رسالة من الإمام حسن البنا إلي رجال الإزهر

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
دعوة حارة إلى حضرات العلماء المتخصصين

ويكيبيديا الإخوان المسلمين

بقلم أ. حسن البنا (1)

يا حضرات العلماء الأجلاء.

يا شباب الأزهر والإسلام:

قرأت نبأ اجتماعكم فى جريدة الأهرام واقتراحكم أن يلغى قرار المسابقة لوظائف التدريس، وأن عددكم فى هذا الاجتماع قد أربى وزاد على مائتى عالم فاضل.

يا حضرات العلماء الأجلاء:

لا أحب أن أتدخل فى قراراتكم، بل أشارككم الرجاء لمشيخة الأزهر أن تعدل عن المسابقة كما تريدون، ولكن أخاطبكم الآن لأمر هو أعظم من هذا وأجل.

إلى متى أيها الإخوة تظل الوظائف والأعمال الحكومية مطمح أنظارنا وقبلة آمالنا؟وإلى متى نظل فى هذه الحيرة نقضى السنين والأعوام حتى تذهب البقية من العمر فى انتظار الوظيفة التى تأخذ ما تعطى فى مظاهرها وتكاليفها، ويظل أحدنا كما هو فقير الروح، فقير العاطفة، فقير الوجدان؟

مائتا عالم متخصص! يا لله إنكم يا إخوانى تستطيعون أن تفتحوا أبواب قلوب هذه الأمة كلها، إذا أقفلت أمامكم أبواب الوظائف والأعمال. تعالوا يا إخوانى نجتمع ونتفاهم ونتوزع على القرى والمراكز.

إن فى مصر مائة مركز إدارى تقريبا، فإذا توزع على كل مركز منكم رجلان ففيهما الكفاية لنشر الهداية والنور بين أهله وأبنائه من القرويين، وسوف لا نتقيد بالمناهج الرسمية ولا بالخطوات الحكومية، ولكنا سنعمل جاهدين فى إنقاذ السفينة الغارقة فى بحار الظلمات من الجهل والفقر والبؤس والحرمان المادى والأدبى.

أيها الإخوان:

قليلا من التضحية بالوقت، بالآمال الذاهبة أدراج الرياح، بالخيال الخامل الضعيف المحدود بجدران المعاهد والدواوين والوظائف الفارغة الضئيلة، وسترون عاقبة هذه التضحية خيرا وبركة وبرا بأنفسكم وبأمتكم.

ماذا تريدون أيها الإخوان؟ تريدون المطعم والملبس. ستجدونه فى عزة وكرامة وإباء. وهل يتعب المجاهد ببطنه وهو تكفيه الكسرة وتستره الشملة. تريدون الكرامة والجاه. وهل أكرم على الله وعلى الناس ممن يقود القلوب والعقول والأفكار إلى الخير، إلى السعادة، إلى النور؟ أما الآمال فستحقق، وستجدون فى نجاح عملكم وفى سعادة الناس بكم أعذب الأمانى، بل أفضل الحقائق وأسعد النتائج.

تعالوا إلينا أيها الإخوان لنتحد ولنتعاهد، ولنجهز حملة قوية وجيشا صادقا من العلم والفضيلة والخلق والهداية على هذه المراكز والجهات؛ لننقذ إخوتنا وعمومتنا وخئولتنا ومواطنينا من براثن الجهل والأمية والضلال والبؤس والشقاء، وسننجح إن شاء الله. وسترون كل تضحية قليلة هينة فى هذه السبيل. فهل أنتم مستمعون وهل أنتم مصدقون؟ وهل أنتم بعد ذلك فاعلون؟ إنى فى الانتظار.

والسلام عليكم ورحمة الله

للمزيد عن علاقة الإخوان بالأزهر الشريف

وصلات داخلية

ملفات متعلقة

مقالات متعلقة

أخبار متعلقة بالأزهر

أحداث في صور

وصلات فيديو