زحف الثلوج ..
بقلم : الشيخ . محمود القلعاوى
عضو الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين .
سأل أحمد زوجته منى عن إهمالها لزينتها فكانت إجابتها صادمة له " لا وقت لديها فهى مشغولة بطفلها ، " ، فتركها حزيناً بعدما هددها بزواجة بثانية وقال لها ضمن ما قال " إننى زوجك ولا أريد منك إلا أبسط حقوقي كزوج " ، وكان العجيب رد فعلها فقد أخذت تعامله بلطف ودلال بل ورقة لم يرها من قبل ، وأخذت تهتم به وتعطيه من وقتها أكثر مما كان يحلم به .. وعادت منى الزوجة إلى حبيب قلبها أحمد ..
يزحف الثلج إلى بيوتنا ، فصرت ترى البرودة والثلوج تخيم عليها لا دفء لا عاطفة كل شيىء راتب ممل فيها ، العودة إليها لا لشىء إلا للطعام والمبيت وفقط ، أما السعادة والدفء فلا مكان لهما وسط كل هذه الثلوج ، أيام وتمر ، لا حركة ، لا نبض ، لا عاطفة ، يعود من عمله ليأكل وينام قليلاً ثم يهرول من بيته إلى أصحابه حيث الأنس والراحة ، يفر من بيته كما يفر من الأسد المفترس .. وتيرة واحدة تسير معها وعليها الحياة لا تغير لا تجديد ، الصورة متكررة كل يوم ، هو هو نفس الطعام .. هى هى نفس البرامج التى تشاهد على التلفاز ، هى هى نفس الكلمات المنطوقة ، لا جديد ، حتى الحياة الخاصة صارت راتبة مملة ، أين الحب العظيم والرومانسية الطاغية من الواضح أنهما ذهبا بمرور الزمان .
اعترافات من الواقع ..
تقول إحدى النساءالتي مر على زواجها عشرة أعوام :- " لم يعد زوجي كعادته يدللني ، فيهدي لي وردة حمراء ويضع يده على كتفي بكل رقة وحنان ، ويأخذني إلى أي مكان متى شئتوكيفما أريد ، يا ترى هل هذا مني أم من زوجي ؟ أم ماذا ؟ هل نقصجمالي ؟ إنني لا أزال جميلة فأنا عمري الآن 38 سنة ، أين هذه الابتسامة التي كانت لاتفارق شفتيه ؟ أينالرومانسية التي كنت أفاخر بها زميلاتي في العمل ؟ .. إنني أشاهد في كل يوم أفلاماً تركز على هذه الرومانسية وأقرأ قصصا أحس من خلالها أن الحياة الزوجية جنة ، فأين حياتى من كل هذا ؟! ..... )
لا مفر من التغيير ..
وقد كتبت أ . نجلاء محفوظ :- " ... فالاعتياد والرتابة قد يقتلان الشوق إلى الزوجة في نفس الزوج ، والذكاء يقود إلى التغيير منعًا للملل الزوجي ، حتى لا تمضي الأيام ، وتضعف العلاقة ، ويبدأ الشعور بأنه واجب لابد من أدائه ، وهنا لابد من التوقف وتدبر أهمية عدم المبالغة في الحديث عن الملل في العلاقة الحميمة ، فالحياة الزوجية يمكن أن تزدهر وتتجدد ، ولا بأس بفترات من الملل المؤقت والعابر ، أما إذا زاد الملل وأوشك أن يصبح ظاهرة ، فلا مفرّ من التغيير في كل شيء.. " روشتة ناجعة
واختم بأن التغيير هو كلمة السر ، فالاعتياد والرتابة تقتل الحب والشوق ، والوعي بأن بذل الجهد باستمرار هو ضمان المحافظة على الحب أمر أساسي ، وكم من بيوت تهدمت بعد سنوات طويلة ؛ لأن الزوجين فقدا الحب في الطريق دون أن يشعرا ، ولم يقوما بري زهور المودة والرحمة ؛ فذبلت وماتت ، وفي لحظة ما قد يبحثا عنها ولكن بعد فوات الأوان .
المصدر
- مقال:زحف الثلوج ..موقع:الشبكة الدعوية