د. محمد بديع يفتح باب الأمل لجموع الإخوان

من | Ikhwan Wiki | الموسوعة التاريخية الرسمية لجماعة الإخوان المسلمين |
اذهب إلى: تصفح، ابحث
د. محمد بديع يفتح باب الأمل لجموع الإخوان

[25-07-2004]

مقدمة

جماعتنا شامخة لا يضرها من خالفها أو خذلها

الابتلاءات سنة الله لإيقاظ الأمة من غفلتها

المؤمن يستمد حلول مشاكله من كتاب الله وسنته

البطش والأذى لن يثني الإخوان عن خدمة أوطانهم

حوار: محمد الشريف

تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام نقطةً فاصلةً في تاريخها، فقد أعاد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والمذابح الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني إلى أذهان أمتنا الحروب الصليبية والغزوات التتارية، التي أصابت الأمة بانتكاسةٍ ورِدَّةٍ حضارية عظيمة.

تعيش الأمة الإسلامية هذه الأيام نقطةً فاصلةً في تاريخها، فقد أعاد الاحتلال الأمريكي لأفغانستان والمذابح الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني إلى أذهان أمتنا الحروب الصليبية والغزوات التتارية، التي أصابت الأمة بانتكاسةٍ ورِدَّةٍ حضارية عظيمة.

وسط هذه الانتكاسات عادةً ما يصاب البعض بالإحباط واليأس من مستقبل قوي لهذا الدين الذي اصطفاه الله- سبحانه وتعالى، ومن بين الذين يخيم عليهم هذا الإحساس شباب الحركة الإسلامية.

التقينا مع الدكتور محمد بديع- عضو مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين، إحدى أكبر الحركات الإسلامية المعنية بمناهضة الوضع القائم، والعمل على إعادة العزة لهذا الدين- تقابلنا معه ليشخِّص لنا حقيقة ما تتعرض له الأمة العربية والإسلامية، وما يجب أن تفعله هذه الأمة أمام ما نتعرض له من انتكاسات.. فإلى تشخيص الحالة و"روشتة" العلاج:


نص الحوار

المسلم والمؤمن رجل رباني يستمد مفاهيمه ومبادئه وحلول مشاكله من كتاب الله- سبحانه وتعالى- وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم- فلنضع هذه القضية في الميزان القرآني والسنة النبوية الشريفة.. لقد مرت الأمة بأوقات عصيبة أشدَّ من التي تمر بها الآن، فماذا كان موقفهم؟! هل استمدوا تفاؤلهم أو حتى بأسهم من الواقع الذي يحيط هم؟!
تعالوا نرى إجابة هذا السؤال من القرآن والسنة.. اسمع قول الله- سبحانه وتعالى:"وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ" (الأحزاب: 22)، وقد كان هذا حال أتباع جميع الأنبياء والرسل السابقين عندما كانت تظلم الدنيا من حولهم كانوا يثقون في وعد الله ونصره، فهذا نبي الله نوح وأتباعه الصالحون، يصنعون الفلك بأمر الله في أرض صحراء جبلية قاحلة لا يوجد فيها ماء للشرب، والناس من حولهم يسخرون منهم.."وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ" (هود: 38)، وذلك لأنهم يثقون أن الله- سبحانه وتعالى- لا يخلف وعده رسله وعباده الصالحين.. "مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ" (الحج:15) فماذا كانت إجابة الله لنبيه؟! اسمع قول الله تعالى: "فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا" (القمر:10-11)، فالسفينة صُنعت بإتقان من أناس رضي الله عنهم ورضوا عنه، لم يرتبطوا بواقعٍ مرٍّ أليمٍ، بل تعلقوا بما طلب الله- سبحانه وتعالى- منهم، لا بما ضمن لهم.
وانظر إلى حال نبينا يعقوب- عليه وعلى نبينا السلام- ضاع منه ابنه، بل ظن أنه قد قتل، وظل يبكي عليه ويدعو الله أن يأتيه به، فيزداد الابتلاء بفقد ابنه الثاني فيبكي حتى يفقد بصره، كل هذا يحدث وهو بشر يتألم ويبكي، وابيضت عيناه من الحزن، لكنه واثق من نصر الله في كل حكمه، وأنه لا يريد للمؤمن إلا خيرًا على المستوى الشخصي والمستوى الدعوي، وأنه- سبحانه وتعالى- أغيرُ على حرمة عبده وحرمات دينه من البشر جميعًا.

اسمع قول الله تعالى عن يعقوب: "إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنْ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ" (يوسف: 86).. انظر إلى اليقين الذي ينبض من هذه الكلمات ويكاد يقفز منها إلى قلبك يملأه يقينًا في وعد الله عز وجل.

تعالوا نرى إجابة هذا السؤال من القرآن والسنة.. اسمع قول الله- سبحانه وتعالى: ﴿وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ﴾ (الأحزاب: 22)، وقد كان هذا حال جميع الأنبياء والرسل السابقين عندما كانت تظلم الدنيا من حولهم كانوا يثقون في وعد الله ونصره، فهذا نبي الله نوح وأبتاعه الصالحون، يصنعون الفلك بأمر الله في أرض صحراء جبلية قاحلة لا يوجد فيها ماء للشرب، والناس من حولهم يسخرون منهم.. ﴿وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِنْ قَوْمِهِ سَخِرُوا مِنْهُ قَالَ إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ﴾ (هود: 38)، وذلك لأنهم يثقون أن الله- سبحانه وتعالى- لا يخلف وعده رسله وعباده الصالحين.. ﴿مَنْ كَانَ يَظُنُّ أَنْ لَنْ يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاءِ ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ﴾ (الحج:15) فماذا كانت إجابة الله لنبيه؟! اسمع قول الله تعالى: ﴿فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ* وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا﴾ (القمر:10-11)، فالسفينة صُنعت بإتقان من أناس رضي الله عنهم ورضوا عنه، لم يرتبطوا بواقعٍ مرٍّ أليمٍ، بل تعلقوا بما طلب الله- سبحانه وتعالى- منهم، لا بمن ضمن لهم.


اليقين بنصر الله

  • هل يعني هذا أن اليقين بنصر الله- سبحانه وتعالى- وتمكينه يجب أن يتوفر لدى كل مسلم، وأن يستقي ذلك من السيرة وتجارب النبيين؟!
بكل تأكيد.. وقصص الأنبياء والصالحين توضح لنا كيف كان يقينهم بنصر الله- سبحانه وتعالى- رغم كل ما يتعرضون له، فانظر إلى جدتك السيدة هاجر عندما تركها زوجها نبي الله إبراهيم مع طفلها في أرض صحراء قاحلة.. "إِنِّي أَسْكَنتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ" (إبراهيم: 36)، وذهب إلى ربه لينفذ أوامره، ولم يكن على المرأة الصالحة إلا أن تتأكد من سلامة المقصد والنية والتوجه، فقالت: آلله أمرك بهذا؟ قال نعم.. فانظر هنا إلى اليقين يتفجر من هذه الكلمات من المرأة الضعيفة التي لا يوجد حولها شيء يشيع الأمل، بل الواقع- كل الواقع- يبعث على الرعب والفزع والقلق، ولكنها مؤمنة، وكما قلنا المؤمن لا يستمد تفاؤله أو بأسه من الواقع المحيط به؛ لأن الأمور تجري بمقادير الله عز وجل، ماذا قالت؟! قالت: "إذًا لن يضيِّعنا"، ولو سألتها وقتها كيف وإلى متى؟! لقالت لك لا شأن لي بهذا.. إنما هو قدر الله تعالى "وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" (يوسف: 21).. أنا فقط واثقة من وعد الله ورحمته وكرمه.. انظر إلى الجائزة بعد أن بذلت ما عليها من جهد بالسعي بين الصفا والمروة، أكرمها الله بجائزة اليقين التي يشرب منها الحجاج والعمار، ماء وطعام وعلاج ومصدر للأمن والأمان ليوم الدين، وهو ماء زمزم، وفي المقابل لا نستمد أيضًا الفرح والزَّهو الذي قد يصيب النفس من الواقع إذا كان لصالحنا.
فقد اغتر المسلمون في غزوة حنين عندما أعجبتهم كثرتهم بوجود 12 ألف مقاتل، فلم تغنِ عنهم الدنيا بما رحبت وولوا مدبرين...!! وكذلك قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:
"والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تفتح عليكم الدنيا كما فتحت على من قبلكم، فتتنافسوها كما تنافسوها، فتهلككم كما أهلكتهم"، والقرآن الكريم يقول:
"قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ" (يونس: 58)، ويقول الإمام علي- كرم الله وجهه-: "جماع الزهد في الدنيا في كلمتين في كتاب الله: "لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ" (الحديد: 23).
فالنتيجة النهائية التي نخلص منها أننا نتألم لحال المسلمين، ولكننا نعلم أن الله يريد بما يجري من الأقدار إيقاظ الأمة الإسلامية، واصطفاء الشهداء، وفضح المنافقين، وخذلان الكافرين، والمؤمن الذي يتوضأ في ظلمة الليل الحالك استعدادًا للفجر على يقين من سنة الله عز وجل أن الفجر آتٍ لا ريب فيه.


التضييق

حوارات195.jpg
  • قد يؤدي التضييق الذي يتعرض له شباب الحركة الإسلامية إلى الخروج عن النهج الصحيح لمواجهة الانتهاكات التي يتعرضون لها.. فما رأيكم؟
يعلمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن مواجهة الأحداث الجسام تكون بقوة الصبر والتحمل، أما من يسيئون إلى أفراد الدعوة فهم فريقان: إما جاهل لا يدرك حقيقة ما يفعل، وهذا نبصِّره ونوضح له أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- قال: "يؤتى بالظلَمة، وأشباه الظلمة، وأعوان الظلمة، حتى من لاق لهم دواه فيوضعون في قفص من حديد ثم يقذفون في جهنم"، وأما المخططون والمدبرون والمتعمدون فنقول لهم قول الله عز وجل: "قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللَّهُ بُنْيَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمْ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ" (النحل: 26)، وإن كفار مكة قالوها حكمةً: "إن كنا نقاتل محمدًا وأصحابه فهم رجال ونحن رجال، وإن كنا- كما يدَّعون- نقاتل ربهم فلا طاقة لنا بهم"..!!
وانظروا يا من تحاربون الإسلام أين ذهب الاتحاد السوفيتي الذي لا يؤمن بوجود الله؟ وانظروا يا من تحاربون الحجاب في فرنسا وغيرها كم بلغ عدد المحجبات في فرنسا في العشر سنوات الأخيرة؟ وانظروا يا من حاولتم تحريف القرآن والسنة كيف خاب سعي من قبلكم وقد قضى الله عز وجل بوعد إلهي في آية من كتابه: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً" (الأنفال: 36)، "وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا" (التوبة: 52).


التضييق

  • قد يؤدي التضييق الذي يتعرض له شباب الحركة الإسلامية إلى الخروج عن النهج الصحيح لمواجهة الانتهاكات التي يتعرضون لها.. فما رأيكم؟


إلصاق التهم وسيلة فاشلة استخدمت منذ القدم، ففي كل عهد يُتَّهَم نبي من أنبياء الله والصالحون بتهم باطلة، فضحها الله تعالى وردها إلى أصحابها؛ لأنه سبحانه وتعالى هو القائل: "لا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلاَّ بِأَهْلِهِ" (فاطر: 43)، فقد قالوا عن سيدنا محمد- صلى الله عليه وسلم- "ساحر أو مجنون"، وقال سبحانه وتعالى هذا ديدنهم دائمًا، وفي الوقت الذي يصف هؤلاء المغرضون الرسول- صلى الله عليه وسلم- بهذه التهم يصفونه بالصادق الأمين، بل ويضعون عنده أماناتهم وهم يدبرون لقتله، وهو- صلى الله عليه وسلم- أهل لهذه الأمانة، لا يقابل السيئة بالسيئة، بل يقابلها بالحسنة، وكذلك فعل علي بن أبي طالب- رضي الله عنه- عندما عرض نفسه للموت على فراش رسول الله- صلى الله عليه وسلم؛ كي يرد الأمانات إلى أهلها.
والإخوان المسلمون أعلنوا على لسان مرشدهم الأول منذ نشأة الجماعة أن الله- عز وجل- غايتهم، وما كان لله دام واتصل، وما كان لغير الله انقطع وانفصل، فها هي الجماعة بفضل الله شامخة لا يضرها من خالفها أو من خذلها.
وقد اتهمت بشتى الاتهامات: قالوا عنها عميلة للإنجليز، ولما فشلت الفرية قالوا عنها عميلة للأمريكان، ولما فشلت قالوا طلاب سلطة، وهم يعلمون أن طريق طلب السلطة يتطلب النفاق والمداهنة التي بها يصل المنافقون لأعلى المراكز.. أما قولة الحق فهي تعرض صاحبها للأذى والبطش، والإخوان لم يردوا السيئة بالسيئة، ولكنهم لا يزحزحهم عن مصلحة بلادهم ولا حتى عن الدعاء للمخالفين أن يهديهم الله سواء السبيل، والإخوان لا يدعون أنهم وحدهم حملةَ الحق، ولكنهم يتعاونون مع كل مصلح بما فيه خير البلاد والعباد، تحميهم القاعدة الأصيلة "نتعاون فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضًا فيما اختلفنا فيه"، واضعين في مقدمة قضاياهم أحوال المسلمين المستضعفين في فلسطين والعراق وكشمير والشيشان والسودان.
أما ما يقع عليهم من إيذاء فهم يستظلون بقول الله عز وجل: "إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنْ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ" (الحج: 38)، ويطمئنون إلى قول الله عز وجل: "إن الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا * وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَاناً وَإِثْماً مُبِيناً" (الأحزاب: 57-58).
لقد أكرمنا الله بآية تشرف كل مؤمن ومؤمنة بأن ضمهم إلى رحابه ورحاب رسوله صلى الله عليه وسلم مدافعا عنهم.


انفلات الشباب

  • في ظل ما تتعرض له الحركة من إيذاء وتضييق أدت إلى وفاة أحد أبنائها من جراء التعذيب.. هل قد تؤدي مثل هذه التجاوزات إلى تفلت أو فتور شباب الحركة؟
هذا ما نحظر ونحذر منه؛ لأن الضغط الشديد يولد الانفجار، وهذا ما نوصي به شباب الدعوة دائمًا.. يقول رسول الله- صلى الله عليه وسلم-:"واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا"، ونقول لهم أيضًا إن من حاولوا سلك طريق الدعوة بغير الحكمة والموعظة الحسنة ندموا على ما حدث منهم، وعادوا إلى منهاج الإخوان الوسطي المعتدل، الذي يحمل أمانةَ تبليغ دعوة الله بالحكمة والموعظة الحسنة، ونذكرهم بقول حسن البنا- رحمه الله-: "ألجموا نزوات العواطف بنظرات العقول"، واعلموا- كما قال الله عز وجل- أن العاقبة للمتقين.
وفي الوقت ذاته نقول لمن بيدهم مقاليد الأمور إن الله- سبحانه وتعالى- سوف يسألكم عما استرعاكم، فاتقوا الله في دينكم وشريعتكم ومقدساتكم وأرضكم وحرمات المسلمين ومقدسات الأمة؛ فإنها أمانة في أعناقكم، فإن الحكم أمانة ومسئولية، وكلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، وكما قال- صلى الله عليه وسلم-: "ما من والي عشرة إلا وسيأتي يوم القيامة مكبَّدًا بالأغلال، لا يفكه إلا عدله، وإنه ما من والٍ يلي أمرًا من أمور المسلمين إلا وكانت له بطانات، بطانةٌ تأمره بالخير وتحضُّه عليه، وأخرى تأمره بالسوء وتحضُّه عليه والمعصوم من عصم الله".
نأمل في هذا التغيير الوزاري الجديد، ونقول لهم: على كل مسئول منهم أن يرعى الله- سبحانه وتعالى- في حرمة المواطنين، ويتق الله في اليمين الذي أقسمه بين يدي الله عند استلام المنصب، وهو يقول: أقسم بالله العظيم.. إنها كلمة يهتز لها عرش الرحمن، لو قدروها حق قدرها، لرعوا مصالح الشعب رعايةً كاملةً، وأولى رعاية لمصلحة الشعب رعاية دين هذا الشعب وأخلاقه قبل رعاية قوت يومه وأمور معايشه.
كما هي مقاصد الشريعة الغراء؛ حفظ الدين قبل كل المقاصد الأخرى، وأنقل لهم تحذير رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "من استعمل على قوم رجلاً وهو يعلم أن فيهم من هو أرضى لله منهم فقد خان الله ورسوله وأمانة المسلمين"، فأحسنوا المسئولية؛ لأنكم فعلاً مسئولون أمام الله، وأقول لكم إن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يدعو بدعاءٍ مستجابٍ لكم أو عليكم، فاسمعوا هذا الدعاء جيِّدًا واحفظوه وحافظوا عليه.. "اللهم من ولي من أمر أمتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي فشقَّ عليهم فاشقق عليه".

المصدر