رابعة حكاية صمود ومكان حفر في القلب وفي التاريخ
(18/08/2013)
محمد صلاح
رابعة العدوية , لم يعرف عنها الكثير سوي أنها إحدى النساء الصالحات
رابعة العدوية تكني بأم الخـير، عابدة ومتصوفة تاريخية وإحدي الشخصيات المشهورة في عالم التصوف الإسلامي، وتعتبر مؤسسة أحد مذاهب التصوف الإسلامي وهو مذهب العشق الإلهي.
وظل العشق الإلهي كما رأينا طابعها المميز، ورائدها في تصوفها ومن أشهر ما قالته في العشق الإلهي : راحتي يا إخوتي في خلوتي .. وحبيبي دائماً في حضرتي
لم أجد لي عن هواه عوضا .. وهواه في البرايا محنتي
فليتك تحلو والحياة مريرة .. وليتك ترضى والأنام غضاب
وليت الذي بيني وبينك عامر .. وبيني وبين العالمين خراب
إذا صح منك الود فالكل هين .. وكل الذي فوق التراب تراب.
رابعة العدوية في مصر تحولت من سيرة وذكري امرأة صالحة لمسجد تقام فيه العبادات , ومركز طبي ومجمع خيري لعلاج المرضي وإيواء الفقراء وإطعام المساكين , وصندوق تكافل للأيتام , وزواج البنات غير القادرات , لها نسيمها الخاص في مدينة نصر , وعند أهل مصر
ظلت رابعة بتاريخها المحفور في القبور , ولم تكن تعلم ولم يعلم أهل مصر , والعالم العربي , والإسلامي أن رابعة العدوية التي أسست مذهب العشق الإلهي , والحب بين عباد الله , سيجمعها بأهل مصر من المحبين والمؤيدين لرئيس حكم مصر بالحب , لا بالسلاح , ليجتمع حب الإله سبحانه وتعالي , مع حب عباده الصالحين , وعشق شعب لرئيس رباني أراد تطبيق شرع الله , ولم يقبل الضيم في دينه ولا وطنه ولا شرعيته , وأكد أن الشرعية والشريعة دمه فداءا لها
منذ تلك اللحظة لعبت الأقدار دورها الرئيسي , وجمعت بين المحبين عبر التاريخ , جميعا في مكان واحد , أظلهم جميعا راية لا إله إلا الله محمد رسول الله , التي كتبت علي " علم" مصر , وفي أيديهم صورة لرجل رباني حكم مصر وسيحكمها إن شاء الله بالحب , ليظل امتدادا لجيل الإمام الشهيد حسن البنا الذي قال سنقاتلهم بالحب , عبر الزمان , ويتولي قيادة مصر أحد أبناء هذه الدعوة المباركة وهو الرئيس محمد مرسي , الحافظ لكتاب الله
وهو الأمر الذي ارق مضاجع طلاب الدنيا , وخونة العصر وعملاء الصهاينة , فقد تحول معسكر رابعة لمسكر رباني , يئن ليل نهار بذكر الله , وتحوم فيه الحمائم , وتتمركز فيه , عناصر النصر والتمكين لدين الله ولدعوته , من المبادئ التي أصلها النبي في جيشه والتي أهلته ليخوض العالم ويفتح الأرض شرقها وغربها , من الإيثار والحب , والتواضع , والتقشف , والجهاد والذكر , والتهجد ,
لم أحكي عن رابعة واعتصامها فأنتم تعلمونه , لأنه شئ يحس لا يكتب , حتى تأكدت مقولة صلاح الدين من هنا يأتي النصر , وهو ما يعرفه جيدا عملاء الصهاينة فجيشوا الجيوش , واستعانوا بالطائرات الحربية للقضاء علي رابعة ,
ولم يكن يعلموا أن رابعة قد حفرت في القلب , وامتزجت بالدماء وصارت جزءا من جسد كل حي , وذكري طيبة في عيون كل الشهداء , التي أريقت دماؤهم الطاهرة , وقبل أن ينتشي الفاجر بحرق رابعة وجثامين محبيها , انتقلت رابعة لكل ميادين مصر , ولم تعد في مدينة نصر فحسب بل صارت في قلوب كل المصريين , واليوم رأيت كل الأطهار والشرفاء من الرجال والنساء والأطفال يرفعون شعار رابعة , ليؤرقون مضاجع الانقلابيين , وستظل رابعة الصمود والحب في القلب , إن عشنا فهي في العيون , وإن استشهدنا سنذكرها في الجنان
هنا رابعة
المصدر
- خبر: رابعة حكاية صمود ومكان حفر في القلب وفي التاريخ موقع نافذة مصر