زوار الفجر اقتحموا منازل الطلاب بهمجية لترويع أهاليهم في الأقاليم

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
زوار الفجر اقتحموا منازل الطلاب بهمجية لترويع أهاليهم في الأقاليم


  • أولياء الأمور: أبناؤنا ليسوا مجرمين والناس كلها تشهد بأخلاقهم
  • والد "صهيب": ما نحن فيه شرف يتمناه أي أب

حكايات حزينة رواها أهالي طلاب جامعة الأزهر المعتقلين مؤخرًا، تداخلت فيها مشاعر الحزن والقلق على مصير مائة وأربعين طالبًا تمَّ اعتقالهم بكل قسوةٍ من داخل جامعتهم، خاصةً وأنهم على أبواب الامتحانات؛ بل إنَّ كثيرًا منهم بدأت امتحاناتهم العملية الخاصة، وسواء كان الاعتقال من داخل المدينة الجامعية أو من منازل وبيوت الطلاب فإن ردَّ فعل الأهالي كان واحدًا، بل كانت لهم دعوةٌ واحدةٌ ونداءٌ واحدٌ ليست للبشر ولكنها لربِّ البشر؛ وهي "حسبنا الله ونعم الوكيل".

وإن كانت المشاعر والكلمات اختلطت ببكاءِ الأمهات، فإنني شعرتُ بصمودٍ وتحدٍّ من أهالي المعتقلين الذين تساءلوا جميعًا: هل ما حدث يحتاج لهذا الردِّ العنيف من الحكومة؛ بل إنَّ بعضهم قال إنَّ الحكومةَ عندما فشلت في مواجهةِ الإخوان لم تجد ردًّا على هذا الفشل إلا باعتقالِ الطلاب بأسلوبٍ همجي عنيفٍ؛

حيث تمَّت محاصرة مدينة الصفا الجامعية والتي يُطلق عليها الطلاب لقب "مدينة المستبعدين أمنيًّا" بأكثر من 30 سيارةً تحمل أكثر من 1400 ضابطٍ وعسكري وأيقظوهم بالرشاشاتِ واقتادوا 180 منهم بملابس النوم؛ رغم أنهم لم يسرقوا أموال مصر أو يحرقوا قطارات أو يغرقوا عبَّارات، ولكنهم كانوا يريدون ممارسة حقهم الطبيعي فحسب، ووجَّهت لهم تهمة إثارة القاعدة الطلابية!!.. فهل سمعوا همس أحزان تلك الأمهات وصرخات الآباء واستغاثات الأشقاء؟.

في البداية قال والد الطالب صهيب شوكت الملط- رئيس الاتحاد الحر وأول دفعته بكلية الطب- المحامي شوكت الملط عضو مجلس نقابة المحامين: فُوجئت في الساعة الثالثة والربع فجر الخميس بجحافل قوات الأمن تحمل رشاشات و3 سيارات شرطة وأخذوا يطرقون البوابة الخارجية للمنزل، حيث يصعب اقتحامه، وقد دخل البيت حوالي 15 إلى 20 عسكريًّا وضابطًا؛

ويقول إنَّ الغريبَ أنهم كانوا قد قبضوا على نجله في المدينة بالفعل!! فاستمهلتهم حتى ترتدي الفتيات حجابهن، ثم أخذوا يفتشون ويأخذون كل شيء، فأخذوا أوراقًا خاصة مثل البطاقة العائلية!! وأخذوا الكمبيوتر الخاص بي وجميع الأسطوانات، وأخذوا كل الكتب الموجودة وهي علمية، فمنها كتب قانونية خاصة بي وكتب تخص أخا صهيب، وهو طالب بالهندسة وكتب طبية تخص صهيب!!، ويضيف والد صهيب أنَّ هذا التفزيع أدَّى إلى حالة انهيار عصبي تام لوالدته.

وأكمل قائلاً: "إنَّ هذا العرضَ المسرحي كان عبارة عن فقرة رياضية تمثيلية في حفلة مدتها 6 ساعاتٍ، فتركوا الست ساعات وأمسكوا في الخمس دقائق"!!، ثم استنكر قائلاً: حتى بمعيارٍ موضوعي هم شرف لمصر كلها؛ لأنَّ العرضَ هو عرض رياضي والرياضة تبعد عن الانحراف وتقوي الذهن، فضلاً عن أنه تغييرٌ لثقافةِ المجتمع الذي لا يهتم بالرياضة، وهي أفضل من أن يرتدي الطلاب والشباب "الانسيالات" ويصاحبون الفتيات.

وينتمي "صهيب" إلي أسرة لا تخفي أبداً انتماءها إلي جماعة الإخوان المسلمين، فالأب ينتمي إلي الجماعة، وابن عم الأب هو إبراهيم عساف الملط أحد الضباط الأحرار الذين كان ولاؤهم الأساسي للإخوان، وعم الأب هو المرحوم الدكتور أحمد الملط نائب فضيلة المرشد العام الأسبق، وهو يمثل النموذج والمثل الأعلي لـ"صهيب شوكت الملط" ، كما قال لنا والده.

وقد صرح والد صهيب في التحقيق الذي أجرته معه جريدة المصري اليوم حول اعتقال صهيب بالقول : "مانحن فيه الآن شرف يتمناه أي أب". وعن الإجراءات التي اتخذها للإفراج عن ابنه قال الاستاذ شومت للصحيفة : أي إجراءات ستتم لن تكون بهدف الإفراج عن ابني فقط وإنما عن جميع الطلبة الذين تم اعتقالهم، فهم لم يفعلوا شيئاً سوي التعبير عن آرائهم، ومحاولة ممارسة حقوقهم في الانضمام لاتحاد الطلبة الذي جعلته إدارة الجامعة حكراً علي المنتمين والموالين لها وللحكومة.

أما والدة " شوكت " فقد نشرت الصحيفة قولها "سألناها إن كانت نادمة علي تشجيعها لابنها لخوض الانتخابات .. فأجابت بالنفي.. وأضافت: صهيب شاب متفوق، ومجاهد، أراه علي الطريق الصحيح وأنا احتسبته عند الله، فهو القادر علي أن يحرسه ويفرج كربه، غير أن الأيام القادمة، خاصة ونحن علي وشك الاحتفال بعيد الأضحي ستكون صعبة علي وعلي كل أم من أمهات الطلبة المعتقلين، هذا إن لم تتخذ الدولة أي إجراء بشأن الإفراج عنهم جميعاً.

أما والد الطالب إبراهيم حسن زغلول بالفرقة الخامسة بكلية الهندسة أيضًا فعندما سألناه عمَّا حدث لنجله بادرنا بقوله: "والله إبراهيم إنسان طيب جدًّا وأخذوه دون ذنب"، ودمعت عينا الرجل الذي اقترب من الستين؛ وهو يقول: "لا ندري ما الذي يحدث في تلك البلد"، أما والدته التي لم تنقطع عن البكاء منذ اعتقال ولدها فقالت بطيبة: "إبراهيم طيب وليس له مثيل ولم يصدر منه طوال حياته شيء أو فعل سيئ وكان متفوقًا جدًّا"، ثم قالت: "لا شأنَ لي بأنه شارك في مظاهرات أنا أريد أن يخرج ابني لأداء امتحاناته".

وروت والدة الطالب كارم السيد أحمد بالفرقة الخامسة بكلية الطب، ملابسات الاعتقال قائلةً: جاءتنا مجموعةٌ من الأشخاص فجر الخميس، وسألوني عن كارم فقلت للضابط: أنت زميله؟ أهلاً يا حبيبي، تعال ادخل من البرد يا ابني!!فقال لي: "إحنا مباحث أمن الدولة"، فقلت لهم: "أهلاً وسهلاً"، فأخذوا يفتشون الشقة ويقلبون في أوراقه وكتبه وأخذوا عددًا منها، وأخبروني في النهاية أنهم اعتقلوا "كارم" من المدينة".

ثم قالت مستنكرةً: "يعني يسيبوا الناس الفاسدين ويقبضوا على الأولاد المؤدبين!!"، وعندما سألناها عن العرضِ الرياضي وهل كان كارم يمارس هذه الرياضات قالت إن ابنها لم يكن يمارس رياضة ولا غير الرياضة، فهو متفوق ومهتم بدراسته، كما أنَّ موضوع العرض أو المظاهرات لا يستحق كل هذا، وحتى لو غلطوا لا يستحقون هذا العقاب، وأكدت أنها منذ علمت باعتقال ولدها لم تأكل ولم تشرب ولم تنم.

لماذا جحافل الأمن تلك!!

أما شقيق الطالب سعيد رجب سلطان- كلية تربية- فأبدى تعجبه من جحافل الأمن الذين جاءوا في حوالي 6 سيارات أمن مركزي وعربة مصفحة وقوات خاصة!!، شبهها ساخرًا بالمارينز .. وقال إن سعيد هادئ الطباع وأخلاقه عالية بشهادةِ الجميع، كما أنه طالبٌ متفوقٌ ينجح كل سنة بامتياز، وأضاف: إنَّ قوات الأمن اقتحمت غرفة شقيقته وقاموا بتكسير دولابها بحثًا عن أي شيء!! ثم اقتحموا باقي غرف البيت فأيقظوا الأم والأب المسن، دون مراعاةٍ لحرمة البيت!!.

المصدر