبته في رؤية حماية أكبر للحقوق الدستورية وحرية التعبير في مصر".

المصدر