ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا.. والجرح لم يغلق بعد

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
ربع قرن على مجزرة صبرا وشاتيلا.. والجرح لم يغلق بعد


بقلم : «الحرية» ـ بيروت

يحيي الفلسطينيون هذه الأيام الذكرى الخامسة والعشرين لمجزرة صبرا وشاتيلا، والتي اعترف المحققون الإسرائيليون، و«بحياد تام» أن ضحاياها تراوح عددهم بين 3000 و3500 بين رجل وشيخ وامرأة وطفل جرى قتلهم بدم بارد، والتنكيل بجثثهم بأبشع الطرق في محاولة لزرع المزيد من الأحقاد في النفوس، وإلحاق الهزيمة النفسية وتدمير الإرادة السياسية للشعب الفلسطيني.

المجزرة التي احتلت موقعاً مركزياً في الوجدان الفلسطيني، الإنساني مازالت جرحاً مفتوحاً، لم يغلق بعد، فكثير من أبناء المخيم، الذين خطفوا على يد الجلادين، مازال مصيرهم مجهولاً ومازال أهلهم يعيشون أملاً، ولو ضئيلاً بعودتهم، ما دامت جثثهم لم تظهر بعد.

والقتلة، من جانب آخر، مازالوا يسرحون ويمرحون، رغم أن القضاء الإسرائيلي ـ وإن على خجل ـ أدان جريمتهم وحملهم المسؤولية عن ارتكاب واحدة من أبشع المجازر في التاريخ الإنساني.

عدم معاقبة القتلة، وجرهم أمام محكمة جنائية دولية دفع بهم إلى ارتكاب المزيد من المجازر في صفوف الفلسطينيين واللبنانيين على السواء، في الضفة الفلسطينية وقطاع غزة، وفي جنوب لبنان.

ولايزال الخطر يتهدد قطاع غزة ـ بشكل خاص ـ وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وجنوب لبنان، بمجازر إسرائيلية، متفرقة، توفر لها الولايات المتحدة الغطاء السياسي بذريعة محاربة الإرهاب.

وفي الذكرى الخامسة والعشرين للمجزرة، ينزف الجرح الفلسطيني دون توقف، وتستعيد جراح أخرى لم تندمل بعد، آلامها المبرحة.

فنهر البارد يعيش حالة نزوح، وقلق على المستقبل والمصير، في ظل غموض يلف مشاريع الإعمار والعودة إليه.

وقطاع غزة، يقبع خلف حصار قاتل، وتهديدات بالمزيد من العقوبات، تلقى ترحيباً من عواصم غربية تقدم نفسها منارة للديمقراطية والحرية والعدالة.

والأرض الفلسطينية في الضفة المحتلة تتعرض هي الأخرى لمجازر لم تتوقف في قضم وحشي لأراضيها، واغتصابها على يد المستوطنات والمواقع العسكرية، وجدار الفصل والضم العنصري.

ولغة التهديد الإسرائيلي تتصاعد يوماً بعد يوم تتهدد لبنان بحرب جديدة، كحرب تموز، العام الماضي، في محاولة يائسة لاستعادة هيبة الجيش الإسرائيلي التي مرغتها مقاومة الشعب اللبناني، وصموده الأسطوري. إحياء ذكرى مجزرة صبرا وشاتيلا، لن يعيد الشهداء الذين مضوا، ولعله لن يعيد المخطوفين الذين اختفت آثارهم.

وإحياء ذكرى المجزرة قد لا يردع القاتل عن ارتكاب جرائم أخرى، هنا وهناك بوحشية وبدم بارد.

لكن إحياء ذكرى المجزرة، وكل المجازر في طول الأرض اللبنانية والفلسطينية وعرضها، من شأنه أن يقول للجلاد إن الذاكرة لم تخن أصحابها، ولن تخونهم.

وإن الجريمة تسقط بفعل الزمن ولن تسقط. وأن الرعب الذي حاولت أن تزرعه في النفوس لم يفعل الفعل الذي كنت تتمنى.

سوف تطاردك الجريمة في كل يوم وفي كل مكان.

إلى أن يبزغ فجر يرتاح فيه الشهداء في أضرحتهم ويحتفل الأحياء بنصرهم، تحت راية الحرية والعودة والاستقلال. #

المصدر