رسالة غضب لـ عماد "الدين" أديب
عزت النمر
عَلَّق الإعلامي عماد الدين أديب على التفجير الذي وقع أمس في المدينة المنورة والذي راح ضحيته 6 من الشهداء .
واستهل أديب تغريدته قائلاً «عذرا رسول الله، لم يُراعوا حرمة الشهر الفضيل ولا حرمة المكان» ، وأتهم مُرتكبى ذلك الحادث التي وصفه بالشنيع بأنهم "فاقدين لكل معانى الإنسانية، ولم يراعوا حُرمة الدم السائل على أشرف بقاع الأرض".
وطبيعي أن أؤكد تضامني ــ من حيث الفكرة ـــ مع هذه التغريدة وأرفض كل تعدي إرهابي يطال آمنين وأسأل الله أن يرحم الشهداء , كل الشهداء سواء في الحرم أو في سواه , وأن يشفي المصابين وأن يعجل الله بالقصاص من كل مجرم قاتل فوق كل أرض وتحت كل سماء.
الحقيقة استوقفتني هذه التغريدة كثيراً .
ومااستوقفني فيها هو كاتبها , استغربت من حرارة الانسانية التي تملكته وأعتبرتها مجردة نزوة إنسانية عارضة تلبست ذلك العتل الأثيم . ومن حقي أن يتملكني العجب من هذه المشاعر الرقراقة إذ تنتاب هذا السمين ذي الجلد السميك , والتي لا أدري ما الذي استدعاها هكذا فجأة ومن غير مقدمات ولا شواهد تدل على أن لها أخوات في جسد ذاك "الشوال" ثقيل الوزن كريه الأثر عديم النفع والقيمة.
داهمني تساؤل : عن الجديد الذي جعل مثل هذا المأفون يعتذر لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما الأسباب التى دفعته لذلك ؟!
منذ متى ــــــ يا رب أوربيت ويا ربيب الظلم والاستبداد , ويا مصنع الاعلام الداعر وراعي مجمعات النجاسة وكيانات الإفساد ـــــ تحفظ لرسول الله وداً أو تُقبل عليه معتذراً ؟!!
لست بصدد تكفيره أو غيره فأنا لست ممن يخوضون في هذا الباب , ولكن واقع الرجل وتاريخه هو ما حملني على المفاجأة والصدمة من هكذا تعليق وهكذا اعتذار!!.
من أين أتيت بكل هذا الاحتراف الرهيب يا أديب العهر وكاتب الخيانة؟!..
ما كل هذا الاتقان والبراعة في التلون الخبيث والنفاق الرخيص ؟!..
أعذروني .. هذه التغريدة النورانية المفاجئة أثارت في نفسي شلال من العجب وهدير من التساؤلات المستحقة الواجبة ..
تغريدة استنكار على الفاعلين فعلتهم وجريمتهم .. وهي حقاً جريمة تستحق الغضب والإنكار ، ولكن ما الذي تستنكره يا "أديب" :
أتستنكر أنهم لم يراعوا حرمة المكان ؟ .. وهل راعَى انقلاب ــ أنت أحد زبانيته ـــ لمسجد حرمة أو حتى لصلاة قائمة وإمام يتلو ؟!
أتستنكر أنهم لم يراعو حُرمة الدم السائل على أشرف بقاع الأرض ؟ .. وهل راعَى انقلاب ـــ أنت أحد أسوأ عرابيه ـــ للدم حُرمة حتى دماء الرضع والأطفال والنساء ؟!
أتعتبرهم (مرتكبي الحادث) فاقدين لكل معانى الإنسانية ؟ .. وهل قادة انقلاب ــ أنت أكبر مسوقيه ـــ هم من النبلاء أم أنهم أسوأ القراصنة وأعتى القتلة والسفاحين ؟!
وتستنكر أنهم لم يراعوا حرمة شهر الفضيل ؟ .. وهل راعى انقلاب ـــ أنت أحد رعاته ورهبانه ـــ لشهر رمضان حرمة ؟
يا الله !!..
لا أقول ما هذا الإنفصام ؟! , ولكن أقول ما هذا الغدر وما تلك الخسة والتلون ؟!
يا من لم تكن يوماً للدين عماداً .. اللهم ان كان ذلك دين أبرهة وأبو جهل ومسليمة ونتن ياهو والسيسي وعيال زايد ودحلان .
ما الذي دفعك اليوم لِتُحَرِّم الدم .. أليس كل الدم حرام ؟! ..
ما الذي حملك اليوم أن تُجَرِّم القتل .. أليس كل القتل إجرام وكل القتلة مجرمين ؟! ..
آلْآنَ .. أيها المأفون .. عرفت لشهر رمضان حرمته ؟! ..
ألا تعلم ــ أيها المتلون ــ كم قتل الإنقلاب في هذا الشهر الفضيل ؟! ..
هل نسيت ـــ أيها الكذوب ـــ مذبحة الحرس ومذبحة المنصة كانتا في رمضان؟! ..
هل نسيت ـــ أيها الخسيس ــــ قتل الناس في صلاة الفجر؟! ..
ألا تعلم أنه في شهرنا هذا (رمضان الحالي 1437 هـ) وفي بلدنا هذا .. قتلت الداخلية 6 أنفس وحكم القضاء على مثلهم بالإعدام وهو نفس عدد قتلى الحرم ؟!..
ماذا صنعت ــ اليوم والأمس ومنذ الانقلاب ــ تجاه كل هذه الرزايا والجرائم والانتهاكات بحق الله وبحق عباده وبحق شهره الفضيل ؟!..
ألم تكن أنت ساحرهم الأكبر وكاهنهم الأحقر وقائد جوقة الخونة والمدلسين والطبالين ؟! ..
ألم تتلذذ ــ يا ملعون ـــ ومن على شاكلتك بالرقص على دماء المصريين منذ انقلابكم المشؤوم ؟! ..
أين كنت من مساخر "تسلم الأيادي" و "بُشرة خير" ؟! .. ألست من صانعيها ومروجيها ؟! ..
أين أنت من جرائم السيسي القاتل منذ انقلابكم الملعون ؟! ..
ألم تكافئه وتتابعه وتحميه وتظلله وتدفع عنه ؟!..
لا .. ليس هذا فحسب !!
بل أنت شريك في كل جرائم القتل والإفساد والتاريخ الأسود لمبارك وإلى الآن ..
وأخيراً .. ليس هذا إلا تذكير ببعض جرائمك ومخازيك
ذكَّرتني بها تغريدتك النورانية الحارة التي امتلأت بالعاطفة الايمانية وفاضت فيها معاني الإنسانية الرؤوم.
وأتمنى ــــ وكُلِّي شك ـــ في أن تكون هذه التغريدة مقدمة لتوبة نصوح من تاريخ أسود وماضي كئيب.
ولو كانت كذلك فلا أحد يحجر على واسع رحمة الله للجميع ..
حتى لو من صاحب أوربيت بتاريخه الحقير!!.
المصدر
- مقال: رسالة غضب لـ عماد "الدين" أديب موقع نافذة مصر