رسالة 15 آذار... الشعب يريد إنهاء الانقسام
بقلم : صلاح عبد العاطي
يوم 15 آذار يوم للوحدة والتوحد الوطني .. يوم للإمساك بالقواسم المشتركة ..
شباب 15 آذار وشباب الحراك الشعبي ...هم ربيع الوحدة القادم ولن يسمحوا لخريف انقسامها أن يستمر
يبدو أن أصحاب المصالح في ظرفي الانقسام " قيادات الانقسام والمروجين له " لم يرق لهم الروح الوطنية التي عادت إلى الحياة الفلسطينية ولدي معظم أبناء شعبنا في الداخل والشتات والتي يقودها الشباب الواعي والمتنور من مختلف قطاعات شعبنا والتي تدعو لإنهاء الانقسام، فعندما فشلوا في قمع تحركات الشباب أو إخافتهم حاولوا احتواء هذا التحركات من خلال مبادرات مختلفة أو من خلال دعوات تنفسية أو تشكيل لجان " تحت السيطرة " أو تضخيم مخاطر أن ينزل الناس للشارع، وسؤال الشباب ملايين الأسئلة التي عجز عن الإجابة عنها كل القيادات الحزبية واقعيا " سواء في الخلاص من الاحتلال أو حتى إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ".
وعندما أجاب الشباب على كل الأسئلة بإجابة بسيطة وحدة الصف وإنهاء الانقسام كفيلة بتقدم شعبنا باتجاه الحفاظ على ثوابته وحقوقه وتعظيم قدراته على إنهاء الاحتلال وضمانة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان في غزة والضفة وتعزيز صمود الناس وتوفير مستوي معيشي لائق .. وعندما أفحمهم وعي الشباب والقطاعات المتضررة من الانقسام، حاولوا اتهام الشباب تارة بان وراءهم حركة فتح التي تريد أن تنزع الأمن وتشيع الفوضى في غزة وتارة أخري بان وراءهم حركة حماس تريد أن تنزع الأمن في الضفة والانقلاب على السلطة ...
وعندما فشلت هذه الاتهامات بإقناع الناس وحمل الشباب إفراد الشرطة على الأكتاف ليقول نريد أجهزة أمنية وطنية في خدمة الشعب وتحفظ القانون وتحمي حقوق الإنسان وكل شرطي وضابط امن سيحمل على الأكتاف أن احترام حقوق الناس وسيادة القانون .
أصحاب المصالح في طرفي الانقسام لم يعدموا الوسيلة فحاولوا كيل الاتهامات .. بان اليسار وراء التحركات يريدوا ركوب الموجة .... وكان من يدعوا لإنهاء الانقسام وللوحدة الوطنية جريمة.. وان من سينهي الانقسام هي التحركات قيادات فتح وحماس" من صنعوا الانقسام " أو من خلال المبادرات والدعوة إلى مسيرات حزبية والتي فشلت سابقا وراهنا في تحقيق الوحدة " فاقد الشئ لا يعطيه "... ولم يبقي لهؤلاء الراغبين بالحفاظ على مصالحهم من خلال أدمة الانقسام إلا أن يتهموا الاحتلال بأنه يحرك المجموعات الشبابية والشعبية لإنهاء الانقسام... وهنا اذكر الجميع بماذا قالت الأنظمة العربية القمعية عن ثورات شعوبها التي ثارت من اجل العدالة وضد الفساد والقمع ... تارة يقف الامركان وراء ثورات شعوبها وتارة الجمعيات الأهلية المدعومة غربيا وتارة الإخوان المسلمين في مصر وتارة القاعدة في ليبيا وفي اليمن من يصنع حراك الشارع تل أبيب ...
الرد على هذه المحاولات بإهمالها وإهمال مطلقيها كونها تريد إحباط التفاؤل والروح الوطنية الوحدوية التي انصهر بها الشباب من مختلف تنظيمات وقطاعات شعبنا في الداخل والشتات ومن كافة الأعمار والتي ترد على هذه المحاولات وتقطع الطريق على محاولات العبث بآمال ومستقبل شعبنا.
ولعل من تابع ويتابع شباب الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام في الضفة وغزة على صفحات الفيس بوك وفي ميدان العمل الوحدوي في غزة والضفة والشتات يجدهم شباب أنكروا ذاتهم وزاحوا انتمائهم الفئوية وتوحدوا ... فهم شباب من مختلف تشكيلات وتلاوين شعبنا ولكن ما يميزهم أنهم انصهروا وعملوا ولا يزالوا لهدف واحد هو إنهاء الانقسام وتحت راية علم واحد هو علم فلسطين ... هم امنوا بان لكل مواطن فلسطيني دور وان على جميع المواطنين بغض النظر عن انتمائهم عليهم أن يشاركوا في إنهاء الانقسام من خلال النزول السلمي للشارع والبقاء فيه لممارسة ضغط ايجابي مقرر على صناع الانقسام و القيادات السياسية لاستعادة الوحدة وإعادة بناء نظام سياسي ديمقراطي فاعل يعزز صمود الناس ويحقق الشراكة والعدالة واحترام الحريات والحقوق ويعظم قدرة شعبنا على الخلاص من الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا ...
وفي هذا الوقت بالذات لعل الدعوة الصادقة للشباب الأحرار والمتنورين الوعدين في تنظيم فتح وحماس لتغليب الصالح الوطني على الصالح الفئوي جديرة اليوم أن يلحظها هؤلاء الشباب ليشكلوا اده ضغط داخلية وشعبية على قيادتهم لضمان إنهاء الانقسام ليعيوا لتنظيماتهم مجد قيادتها المؤسسة الموجود معظمهم في جنان الخلد يراقبون ما وصل إليه حالنا البائس وما وأصلتنا إليه ثقافة التعصب والانقسام وتغليب الصالح الخاص على العام والحزب على الوطن... لا أن يركنوا إلى مصالح فئوية أو شخصية ضيقة أو أن يجعلوا أنفسهم اده يحركها أصحاب المصالح في استمرار الانقسام فالحيز العام يتسع للكل ويحقق للجميع الأمل والجدوى والمصلحة بإنهاء الاحتلال والحفاظ على الثوابت وضمان مستقبل أفضل للجميع ...
اليوم بات وأمسي يوم 15 آذار يوم ملك لكل فلسطيني صادق يهدف إلى إنهاء الانقسام .. لا لمن يرغب بقطع الطريق أو الالتفاف على مطالب الشعب بإنهاء الانقسام ، أو من يحاول بث إشاعة اليأس والخوف أو يستحضر مفردات وإشاعات فئوية وخطاب فئوي تحريض ضد توحد الشباب وقطاعات شعبنا المعنية بإنهاء الانقسام.. لذا فالحذر من أن يمارس الشباب ويكررون أخطاء قيادتهم من الصراع على الزعامة أو الصراع على الكلمة والفاصلة، أو التركيز على التنافس بدل التعاون والتكامل ... الحذر من إمراض الأنانية وادعاء الأحقية وامتلاك الحقيقة .. الحذر من الأنانية والغرور وإمراض الرغبة بالشهرة والسلطة.. الحذر من أن يكون بعض الشباب جنود عند أصحاب المصالح في تكريس الانقسام ...
أو أن يخدعهم التحريض على بعض القيادات والفاعلين الذي ساهموا في دعم ومساندة الحراك الشبابي والشعبي لإنهاء الانقسام من خلال تناولهم بالإشاعات التي يبثها البعض المريض والمنقسم لضعضعة الثقة بين القيادات الشابة والشباب وبين قطاعات الشعب الراغبة بإنهاء الانقسام، فهذه مدرستهم التي سئمنا منها وهذا إعلامهم المسموم الذي أن الأوان له أن يقاطع .. وان يعدل بوصلته ليتفرغ لصالح قضايا الشعب والتي على رأسها فضح الاحتلال وممارسته القمعية وجرائمه في القدس والضفة وغزة ، وكذلك الترويج لوحدة شعبنا لكي يكون إعلام وطني ومجتمعي حر وصادق ... ولعل ابلغ رد على كل المشككين بوحدة الشباب في ميدان العمل والتظاهر وتشكيلهم لكتلة صلبة تحمي وتنجح حراك 15 آذار الهادف إلى إنهاء الانقسام.
كونوا على ثقة بالغد وثقة اكبر بشعبنا.. فكل هذه المحاولات والتحديات ستكسر أمام وعي شبابنا وشعبنا المراقب والملاحظ لكل ما يحدث والذي لن يغفر لكل دعاه الانقسام والفرقة ....وسيقطع الطريق على محاولات التخريب والتشويه التي تطلق في وسائل الإعلام أو على الفيس بوك أو تقال للشباب أو يمكن أن ينفذ بعضها في الميدان حال النزول للشارع .
وشبابنا الواعي مطالب بقطع الطريق على المندسين والمنقسمين من تحقيق أهدافهم الفئوية ومطالب بمنع المتسلقين أو متصدي الأخطاء أو داعاه الانقسام من تخريب الحراك الشعبي لإنهاء الانقسام... ولا يعيب الحراك انضمام الأحزاب والقوي والقطاعات المختلفة له فهذه أسس النجاح في حملة إنهاء الانقسام تجنيد وسائل الإعلام وأوسع تحالفات لموجهة الخصوم" المقسمين" والجميع مدعوا من موقعة ومكانة ليكون يوم 15 آذار يوم الوحدة الوطنية يوم يحمي فيه المتجمعين سلميا .. يوم يمارس كل شخص مسئوليه لضمان نحاج شعبنا في تجاوز محنة الانقسام وآلامها وآثامها ورد الاعتبار والتعويض لضحايا الانقسام ... كي يتفرغ شبابنا و شعبنا لإنهاء الاحتلال وتحقيق أمال شعبنا في الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين وإطلاق سراح الأسري وضمان يناء مجتمع ديمقراطي حر يؤمن سيادة القانون ويحمي حقوق الإنسان ...
وختاما على الجميع إن يدرك بأن يوم 15 آذار بات ملك لكل قطاعات شعبنا وفئاته الراغبة بإنهاء الانقسام ، وليس للراغبين في أدمة الانقسام للحفاظ على مصالحها وليس للذين ينفذون أجندات فئوية تعلي الخاص على العام.
يوم 15 آذار ملك للطالب والعامل والعاطل عن العمل ملك للفلاح والفقير والمعلم والمحامي والطبيب والشباب والنساء والأطفال والمعاقين والصحفي وضحايا الانتهاكات الداخلية ونشطاء حقوق الإنسان، ملك لكل الصامتين ولكل العاملين بصدق وحب وانتماء لقضيتهم في كافة الأماكن بالداخل والشتات ... ملك لكل مقاوم ومناضل ... ملك لكل أبناء الفصائل الذين انتموا لفصائلهم باعتبارها وسائل لتحرير الأرض والإنسان وتحقيق أمال شعبنا، وعندما انحرفت عن الطريق يرغب الشباب والشعب في ضمان عودتها إلى جادة الصواب لتصبح عون للشعب لا عبئ عليه.
15 آذار ملك لكل من يهدف إلى وحدة الشعب في مواجهة الاحتلال، يوم 15 آذار لكل من يرغب ببناء وطن لا يستحى منه ولا يستحي منا .... 15 آذار يوم للوحدة... والجميع مدعوا ليكون فيه قائد ومبدع ودعي إلى إنهاء الانقسام ...
المصدر
- مقال:رسالة 15 آذار... الشعب يريد إنهاء الانقسامالمركز الفلسطينى للتوثيق والمعلومات