رحيل د.حسان حتحوت.. «طبيب الوسطية»

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
رحيل د. حسان حتحوت .. «طبيب الوسطية»
عادل.jpg

كتب عادل القصار :

«لا يأخذ الإنسان معه... إلا الجميل الذي يصنعه ...»

(مثل هولندي)

•••

تلقيت وانا في اميركا نبأ وفاة الدكتور حسان حتحوت - رحمه الله- ببالغ الحزن عبر رسالة بالبريد الالكتروني.

فبعد صراع طويل مع المرض عايشه الدكتور حتحوت واقعده عن مواصلة عمله الدعوي الذي نذر نفسه له في الولايات المتحدة الاميركية... اسلم روحه لبارئها عن عمر يناهز 85 سنة يوم الاحد 26-4- 2009 .. ودفن في مثواه الاخير بمدينة لوس انجلوس يوم الاثنين 27-4- 2009 . وبفراقه فقدت الجالية الاسلامية في اميركا علما من اعلام الدعوة كانت في امس الحاجة الى سماحة فكره وحماسة نشاطه لنشر رسالة الاسلام في مثل هذا الوقت.

لقد عمل د. حتحوت في الكويت لمدة عشرين عاما استاذا بكلية الطب بجامعة الكويت .. ومديرا لمستشفى الولادة.. وعندما اراد الخروج منها للتفرغ للعمل الدعوي في اميركا لم يدعه الامير الوالد الشيخ سعد العبدالله الصباح ـ رحمه الله ـ يترك عمله التخصصي الا بعد الاطمئنان على المكان والموقع اللذين يجد فيهما مصلحة للمسلمين عامة.

وكان له ما اراد فكانت بداية عمله في أميركا عام 1988 وكان هدفه، كما وثقته مراكز البحث المعلوماتي، هو تحويل وجهة نظر الأميركان للمسلمين وإقناعهم بأنهم بشر مثلهم، وذلك أن آلة الإعلام الغربي جعلتهم ينظرون إليهم وكأنهم حيوانات مقززة غير مستأنسة.

فشرع في استخدام ما توفره آلة الإعلان الغربي نفسها من إمكانات؛ إذ بدأ بتسجيل برامج تلفزيونية في أشكال مختلفة تعمل على تقديم الإسلام بشكله الصحيح، وإذاعتها في أوسع دائرة ممكنة. وقام بإلقاء محاضرات في المحافل كافة، وذلك لعرض الإسلام .

د.حسان حتحوت.jpg

كان الأمر الأكثر تأثيرا هو العمل على تقديم النماذج الإسلامية الصحيحة سلوكا وعملا بين أفراد المجتمع الأميركي، فكان د. حتحوت ـ رحمه الله ـ نموذج المدير المسلم الناجح في عمله، والملتزم بدينه في الوقت ذاته، هو الدافع وراء التغيير التدريجي في تعامل الأميركيين مع المسلمين.

كما نجح في عقد تحالفات مع تنظيمات اجتماعية مختلفة، وكذلك مع تنظيمات دينية مختلفة، وذلك في الأمور التي تتفق مع وجهة النظر الإسلامية.

ونجح د. حسان ـ رحمه الله ـ ورفاقه في حمل الإدارة الأميركية على الاعتذار في وسائل الإعلام المختلفة عن إهانة وجهت للمسلمين والإسلام باعتبارهم «إرهابيين» وبصورة خاصة اعتذار لمسلمي أميركا.

كذلك نجح في صد هجوم اللوبي الصهيوني ضد أحد المسلمين المرشحين للجنة استشارية رسمية لمكافحة الإرهاب.

كان ثمرة من ثمرات هذا الجهد المبارك أن أقام التحالف الإسلامي شعائر صلاة العيد (عيد الفطر لعام 1999) في حديقة البيت الأبيض الأميركي بحضور زوجة الرئيس الأميركي وابنته؛ حيث تدرس الابنة الدين الإسلامي.

ويعرف د. حسان حتحوت نفسه بانه: إنسان محب، ويحب الحب...فيقول: إذا كانت المسيحية الحقة ترتكز على القول «إن الله محبة»؛ فأنا كذلك أرى أن الله أوجز الإسلام كله في كلمتين عندما خاطب نبيه عليه الصلاة والسلام فقال له: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إ.لاَّ رَحْمَةً للْعَالَم.ينَ».

ويفتخر د. حتحوت ـ رحمه الله ـ بانه اتخذ من مقولة حسن البنا ـ رحمه الله ـ: «سنقاتل الناس بالحب»... مبدأ اساسيا لحياته.

وللفقيد مقولة دعوية مشهورة- حبذا لو يفقهها دعاة اليوم- يقول فيها «عقدي مع الله عقد التزام بعمل وليس عقد بنتيجة.. وهي ان نجلي الاسلام للناس على وجهه الصحيح.

وللاسف الشديد حين اتطلع شرقا وغربا أرى ان ذلك غير قائم بعد. وان العاطفة الدينية ادت الى كره والى غضب والى عصبية واحيانا الى افتئات على الدين بما ليس فيه.. و حماس قد يؤذي احيانا. علينا ان نحتمل هؤلاء وهؤلاء وان نقول ما لدينا... والله يقضي بيننا يوم القيامة ان شاء الله.

••• لاطلاعي القريب على فكر وسلوك وسيرة تعامل الدكتور حسان حتحوت ـ رحمه الله ـ ومن واقع قربي الشديد منه اثناء تفضله بالمشاركة في مؤتمر الوسطية الذي عقدته الكويت بواشنطن في نوفمبر عام 2006 ... اطلقت عليه منذ ذلك الوقت لقب... «طبيب الوسطية»... لما يحمل هذا الرجل من ملكة طبية سخرها بتشخيص ومعالجة امراض الفكر والاعتقاد والتعامل البشري... فكان بحق رمزا من رموز العمل الاسلامي في اميركا.

••• • آخر العنقود:

الدكتور حسان حتحوت : الطبيب.. الاستاذ الاكاديمي.. المفكر.. الاديب.. السياسي.. الاعلامي.. المجاهد.. المعتقل.. الداعية... رحمك الله رحمة واسعة وادخلك فسيح جناته.. وألهم اهلك ومحبيك الصبر والسلوان على فراقك... «إنا لله وإنا اليه راجعون». «فهل من مدّكر؟»...

عادل القصار – اميركا [email protected]

المصدر