روح الثورة تخيم على إفطار إخوان دمياط السنوي
امتزجت أحداث الثورة المصرية مع أفراح رمضان خلال حفل الإفطار السنوي الذي نظَّمه الإخوان المسلمون بدمياط، أمس الجمعة، وغلب عليه روح الشباب بدايةً من الاستقبال والتنظيم والإشراف.
وفي كلمته، أكد الدكتور أحمد البيلي مسئول المكتب الإداري للإخوان المسلمين ب[دمياط]، أن رمضان يجيءُ هذا العامَ في جوٍّ مختلفٍ تمامًا عن سنواتٍ طويلةٍ سبقت، كان اليأسُ والإحباطُ يسيطران فيها على معظمِ بلادِ الإسلامِ وأهلِها، فكنا نستلهمُ منه الصبرَ والعونَ على الصمودِ والتغييرِ، وكنا نستمدُ من نفحاتِه ونتعلمُ من حكمتِهِ وفلسفتِهِ ما ندفعُ به اليأسَ عن النفوسِ، وما ندعو به إلى قوةِ الإرادةِ، وإيجابيةِ التغييرِ، ونبذِ الفرقةِ، والعملِ على وِحدةِ الأمةِ.
وأضاف أن شهر رمضانَ بداية عهدٍ جديدٍ في تاريخِ البشريةِ، يحملُ النور والسلام والأمنَ للناسِ جميعًا، حيث كانت رسالة الإسلام رسالةً لإقامة الدين، وإحياءِ الأمةِ، وبناء الدولة، ومهمتهُا توحيدُ الوجود ِتحتَ لواءِ المبادئِ العليا، والمُثُلِ الساميةِ، والفضائل ِالإنسانيةِ الخالدةِ، وأن تُخرِجَ الناسَ من الظلماتِ إلى النورِ، (الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1)) (إبراهيم).
وتابع: "جاءَ رمضانُ بعطائِهِ الذي لا ينفدُ لمن أرادَ أن يغترفَ منه، جاء لنستمدَ من نفحاتِهِ وبركاتِهِ زادًا لمهمةٍ جديدةٍ مختلفةٍ تمامًا، مهمةِ بناءِ الأمةِ ونهضتِها، وهي مهمةُ قد تكونُ أثقلَ وأصعبَ، لكنها بالتأكيدِ أحلى وأعذب قد تكونُ المهمةُ أثقلَ وأصعبَ فعلاً؛ لأن هناك كثيرًا من التحدياتِ والمعوقاتِ، فهناك عدوٌ خارجيٌ لا يريدُ لهذا البلدِ تقدمًا ولا استقرارًا، التقت أهدافُهُ مع أهدافِ المتربصين في الداخلِ الذين كانَ الفسادُ دينَهم ودنياهم، فهم جميعًا يبذلون أقصى ما يملكونَ لإجهاضِ هذه الثورةِ المباركةِ".
وأشار د. البيلي أن هناك معوقاتٍ أخرى كثيرة كضعفِ الإنتاجِ والأداءِ الاقتصادي بوجهٍ عام، وضعفِ الأداءِ الأمنيِ بشكلٍ ملحوظٍ، وتراجُع ِوِحدةِ الصفِ التي نمت وترعرعت أيامَ الثورةِ في ميدانِ التحريرِ.
وتابع: "لقد أصابت تلك التحدياتُ والمعوقاتُ كثيرًا منا بمشاعرِ الخوفِ والقلقِ، حتى كادَ البعضُ منا يفقدُ الرؤيةَ الصحيحةَ، ويستسلمُ لليأسِ، أو على الأقلِ تفتُرُ عزيمتُهُ، ويضمحلُ طموحُهُ"، مشيرا إلى أنه من هنا كان لا بد من وقفةٍ جادةٍ مع النفسِ في شهرِ رمضانَ، شهرِ العزةِ والنصرِ للمؤمنين على مرِّ العصورِ، شهرِ الإرادةِ والعزيمةِ والثقةِ في الله.
وطالب د. البيلي الحضور بوقفةٍ جادة ٍذاتِ بصيرةٍ ووعيٍ، تستلهمُ من الشهرِ الكريمِ قوةَ الإرادةِ، وإرادةَ القوةِ، وتستنبطُ من سننِ الله ِفي كونِهِ، ومن سيَرِ التاريخِ وعبرِهِ، ومن دراسةِ الواقعِ وما حولَهُ؛ وإن الثقة َفي نهضةِ هذا البلدِ، ونجاحِهِ في بناءِ دولةٍ كبرى وحضارةٍ عظمى؛ هي ثقةٌ بلا حدودٍ، لأنها تنبعُ من الثقةِ في اللهِ الذي كرّمَ مصرَ بتكرار ِذكرِها في كتابِه الكريمِ، والذي أزالَ عنها حكمَ الطاغوتِ المدعومِ بأعتى الأجهزةِ الأمنية ِفي أيامٍ معدوداتٍ، وهو ما لم يكن يخطرُ على بالِ بشرٍ.
وأضاف أن هذه اللحظةَ الحرجةَ التي نعيشُها ليستْ لحظةَ تمايزٍ فكريٍ أو عَقَدِيٍ أو أيديولوجيٍ، ولكنها لحظةُ توافقٍ وطنيٍ، فإنهُ إنْ كانَ اختلافُنَا العَقَدِي أو الفكرِيِ سنةً كونيةً، وحقيقةً واقعيةً؛ فإن تعايُشَنَا معًا في تسامحٍ وتوافقٍ مع الأحداثِ الكبرى فريضةٌ شرعيةٌ وواجبٌ وطنيٌ، وإن التوافقَ الذي يمثلُ واجبًا وفرضًا لا يعني مطلقًا الاتفاقَ في التفكيرِ والمعتقداتِ لكنهُ ببساطةٍ حسنُ إدارةِ الخلافِ بيننا، بحيثُ نتفقُ على الأهدافِ المشتركةِ وذاتِ الأولويةِ التي لا خلافَ عليها ونُنَحي جانبًا نقاطَ الخلافِ، وإن أحلامَنَا العُظْمَى وطموحاتِنَا الكبرى لن تبنيها الأمنياتُ ولا الكلماتُ، وإنما لا بد من عملٍ جادٍ مخلصٍ أمينٍ، فلتهدأْ نبرةُ الصوتِ فينا، وليعلو زئير العمل منا، لنحققَ ما نصبو إليه.
واختتم مسئول المكتب الإداري لإخوان دمياط: "إن تلكَ الطموحاتِ الكبرى لن يصنعَها فردٌ ولا حزبٌ ولا جماعةٌ مهما كان حجمُهُ أو عطاؤه، ولذلك كان واجبًا علينا أن نتعاونَ جميعًا في مرحلةِ البناءِ والعملِ، فالوطنيةُ الحقةُ هي أن نتنافسَ جميعًا في العملِ من أجلِ مصرَ، لا أن نتنافسَ على التحدُثِ باسمِ مصرَ ونحن جميعًا شركاءُ وطنٍ واحدٍ وركابُ سفينةٍ واحدةٍ فلتتشابك أيادينا وقلوبُنا تحت رايةٍ واحدةٍ، وقيادةٍ واحدةٍ، هي مصلحةُ مصرَ ونهضةُ مصرَ.
وفي كلمته عبَّر عزيز ويصا مندوب كنيسة العذراء مريم بدمياط، باسم أقباط المحافظة عن سروره بالمشاركة في حفل إفطار الإخوان، وقال إن وصم جماعة الإخوان المسلمين سابقًا بالمحظورة كان خطأً صنع توترًا بالمجتمع.
وأشاد بقدرة الإخوان على تنظيم الأعمال التي تفيد الأهالي وتخدمهم، محذرًا من المكائد التي تدعمها قوى بالخارج للوقيعة بين مسلمي مصر وأقباطها من أجل تفكيك مصر، وأكد وحدة الشعب المصري وتفافته حول هويته الواحدة.
وحمَّل ويصا الإخوان المسلمين مسئوليةَ توحيد القوى الوطنية وإطلاق العمل الوطني المشترك، وبخاصة بين الشباب المسلم والشباب المسيحي.
وفي كلمة المرأة، أكدت مها الدنان تضامن المرأة مع الرجل ومشاركة الأخت المسلمة للأخ المسلم في كل واجباته ومساندتها في ذلك له، وقالت إن المرأة شريك الرجل في بناء الوطن، وإنها تزيد على ذلك بحسن تربيتها لأبنائها عدة المستقبل.
وأشارت إلى أن المرأة أثبتت نجاحًا وتفوقًا في جميع المجالات الخدمية والاجتماعية كحملات الأسرة المنتجة ومجهودات الإعانة للفقراء والمحتاجين، كما أشادت بدور المرأة كشريك أساسي في الثورة المصرية وركن عتيد في نجاحها.
تخلل الإفطار فقرات فنية قدمتها ثلاث زهروات في موضوع "طموح الشعب بعد الثورة" و"تداخل الإخوان المسلمين مع هموم الشعب وأحلامه"، بالإضافة لفقرات إنشادية للمنشد أحمد جماله.
شارك في الحفل الدكتور محمد عبد الرحمن عضو مكتب الإرشاد، والداعية المربي صبري عرفة عضو مكتب الإرشاد سابقًا، واللواء طارق حماد مدير أمن دمياط، والعميد هشام الحفناوي مدير العلاقات العامة بمدرية الأمن، وعدد من القيادات السياسية بالمحافظة.
المصدر
- خبر: روح الثورة تخيم على إفطار إخوان دمياط السنوي موقع اخوان اون لاين