زغلول النجار يفرق بين إعجاز القرآن وتفسيره علميا

صدر في القاهرة كتاب جديد للعالم المصري الدكتور زغلول النجار الذي استحوذ على اهتمام قطاع كبير من المصريين في الشهور الأخيرة بأحاديثه عن الإشارات العلمية في القرآن الكريم.
الكتاب صدر تحت عنوان "من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم"، وهو تسجيل لأول حلقتين مع البرنامج التلفزيوني المصري "نور على نور" الذي سبق أن قدم فيه المذيع أحمد فراج الشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي للمشاهدين.
لكن العالم المصري أضاف في الكتاب بعض التوضيحات العلمية لما ذكره في الحوار في محاولة لمساعدة القراء على فهم بعض القضايا العلمية التي تناولها والتي تركزت في غالبيتها على آيات خلق السماء والأرض في القرآن.
والنجار هو أستاذ علوم الأرض بعدد من الجامعات العربية والغربية وزميل الأكاديمية الإسلامية للعلوم وعضو مجلس إدارتها كما أنه يعمل مديرا لمعهد ماركفيلد للدراسات العليا ببريطانيا.
وكان مسؤولو التلفزيون المصري قد أذاعوا هاتين الحلقتين في نهاية العام الماضي وبدايات هذا العام عدة مرات نزولا على رغبة المشاهدين.
ونَظمت جامعات ونقابات وجمعيات مصرية فضلا عن معرض القاهرة الدولي للكتاب ندوات ولقاءات فكرية للنجار جذبت أعدادا غفيرة من المواطنين.
ويفرق العالم المصري في كتابه الذي أصدره الناشر عادل المعلم عن مكتبة الشروق بين مفهومي التفسير العلمي والإعجاز العلمي في القرآن.
ويقول إن "التفسير العلمي يقصد به توظيف كل المعارف المتاحة لحسن فهم الآية القرآنية، وهذه المعارف قد تكون حقائق وقوانين كما قد تكون فروضا ونظريات".
ويضيف أنه لا يجد حرجا من توظيف النظريات "لأن التفسير يبقى محاولة بشرية لحسن الفهم إن أصاب فيها المفسر فله أجران وإن أخطأ فله أجر واحد".
أما الإعجاز العلمي فيراه النجار "موقفا من مواقف التحدي الذي نريد به أن نثبت أن هذا القرآن الذي نزل قبل 1400 سنة على النبي محمد في أمة كان غالبيتها من الأميين يحوي من حقائق هذا الكون ما لم يستطع العلماء إدراكه إلا منذ عشرات قليلة من السنين".
ويضيف "هذا السبق يستلزم توظيف الحقائق ولا يجوز أن توظف فيه الفروض والنظريات إلا في قضية واحدة وهي قضية الخلق والإفناء وإعادة الخلق لأن هذه القضايا لا تخضع للإدراك المباشر للإنسان ومن هنا فإن العلم التجريبي لا يتجاوز فيها مرحلة التنظير".
ويقول النجار في مقدمته "إن الآيات القرآنية المتعلقة بالدين وبركائزه الأربعة وهي العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات جاءت كلها بصيغة محكمة واضحة الدلالة وجلية المعنى، أما الآيات الكونية والتي يزيد عددها على الألف آية صريحة، فقد جاءت بصياغة مجملة معجزة لا يمكن فهمها في الإطار اللغوي فقط بل تحتاج إلى توظيف المعارف العلمية المتاحة".
الكتاب الجديد صدر فيما يزيد قليلا عن مائة صفحة من القطع المتوسط وهو مزود بعدد من الصور التوضيحية الملونة التي تشرح بعض النقاط التي تناولها النجار.
وهذا هو ثاني كتاب يصدر للعالم المصري بعد كتابه "تسبيح الكائنات" الذي صدر قبل شهور عن دار نهضة مصر.
ويقول مسؤولون بالدار إن طبعة الكتاب الأولى نفدت وتم إصدار طبعة ثانية.
المصدر
- مقال:زغلول النجار يفرق بين إعجاز القرآن وتفسيره علميا موقع : الجزيرة نت