رأي المتحدث الإعلامي لـ "الإخوان المسلمون" حول دعوات المصالحة في مصر
(12 فبراير 2016)

ناقش الإعلامي يوسف بن بوفيجلين خلال حلقة الأربعاء 10 فبراير من برنامج "مع الحدث " عبر التلفزيون الألماني دعوات وفد البرلمان الأوروبي بالقاهرة مؤخرا لإشراك كافة القوى الوطنية الرافضة للعنف في المصالحة الوطنية
فيما فهم أنه دعوة للمصالحة مع جماعة الإخوان المسلمين بمصر، مستعرضا بعض المؤشرات المتابينة فيما يخص العلاقة بين النظام الحالي في مصر والجماعة سواء من إعادة لبعض المحاكمات، أو قرار محكمة النقض بنفي صفة الإرهاب عن قيادات الجماعة مؤخرا مع بقاء تصنيف الجماعة إرهابيا.
حل ضيفا بالحلقة الدكتور طلعت فهمي المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون"، والدكتور أحمد بدوي المحلل السياسي المصري، ومن القاهرة أحمد بان المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية.
وعند سؤال د. طلعت فهمي حول كيفية تفهم مثل هذه الإشارات من النظام ، ومدى أهمية المصالحة في ظل الوضع المضطرب الذي تعيشه المنطقة، أجاب :
- لا توجد إشارات واضحة حول المصالحة، فهذا النظام هو نظام إنقلابي، إنقلب على إرادة الشعب المصري، وبرّأ جميع قتلة الثوار وماض بكل شراسة ودموية في طريقه باتجاه التأسيس لحكم عسكري سلطوي يرعى الفساد . فعن أي مصالحة نتحدث وهناك 5000 شهيد خلال التظاهرات السلمية، منهم 26 قتيلا خارج القانون في شهر يناير فقط، و392 قتيلا داخل مقرات الإحتجاز.
أي مصالحة وهناك ما يزيد عن 50 ألف من المعتقلين في السجون المصرية، وهناك 4947 مدني يحاكم أمام محاكم عسكرية، و1728 حكم عليهم بالإعدام، و1950 حالة اختفاء قسري منهم 322 حالة لم تظهر حتى الان. أي مصالحة وهناك 60 سيدة وفتاة بالسجن منهم 2 محكوم عليهما بالإعدام، لدينا أيضا 700 طفل تعرض للاعتقال والمحاكمات منهم 300 لازالوا رهن الإعتقال.
أما عن دعوات وفد البرلمان الأوروبي أثناء زيارته الأخيرة لمصر، قال فهمي: نحن نثمن أي جهود شعبية أو دولية للتضامن مع الشعب المصري ضد الإنقلاب، ولكن يجب ألا ننسى حديث الدكتور محمد البرادعي أنه مكث 6 أشهر يقنع الإتحاد الأوروبي بالإنقلاب العسكري وزيارة كاثرين أشتون للرئيس مرسي في محبسه لمحاولة إقناعه بالإستسلام
فتدخل البرلمان الأوروبي الآن ليس حبا للمصريين ولا حبا للديمقراطية إنما رعاية لمصالحهم التي تضررت، فقد ظن الإتحاد الأوروبي أن السيسي سيغير وجه مصر وإنما بعد فشله ونحن في نهاية العام الثالث من عهده ، وبعد قتل السياح المكسيك، وتفجير الطائرة الروسية ، وقتل الشاب الإيطالي
وخروج معظم سيناء عن السيطرة الأمنية وتضرر الاستثمارات بشكل بالغ، علموا أن النظام الانقلابي الحالي نظام مأزوم، تضاعف الدين العام في عهده، واستولى على تريليون و100 مليون من ودائع المصريين بالبنوك، وانهار الوضع الإقتصادي رغم كل الهبات والإعانات، ولن يستطيع النجاح في وأد اول تجربة ديمقراطية للشعب المصري.
أما عن رفع صفة الإرهابي عن قيادات الجماعة، وما إذا كانت إشارة إيجابية من النظام ؟
أكد المتحدث الإعلامي باسم جماعة "الإخوان المسلمون" أن القضية ليست قضية إخوان ولا معتقلين ولا أموال تم مصادرتها إنما هي قضية شعب، ولابد من عودة الجيش إلى ثكناته والشعب من يقرر مصيره.فالحكم العسكري لا يعترف بأي من القوى المدنية حتى التي ساندته في البداية، ويصادر على حقوق الشعب وإرادته.
وتابع فهمي:
- أن كل تلك الإشارات مجرد محاولات للكر والفر في محاولة لتخفيف الضغوط عليه، ولكنه حتى الآن ماض في طريقه الإجرامي لا يتراجع ويرتكب كل يوم مزيدا من الجرائم . وها هي تصريحات وزير العدل في حكومة الإنقلاب أحمد الزند التي لا تنم إلا عن نازية وفاشية مطلقة تهدر أي قانون وترسخ لشريعة الغاب.
وعن واقع الجماعة الحالي في ظل تصاعد أزمة داخلية لديهم مؤخرا، قال فهمي:
أن الجماعة ثابتة وصامدة تشارك وبقوة مع أفراد الشعب المصري الحراك الشعبي، وقد مرت ذكرى الخامس والعشرين من يناير مؤخرا، بحراك قوي في الشارع المصري، كان هناك أكثر من 400 فعالية على الأرض – رغم كل الممارسات الإرهابية - و40 فعالية بالخارج.
متابعا، نعم يوجد أزمة داخلية في إطار المؤسسية بجماعة الإخوان المسلمين ، لكن الجماعة بأكملها مصممة على الوقوف في وجه الإنقلاب حتى كسره، حتى وان اختلفت الرؤى والاستراتيجيات نحو الكيفية، ولكن يظل الهدف واحد وواضح لدى جميع أفراد الجماعة ، ولن يثنينا عنه أي شئ.
أما فيما يخص حديث الأستاذ إبراهيم منير نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين حول ضرورة تدخل الأمم المتحدة وأنها فهمت على أنها دعوة لتدويل القضية المصرية، أوضح فهمي: أن الأستاذ إبراهيم منير تحدث في سياق جهود إقليمية يتردد في وسائل الإعلام أنها تبذل لحل الأزمة المصرية، فكان رده - في حواره مع قدس برس – أن أي جهود إقليمية لن تبرح مكانها مالم يكن هناك ضمانات دولية كافية ، متسائلا أين ميثاق الأمم المتحدة ؟
موضحا أنه وإن كان عدم توقيع مصر على مياق الجنائية الدولية – مثلا - لم يمكنا من رفع القضية في المحكمة الجنائية الدولية فهناك العديد من المواثيق الدولية التي يجب أن يتم تفعيلها والعمل بها، لذلك يجب أن يؤخذ الحديث في سياقه العام ولا يجتزأ، فهي لم تكن دعوة لتدويل القضية ولا التدخل في شؤون مصر الداخلية. ونحن نرحب بكل من يساند الشعب المصري في أزمته من شعوب العالم الحر ومن الدول التي تدرك أن الإنقلاب لن يكون في مصلحة شعوبها أو في صالح مستقبل العالم والمنطقة.
وفي نهاية الحلقة وردا على إتهام من السيد أحمد بان بأن الشعب لم ير خيرا من الإخوان المسلمين، وأنهم أجرموا أيضا في حق الشعب المصري، رفض المتحدث الإعلامي باسم الجماعة هذه الإتهامات جملة وتفصيلا موضحا كيف وقف الإخوان وحدهم ورفعوا راية المعارضة منذ نظام مبارك ودفعوا في هذا أثمان باهظة، وكيف كانوا وقودا لثورة يناير مع بقية القوى الثورية المناضلة، وكيف كانوا خط الدفاع الاول في موقعة الجمل التي حمت ميدان التحرير والثورة من أن تجهض.
ومارست الجماعة السياسة من خلال حزب سياسي رسمي، وأصبح حزب الأغلبية بعد أن فاز في 5 إستحقاقات إنتخابية بجدارة وفي عملية نزيهة شهد لها القاصي والداني ، كما فاز أفراد الجماعة بالأغلبية في معظم الإنتخابات النقابية، اختير منهم رؤساء لأكبر الجامعات المصرية، لذلك لم يكن هناك سوى الإنقلاب عليهم لتعطيل مشروعهم الإصلاحي.
وهنا نوه فهمي إلى ضرورة أن نفرق بين أخطاء الإخوان في الإدارة – شأنهم شأن أي حزب سياسي يصل للحكم للمرة الأولى وكان لابد من استكمال مدته للحكم عليه - وبين ما تم من تشويه للجماعة وللرئيس مرسي منذ اليوم الأول ، فقد تم محاربته وتم محاصرة قصر الاتحادية في محاولة مبكرة للإنقلاب عليه، ثم تم صياغة المشهد الهزلي ل 30 يونيه.
ولكن الإخوان لم يجرموا في حق الشعب المصري، بل كانوا خدما له ولمصالحه، لم يحبسوا الصحفيين، لم تغلق قناة، يقدموا دائما قيمة الوطن، وهم صمام الأمان للمجتمع المصري، وما حدث للجماعة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة لو حدث لأي فصيل سياسي آخر لكانت هناك حرب أهلية بين أبناء الوطن الواحد، لكن منهج الجماعة السلمي الواضح حمى الوطن من ويلات الإقتتال، ولم ترفع الجماعة السلاح في تاريخها إلا في وجه اليهود والإنجليز. فمن الظلم أن نساوي بين الضحية والجلاد بعد كل ما قدمته الجماعة من تضحيات وأثمان غالية.
المصدر
- حوار: رأي المتحدث الإعلامي لـ "الإخوان المسلمون" حول دعوات المصالحة في مصر موقع الفيس بوك - الصفحة الرسمية للدكتور طلعت فهمي